ارشيف من :أخبار عالمية
النائب المقدسي أحمد عطون: لم نلمس أي حراك حقيقي من قبل السلطة تجاه قضيتنا العادلة
القدس المحتلة ـ خاص الانتقاد
في عام 2006 انتخب النائب عن حركة حماس من مدينة القدس احمد عطون للمجلس التشريعي، قامت على إثره سلطات الاحتلال باعتقاله لثلاثة أعوام ونصف وسحب هويته المقدسية، وبعد الإفراج عنه باتت سلطات الاحتلال تهدده ومن معه من نواب القدس بالإبعاد عن مدينتهم بحجة عدم حمله لهوية المدينة.
وبعد سنوات من المماطلة اتخذت سلطات الاحتلال قرارا نهائيا بإخراجهم من المدينة فما كان منهم سوى الاعتصام في مقر الصليب الأحمر الواقع شمال القدس، وعلى مدار عام كامل بقي النواب في خيمة الاعتصام في الصليب الأحمر حماية لهم من الخروج والتهجير من مدينتهم الأم.
وفي حديث خاص مع النائب أحمد عطون حول تلك القضية وأبعادها وماذا فعل لهم المجتمع الفلسطيني والعربي والدولي كان الحوار التالي:
ـ كيف تقوِّم موقف السلطة الفلسطينية وتفاعلها مع قضية إبعادكم؟
* كان هناك لقاءان قبل دخولنا في الاعتصام بعد تسلُّمِنا لقرار الإبعاد من الاحتلال الصهيوني مع الرئيس أبو مازن، وأطلعناه على ملابسات قضيتنا وخطورتها، فأخبرنا بأنه قد قام بإجراء اتصالات مع الاحتلال، وأطراف دولية أخرى وأنه قد حصل على تطمينات بأنه لن يتم إبعادنا، وصرّح الرئيس وقتها بأنّ إبعادنا عن مدينة القدس هو خط أحمر ولن يسمح به، لكننا تفاجأنا بعد أربعة أيامٍ بقيام الاحتلال باعتقال النائب محمد أبو طير ثمّ قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بطرده خارج مدينة القدس إلى الضفة الغربية".
ـ ما هو سبب اللجوء إلى مقر الصليب الأحمر والاعتصام به؟
* "ليس هروباً من الاعتقال وإنما لقناعتنا التامّة بضرورة الحفاظ على وجودنا كممثلين للشعب الفلسطيني في المدينة حيث وصل صوتنا للكثير من المحافل الدولية المختلفة، وها نحن نتواصل مع أهلنا وشعبنا ومع المؤسسات الحقوقية التي ترفع صوتنا وقضيتنا العادلة إلى العالم، وقد أثمر اعتصامنا".
ـ ما هي مطالب النواب المعتصمين من السلطة الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة؟
* على السلطة أن تقوم بتفعيل القضية في الأوساط الدولية من خلال السفارات ومنظمات حقوق الإنسان والقرارات الدولية المختلفة حسب اتفاقية جنيف، فنحن حتى الآن لم نلمس أي حراك حقيقي من قبل السلطة، وهذا ما تؤكده الوفود التضامنية التي تأتينا، إذ تحدثنا عن قصور حراك السلطة تجاه قضيتنا العادلة.
ـ ما هي الآليات والوسائل التي اتخذها النواب المقدسيون للتصدي لقرار الطرد؟
* هناك العديد من الآليات رغم محدودية الخيارات لديهم، لأنهم بمثابة أسرى في القدس، وقد تم تعيين طاقم من المحامين، وقام هذا الطاقم برفع دعوى قضائية في المحاكم الإسرائيلية ضد القرار، ولكن المحكمة الإسرائيلية ترفض أن تأخذ قرارا حتى اللحظة، وتشير إلى أن قضيتهم سياسية بامتياز، وتفضل حلها خارج المحاكم. كل هذه التحركات لم تؤتِ أكلها حتى الآن بردع الاحتلال عن قراره بطردنا وإبعادنا، لأن العالم ما زال يتعامل مع قضيتنا ومع الاحتلال بسياسة الكيل بمكيالين. هناك إجماع من الأطراف الدولية على ظلم هذا القرار وعنجهيته وكونه غير أخلاقي، ومناقضا لكل الاتفاقيات والمواثيق، حيث إنّ مدينة القدس مصنفة على أنها تحت الاحتلال، ولا يحق للاحتلال أن يقوم بتغيير معالمها ومكوّناتها الحضارية إنساناً وبنياناً وثقافةً".
ـ ماذا عن موقف العالم العربي والإسلامي من القضية؟
* إذا كان ما يحدث بالمسجد الأقصى المبارك الذي هو آية في كتاب الله وسطر من سطور عقيدة المسلمين، لم يحرك أمتنا العربية والإسلامية كما يجب، فماذا علينا أن نتوقع منهم اتجاه قضيتنا كنواب مهددين بالاقتلاع من مدينة القدس؟!... والتحرك العربي والإسلامي ما زال مخجلا صامتا، بخلاف ما نرى من الأوروبيين والغربيين، الذين يقطعون المسافات للتضامن معنا إيماناً منهم بعدالة قضيتنا حسب ما يقولون لنا.
نحن نثمن كل الجهود المبذولة على الصعد الفردية والمؤسساتية، لكنها ـ لا شك ـ تحركات ليست كافية، ولا بد من تضافر الجهود وتركيزها لدفع الضرر والدنس عن مدينة القدس ومقدساتها وسكانها العرب والمسلمين.