ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الثلاثاء: ممنوع تعليق الآمال على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"القناة الأولى":
- كل البلاد في حركة احتجاج، مظاهرات وقطع طرق، انتظارا لكلام نتنياهو حول أزمة السكن
- الأطباء المتخصصون يتوجهون نحو القدس،ورئيس نقابة الأطباء يبدأ إضرابا مفتوحاً عن الطعام
- مراقب الدولة حول حريق الكرمل: انتقادات شخصية ضد وزراء وقادة في الشرطة ومصلحة السجون
- الخادمة التي ادعت على شتراوس كارن تظهر للمرة الأولى
"القناة الثانية":
- حركة الإحتجاجات على أسعار الشقق السكنية تصل إلى الكنيست، وإلى منزل رئيس الحكومة
- الأطباء المتخصصون يستعدون لتقديم استقالات جماعية
- رئيس نقابة الأطباء يبدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام
- تحقيق خاص: هل انخفاض أسعار العقارات بالنسبة للمقاولين سيوصل فعلا إلى تخفيض أسعار الوحدات السكنية؟
"القناة العاشرة":
-البطالة انخفضت مجددا، ولكن حركة الاحتجاجات ازدادت
- رئيس نقابة الأطباء يبدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام
- نتنياهو يلغي زيارة إلى بولندا بسبب الاحتجاجات الاقتصادية
- تعرفة الانتساب إلى حضانات الأطفال ستشهد ارتفاعا
- منفذ الجريمة في أوسلو يعترف بوجود مشاركين معه
- كيف أمضيتم هذا اليوم الأكثر حرارة حتى الآن في السنة الحالية؟
عناوين الصحف :
"صحيفة يديعوت احرونوت":- نتنياهو يعرض اليوم خطته
- الهدف: تخفيض الاسعار وطي الخيام
- دولة على الحمالة
- نتنياهو يعرض: شقة للايجار
- الصرخة تحتدم
- دعوة في الفيس بوك لاضراب عام
- عناية مكثفة
- يسير حتى النهاية
– رئيس الهستدروت الطبية يعلن عن اضراب عن الطعام
- ذكرى للجميع
– الدولة ستساعد التلاميذ المحتاجين بدفع تكاليف الرحلة الى بولندة
- هكذا تُقام قوة أصولية في كديما
"صحيفة معاريف":
- يسيرون نحو القدس
- خطة نتنياهو
- أين بيبي؟
- يخرجون من الخيمة
- الآن بالذات: يُدمرون نُزل طلاب، ويبنون مبان فاخرة
- احتجاج جديد في الشبكة: لا نصل الى العمل في 1 آب
- حماس تكشف: هكذا خطفنا شليط
- يونا ابروشمي في أول مقابلة منذ الافراج عنه: "بفضلي اليسار الاسرائيلي اختفى"
- بولندة للجميع
"صحيفة هآرتس":
- استطلاع "هآرتس": 87 في المائة يؤيدون المتظاهرين: انخفاض حاد في تأييد الجمهور لنتنياهو
- تقرير المراقب عن الحريق في الكرمل سيحدد المسؤولية الشخصية والوزارية
- في خطوة نادرة، رافضة طلاق تُرسل لشهر سجن
- تفاقم في الكفاح: المتظاهرون يغلقون الطرق في كل البلاد
- الاطباء يسيرون نحو القدس، المختصون يفكرون بالاستقالة
- ثلث الجمهور فقط راض عن أداء نتنياهو
- العجلة من المقاول
"اسرائيل اليوم":
- الاحتجاج والخطة
- رئيس الهستدروت الطبية بدأ باضراب عن الطعام
- خطة طوارىء
- "أخرجوا للكفاح في سبيل الدولة"
- الخيام وصلت الى المفترقات
- البطالة في درك أسفل تاريخي
-----------------------------------
أخبار وتقارير ومقالات
تقرير إسرائيلي:ممنوع تعليق الآمال على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ لمواجهة ا لتحديات الآخذة بالتعاظم في المنطقة
المصدر: "موقع WALLA الاخباري- تسبيكا فوغل"
فيما في لبنان قوة حزب الله آخذة في التعاظم، وفي موازاة ذلك تتعاظم ـ لا أقل ـ قوة حماس في قطاع غزة، تنشغل عندنا وسائل الإعلام والحكومة بالإعداد للانتخابات القادمة ضمن طرح القضايا الاجتماعية على رأس جدول الأعمال العام وتغاضٍ خطير عن شعور القدرة والاستعداد لدى أعدائنا على فتح معركة قتالية جديدة ضد إسرائيل.
