ارشيف من :أخبار اليوم

المقتطف العبري ليوم الخميس: "الحرب القادمة يمكن أن تحدث بأي لحظة"

المقتطف العبري ليوم الخميس: "الحرب القادمة يمكن أن تحدث بأي لحظة"
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
أخبار وتقارير ومقالات
"القناة الأولى":
-الأطباء يصعّدون:مئات المتخصصين يهددون بترك العمل
- الكنيست تصوّت ضد قانون حول الحصول على الشقق السكنية
- يوحّدون التحركات؛ منظموا الاحتجاجات ضد" الكوتج" يتجندون لمساعدة حركة الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الشقق
- الكنيست تسقط اقتراح قانون حول التحقيق مع منظمات اليسار في إسرائيل
"القناة الثانية":
- ثورة الأطباء المتخصصين: مئات الأطباء المتدربين يخرجون إلى الشوارع ضد نقابة الأطباء
- الوقود مجددا: أسعار الليتر الواحد ستشهد إرتفاعا في مطلع آب المقبل
- من سيقود حزب العمل؟
- الكنيست يسقط مشروع الحقيق مع منظمات اليسار
- من يستطيع شراء شقة؟ وكم هو الصعب الحصول على قروض سكنية في البنوك؟
- زيارة إلى الإسرائيليين الذين أصبحوا من الأثرياء في كازاخستان
"القناة العاشرة":
- ثورة الأطباء المتدربين: يخرجون إلى الشوارع احتجاجاً
- أسعار الوقود ستسجل ارتفاعاً حاداً في الشهر القادم
- عاصفة في الكنيست حول اقتراح بالتحقيق مع منظمات اليسار
- ظاهرة جديدة : "نساء متدينات يصعدن إلى جبل الهيكل في القدس للصلاة بشكل مخفي"
- القبة الحديدية، العصا السحرية، والحيتس
- هكذا ستنتشر في أجواء إسرائيل.
صحيفة "يديعوت احرونوت":
- صرخة المختصين
- تهديد ليبرمان
- أين بيبي؟
- ثلث سعر الشقة ـ ضرائب
- من الاقسام الى الشوارع (الاطباء)
- المختصون يهددون باضراب عام
- ليبرمان يهاجم: "نتنياهو تراجع"
- دولة الخيام
- احتجاج الأهالي الثكلى على صيغة "يذكر" – "فليتذكروا بدوننا"
- بندقية مشحونة في الوجه
صحيفة "معاريف":
- شوارع غاضبة
- يسيرون حتى النهاية
- صيف غير هاديء
- مدن الخيام
- الحرب التي مُنعت
- ليبرمان: انتصرنا
صحيفة "هآرتس":
- الكنيست ردت مشروع قانون لتشكيل لجان تحقيق لمنظمات اليسار
- اسبوع على احتجاج الخيام: النزلاء مختلفون، الهدف مشابه
- بحث ليلي في طلب الدولة أوامر احترازية ضد المختصين
- غياب شاس، البيت اليهودي ويهدوت هتوراة رجح الكفة ضد تشكيل لجان التحقيق
- المستشار القانوني للحكومة يوصي بالاعتذار عن أحداث الاسطول لمنع رفع دعاوى بحق الجنود
- المستشار الكبير لاردوغان يقول لـ "هآرتس": "سيكون تطبيع بعد اعتذار اسرائيل"
صحيفة "اسرائيل اليوم":
- العصيان ينال الزخم
- المختصون: سنسير حتى النهاية
- أسعار الوقود ترتفع مرة اخرى
- منظمات اليسار لن يُحقق معها
- رسميا: اسرائيل اليوم رقم واحد
- عاموس عوز: "قلت اني ضد التشريع اليميني، ورأيت في الصحيفة أني اؤيد درعي"
---------------------------------------
خطوة لإنهاء التهديد الإيراني
المصدر: "إسرائيل هيوم ـ دانيال فايبس"

كيف يجب على الحكومات الغربية مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحددها واشنطن كـ "المدافعة الأكثر فعالية للإرهاب"؟.
أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون فانتا في الآونة الأخيرة: "نحن نرى المزيد من السلاح  يدخل من إيران إلى العراق، وهو في الحقيقة يضر بنا". مايك مولن، رئيس هيئة الجيوش المشتركة، قال إن: "إيران تدعم مباشرة المجموعات الشيعية المتطرفة، التي تقتل جنودنا".
الردود الأميركية تنقسم إلى معسكرين أساسيين: الصارم والدبلوماسي. الأول يرى بطهران دولة عنيدة ولذلك ينص على أنه يجب التعامل معها بالقوة؛ وفق هذا الموقف، العقوبات، الفيروسات والتهديدات لا تحقق الهدف ولذلك لا بد من استخدام خيار عسكري ضد القنبلة الإيرانية. الموقف الدبلوماسي، مقابل ذلك، السياسي، الذي تتميز به عموما السياسة الأميركية، ما زال يتوقع من طهران الاستجابة لمحاولات الحوار الدبلوماسي.
ساحة المعركة الأساسية للصراع بين الموقفين الأميركيين تستخلص سؤالا وهو: هل يجب إبقاء المجموعة البارزة جدا في المعارضة الإيرانية، مجاهدي خلق، في لائحة الإرهاب للإدارة الأميركية؟ إزالتها أم لا؟ هذا هو السؤال. المعسكر الصارم يريد إزالتهم من اللائحة بينما يعارض المعسكر الدبلوماسي ذلك، خوفا من أن تثير هذه الخطوة غضب الزعماء الإيرانيين وتمس بالجهود الدبلوماسية لتحسين العلاقات.
الطرف المؤيد يزعم أن لمنظمة مجاهدي خلق تاريخ من التعاون مع واشنطن ـ بدءا من تقديم معلومات استخبارية ذات قيمة كبيرة عن البرنامج النووي الإيراني مرورا بمؤهلات الزعامة الإيرانية التي ساعدت في إسقاط الشاه عام 1979. بمساعدتهم يمكن إسقاط النظام الحالي. في لائحة الداعمين لإزالة المنظمة من لائحة الإرهاب يمكن إيجاد موظفين أميركيين متعددي المستويات، من بينهم مستشار الأمن القومي جايمس جونز، ثلاثة رؤوساء هيئات عامة ( ين شلتون، ريتشارد مايرز، بيتر فيس)، وزير الأمن الداخلي طوم ريدج وكذلك المدعي العام مايكل موكسي.
