ارشيف من :آراء وتحليلات
الحريري واستخدام فائض الفتنة: طريق السرايا يمر من حماه وليس من طرابلس
هيلدا المعدراني
توّعد فريق 14 آذار بإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالمعارضة الشرسة (حسب تعبير الأمانة العامة لهذا الفريق) والمعارضة القوية (حسب تعبير الحريري نفسه)، ويستشف من سلوك هذا الفريق وإيحاءاته (منذ تكليف ميقاتي) بأن المقصود بالمعارضة شرسة كانت أو قوية، هو وضع البلاد على حافة الفتنة وتشريع أبوابها أمام الفوضى ودفعها باتجاه المجهول.
ليس تفسير المعارضة الشرسة على هذا المعنى تأويلا متطرفا القصد منه رمي تهمة جزافا على فريق الحريري، فالكل يعرف أن الفريق المذكور لا يمتلك لا القدرة ولا الأدوات اللازمة لإسقاط الحكومة بالطرق الديمقراطية والسلمية والمشروعة، ففي المؤسسة التشريعية يشكل أقلية لا تؤهله استخدام الوسائل الدستورية لتحقيق هذا الهدف، في حين أن الشارع بأفضل الاحتمالات لا يمكن لأي جهة الزعم بالتفرد فيه، فضلا عن قدرة الأطراف المتخاصمة على استخدامه مداورة، مع الإشارة إلى صعوبة استخدامه من جهة خارجة لتوها من تجربة فاشلة وبائسة في الحكم، ارتدّت مآسي وويلات معيشية وحياتية على من تريد استنفارهم لنصرتها في الشارع.
على هذا، يمكن بسهولة تصور أشكال ومضامين السيناريوهات التي تشتغل عليها قوى 14 آذار للعودة إلى السلطة، وهي باختصار الشحن المذهبي، وذلك بالانتقاص من سنيّة الرئيس ميقاتي وتصوير قرارات حكومته (اياً كانت هذه القرارات) على أنها إضعاف لموقع الطائفة السنية في التركيبة اللبنانية، إضافة إلى محاولة تعجيزه بطلبات وشروط لا يحتملها البلد ولا يقوى على تنفيذها أي رئيس وزراء أو حكومة ومهما كانت الظروف.
مصدر متابع يصف ما يقوم به فريق الحريري بأنه مجرد رهان لا يقوم على حسابات ذاتية ومحلية، إنما مرتبط بلعبة الأمم التي تجري فصولها على مسرح المنطقة بهدف إعادة توزيع النفوذ بين القوى الإقليمية، وتدخل الفتن المذهبية من ضمن أسلحة الردع أو التهويل، وهي بمتناول جميع الأطراف، والتلويح بها لضبط توازنات هذه اللعبة وليس تخريبها، وعلى هذا، يقول المصدر: ولو أتقن فريق الحريري ـ على أكمل وجه ـ مهمته في التعبئة المذهبية، فلا يعني هذا، أنه قادر على زج البلد بالفتنة، لأن استخدام الفتنة أو استثمار هذا السلاح في أي بلد من بلدان المنطقة محصور بالقوى الإقليمية والدولية المعروفة، وهذا الأمر يدركه الحريري وحلفاؤه، لكن ما يعوّل عليه هؤلاء أن يجري تقاطع مصالح في مكان ما وزمان ما يقضي اللجوء إلى الفتنة المذهبية.