الحرب ضد بارونات الحليب وحيتان العقارات حرفت جدول الأعمال العام، سويةً مع شعور الابتهاج بإنجاز "القبة الحديدية" والمنظومات الأخرى الموجودة قيد التطوير أو حيازتها، أدّت إلى أن صائغي الرأي العام وفي أعقابهم متّخذي القرارات نسوا أن الوسائل لا تزال غير كافية لكي تضمن لنا الطمأنينة التي تمكننا من الكفاح بحق من أجل تحسين ظروف أطبائنا في المستقبل.
بحسب المنشور علناً فقد تسلح حزب الله بأكثر من 20 ألف صاروخ ذات مدى يغطّي غالبية المناطق المأهولة لدولة إسرائيل، وإضافةً إلى ذلك حصل على أنظمة دفاع جوي. وبحسب نفس المصادر فقد تسلحت حماس في المقابل بنصف هذه الكمية. على فرض نجاح المنظومات الدفاعية لإسرائيل في منع 95% من القصف الصاروخي لا زال من المتوقع سقوط حوالي 1500 صاروخ على المراكز السكانية في إسرائيل.
لم يكن الوضع أبداً في منطقتنا متفجر إلى هذا الحد، مع الأخذ في الاعتبار كمية الأسلحة وقوة القتل الموجودة لدى جهات غير مسؤولة تراكم ثقة بالنفس من نفس تعاظمها، وأسباب القلق آخذة في الازدياد. عدم استقرار القيادة في سورية دفعها إلى إمرار آلاف الصواريخ البعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي إلى حزب الله، الذي يدرك جيداً أن سقوط الأسد يمكن أن يضع حداً لاستمرار تطوّره. إذا ما شعر الأسد أن قوى الثورة الداخلية تزداد، فمن الممكن أن يستخدم حزب الله كعامل يصرف الأنظار عما يجري في سورية. وحجة فتح النار سيجدونها إما على شاكلة مواجهة تتطور في البحر على خلفية ترسيم الحدود الإقليمية أو في البر على خلفية مطلب استعادة (قرية) الغجر ومزارع شبعا إلى الحدود اللبنانية أو أي سببٍ آخر يناسب حزب الله.
ممنوعٌ تعليق الأمل بأنظمة الدفاع ضد الصواريخ
إن غياب التقدّم في تأسيس السلطة في مصر يسمح لحماس ومنظمات إرهابية أخرى في القطاع بتشغيل مختبرات ومخازن أسلحة ومعسكرات تدريب وتأهيل خبراء في سيناء وكأنها لها. رغبة ابو مازن في الإعلان عن دولة فلسطينية، وعدم قدرته على فرضها أيضاً على قطاع غزة، يؤسس لواقع دولة حماستان هناك. هذان المساران، سويةً مع تعاظم قوة المنظمات الإرهابية التي تقوّض حصرية حماس في القطاع، يحثّان حماس على اتخاذ إجراءات قوة حضور وتمثيل كانت تُوجّه دائماً في الماضي للمواجهة مع إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي، بحسب ما يُنشَر، يستعد في هذه الأيام للأحداث المتوقعة في أيلول/سبتمبر على شاكلة إخلال بالنظام. الحكومة ـ هكذا يبدو ـ يظهر أنها غفت في نوبة الحراسة ولا تُبدي رأيها في التطورات المرتقبة والتدهور المحتمل. الذاكرة القصيرة للسلطة لم تستوعب أننا قد نفقد السيطرة على الأحداث، تماماً كما في أيلول 2000، والتسبب في حركة واحدة من عدم الفهم بصلياتٍ صاروخية على المراكز الأكثر اكتظاظاً في الدولة.
لا يجوز وممنوع أن نضع كل مصيرنا وآمالنا على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ، وعلى أطنانٍ من الاسمنت تحمينا عند سقوط هذه الصواريخ على مناطقنا. كلنا، هكذا يبدو، منشغلون أكثر بالاستعداد لـ "حملة قناديل البحر" التي تتجه إلى شواطئنا، بدل تقرير وجوب وصحة تقديم علاج للضربة وإزالة التهديد قبل أن يعدّ الطرف الثاني معطيات القصف لقواذف الإطلاق. نواقيس الإنذار تدق، فهل هناك أحدٌ ما (في كراسي الحكومة النفيسة) مستعد للاستيقاظ؟
-----------------------------------------------------------
الوحدات الخاصة وسيناريوهات الحرب القادمة
المصدر:"هآرتس ـ أمير أرون"
لو وضع في الإعتبار مدى خطورتها، وقتلاها الذين تجاوزوا الألف قتيل، كوارثها المفزعة (إسقاط طائرة ركاب، إعتداءات بالصواريخ على المستشفيات وتجمعات السكان)، وسائل ضبط النفس التي تبخرت خلالها (السلاح الكيميائي)، إذن كيف ستأتي الحرب القادمة وتمضي من دون أن تترك ورائها آثر؟. ما تبقى منها فقط هي خلاصة دروس وضعت في أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بشبكة الطوارئ القومية (رحال)، التي سوف يتم التهامها في وزارة حماية الجبهة الداخلية، وصور الوزير ماتان فيلنائي الذي يزور وادي عربة، في الموقع الذي سيتم نقل السكان إليه بعد تعرضهم للقصف من باقي أنحاء إسرائيل.
