ارشيف من :آراء وتحليلات
القرار الاتهامي ونظرية "تشابك الساحات"
عبد الحسين شبيب
ارغمت هذه الخطوة واشنطن وباريس على الترحيب بها، من دون ان يعني ذلك ان نياتهما الشريرة قد انتهت. لكن المعركة تحتاج الى اخذ نفس بعدما تبين ان اوراق القوة السورية كافية بحيث نشرت جيشها في القرى السورية الحدودية المتاخمة لتركيا من دون ان تتنفس الاخيرة بكلمة. ولا احد ينسى تهويل تركيا سابقا بالحرب على سوريا بعيد اثارة ازمة لواء الاسكندرون مطلع العقد الماضي.
لماذا تراجعت انقرة؟ قيل انه التهديد الايراني. هذا يكفي لكي ينتهي مشروع اقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية لشن عمليات حربية ضد نظام بشار الاسد كما هو مطروح من "اسرائيل" وبعض الدول الاوروبية وفي مقدمها فرنسا.
مظهر التراجع التركي يكمن ايضا في اعلان وزير خارجيتها احمد داوود اوغلو عن زيارة قريبة له الى دمشق. يشي هذا الخبر بتعقل انقرة ومعرفة حدود قوتها، الامر الذي خيب امل التحالف الفرنسي ـ القطري الاكثر نشاطاً في الحرب على الرئيس بشار الاسد.
ايضا زيارة نائبين اميركي وبريطاني الى دمشق ولقاؤهما الاسد والانطباعات التي خرجا بها ساعدت في تظهير مكامن العجز الاميركي ـ الاوروبي عن المضي قدماً في حرب مفتوحة على النظام السوري. لكن الخبر الاهم غير المعلن ذلك الذي اوردته مؤخرا صحيفة "السفير" اللبنانية عن زيارة قام بها الى دمشق مسؤول كبير في وزارة خارجية دولة اوروبية تتصدر جبهة فرض العقوبات على سوريا، سواء في مجلس الامن او في الاتحاد الاوروبي، ونقله رسالة الى من التقاهم من المسؤولين السوريين عن "رغبة بلاده باقامة علاقات مميزة مع قيادة الاسد وتمنياتها بتجاوز الازمة الراهنة لتعود الامور الى طبيعتها"، ويشير الخبر الى ان "موقف الدولة الاوروبية بني على خطاب الرئيس السوري في جامعة دمشق". في اليوم نفسه وفي المقالة نفسها نشر خبر مفاده ان "مسؤولا في الخارجية الاميركية طلب من السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى نقل رسالة اميركية الى الرئيس بشار تتضمن مطالب من شأن استجابته لها أن تؤدي الى تغيير موقف الادارة الاميركية منه".
وبما ان نظرية تشابك الساحات هي السائدة في عالم اليوم، ولا سيما في ظل انتشار عسكري للدول اللاعبة في غير بلد عربي واسلامي، فانه يمكن تفسير الحذر والتردد الاميركي في مقاربة الملف السوري، بالقدر نفسه الذي لا يمكن التعاطي بحسن النية مع اعلان الرياض عن شروعها في بدء سحب قوات درع الجزيرة من مملكة البحرين مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي طرح تساؤلات عما جرى حتى تتخذ المملكتان هذا القرار؟ فالمهمة لم تنته بعد والمعارضة البحرينية اليوم أقوى من اي زمان مضى، وربما بات هناك تعاطف خارجي معها اكثر من السابق بفعل سلوكها السلمي المفرط ازاء سلوك عنفي دموي للسلطات البحرينية ومرتزقتها وقوات درعها الخليجية؟ لكن لماذا عادت السلطات البحرينية الى طاولة الحوار في هذا التوقيت بالذات، بعدما حصلت على جرعات دعم اميركية؟
الاجابة تكفلت بها شبكة "سي ان ان" الاميركية باحصائها مقتل 14 جندياً أمريكياً خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي في أكبر خسائر بشرية يتكبدها جيش الاحتلال الأمريكي منذ عام 2008، وفق حصيلة للمحطة لفتت فيها الى ان معظم الهجمات ضد القوات الأمريكية شنت في محافظات العراق الجنوبية، حيث الأغلبية الاسلامية الشيعية والمدن المقدسة ككربلاء والنجف الاشرف، حيث يحتفظ الجيش الأمريكي بعدد من القواعد العسكرية في الجنوب.