أما مؤيدو الموقف الدبلوماسي فلا يتطرقون إلى هذه الفوائد ويزعمون أن على الحكومة الأميركية أن تستمر بالسير على قاعدة الاتهام بالإرهاب. وبحسب زعمهم، المسؤولون عن مقتل ستة اميركيين في السبعينيات (سواء كانت هذه المزاعم صحيحة ام لا)، موجودون على لائحة المنظمات الإرهابية. بيد ان المعايير تحدد ان فقط الحادثة الإرهابية التي وقعت في العامين الأخيرين هي ذات صلة بمناقشة مسألة هدف المنظمة كهيئة إرهابية.
وماذا بالنسبة للعامين الأخيرين؟ مؤيدو منظمة مجاهدي خلق يشيرون إلى ثلاثة قواعد بيانات أساسية في الولايات المتحدة، يظهر منها أن مجاهدي خلق نظيفة من العمل الإرهابي منذ عام 2006 ـ أو قبل ذلك. باختصار، الحجة لإبقاء المنظمة على لائحة الإرهاب لا أساس لها. وماذا بالنسبة للنوايا والأهدف؟ منذ 2007  لا ترى المحكمة الأميركية بنوايا المنظمة عملا فتاكا. في عام 2008 أزال البريطانيون هذه المنظمة من لائحة الإرهاب. كما فعل ذلك الاتحاد الأوروبي بعد عام من ذلك، وفي أيار/مايو 2011 فعل ذلك الفرنسيون. الآن جاء دور وزارة الخارجية الأميركية لتقرر. بتوقيع واحد بسيط بإمكان إدارة اوباما مساعدة الإيرانيين على التحكم بمصيرهم ـ وربما تنهي بذلك المنافسة النووية المحمومة.
---------------------------------------
ساعر: لا يجب على إسرائيل الاعتذار أمام تركيا
المصدر:"معاريف ـ جدعون ساعر"

أوضح وزير التربية بأن ليس هناك سبب للاستجابة لمطالب تركيا بالاعتذار عن أحداث القافلة البحرية في السنة الماضية: "استخدمنا حقنا بالدفاع عن النفس".
قال وزير التربية جدعون ساعر اليوم (الأربعاء) إن إسرائيل لا يجب أن تعتذر من تركيا إزاء أحداث مرمرة وقال "تركيا هي دولة مهمة وأيضاً العلاقات معها، لكن إسرائيل لا يجب أن تعتذر..". "استخدمنا حقنا في الدفاع عن النفس وفي فرض الحصار على غزة"، وأضاف أن جنود الجيش الإسرائيلي هوجموا على متن مرمرة وردّوا بطريقة تستحق الاحترام والتقدير.
تطرّق ساعر إلى هذا الكلام خلال مؤتمر إنهاء المشروع المشترك مع الجيش ووزارة التربية المعدّ لتشجيع الطلاب على التجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي لخدمة هادفة قدر المستطاع. وفي المؤتمر الذي نُظّم في المدرسة الداخلية في كفار هيروك، دعا الوزير رفاقه في الكنيست لإنهاء سن قانون ضد ظاهرة تهرّب النساء من الجيش.
قال ساعر "الكنيست بطريقة ما، لم ينجح بإنهاء سن القانون بهذه القضية لأن القانون مرّ بقراءة أولى"، "هناك نساء كثيرات يتهرّبن من الخدمة ويصرّحن عن عقيدتهن الدينية بشكل مخادع ويجب محاربة هذه الظاهرة".
وكان هذا الأسبوع قد دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إسرائيل لاستغلال الزخم الإيجابي الذي تولّد، وفق كلامه، والتوصل إلى صيغة مقبولة بقضية أحداث القافلة إلى غزة في السنة الماضية، حتى نتمكن من إعادة علاقات الدولتين إلى سابق عهدها بشكل فوري.
وفي حديث خاص لـ معاريف، خلال المؤتمر الدولي بشأن ليبيا والذي نُظّم في نهاية الأسبوع في اسطنبول، قال داوود أوغلو "يكفي أن ننظم موضوع الاعتذار والتعويضات، والعلاقات يمكن أن تعود كما كانت من الغد". وأضاف الوزير التركي "الآن هناك زخم إيجابي لتحسين العلاقات ومن المؤسف عدم استغلاله، وإلا الوضع سيتعقّد". "كل شيء مرتبط الآن بإسرائيل. رجاءً نقل هذه الرسالة إلى شعب وحكومة إسرائيل، وأنا آمل بأنهم سيُصغون. تستطيع تركيا وستكون مستعدة للمساعدة في عملية السلام وفي قضايا إقليمية أخرى مرتبطة بإسرائيل.
----------------------------------------
المستشار القانوني للحكومة يوصي بالاعتذار عن أحداث الاسطول لمنع رفع دعاوى بحق الجنود
المصدر:"هآرتس ـ باراك ربيد"

يعتقد المستشار القانوني للحكومة، المحامي يهودا فنشتاين، بأن الصيغة الحالية لتقرير لجنة التحقيق في الأمم المتحدة عن أحداث الاسطول كفيلة بأن تعرض جنود الجيش الاسرائيلي لدعاوى جنائية في أرجاء العالم. وبالتالي، أوصى فنشتاين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوصل الى تفاهم مع تركيا، حتى بثمن اعتذار اسرائيلي موضعي على قسم من أحداث الاسطول الى غزة. في وزارة الخارجية رفضوا التعقيب على هذه الاقوال.
وحسب مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس، يعتقد فنشتاين بأنه اذا وافق الاتراك على التعهد بعدم رفع دعاوى جنائية ضد ضباط وجنود اسرائيليين بسبب السيطرة على "مرمرة"، فان على اسرائيل أن تنظر بالايجاب في امكانية الاعتذار على نقاط الخلل التنفيذية والأخطاء في استخدام القوة، اذا كانت كهذه. ويدور الحديث عن اعتذار عمومي فقط لا ينطبق على مجرد ايقاف الاسطول أو على فرض الحصار البحري على غزة اللذين قررت لجنة الامم المتحدة بأنهما لا يتعارضان والقانون الدولي.