فيلنائي كان هذا الأسبوع قائم بأعمال وزير الدفاع الغائب إيهود باراك والذي حصل على إجازة يقضيها في الخارج. قبيل السيطرة على الزورق (كرامة) تحدث مع رئيس الأركان العامة بين جانتس، وصدق على خطة العمل الخاصة بسلاح البحرية. في حرب حقيقية، وليس لعبة حرب مثل (نقطة تحول – 5) يُفترض أن يحمي فيلنائي ظهر باراك، والذي سيكون مشغولا على الجبهة. هكذا وزعت الكتلة الصغيرة (كتلة الإستقلال) على نفسها المسئولية عن الساحات المحاربة.
إن خبرة باراك وفيلنائي في مجال العمليات الخاصة أمر شهير، باراك.. ليس فقط كقائد لوحدة الأركان الخاصة، ولكن أيضا كرئيس لشعبة الإستخبارات العسكرية، نجح في تحسين مستوى منظومة العمليات الخاصة. فيلنائي .. كقائد لوحدة مظليين، قائد عملية "نجع حمادي" في العمق المصري، ومن أسس لواء السلاح المضاد للدبابات التابع للإحتياط بسلاح المظليين، كأحد دروس حرب يوم الغفران.
من المسموح أن نتوقع منهما ومن رئيس هيئة الأركان العامة بني جانتس، والذي كان قائدا لوحدة الكوماندوز التابعة لسلاح الجو (شلداج)، أن نتوقع أن يطوروا توجه جيش الدفاع نحو رؤية شاملة لبناء قوات خاصة وإستخدامها في مهام خاصة.
هم لم يفعلوا ذلك بعد، فالقيادة العسكرية العليا التي ستجتمع هذا الأسبوع في ورشة عمل، مازالت أسيرة نموذج النيران (من الجو، البحر، والمدفعية ..إلخ)، ومناورة (تشكيلات مدرعة وميكانيكية وغزو أرض العدو)، بدون أي إنصات كاف لعنصر ثالث، العنصر الخاص، للدبابيس التي تكون أحيانا أكثر فاعلية من المطارق ـ خاصة في حرب حساسة ضد منظمات مثل حماس وحزب الله.
يتضح أن من ينتقل من قيادة جيش الدفاع إلى المستوى السياسي للمؤسسة العسكرية، يحافظ على نماذج راسخة، لكي لا يدخل في نزاع مع رئيس الأركان وجنرالات رئيسيين مثل رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية (أمان) وقائد سلاح الجو، وحتى مواطن بارز يعتبر محافظ سياسيا، مثل موشي أرناس، والذي يبدو كثائر تنظيمي ويفرض على الجيش تحديث بنائه (قيادة الأسلحة الميدانية، والجبهة الداخلية).
في سيناريو (نقطة تحول) المفترض، الحرب القادمة تبدأ بمبادرة من حسن نصر الله لتشتيت الرأي العام عن إغتيال الحريري بناء على ما حددته المحكمة الدولية، وهذه الحرب تُترجم إلى إعتداء على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، كإنتقام لإغتيال عماد مغنية. وفي الإعتداء الذي يقع خلال الإحتفال بالعيد، يقتل 15 إسرائيلي و10 من المحليين.
وفي رده، يشن جيش الدفاع هجوما على أهداف تابعة لحزب الله، وبعد أسبوع من ضبط النفس، تُطلق صواريخ صوب حصون جيش الدفاع شمالي إسرائيل، ويسقط ثلاثة قتلى. وفي الأسابيع التالية يستمر القصف، إطلاق على دوريات، محاولات إختطاف، تسلل لتنفيذ إعتداءات للمساومة، وسقوط 11 قتيل إسرائيلي ـ أطفال، مواطنين، جنود ـ وكذلك سقوط قتيلين في الجنوب بصواريخ القسام. وفي واحدة من غارات سلاح الجو على لبنان، قُتل ثلاثة من السوريين. "لن نجلس مكتوفي الأيدي" ـ هذا ما سيصرح به كما هو معروف الرئيس السوري بشار الأسد.
