ارشيف من :خاص

إنسحاب "مافي مرمرة " التركية من أسطول "الحرية2": عطل فني ام استجابة لضغوط سياسية ؟

إنسحاب "مافي مرمرة " التركية من أسطول "الحرية2": عطل فني ام استجابة لضغوط سياسية ؟

أنقرة ـ حسن الطهراوي

إنسحاب "مافي مرمرة " التركية من أسطول "الحرية2": عطل فني ام استجابة لضغوط سياسية ؟

أثار القرار الذي أعلنه "بولنت يلدرم" رئيس جمعية الاغاثة الانسانية التركية في مؤتمر صحافي عقده فى مدينة اسطنبول عن عدم مشاركة سفينة "مافى مرمرة" في أسطول "الحرية 2" الذي سينطلق مطلع الشهر المقبل في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، الكثير من الجدل والاستغراب والاستهجان.

فالاسباب ـ بحسب المسؤولين الاتراك ـ هي تقنية تعود إلى عدم الانتهاء من إصلاح الأعطال التي اصابت السفينة في الرحلة الاولى، بعدما كانت تعرضت العام الماضي لهجوم وحشي من القوات البحرية الاسرائيلية وأدى يومها الى استشهاد 9 من المتضامنين الاتراك الذين كانوا عليها.

وقال رئيس الجمعية ان المساعدات التي جمعت من تركيا سيتم ارسالها عبر السفن الاوروبية الاخرى، كما يتوزع المشاركون الاتراك على هذه السفن، مؤكدا في نفس الوقت ان جمعية الاغاثة الانسانية التركية لا تزال جزءا من هذا المشروع الاغاثي الانساني.

وبالعودة إلى الإعلان عن هذا القرار الذي قد يعتبر طبيعيا لو كانت الظروف السياسية السائدة في المنطقة عادية، لكنه جاء بشكل مفاجئ وفي توقيت حرج بعد ما تردد عن ضغوط امريكية واسرائيلية على انقرة لثنيها عن قرار المشاركة في الاسطول، لذا فهو حمل معه الكثير من التساؤلات عن الاسباب الحقيقية لهذا التراجع، وخاصة ان التحضيرات في تركيا كانت تسير على قدم وساق وتم تأجيل رحلة الاسطول الى نهاية هذا الشهر بناءً على طلب تركي بسبب الانتخابات البرلمانية التي جرت فى 12 حزيران/ يونيو الحالي.

المؤيدون في تركيا لعودة طبيعية للعلاقات مع الكيان الصهيوني رحبوا بالقرار واعتبروه خطوة ايجابية نحو مرحلة جديدة تساعد على حل الازمة التي تفجرت بين الطرفين بعد حادثة اسطول "الحرية 1"، في موقف يتقاطع مع تصريحات اسرائيلية عبرت عن ارتياحها للقرار الذي تقول الاوساط الرسمية التركية انها لا علاقة لها به.

لكن المعروف ان جمعية الاغاثة الانسانية تربطها علاقة قوية بحزب العدالة والتنمية الحاكم، وان ضغوطا شديدة مورست في الفترة الاخيرة على الحكومة التركية من قبل الولايات المتحدة الامريكية واعضاء في الكونغرس الامريكي واللوبي الصهيوني لعدم السماح بمشاركة الاتراك في الاسطول، وهو ما كان اكده وزير الخارجية احمد داود اوغلو في تصريحات صحفية قبل الانتخابات، وحينها زعم ان "تركيا بلد ديمقراطي ولا تتدخل في شؤون المنظمات المدنية".

اما الكيان الاسرائيلي فكان من اوائل المهنئين لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية، وبالطبع لم ينسوا التذكير بأهمية عودة العلاقات مع تركيا والابتعاد عن خطوات تعقّد الاوضاع في اشارة الى اسطول "الحرية 2".

يبقى الاهم في الموضوع هو التحليلات التي تربط بين رحلة اسطول "الحرية 2" ومشاركة الاتراك والاحداث الجارية في سوريا وما يخشاه البعض في حال هاجم الكيان الصهيوني السفن، وتكرر ما حدث العام الماضي، فان ذلك سيحرف الانظار والاهتمام المصوب من وسائل الاعلام والمجتمع الدولي نحو سوريا وقضية النازحيين السوريين في منطقة انطاكيا الحدودية، لذا يبدو ان كثيرين بذلوا ـ وما زالوا يبذلون ـ جهودا كبيرة لاستبعاد الاتراك أو أي مشاركة رمزية لهم في اسطول "الحرية 2" وتأمين رحلة هادئة له حيث يتردد عن موافقة القائمين عليه باجراء عملية تفتيش على حمولة السفن في موانئ قبرص قبل توجهه إلى غزة.

2011-06-19