ومع أن تقرير الامم المتحدة من المتوقع أن يقرر بأن الاغلاق البحري قانوني، فانه قضى ايضا بأن مقاتلي الوحدة البحرية استخدموا قوة غير متوازنة في اثناء عملية السيطرة. وفي التقرير تُذكر تقارير تحليل مخبري بعد الوفاة تشير الى أن القتلى أُصيبوا بعدد كبير من الرصاص. فنشتاين ومسؤولون آخرون في وزارة العدل وكذا في النيابة العسكرية العامة يعتقدون بأن التقرير من شأنه أن يصبح مصدر مرجعية في القانون الدولي. وهذا الامر سيعرض الجنود والضباط الاسرائيليين الى الدعاوى في خارج البلاد.
تقرير لجنة التحقيق في الامم المتحدة سينشر في 27 تموز/يوليو في نيويورك. نشر التقرير تأجل عدة مرات في أعقاب ضغط امريكي على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. فالامريكيون يخشون من أنه اذا لم تنجح اسرائيل وتركيا في انهاء الازمة بينهما، سيقع تصعيد اضافي يمس بالمصالح الامريكية في الشرق الاوسط.
نائب رئيس الوزراء، موشيه بوغي يعلون، الذي أدار في الاسابيع الاخيرة الاتصالات مع ممثلي حكومة تركيا، وكذا افيغدور ليبرمان، وزير الخارجية، يعارضان كل نوع من الاعتذار للاتراك. رغم توصيات المحافل القانونية، يعتقد يعلون بأنه حتى لو توصلت اسرائيل الى تفاهم مع الحكومة التركية، فهذا لن يمنع مواطنين أتراك أو مواطنين من دول اخرى برفع دعاوى جنائية ضد جنود وضباط اسرائيليين.
----------------------------------
سنة الانتخابات بدأت
المصدر:"يديعوت احرونوت ـ ناحوم برنياع"

ثمّ ساسة يتحدثون عن انتخابات في الخريف القادم، عشية الانتخابات في امريكا: وهؤلاء هم المتفائلون؛ وثمّ آخرون يتحدثون عن انتخابات في موعد أسبق، في الربيع. ومهما يكن الامر فان سنة الانتخابات بدأت.
هذا هو التقدير الغالب اليوم حول مائدة الحكومة وفي قيادة الاحزاب والموظفية الحكومية الرفيعة المستوى. وحينما يكون هذا هو التقدير يكون السلوك كذلك. نرى ذلك في كل قضية يعالجها الجهاز السياسي، من أسعار جبن الكوتج الى مشكلة السكن ثم الى التصويت في الكنيست. لم تعد توجد حكومة وكنيست وائتلاف ومعارضة. يوجد مخزون من مرشحين في الانتخابات التمهيدية فقط، سيفعلون كل شيء، كل شيء، كي ينتخبوا.
ان افيغدور ليبرمان هو على نحو عام أول وزير يثقب ثقبا في سفينة الائتلاف. يحل ان نفرض بحسب سلوكه أمس انه لن يخزي التراث هذه المرة أيضا. فقد أصر على أن يأتي باقتراح بانشاء لجنة في الكنيست تحقق مع جمعيات اليسار بالتصويت عليه. وقد عرف سلفا انه سيخسر في التصويت لكن هذا لم يردعه. بالعكس: كان الهدف احراج نتنياهو في نظر ناخبي اليمين. وكيف يضمن ليبرمان ان يستوعب الجميع الرسالة، جمع حفلا صحفيا صور فيه نتنياهو ـ دون أن يذكر اسمه بصراحة ـ على أنه سياسي ضعيف ومنضغط ومذعور من النقد في وسائل الاعلام والعالم.
ان ليبرمان صاحب نزوات: فكل واحد يفهم لماذا يقفز لكنه لا يعلم هو نفسه أحيانا ان يفسر لماذا يكون ذلك في توقيت معين مخصوص. إن الاحراج الذي سببه لنتنياهو يمكن فهمه في سياق الانتخابات والحرب بينه وبين الليكود على أصوات اليمين.
لكن ليبرمان هو لاعب واحد فقط في جبهة واسعة. يرى رئيس شاس ايلي يشاي ما يحدث بين ليبرمان ونتنياهو، ويسأل نفسه لماذا يحددان موعد الانتخابات بحسب راحتهما ولماذا لا أفعل أنا. قطع يشاي في السنة الأخيرة مسافة تثير العناية من اقصى اليمين الى مركز الخريطة السياسية. ان جمود التفاوض والاضرار باسرائيل بعد التصويت في الامم المتحدة في ايلول تقلقه. والوضع الاجتماعي يقض مضجعه. وربما أيضا ظهور آريه درعي. كل ذلك يجعل ايلي يشاي عنصرا لا يقل عن ليبرمان هوسا في اجراءات تقديم موعد الانتخابات.
يشعر الوزراء واعضاء الكنيست أيضا بالتغيير في الجو. ان جميع الوزراء الذين غابوا أمس عن التصويت فعلوا ذلك خشية أن يورطوا أنفسهم: فلم يشأ وزراء الليكود التصويت اعتراضا على الاقتراح وان يعاقبهم منتسبو الليكود اليمينيون، لكنهم خافوا أن يصوتوا معترضين على نتنياهو فيعاقبهم. فمضوا الى بيوتهم لكثرة المخاوف. ومضى اعضاء الكنيست من شاس الى البيوت لانهم لم يريدوا منح ليبرمان جائزة لكنهم لم يريدوا ايضا التصويت مع اليسار. بل فضل اعضاء الكنيست من البيت اليهودي أي من المفدال سابقا، الهرب.
خطب أربعة وخمسون نائبا في النقاش، لكن رئيس الحكومة فضل ان يسكت. وقد همس بكلمة "ضد" من بين شفتيه وكأنه ابتلع مهروس الفلفل.
ان التصويت البائس على لجنة التحقيق علامة واحدة فقط على اقتراب موسم الانتخابات. ويكشف عن علامات لا تقل شأنا في مواقع يفترض أن تقرر الحكومة فيها. ان مشكلة السكن، التي تهدد بان تبعد عن الليكود ناخبيه الشباب، لا يمكن حلها سريعا. كل قرار ستتخذه الحكومة على دعم الشقق سيجدي آخر الامر على عائلات حريدية فقط: فهي أكبر وأفقر ومع عدم وجود حل للطبقة الوسطى يطلق نتنياهو كل يوم تصريحات للصحف.
وهذا هو شأن اسعار منتوجات الحليب وعشرات الامور الاخرى.