خبر الـ"سي ان ان" تضمن تصريحاً للناطق باسم الجيش الأمريكي، الجنرال "جيفري بوكانن" استبعد فيه ضلوع عناصر إيرانية مباشرة في تلك الهجمات، لكنه قال "ان منفذيها تلقوا تدريبات وأسلحة من إيران". الجيش الأمريكي اتهم ما وصفها بـ"ميليشيات شيعية" بالوقوف وراء تصاعد الهجمات ضد قواته مشيرا الى ان "الأدلة التي جرى تجميعها، تشير إلى استخدامها متفجرات تحمل اسم "إيرامز" ممهورة بتوقيع "كتائب حزب الله" الذي يوصف دائماً بأنه فصيل عراقي "يتلقي التمويل والتدريب من إيران".
تقف المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان في صدارة المشهد السياسي اليوم بعد صدور القرار الاتهامي ومعه اربع مذكرات توقيف بحق مجاهدين من حزب الله. لكن هل هذه هي الصورة الكاملة لحقيقة ما يجري؟ لا يحتاج الجواب بالنفي الى أدلة. دائما خلف كل ازمة تتصدر الواجهة الاعلامية هناك الشيء الحقيقي الذي ينبغي البحث عنه. هناك اجماع الآن على ان المحكمة تستخدمها الادارة الاميركية وحلفاؤها كأداة رئيسة في المواجهة مع
أفق الحرب الخارجية على نظام الرئيس بشار الأسد بات مسدوداً، على الأقل في المدى الزمني المتوسط الأجل |
محور المقاومة.
ايضا هذا الامر لا يحتاج الى ادلة. تكفي الحماسة الاميركية ـ الاسرائيلية ـ الاوروبية ـ العربية للقرار الاتهامي ولكل مسار المحكمة دليلا على ما يعولونه عليه. يكفي ايضا جرعات التعديل الثلاث التي ادخلها المدعي العام دانيال بلمار على القرار وتوقيت صدوره لكي تتبين الوظيفة السياسية الامنية للمحكمة. كان يفترض ان يكون توقيت صدور القرار بحسب تصريحات كبار المحكمة في خريف العام الماضي، لكن ربيع الثورات العربية وانصراف الاهتمام الدولي الى تداعياتها جعل اصداره في ذلك الوقت ينطوي على سوء ادارة. اليوم هناك اجماع على ان القرار جاء في توقيت يحتاجه اصحابه في المعركة مع محور المقاومة. وهناك اجماع على ان جسر هذا المحور، اي سوريا، في طريقها الى تحقيق نتائج حاسمة في مواجهة الحرب التي تدار ضدها من واشنطن و"تل ابيب" وباريس وعواصم عربية متواطئة بالتعاون مع انقرة. والخلاصة المتوافرة الان في غير عاصمة مهتمة بالشأن السوري تفيد بأن الرئيس السوري قطع شوطا بعيدا في ترتيب البيت الداخلي السوري عبر سلة اصلاحية كاملة اقرها بمراسيم وقوانين وحدد مدى زمنياً لها هو شهر آب/ اغسطس القادم لانجازها وادخال البلاد في مرحلة جديدة من المشاركة السياسية في السلطة. وقد تجلت ابرز مظاهر احتواء الاسد الايجابي للمطالب المشروعة في انطلاق اجتماعات المعارضة السورية في قلب العاصمة دمشق.
وفضلا عن تراجع الوهج الاعلامي، رغم مواصلة "قناة الجزيرة" حملتها باسم قطر، فان جملة من المعطيات التي تراكمت تفيد بأن افق الحرب الخارجية على نظام الرئيس بشار الاسد بات مسدوداً، على الاقل في المدى الزمني المتوسط الاجل.ايضا هذا الامر لا يحتاج الى ادلة. تكفي الحماسة الاميركية ـ الاسرائيلية ـ الاوروبية ـ العربية للقرار الاتهامي ولكل مسار المحكمة دليلا على ما يعولونه عليه. يكفي ايضا جرعات التعديل الثلاث التي ادخلها المدعي العام دانيال بلمار على القرار وتوقيت صدوره لكي تتبين الوظيفة السياسية الامنية للمحكمة. كان يفترض ان يكون توقيت صدور القرار بحسب تصريحات كبار المحكمة في خريف العام الماضي، لكن ربيع الثورات العربية وانصراف الاهتمام الدولي الى تداعياتها جعل اصداره في ذلك الوقت ينطوي على سوء ادارة. اليوم هناك اجماع على ان القرار جاء في توقيت يحتاجه اصحابه في المعركة مع محور المقاومة. وهناك اجماع على ان جسر هذا المحور، اي سوريا، في طريقها الى تحقيق نتائج حاسمة في مواجهة الحرب التي تدار ضدها من واشنطن و"تل ابيب" وباريس وعواصم عربية متواطئة بالتعاون مع انقرة. والخلاصة المتوافرة الان في غير عاصمة مهتمة بالشأن السوري تفيد بأن الرئيس السوري قطع شوطا بعيدا في ترتيب البيت الداخلي السوري عبر سلة اصلاحية كاملة اقرها بمراسيم وقوانين وحدد مدى زمنياً لها هو شهر آب/ اغسطس القادم لانجازها وادخال البلاد في مرحلة جديدة من المشاركة السياسية في السلطة. وقد تجلت ابرز مظاهر احتواء الاسد الايجابي للمطالب المشروعة في انطلاق اجتماعات المعارضة السورية في قلب العاصمة دمشق.