ويضيف المصدر: كما يدرك الحريري وفريقه أن رعاته الإقليميين (العرب منهم والترك) والدوليين (المحور الممتد من تل أبيب إلى واشنطن مرورا بباريس ولندن) لن يعطوه صلاحية مطلقة في استخدام سلاح الفتنة أو التهويل به لمواجهة حكومة ميقاتي، إن في إسقاطها أو في ما يتعلق بقرارات المحكة الدولية أو في حماية ما تبقى له من مواقع لأزلامه في السلطة والإدارة، لذا كان أخذ فريق 14 بنظرية ربط الساحتين اللبنانية والسورية (وفقا لمقولة إن الديموقراطية لا تستقيم في لبنان إلا بوجودها في سوريا) لتوظيف الفائض المذهبي الفتنوي الذي يمتلكه الحريري في التآمر على سوريا، مستغلا حاجة المحور الإقليمي الدولي المعادي لدمشق لكل ما يزعزع استقرار سوريا ويؤدي إلى إضعافها.
ويقول المصدر: يجب أن لا يتوهم البعض أن الحريري يعمل لإسقاط ميقاتي من طرابلس أو عائشة بكار والطريق الجديدة أو من صيدا والبقاع الغربي، فهو يعتبر أن وصوله إلى السرايا يمر حتما من حماه، لذا كان خطابه (في المقابلة التلفزيونية) وخطاب نوابه (في جلسة الثقة) مرتفع الشدة تجاه دمشق، وهو سيأخذ منحى تصعيديا في المرحلة المقبلة بناءً لطلب المتربصين بسوريا لتسويغ الإفادة منه محليا لمواجهة حكومة ميقاتي.
لا يعني هذا ـ على ما يقول المصدر ـ أن فريق الحريري لن يحاول أن يمذهب أي قرار تتخذه حكومة ميقاتي لحماية سيادة لبنان ووحدته من قرارات المحكمة الدولية، أو أي قرار تتخذه على صعيد تنظيف الإدارة وأجهزة الدولة من الفاسدين والمرتكبين والمتجاوزين لحدود السلطة، فالمتوقع أن يوغل الحريري في المذهبية تجاه هذه القرارات، ليس لأنه لا يتقن السياسة إلا من هذه الزاوية، إنما أيضا لأن ارتكابات الحريرية السياسية لا يمكن الدفاع عنها بالقانون والأخلاق والسياسة، فمن البديهيات أن تلجأ إلى المحرمات الوطنية للدفاع عن نفسها والحفاظ على استمرارها.
توّعد فريق 14 آذار بإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالمعارضة الشرسة (حسب تعبير الأمانة العامة لهذا الفريق) والمعارضة القوية (حسب تعبير الحريري نفسه)، ويستشف من سلوك هذا الفريق وإيحاءاته (منذ تكليف ميقاتي) بأن المقصود بالمعارضة شرسة كانت أو قوية، هو وضع البلاد على حافة الفتنة وتشريع أبوابها أمام الفوضى ودفعها باتجاه المجهول.
ليس تفسير المعارضة الشرسة على هذا المعنى تأويلا متطرفا القصد منه رمي تهمة جزافا على فريق الحريري، فالكل يعرف أن الفريق المذكور لا يمتلك لا القدرة ولا الأدوات اللازمة لإسقاط الحكومة بالطرق الديمقراطية والسلمية والمشروعة، ففي المؤسسة التشريعية يشكل أقلية لا تؤهله استخدام الوسائل الدستورية لتحقيق هذا الهدف، في حين أن الشارع بأفضل الاحتمالات لا يمكن لأي جهة الزعم بالتفرد فيه، فضلا عن قدرة الأطراف المتخاصمة على استخدامه مداورة، مع الإشارة إلى صعوبة استخدامه من جهة خارجة لتوها من تجربة فاشلة وبائسة في الحكم، ارتدّت مآسي وويلات معيشية وحياتية على من تريد استنفارهم لنصرتها في الشارع.
على هذا، يمكن بسهولة تصور أشكال ومضامين السيناريوهات التي تشتغل عليها قوى 14 آذار للعودة إلى السلطة، وهي باختصار الشحن المذهبي، وذلك بالانتقاص من سنيّة الرئيس ميقاتي وتصوير قرارات حكومته (اياً كانت هذه القرارات) على أنها إضعاف لموقع الطائفة السنية في التركيبة اللبنانية، إضافة إلى محاولة تعجيزه بطلبات وشروط لا يحتملها البلد ولا يقوى على تنفيذها أي رئيس وزراء أو حكومة ومهما كانت الظروف.