استوعبت الموظفية العليا في الحكومة الرسالة: فمن استطاع ترك، ومن بقي خاب أمله. قامت حكومة نتنياهو (أو لم تقم) بما عليها. وهي في الطريق الى صندوق الاقتراع.
----------------------------------------
خسارة ليبرمان العذبة
المصدر:"يديعوت احرونوت ـ اتيلا شومبلبي"

هوية المنتصر في الجولة التي جرت أمس (يوم الأربعاء) ضمن لعبة إنزال الأيدي غير الختامية بين بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان ليست واضحة تماماً في هذه الساعة. هل كان هذا نتنياهو، الذي لإجراء تغيير، نجح بارتداء قناع الحكومة على وجهه والكفاح من اجل منع القرار المشين الذي يثير غضباً وخلافاً في الكنيست، أو لعل ليبرمان، الذي من دون التهديد بأزمة ائتلافية ومن دون الضرب على الطاولة، نجح برمي الكرسي الذي يجلس عليه نحو العضو الأكثر حساسية في جسم رئيس الحكومة ـ مجموعة سهام مؤلمة؟
بخلاف ايلي يشاي الذي نشر في الأيام الماضية تهديدات ركيكة، مربكة ومتزعزعة حول انسحاب محتمل لـ "شاس" من الائتلاف بسبب أزمة الإسكان، فإن ليبرمان سياسي متقن وحكيم. رئيس إسرائيل بيتنا يقول فقط كلاماً يقصُدهم فيه. هو لا يكثر الكلام، وكذلك التهديدات، لكن لا يوجد مواطن في إسرائيل لا يفهم الى من يتوجه وزير الخارجية عندما يتكلم حول الانكفاء أمام الإعلام وأمام المجتمع الدولي وحول اللف والدوران في المواقف.
لا احد يستطيع أن يخطئ هدف إشارات وزير الخارجية، الذي ذكّر الجمهور بمن هو الينبوع الذي لا ينضب لمشاريع قوانين يمينية حقيقية. اتركوا بيبي والليكود، قال ليبرمان إلى ناخبي اليمين في إسرائيل. انا لن أتراجع، لن أتنازل، لن انضغط، ولست هستيريا. انا أتجاهل الصحافة ولا يهمني العالم. بالإضافة إلى ذلك، هل انتم تريدون يمين حقيقي، اذهبوا إلى الأصل. لماذا عليكم التعامل مع المزيّف؟.
من دواعي سروري، وربما حتى من حزن رئيس الحكومة، فان ليبرمان لا يحتاج إلى التهديد بالأزمات الائتلافية من اجل نقل رسائله الصحيحة إلى جمهور الناخبين الذي يتوجّه إليه. بسبب مخاوف نتنياهو اللا نهائية من تفكيك الحكومة، يستطيع وزير الخارجية ان يبقى حول طاولة الحكومة، ان يلدغ وينسف راحة رئيسه وحزبه، من دون أن يشعر حتى بضرورة التهديد بالانسحاب.
من يستطيع أن يقول له أي شيء؟ نتنياهو، الذي يحاول فقط تخفيض اللهيب؟ ليبرمان، من جهته، يرى نفسه كقائد المعسكر القومي. لذلك لا يستطيع السماح لنفسه بأن يكون غير متوقع. هو لا يستطيع السماح لنفسه بتفاسير غير ناجحة لفهم خطواته. لهذا هو ينشر القلق في الاستقرار الحكومي، ولكنه عبر ذلك استمتع بإيذاء نتنياهو.
عندما قال رئيس إسرائيل بيتنا ان الحرب لم تقع بيني وبين نتنياهو، هو تحدث مباشرة إلى مئات الآلاف في المجتمع الإسرائيلي المستفيدين من الإجراء غير الشرعي الذي نقل إلى اليسار الإسرائيلي في السنوات الماضية. الحرب هي حول السلوك، حول اسلوبنا، قال ليبرمان ـ والرسالة كانت واضحة: نحن لن نسمح لليساريين برفع الرأس. نتنياهو يشعر بالضغط من الصحافة، بالنسبة لي لا أهتم. صحيح في نهاية الأمر أن اقتراح فاينا كيرشنباوم دُفن، حالياً، لكن من الوجهة غير الديمقراطية حيث هذا الاقتراح وكذلك عدد آخر ـ لا يوجد شيء للقيام به.
عندما يغيب عدد لا يحصى من وزراء الحكومة بحجج مختلفة عن الجلسة بكامل هيئتها، وأكثر من ثلاث أعضاء من حزب الليكود يصوتون ضد موقف رئيس الحكومة ـ لا يوجد ما يُفرح. الاقتراح لدراسة تنظيمات يسارية هو فقط واحد صغير من بين عدد كبير من الاقتراحات التي تضعف قدرة إسرائيل على الاستمرار بالقول بأنها هي الديمقراطية الراسخة الوحيدة في الشرق الأوسط. ولكن، كيرشنباوم صدقت عندما قالت إن نفس مناقشة الموضوع هو انتصار. انتصار لها، انتصار لليبرمان، انتصار للتطرّف في السياسة وفي المجتمع، انتصار بدون شك سيجلب عدة مقاعد في الانتخابات المقبلة.
-------------------------------------------
"عنصر المفاجأة لدى عنصر الإحتياط اختفى"
المصدر:"بمحنى ـ نتنال روزمان"

على الرغم من الاستجابة العالية لعناصر الإحتياط للأمر ثمانية الذي أُرسل إليهم في صيف الـ 2006، فإن تشغيلهم خلال حرب لبنان الثانية هو أحد الخطوات التي حظيت بالانتقاد الأقسى مع انتهائها. التدريبات لم تكن كافية، ومعظمها لم تكن ملائمة لساحة الحرب ولم تشمل إطلاق نيران حية، كانت فقط جزءاً صغيراً من الانتقادات التي وُجّهت للجيش بهذا الشأن. وقد كشفت التحقيقات عن تشكيل لم يكن كفء ومستعداً للحرب، وعتاداً قديماً ورديئاً لم يلاءم حاجات المقاتلين. وبرز اعتراض عناصر الإحتياط مع نهاية المعارك، وسيطر الجيش على الموقف وخرج إلى حرب أخرى ـ هذه المرة على التشكيل الذي لا يمكن الخروج إلى حرب بدونه. ويقول ضابط الإحتياط الرئيسي، العميد شوقي بن عنات: "بما يتلاءم مع عبر الماضي، التي اختبروها، يدرك عناصر الإحتياط أن الحرب القادمة يمكن أن تحدث بأي لحظة، ربما في خلال نوبة حراستهم. ليس لدى حزب الله خطّة خاصة مع تسهيلات لعناصر الإحتياط، حيث أنه من الواضح لديهم أنهم سيضطرون لمواجهة كل المصاعب التي يعرفونها".