ارغمت هذه الخطوة واشنطن وباريس على الترحيب بها، من دون ان يعني ذلك ان نياتهما الشريرة قد انتهت. لكن المعركة تحتاج الى اخذ نفس بعدما تبين ان اوراق القوة السورية كافية بحيث نشرت جيشها في القرى السورية الحدودية المتاخمة لتركيا من دون ان تتنفس الاخيرة بكلمة. ولا احد ينسى تهويل تركيا سابقا بالحرب على سوريا بعيد اثارة ازمة لواء الاسكندرون مطلع العقد الماضي.
لماذا تراجعت انقرة؟ قيل انه التهديد الايراني. هذا يكفي لكي ينتهي مشروع اقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية لشن عمليات حربية ضد نظام بشار الاسد كما هو مطروح من "اسرائيل" وبعض الدول الاوروبية وفي مقدمها فرنسا.
مظهر التراجع التركي يكمن ايضا في اعلان وزير خارجيتها احمد داوود اوغلو عن زيارة قريبة له الى دمشق. يشي هذا الخبر بتعقل انقرة ومعرفة حدود قوتها، الامر الذي خيب امل التحالف الفرنسي ـ القطري الاكثر نشاطاً في الحرب على الرئيس بشار الاسد.
ايضا زيارة نائبين اميركي وبريطاني الى دمشق ولقاؤهما الاسد والانطباعات التي خرجا بها ساعدت في تظهير مكامن العجز الاميركي ـ الاوروبي عن المضي قدماً في حرب مفتوحة على النظام السوري. لكن الخبر الاهم غير المعلن ذلك الذي اوردته مؤخرا صحيفة "السفير" اللبنانية عن زيارة قام بها الى دمشق مسؤول كبير في وزارة خارجية دولة اوروبية تتصدر جبهة فرض العقوبات على سوريا، سواء في مجلس الامن او في الاتحاد الاوروبي، ونقله رسالة الى من التقاهم من المسؤولين السوريين عن "رغبة بلاده باقامة علاقات مميزة مع قيادة الاسد وتمنياتها بتجاوز الازمة الراهنة لتعود الامور الى طبيعتها"، ويشير الخبر الى ان "موقف الدولة الاوروبية بني على خطاب الرئيس السوري في جامعة دمشق". في اليوم نفسه وفي المقالة نفسها نشر خبر مفاده ان "مسؤولا في الخارجية الاميركية طلب من السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى نقل رسالة اميركية الى الرئيس بشار تتضمن مطالب من شأن استجابته لها أن تؤدي الى تغيير موقف الادارة الاميركية منه".
وبما ان نظرية تشابك الساحات هي السائدة في عالم اليوم، ولا سيما في ظل انتشار عسكري للدول اللاعبة في غير بلد عربي واسلامي، فانه يمكن تفسير الحذر والتردد الاميركي في مقاربة الملف السوري، بالقدر نفسه الذي لا يمكن التعاطي بحسن النية مع اعلان الرياض عن شروعها في بدء سحب قوات درع الجزيرة من مملكة البحرين مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي طرح تساؤلات عما جرى حتى تتخذ المملكتان هذا القرار؟ فالمهمة لم تنته بعد والمعارضة البحرينية اليوم أقوى من اي زمان مضى، وربما بات هناك تعاطف خارجي معها اكثر من السابق بفعل سلوكها السلمي المفرط ازاء سلوك عنفي دموي للسلطات البحرينية ومرتزقتها وقوات درعها الخليجية؟ لكن لماذا عادت السلطات البحرينية الى طاولة الحوار في هذا التوقيت بالذات، بعدما حصلت على جرعات دعم اميركية؟
الاجابة تكفلت بها شبكة "سي ان ان" الاميركية باحصائها مقتل 14 جندياً أمريكياً خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي في أكبر خسائر بشرية يتكبدها جيش الاحتلال الأمريكي منذ عام 2008، وفق حصيلة للمحطة لفتت فيها الى ان معظم الهجمات ضد القوات الأمريكية شنت في محافظات العراق الجنوبية، حيث الأغلبية الاسلامية الشيعية والمدن المقدسة ككربلاء والنجف الاشرف، حيث يحتفظ الجيش الأمريكي بعدد من القواعد العسكرية في الجنوب.