مصدر متابع يصف ما يقوم به فريق الحريري بأنه مجرد رهان لا يقوم على حسابات ذاتية ومحلية، إنما مرتبط بلعبة الأمم التي تجري فصولها على مسرح المنطقة بهدف إعادة توزيع النفوذ بين القوى الإقليمية، وتدخل الفتن المذهبية من ضمن أسلحة الردع أو التهويل، وهي بمتناول جميع الأطراف، والتلويح بها لضبط توازنات هذه اللعبة وليس تخريبها، وعلى هذا، يقول المصدر: ولو أتقن فريق الحريري ـ على أكمل وجه ـ مهمته في التعبئة المذهبية، فلا يعني هذا، أنه قادر على زج البلد بالفتنة، لأن استخدام الفتنة أو استثمار هذا السلاح في أي بلد من بلدان المنطقة محصور بالقوى الإقليمية والدولية المعروفة، وهذا الأمر يدركه الحريري وحلفاؤه، لكن ما يعوّل عليه هؤلاء أن يجري تقاطع مصالح في مكان ما وزمان ما يقضي اللجوء إلى الفتنة المذهبية.
ويضيف المصدر: كما يدرك الحريري وفريقه أن رعاته الإقليميين (العرب منهم والترك) والدوليين (المحور الممتد من تل أبيب إلى واشنطن مرورا بباريس ولندن) لن يعطوه صلاحية مطلقة في استخدام سلاح الفتنة أو التهويل به لمواجهة حكومة ميقاتي، إن في إسقاطها أو في ما يتعلق بقرارات المحكة الدولية أو في حماية ما تبقى له من مواقع لأزلامه في السلطة والإدارة، لذا كان أخذ فريق 14 بنظرية ربط الساحتين اللبنانية والسورية (وفقا لمقولة إن الديموقراطية لا تستقيم في لبنان إلا بوجودها في سوريا) لتوظيف الفائض المذهبي الفتنوي الذي يمتلكه الحريري في التآمر على سوريا، مستغلا حاجة المحور الإقليمي الدولي المعادي لدمشق لكل ما يزعزع استقرار سوريا ويؤدي إلى إضعافها.
ويقول المصدر: يجب أن لا يتوهم البعض أن الحريري يعمل لإسقاط ميقاتي من طرابلس أو عائشة بكار والطريق الجديدة أو من صيدا والبقاع الغربي، فهو يعتبر أن وصوله إلى السرايا يمر حتما من حماه، لذا كان خطابه (في المقابلة التلفزيونية) وخطاب نوابه (في جلسة الثقة) مرتفع الشدة تجاه دمشق، وهو سيأخذ منحى تصعيديا في المرحلة المقبلة بناءً لطلب المتربصين بسوريا لتسويغ الإفادة منه محليا لمواجهة حكومة ميقاتي.
لا يعني هذا ـ على ما يقول المصدر ـ أن فريق الحريري لن يحاول أن يمذهب أي قرار تتخذه حكومة ميقاتي لحماية سيادة لبنان ووحدته من قرارات المحكمة الدولية، أو أي قرار تتخذه على صعيد تنظيف الإدارة وأجهزة الدولة من الفاسدين والمرتكبين والمتجاوزين لحدود السلطة، فالمتوقع أن يوغل الحريري في المذهبية تجاه هذه القرارات، ليس لأنه لا يتقن السياسة إلا من هذه الزاوية، إنما أيضا لأن ارتكابات الحريرية السياسية لا يمكن الدفاع عنها بالقانون والأخلاق والسياسة، فمن البديهيات أن تلجأ إلى المحرمات الوطنية للدفاع عن نفسها والحفاظ على استمرارها.