نسد الثغرات
إحدى الشكاوى الأقسى حول أداء الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، وجّهت إزاء كفاءة عناصر الإحتياط والوسائل القتالية التي كانت بحوزتهم. فقد أفاد حينها كثير من الجنود عن نقص في السترات الواقية والوسائل القتالية، ومن الشهادات التي نشرت في تقرير فينوغراد ذكر أنّه كانت تنتظر عناصر الإحتياط وحدات مخازن الطوارئ مسلوبة وفارغة. مقياس مدى اللايزر، نيغف محسّن وكذلك مؤشر حراري لمنع إطلاق نيران ثنائي، هي فقط جزء من الوسائل التي بحوزة عناصر الإحتياط حالياً، بهدف سد الثغرة التي نشأت بينهم وبين الجنود النظاميين في الحرب.
وبشأن المؤهلات، أدركوا في ذراع البر أنه يجب على ألوية الإحتياط التدرب أكثر، وبالنيران الحية. وفوراً بعد الحرب، تدربت كل الكتائب والألوية بصورة واسعة. حتى أنّه مؤخّراً ، أمر قائد الذراع، اللواء "سامي تورجمان"، بإجراء مناورات في الإحتياط بالنيران الحيّة.
وبالفعل، نفّذ لواء الإحتياط عتسيوني التابع لقيادة المنطقة الشمالية في الأشهر الأخيرة مناورة في محيط رطب على أراضي تابعة لقاعدة تساليم بالإشتراك مع قوات الجو، المدرعات، الهندسة والمدفعية. وقبيل نهاية العام، سيقوم لواء "ختسي هإش" (أسهم النار)  بمناورة لوائية أخرى للاحتياط بالنيران الحية في تساليم، وفي العام القادم سيقومون بعدّة مناورات أخرى. يقول رئيس قسم التدريبات في ذراع البرّ، العقيد "إيتان دهن": "مقارنة بالفترة التي سبقت حرب لبنان الثانية، طرأ تحسين على مستوى التدريبات ونوعيّتها. حالياً، مجمل وحدات الإحتياط تعرف قبل ثلاث سنوات كمية وتاريخ التدريبات. إن عنصر المفاجأة لدى عناصر الإحتياط اختفى، وهذا يؤدي إلى الاستقرار في المؤسسة الذي تعتمد كثيراً على قوّة الإحتياط".
كما يتحدّث العقيد "غاي هلوي" بأن "التدريبات التي أُجريت بعد حرب لبنان الثانية جرت ضمن أطر على شكل لبناني وسوري. كما جرت أيضاً قبل الحرب تدريبات، لكنها كانت بوتيرة متدنّية وبأقلّ قوّة بكثير".
وبحسب كلامه، كانت التدريبات نفسها في الماضي أقل قساوة من ناحية مشقتها، واليوم يتدرّب عناصر الإحتياط وهم يجرّون وزناً كبيراً جداً ويمشون أكثر. وأضاف بأن "هناك قدرة للسفر في النهار والليل بمركبات وآليات حربية مدرّعة، وهناك تعاون مع سلاح الجو وسلاح المدرعات. هذه الأمور كانت موجودة قبل الحرب، لكن ذلك لم تكن بمستوى عالٍ كهذا". التدريبات المكثّفة، التشغيل العملاني واللقاءات، إلى جانب التحسين على مستوى العتاد، كلّ ذلك أدّى إلى أن يسود شعور بالثقة بالقدرة العملانية والتماسك".
وقد أكّدوا في شعبة العمليات أنّ إحدى العمليات التي تسمح بتعدّد التدريبات هي التغيير في مخطّط التشغيل العملاني. وحالياً، يدرك القادة مسبقاً متى سيقومون بتشغيل عملاني، ومتى يكونون في تدريب. وتقول رئيسة فرع التشغيل العملاني في شعبة العمليات، المقدّم "تاليا لنكري": إن "مخطّط التشغيل العملاني يسمح بدمج التدريبات، والسعي هو لأكبر عدد من أسابيع التدريب".
وهناك أمر آخر ظهر على جدول الأعمال بعد الحرب، وهو نوع تدريبات القوات. وكانت إحدى الشكاوى الأساسية بأنه لم يكن لدى عناصر الإحتياط في المنطقة الشمالية منشآت لتدريبات في منطقة محصّنة أو للقتال في مناطق مبنيّة. وقد تم بعد الحرب إعادة تنظيم في قاعدة التدريب القيادية "أليكيم"، وأنشأوا في المكان محميات طبيعية يتدرب فيها المقاتلين في منطقة معقّدة محصّنة، والقرية التي يتدرّبون بها على القتال في منطقة مبنية. وقد مرت (لشبية) منشأة تدريب تحاكي القتال في منطقة مبنية بتغييرات مختلفة وفق التقديرات الإستخباراتية المناسبة، وأقيم فيها أحياء جديدة لفترات زمنية معينة. كذلك، أنشأت بين المنطقة المعقدة والمنطقة المبنية، في قاعدة التدريب القيادية، أنفاق هدفها المناورة على القتال تحت الأرض، كجزء من القتال في منطقة معقّدة محصّنة. وتقول ضابطة شعبة العمليات التابعة لقاعدة التدريب القيادية، الرائد "تسيبي كلودا" إن "المنشأة اليوم متطورة جداً ومطلوبة، وهناك الكثير من الوحدات في الجيش جاءت لإجراء مناورات فيها". كذلك، كجزء من المرحلة، تم تحديث مدرسة حرب العصابات في قاعدة التدريب القيادية، وهي اتسعت بصورة هامة من ناحية الضباط وقادة الصف المتدربين فيها، وكذلك من ناحية عدد المقاتلين الذين تستطيع استيعابهم.
