ارشيف من :ترجمات ودراسات

هل فات أوان الهجوم الجوي.. على منشآت ايران النووية؟

هل فات أوان الهجوم الجوي.. على منشآت ايران النووية؟
كتب محرر الشؤون العبرية
ترى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بأن هناك نوعاً من السباق بين بناء القدرات الهجومية والدفاعية السلبية (التحصين) الإيرانية وبين توفر فرصة دولية عملانية لاستهداف البرنامج النووي الإيراني وصولا إلى حد الخوف من أن تتبلور فرصة سياسية دولية ما، على مستوى المستقبل، لكن بعدما فات الاوان من الناحية العملانية، لجهة استكمال إيران بناء قدراتها الدفاعية والهجومية التي قد تجعل أي هجوم عسكري عديم الجدوى. ضمن هذا الإطار، ذكر المعلق الأمني رونين بيرغمان، في صحيفة "يديعوت احرونوت"، أن المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية تُغير المصطلحات التي تستعملها في حوارها مع وكالات الاستخبارات الاجنبية. مشيرا إلى ان المصطلح كان ذات مرة "نقطة اللاعودة" وبعد ذلك أصبح "دولة حد أقصى" وبعد ذلك، "دولة حد أقصى مندفعة"، أما اليوم فالمصطلح الذي يستخدمونه هو "مجال المنعة". ويوضح بيرغمان معنى هذا المصطلح بالقول انه "لا يتناول التاريخ الذي ستملك فيه إيران قنبلة نووية حتى لو كانت بدائية وانما يتناول بل الوقت الذي يفقد الهجوم الجوي على المنشآت النووية الإيرانية فاعليته بعده".

بعبارة أخرى، تتساءل الأجهزة الاستخبارية عن الموعد في حال تجاوزته إيران لن ينجح الهجوم الجوي المفترض في إلحاق أضرار شديدة بكل مقومات البرنامج النووي الإيراني. بموازاة ذلك، كشف بيرغمان عن معلومة تنطوي على أهمية فائقة تتمثل بأن هناك رأي استخباري يرى بأن الموعد الذي بات فيه أي هجوم عسكري جوي، عديم الفاعلية، مضى قبل أربع سنوات، وانه لو تم الهجوم في ذلك الحين، لتحقق الغاية الإسرائيلية المنشودة. في المقابل يرى آخرون في المؤسسة الاستخبارية انه ما زال هناك مزيد من الوقت يسمح بإلحاق أضرار حقيقية بالبرنامج الإيراني، خاصة وأن هناك نوع من الرهان الإسرائيلي على تورط أميركي في خطوة كهذه. في المقابل يواجه الإسرائيليون مشكلة وهي أنهم يشكون بأن الإدارة الأميركية ربما تكون قد تخلت عن مبدأ "مكافحة إيران" ويستدلون على ذلك بتغيير مصطلح الإدارة من "منع الحد النووي الأقصى" إلى منع ايران من امتلاك السلاح النووي، أي بمعنى، تراجع التصميم الأميركي من منع إيران من امتلاك قدرات كامنة، إلى التسليم بذلك. واليوم يتحدث المسؤولون الأميركيون عن "منع السلاح" النووي فقط. ويؤكدون بأن الولايات المتحدة "مصممة على عدم ترك الإيرانيين يركبون رأسا نوويا على صاروخ"، لكنهم في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، امان، لا يصدقون هذه الوعود. ويتساءلون كيف ستعلم الولايات المتحدة بأن إيران اتخذت قراراً بالانتقال إلى إنتاج سلاح بالفعل، وحتى لو علمت كيف يمكن لها أن تثق بأنها ستستطيع منع ذلك؟.وعليه، يعتقدون في "إسرائيل" أن ما يتحدث عنه الأميركيون حقا هو "احتواء إيران النووية". وهو السيناريو الأخطر بالنسبة لـ"إسرائيل" لأنه ينطوي على التسليم بأمر واقع وهو أن إيران باتت دولة نووية. وبحسب تعبير بيرغمان، المعنى الحقيقي للتعبير الأميركي المعسول هو أن "سلاح يوم الدين موجود بحوزة نظام شيعي متطرف"، و"إسرائيل" لا تستطيع أن توافق على ذلك.
2011-06-13