خبر الـ"سي ان ان" تضمن تصريحاً للناطق باسم الجيش الأمريكي، الجنرال "جيفري بوكانن" استبعد فيه ضلوع عناصر إيرانية مباشرة في تلك الهجمات، لكنه قال "ان منفذيها تلقوا تدريبات وأسلحة من إيران". الجيش الأمريكي اتهم ما وصفها بـ"ميليشيات شيعية" بالوقوف وراء تصاعد الهجمات ضد قواته مشيرا الى ان "الأدلة التي جرى تجميعها، تشير إلى استخدامها متفجرات تحمل اسم "إيرامز" ممهورة بتوقيع "كتائب حزب الله" الذي يوصف دائماً بأنه فصيل عراقي "يتلقي التمويل والتدريب من إيران".
الضغط العسكري الامني على قوات الاحتلال الاميركي يعيق رغبتها بابقاء قسم كبير من قواتها في العراق |
طبعا هناك تفسيرات عديدة اعتبرت ان الهجمات العراقية ضد قوات الاحتلال الاميركي جاءت ردا على توفير واشنطن غطاءً رسميا للسلوك العنفي لنظام البحرين ضد المعارضة، وعليه يمكن تفسير الخطوات التراجعية من قبل سلطات البحرين والسعودية بأنها أتت على خلفية الضغط الذي تعرضت له القوات الاميركية في العراق. طبعا الضغط العسكري الامني على قوات الاحتلال الاميركي يعيق رغبتها بابقاء قسم كبير من قواتها في هذا البلد، والذي تحتاج لتنفيذه الى اتفاقية امنية جديدة مع السلطات العراقية، خصوصا مع اقتراب موعد تنفيذ قرار واشنطن المعلن بسحب ما تبقى من جيشها في العراق ومجموعه 47 الف جندي اميركي نهاية العام الجاري.
اذاً نظرية تشابك الساحات تستطيع تفسير السلوك البحريني السعودي المستجد، وتستطيع ايضا تفسير تجزئة القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري وتجزئة مذكرات التوقيف في سابقة غير مألوفة قانونياً، ما دام ان التحقيق انجز وان المتهمين بالارتكاب معروفون بأسمائهم وجنسياتهم المتعددة بين لبنان وسوريا وايران كما تقول التسريبات "الصادقة" دائماً؟ كما إن نظرية تشابك الساحات تفسر ايضا التصريح الاخير لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يربط فيه بين أمن سوريا واستقرار المنطقة.
وعليه اذا كانت سوريا في طريقها الى تجاوز الازمة وتحقيق انتصارات في الحرب على خصومها، واذا كانت واشنطن تلقت اكبر عدد من القتلى في العراق منذ ثلاث سنوات، فان ادخالها اداة ضغط سريعة على ساحة الصراع بات ملحاً، من هنا جاء القرار الاتهامي بصيغته المجزأة ليؤدي دوراً في المواجهة حتى لا يلتقط محور المقاومة أنفاسه بحيث يخلق بيئة معادية لحزب الله في ساحة عمله الجهادي، ما يؤدي الى تسهيل مهمة اي حرب اسرائيلية مقبلة، وهو تفكير لم يغادر مركز القرار الاسرائيلي وتم الافصاح عنه كثيراً منذ اليوم الاول لانتهاء حرب تموز في الرابع عشر من آب/ أغسطس عام 2006. في ضوء ما تقدم هل يفترض بمحور المقاومة ان ينزل اوراق قوة وضغط جديدة الى ساحة المواجهة المترامية الاطراف؟
وعليه اذا كانت سوريا في طريقها الى تجاوز الازمة وتحقيق انتصارات في الحرب على خصومها، واذا كانت واشنطن تلقت اكبر عدد من القتلى في العراق منذ ثلاث سنوات، فان ادخالها اداة ضغط سريعة على ساحة الصراع بات ملحاً، من هنا جاء القرار الاتهامي بصيغته المجزأة ليؤدي دوراً في المواجهة حتى لا يلتقط محور المقاومة أنفاسه بحيث يخلق بيئة معادية لحزب الله في ساحة عمله الجهادي، ما يؤدي الى تسهيل مهمة اي حرب اسرائيلية مقبلة، وهو تفكير لم يغادر مركز القرار الاسرائيلي وتم الافصاح عنه كثيراً منذ اليوم الاول لانتهاء حرب تموز في الرابع عشر من آب/ أغسطس عام 2006. في ضوء ما تقدم هل يفترض بمحور المقاومة ان ينزل اوراق قوة وضغط جديدة الى ساحة المواجهة المترامية الاطراف؟