وحدات مخازن طوارئ مليئة
ما خلا كفاءة التشكيل، وجّه تقرير فينوغراد انتقادا لاذعاً حول تجنيد الإحتياط وطريقة استيعابهم. عندما وصل عناصر الإحتياط إلى وحدات مخازن الطوارئ في الحرب، واكتشفوا أنّ فيها عتاداً ناقصاً، بعضاً منه كان قديماً وبالياً، وإلى حدٍّ ما لا يمكن استخدامه. وبعد حرب لبنان الثانية انطلق الجيش الإسرائيلي في مشروع "إشد هنحليم" (شلال الأنهر)، وفيه ملأت وأُعيد تأهيل مخازن الطوارئ بكلفة ملياري شيكل تقريباً. وفي نطاق المشروع، تمّ تحديث العتاد الشخصي الذي يحصل عليه المقاتلين كالسترات الواقية، الخوذ والبزّات العسكرية. كما تمّ تجهيز المقاتلين أيضاً بأسلحة مقصّرة، أجهزة تسديد (مهداف) ووسائل رؤيا ليلية. ومنذ الحرب جرت زيارات لوحدات الإحتياط في مخازن الطوارئ للتأكد من سلامة المخزون، انتظامه وملاءمته للحرب. ويؤكّد ضابط اللوجستيكا الرئيسي، العميد "مفيد غانم" بالقول: "الآن تنسيق التوقّعات واضح. فعنصر الإحتياط يدرك على ماذا يفترض أن يحصل، وعندما يحين الوقت يحصل عليه".
أما فيما يتعلّق بالتجنيد ـ قيل في تقرير فينوغراد أن تجنيد الإحتياط كان ينضوي على كثير من المشاكل، ومن بين جملة أمور، بطيء بعض الشيء. لقد نفّذت عشرات مناورات التجنيد والاستدعاء في كل القيادات وشملت التمركز في الوحدات. وحالياً يعملون في شعبة القوة البشرية على تفعيل مرحلة استيعاب عناصر الإحتياط. وبحسب المخطط، سيتم إستيعاب عناصر الإحتياط في الحرب القادمة في جهاز محوسب دون استخدام الورق وبسرعة كبيرة. سيمر عناصر الإحتياط الذين سيأتون إلى وحدة مخازن الطوارئ يمرون على جندي خاص وسيتم إدراجهم في الجهاز الذي سيوزع المعلومات على قادة الكتائب وضباط الإدارة العسكرية في اللواء والفرقة. وبعد أن تنتهي عملية توصيف الجهاز، يتم اختباره داخل عدّة سرايا احتياط. ويتوقعون في سلاح الإدارة الرئيسي، الموكل بالموضوع، أن خطّة الاستيعاب الجديدة ستساعد على خلق صورة وضع سريعة ومحدثة تمهيداً للخروج إلى الحرب. يشرح ضابط الإدارة العسكرية الرئيسي، العميد موشيه ألوش، الذي خدم في الحرب كضابط الإدارة العسكرية التابع لقيادة المنطقة الشمالية: "من وحدة مخازن الطوارئ، بإمكان عنصر الاحتياط أن يبدأ بالتزوّد والتحرّك بشكل شبه فوري. نأمل أنّ يُستوعب الجهاز في كلّ أنظمة التجنيد والارتباط في غضون عام".
عبرة أخرى استُخلصت من الحرب، تتمثّل بضرورة تعزيز تشكيل التجنيد والارتباط. يشدّد العميد ألوش: "بدأنا بالتدرّب المرتبط بالمخطّط الذي المفترض أن ننفّذه. على ضابط الإدارة العسكرية أن يملك الكفاءة المناسبة لأداء العمل كما يجب خلال الحرب. إنّها إحدى التحسينات الأبرز التي قمنا بها. لم يفهم الضباط لما على ضابط الإدارة العسكرية أن يكون متخصصاً في صورة الوضع خلال القتال. إلا أنّه إذا ما لم يدرك ضابط الإدارة وضع قواتنا، لن يكون على صلة بالتهديد وسيتحوّل إلى غير ذا صلة.

---------------------------------------------------
التهديد في ايلول
المصدر:"إسرائيل ديفنس ـ رونن كوهن"
التحوّل الدراماتي في العالم العربي الذي بدأ في دول المغرب، واستمر في مصر ويجري اليوم في بلاط الرئيس الأسد، يقود الأجهزة الاستخبارية ومستوى متخذي القرارات في إسرائيل لاختبار قوس السيناريوهات المحتملة في الساحة الفلسطينية قبيل شهر أيلول/سبتمبر القادم. ونتيجة لذلك، ما هي الخطوات الاحترازية المطلوبة من ناحية أمنية وسياسية.
حدد شهر أيلول/سبتمبر كموعد على خلفية الجهود الفلسطينية بقيادة ابو مازن لإعلان احادي الجانب عن دولة فلسطينية مستقلة، في محاولة للفوز بدعم سياسي قومي واسع قدر المستطاع وبقوة شرعية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. خطة رئيس الحكومة، سلام فياض، الذي حظيت بمصادقة الرئيس والحكومة الفلسطينية وخرجت إلى حيز التنفيذ في أيلول 2009، حددت لنفسها شهر أيلول من عام 2011 هدفا كموعد انتهاء المشاريع الأساسية وتوصلت إلى عمل منطقي لأجهزة الأمن والشرطة، التابعة للسلطات الإقليمية ولوزارات الحكومة بالتركيز على الاقتصاد والقضاء. من الزاوية الفلسطينية، يشكل تطبيق الخطة دليل لإثبات القدرة الفلسطينية على المواجهة بشكل مستقل، من دون اعتماد فعلي على إسرائيل، أوروبا والولايات المتحدة.
ولكن قبل تحليل السيناريوهات من المهم إدراك من اين تنمو السلطة الفلسطينية في العشر سنوات الأخيرة؟ هل "يوجد جديد تحت الشمس" أو يمكن انه "نفس السيدة بزينة مختلفة"؟ ما هو مجال المصالح والحالات الاضطرارية التي حدثت لها؟ وما هي نقاط القوة والضعف لديها؟
براعم انهيار السلطة القديمة بدأت منذ زمن بتدمير بناها التحتية، مؤسساتها وأجهزتها الأمنية في عملية "السور الواقي"  بدءا من آذار/مارس 2002. مواصلتهم لإخماد وإماتة زعيم ورمز النضال الفلسطيني القومي ياسر عرفات في نهاية عام 2004، مرورا بخسارة السلطة وفتح لصالح حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية الإقليمية في غزة ويهودا والسامرة في النصف الثاني من عام 2005. الخسارة التي مهدت الطريق للسيطرة التاريخية لحماس في الانتخابات العامة في شهر كانون الثاني/يناير عام 2006، وفي النهاية التحول المؤلم في صيف 2007 في القطاع الذي أصبح ممكنا بعد الانفصال الإسرائيلي عن القطاع (تشرين الأول 2005) ووسم ذروة الإذلال للسلطة وحركة فتح. كل ذلك سوية كانوا بمثابة سلسلة احداث مشابهة لكرة ثلج ضخمة تتدحرج بمنحدر مائل نهايته تحطم وتكسر النضال الفلسطيني بقيادة الحركة الوطنية، فتح (منذ 1965) والانتقال إلى نضال جهادي ديني رديكالي بقيادة حركة حماس الشابة والنضرة.
