ارشيف من :ترجمات ودراسات
باراك يقر بالخلل الاستراتيجي ويراهن على المستقبل؟
كتب محرر الشؤون العبرية
تناول وزير حرب العدو، ايهود باراك، القدرات الاستراتيجية لكيانه الغاصب وقارن بين الأطنان التي يمكن أن تسقط على "إسرائيل" يوميا في حال نشوب حرب شاملة، تصل بحسب تقديره إلى 50 طناً، في مقابل ما تملكه "إسرائيل" من قدرات تصل إلى إطلاق نحو 1500 طن في اليوم. وعبَّر عن ثقته بأن خطة كيانه بالتزود بكل طبقات الاعتراض، "يمكن أن تُحدث تغييرات جوهرية لفرض التوازن الاستراتيجي لاسرائيل في المنطقة"، مشيراً إلى ضرورة زيادة الموازنة الأمنية لهذه الغاية.
لماذا لجأ باراك إلى هذه المقارنة وإلامَ تشير؟
تكشف مقارنة باراك بين قدرات العدو الصهيوني التدميرية وقدرات أعدائه، عن الحضور القوي الذي تركته وتتركه الاستراتيجية الصاروخية التي يعتمدها كل من حزب الله وسوريا والجمهورية الإسلامية في إيران تحديداً، لدى القيادة الإسرائيلية. مع ما لهذا الأمر من نتائج وآثار على أي دراسة يجريها صناع القرار في تل أبيب حول إمكانية شن حروب قصيرة أو طويلة أو توجيه أي ضربات استراتيجية محددة.
من جهة أخرى، أصل لجوء باراك إلى المقارنة بين قدرات "إسرائيل" وقدرات أعدائها، يؤكد أن وجهة كلامه هي أولا الرأي العام الإسرائيلي، وإلا لا يحتاج أصدقاء "إسرائيل" ولا أعداؤها إلى الاستدلال على قدرات الجيش الإسرائيلي التدميرية، وتحديدا في مواجهة كل طرف على حدة. ايضا، نفس لجوء باراك إلى هذا القياس يؤكد ضمناً طبيعة المعادلة القائمة، والتي بالتأكيد لا يُغيِّرها التفاوت في حجم القدرات التدميرية، لأسباب عديدة منها أن القدرات الصاروخية لحزب الله وغيره، هي بهدف الردع والرد على أي اعتداء إسرائيلي وليس للمبادرة الابتدائية. ولا يخفى أن حزب الله تمكَّن طوال فترة مقاومته للاحتلال الإسرائيلي، من فرض معادلة ردع متبادل بأساليب مختلفة، كان التفاوت في القدرات التدميرية بين الطرفين أكثر ميلاً لمصلحة "إسرائيل" من الآن. إلى ذلك، بدا من كلام باراك إقراره الضمني بالخلل الاستراتيجي، وبأن التوازن الحالي هو في غير مصلحة "إسرائيل"، إذ أشار إلى أن تطويرها لقدراتها الاعتراضية (ضد الصواريخ)، خلال السنوات المقبلة، سوف يؤدي إلى "إحداث تغيير جوهري إيجابي يتصل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة".
لكن ما تجاوزه باراك هو أن كلاً من إيران وحزب الله يطوّر قدراته الاستراتيجية وحقَّق حتى الآن، باعتراف قادة إسرائيليين، قفزات نوعية في هذا المجال. وفي هذا السياق يأتي كلام رئيس مجلس الأمن القومي السابق اللواء احتياط غيورا آيلاند، الذي اعتبر انه بالرغم من تطوير الجيش الإسرائيلي لقدراته في مجالات البر والجو والبحر، إلا أن حزب الله تمكن عبر تطوير قدراته من التقدم درجة.