من المكان المنخفض جدا، على حافة الهلاك والدمار نمى من داخل الدمار السلطة الفلسطينية الـ "جديدة" في يهودا والسامرة. كيف حدث الأمر ؟ ما كانت الخطوات التي مهدت لها الطريق؟
ثلاثة أحداث اساسية كانت في جوهر التغيير وكانت في الواقع حجر الزاوية في أساسات البناء الجديد. الأول، بقيادة إسرائيل، كان موجة الاعتقالات (نيسان/ابريل 2007) التي شملت مئات الناشطين من حماس في أرجاء يهودا والسامرة من قبل الجيش والشاباك، نشطاء انتموا إلى الجيش الشعبي الذي أقامته حماس بعد انتخابات 2006 وشكّل النواة الذي كان من الممكن أن يقوم بانقلاب على شاكلة ما حدث في غزة بعد ثلاثة أشهر.
الحادث الثاني، بقيادة الولايات المتحدة، هو لجنة انابوليس (تشرين الثاني /نوفمبر  2007)، التي زيادة على أنها وضعت خطوط المفاوضات السياسية في فترة اولمرت (طاقم لفني ـ أبو علاء)، فإنها شكّلت الأسس لتأهيل أجهزة ومؤسسات السلطة بدعم أمريكي سياسي وعسكري وبدعم أوروبي.
الحدث الثالث والأخير، بقيادة الداخل الفلسطيني، هو تشكيل لجنة التحقيق لدراسة أحداث الانقلاب في غزة، لجنة شارك فيها مسؤولون كبار على المستوى السياسي والأمني، من بينهم من يعمل اليوم كمفتش الشرطة العام حازم عطا الله. خلافا للماضي، اللجنة حققت بعمق بجوهر الانقلاب وتوصلت إلى نتائج حادة فيما يخص الإدارة الرديئة والفاسدة لحركة فتح. وقد حدّدت المواضيع الأساسية التي يجب الاهتمام بها من اجل أن لا تتكرر أحداث من هذا النوع.
يبدو أن سياسة كهذه كانت مستندة إلى موافقة المستوى السياسي في إسرائيل ودعم مراحل العمل من "الاسفل" وهذا حدث بالفعل بدءا من صيف 2008. بعد وقت قصير على عملية الجيش ضد أهداف حماس في مدينة نابلس، توجّه رئيس الحكومة الفلسطينية فياض إلى وزير الدفاع باراك وطلب أن تمنح السلطة الفرصة للاهتمام بحماس وحدها. رغم عدم الثقة بقدرتها وبالحقيقة انها حظيت بلقب "جثة تعيش على التنفس الاصطناعي" من ناحية مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، قرر باراك السماح للسلطة بالعمل بتنسيق وبشكل تدريجي، لفترة زمنية.
في المقابل ومن الناحية الأمريكية باسم وزيرة الخارجية، عمل الجنرال دايتون على تأهيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، تدريبها وتأهيلها في الأردن وأريحا، انطلاقا من انه يحاول تطبيق النموذج الأمريكي ـ العراقي على إسرائيل. النموذج الذي تم تفعيله في بغداد عبر تقسيمها إلى 19 منطقة ينقل الأمريكيون المسؤولية في كل منطقة بشكل منفصل إلى العراقيين بعدما يتم التوافق على أنهم مستعدون للأمر. هكذا في الواقع ولد مشروع "جنين 1" وقد حظي هذا المشروع بموافقة إسرائيلية بشكل خاص لأن هذه المنطقة ينعدم فيها بشكل تقريبي الاستيطان اليهودي وإمكانية الاحتكاك فيها منخفضة. نجاحه كان رمزيا فقط، لأن إسرائيل لم تسمح للفلسطينيين بالعمل بالحرية والشمولية التي أرادوها. الفلسطينيون من ناحيتهم خافوا من نزعة التقسيم المناطقي من أن ينتشر لمدى طويل ويلغي المفاوضات حيال الأراضي كلها. لكن على الرغم من ذلك، سمحت إسرائيل أكثر وأكثر بحرية عمل لأجهزة الأمنية الفلسطينية، إزالة حواجز بمحاور الحركة الأساسية وسواتر التراب المحيطة بالمناطق المدنية وزادت التنسيق الأمني على كل مستويات العمل.   
سواء هذا أو ذاك، يمكن القول أن "المؤقت" من صيف 2008 تحول ليكون ثابتا في المثلث الإسرائيلي الأمريكي ـ فلسطيني. الأمريكيون وضعوا هيكلية إستراتيجية، إسرائيل سمحت بتحقيق العملية (حتى في عهد حكومة نتنياهو)، وحتى أن الفلسطينيين اخذوا الفرصة "بكلتا أيديهم" وبدأوا بانقلاب بقيادة فياض. هذا حوّل أحد السياسيين التكنوقراطيين إلى زعيم محلي يوحّد رؤساء الأجهزة الأمنية ويقودهم للعمل بثلاثة مساعي أساسية، عمل صارم ضد حركة حماس على بناها التحتية، إحباط العمليات التخريبية وسيطرة النظام العام.
العملية الأولى للسلطة في العهد الجديد لقبت بـ "إشراقة الموطن" (تشرين الثاني/نوفمبر 2008) واستهدفت نقطة الضعف لدى حماس في منطقة الخليل. بعدها أثبتت السلطة انه رغم "الدماء التي أريقت" في غزة خلال عملية "الرصاص المسكوب" والمشاهد الفظيعة التي عرضت على قناة الجزيرة، فهي قادرة على المحافظة على الهدوء النسبي في يهودا والسامرة وفي الواقع في المرة الأولى في تاريخها تبنت خط المعسكر العربي المعتدل. حادث بارز آخر كان تصفية خلية حماس في قلقيليا، (ايار/مايو 2009)، التي كانت مسؤولة عن إدخال السيارة المفخخة إلى تل ابيب (نيسان /ابريل2007) هناك للمرة الأولى قام عناصر أجهزة السلطة بإطلاق النار باتجاه نشطاء حماس وقتلوهم. ووقعت إصابات في صفوف الأجهزة، وقد دعا فياض العملية باسم "ألتالينا الفلسطينية".
حالياً، بعد مرور ثلاث سنوات على تسلق المنحدر بالعودة إلى القمة، توجد السلطة الفلسطينية في موقع جديد، ثابت وأكثر أماناً. النظام العام سيطر على منطقة يهودا والسامرة، المواطن المحلي شعر بوجود الشرطة وبقدرتها على فرض القانون، أجهزة الاستخبارات تتعقب بؤر الإرهاب بنجاعة وبسرعة حتى أنها تفاجئ الجانب الإسرائيلي، وحماس موجودة في فترة التراجع الأصعب التي عرفتها يوماً في هذه المنطقة. خطة فيّاض، حتى لو لم تنجح بان توضع على رف الأهداف الأعلى التي حُددت لها، تخلق تغيير عميق في المكاتب الحكومية التي تتسرب حتى إلى السلطات المحلية، تساهم بعمليات الاستقرار الاقتصادي والشعور بالأمن وسط المواطن البسيط. في حين ان فياض الذي يعمل بمثابة "وزير داخلية" ويعمل من "أسفل إلى أعلى"، فان "وزير الخارجية" أبو مازن الذي تقريباً لا يقطن في يهودا والسامرة، يجول في العالم ويحرّك المجتمع الدولي لدعم الاستقلال الفلسطيني وواقعاً لا يوجد شريك في الجانب الإسرائيلي. من الممكن القول أن إشارات السيادة الفلسطينية واضحة على الأرض.
السلطة في العصر الجديد غيّرت الصراع في إسرائيل، انتهى الصراع المسلح من مدرسة عرفات أو حماس، إنما "انتفاضة بيضاء" تسعى إلى استقلال فلسطيني عن طريق مقاومة مدنية على ما يبدو غير عنيفة على شاكلة بلعين، ضد السياج الأمني، المستوطنات اليهودية والوجود العسكري في المنطقة. دعوة (في أساسها علنية) لمصادرة المنتوجات الإسرائيلية في يهودا والسامرة ومنع عمل الفلسطينيين في المستوطنات. وكما ذُكر سلفاً، صراع حول الرأي العام في العالم. السلطة في العصر الجديد تحسّن عملية التحرك على الحبل الرفيع الموجود بين مهاجمة إسرائيل من "الأعلى" وبين الحفاظ على العلاقات والتعاون من "أسفل". هكذا، كلما يُحبط النشاط التخريبي المعادي، يُحفظ النظام العام وتُضرب حماس، فان إسرائيل تسمح للسلطة بمواصلة بناء قوتها وتأثيرها.
تجدر الإشارة إلى أن أبو مازن وفياض ليسا الزعيمين اللذين يقودان السلطة لتغيير وجهتها والعودة إلى النزاع المسلح والعنيف. كذلك لن يتنازلا عن الانجاز العظيم للسنوات الثلاثة الأخيرة. هما يدركان جيدا ان تغيير السياسة سيعيد إسرائيل إلى المربع الـ "صحيح" وسيبعد الدعم الدولي. واقعا يعيش المواطن الفلسطيني في يهودا والسامرة حياة تحت الاحتلال، لكنه لا يمكن ان يشعر بالتغيرات الضرورية على الأرض، الانتقال إلى مظاهرات عنيفة واسعة لا يعتبر بمثابة حاجة واضحة وحتى خلال عملية "الرصاص المسكوب" معظم السكان بقوا غير مبالين لإخوانهم في القطاع.
إذا كان الأمر كذلك، ما الذي يهدد السلطة؟ ما الذي يمكن أن يزعزع استقرارها وتغيير سياستها؟ التهديد المهم هو بالتأكيد من البيت، من داخل حركة فتح. سواء وجهاء القوم الذين يحدقون بصرهم نحو السلطة والمناصب الأساسية وإحباط الـ "تيار القومي" التابع لفياض، أو شبان المنظمة الذين يفورون داخل "طنجرة الغلي" للرغبة بالعودة إلى الصراع العنيف وتقليد طريق عرفات و"انتصار" حماس في غزة. الـ "غطاء" الوحيد الذي يمنع انفجار في هذه المرحلة هم قادة الأجهزة وزعماء معتدلين مثل وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.   
القدامى هم أولئك الذين وجدوا صعوبة بعدم تغيير الصيغة القديمة للسياسة ضد إسرائيل في مؤتمر فتح الأخير في بيت لحم، والذي يدعو إلى مواصلة النزاع المسلح في إسرائيل وعدم الاعتراف بها. والشبان هم أولئك الذين يقودون العمليات التي تنفذ في السنوات الأخيرة خصوصا في محاور الحركة في يهودا والسامرة والتي تؤدي إلى وقوع قتلى من بين القاطنين اليهود.
حالياً، فتح الـ "حزيران" المسيطرة على الحكومة، السلطات وعلى الأجهزة الأمنية. زعمائهم هم ابو مازن وفياض الذين ليسوا جزءاً من الحركة. لكن من جهة أخرى، تترصد لهم فتح الـ (صقر) المنتصبة في اسلوبها القديم الأقرب إلى حماس. برغوتي في السجن هنا ودحلان المتآمر هناك وعدد كبير آخرين ينتظرون الفرصة.
إذا ظهر ان هذه هي حقيقة الأمور، فان وزير الخارجية ليبرمان صادق بانه لن يحصل شيء استثنائي في أيلول/سبتمبر. لكن لا يمكن النوم على إكليل الغار، من الجدير ان يتحول الانتباه الإسرائيلي باتجاه تغيير قيادة السلطة لانه بنسبة معينة سيستقيل أبو مازن وسيجر وراءه فياض، من المؤكّد أن هناك احتمالا منطقيا بان يحل مكانهما زعماء فتح الـ "صقر" الذين يشكلون الأغلبية في الحركة. تغيير كهذا قد ينهي الـ "انتفاضة البيضاء" والعودة ببطء وتدريجياً إلى شوارع محاور نابلس الـ"شبيبة" وإعادة المواطن الفلسطيني المتمرد الى شرقي القدس.     
  -----------------------------------------
   
2011-07-21