وقتها ستأتي ثلاثة أسابيع صعبة، تنذر بالتصعيد: صواريخ على بئر سبع، عسقلان، وأسدود، مقتل خمسة فتيان. خروج إنتحاري لتنفيذ إعتداء على مركز تسوق في بئر سبع، والنتيجة 16 قتيلا. إيران من جانبها ستعرب عن تأييد المعركة الإسلامية ـ العربية "للتخلص من الكيان الصهيوني المحتل".
قرابة ألف من سكان مستوطنات محيط غزة والكثير من المواطنين من بئر سبع أدركوا أي شئ تقصد إيران، وأخلوا منازلهم. طائرة ركاب كانت في طريقها إلى إيلات سقطت بعد ضربها بصاروخ. هناك منظمتان تعلنان مسئوليتها كل واحدة على حده، إحداها حزب الله والأخرى تابعة للقاعدة..الحكومة في إجتماع طارئ، وتعلن عن حالة خاصة في الجبهة الداخلية وعن التعبئة العامة.
بعد أيام تبدأ الحرب على ثلاث جبهات، بالإضافة إلى الجبهة الداخلية: لبنان، غزة، وسوريا (التي تقصف هضبة الجولان). وفي الأراضي المحتلة: إعتداءات وخروقات للنظام. يخرج عرب إسرائيل في تظاهرات جماعية ويغلقون محاور السير. مئات الآلاف من المواطنين يتوجهون من الشمال والوسط بإتجاه وادي عربة وغور الأردن، ولكن سوف يُقتل عشرات المواطنين في الفنادق التي إستضافت من تم إخلائهم في بئر سبع والبحر الميت، ومستشفى إيخيلوف في تل أبيب، نتيجة للإعتداءات مباشرة وعمليات إنتحارية، بينما تضرب سوريا أهدافا عسكرية ومدنية في الجولان. كما ستتعرض مواقع بنية تحتية لإصابات شديدة: كهرباء، ميناء حيفا، أجهزة الصراف الآلي.
العنصر الأساسي
في "نقطة تحوّل" لم يحاكوا الجبهة، الجانب العدواني للجيش الإسرائيلي، لكن لا يوجد سبب بعد لافتراض أن ما حصل في فرص سابقة لن يحصل، حتى أيضا ليس في نفس المحاور، بنفس القوة، وفق نفس الخطط التنفيذية. وفق هذا السيناريو، الجيش الإسرائيلي سيُجند بأكمله. الدلالة هي التحضير لعملية برية كبيرة، لإسكات مصادر النيران التي ترهق الداخل الإسرائيلي. احتلال مقابل تجفيف. دمج ما بين هجمات سلاح الجو، قصف مدفعي برّي وبحري وخلف خطوط فرق في طريقها لاحتلال منطقة، تدمير قوات وبلوغ أهداف يكون الانسحاب منها مشروطاً بتسوية أمنية.
ما ينقص هذه المقارنة هو نفس العنصر الذي يرعاه الجيش الإسرائيلي بين الحروب، لكنه يستخدم فيها فقط بمعيار: قواته الخاصة. سييرت متكال التابعة لأمان، شلداغ لسلاح الجو، شييطت 13 لسلاح البحرية. هناك من سيرغب بإضافة وحدة الشرطة الخاصة لحرس الحدود مغلان ودوفدفان، إليها. كلها وحدات خاصة، كلها مميزة، أجزاء غير منضمّة إلى شالوم؛ منتخب كرة القدم الأرجنتيني.
حزيران هو الشهر الذي تمر فيه ذكرى حرب الأيام الستة وحرب لبنان "الأولى" (في الحقيقة، الوحيدة حتى الآن) أيضا معا؛ تموزـ ذكرى عملية "عنتيبا" وحرب لبنان "الثانية". مشكلة الجيش الإسرائيلي الكبيرة هي أن قدرة "عنتيبا" لم تتجسد تقريبا في الحروب.
ما الذي حصل في عنتيبا؟ كان هناك مقر قيادة واحد، لضابط سلاح المشاة والمظليين الرئيس، الذي استخدم لاقتحام مقر هنتيفوت، قوة خاصة واحدة، وحيدة ومتناسقة، دون الخوف من التشابك في المعركة بين وحدتين مفوضتين؛ وأيضا مفوضيات من لوائي سلاح المشاة آنذاك. سييرت متكال في طليعة العملية والقوات ـ من الكادر، ضباط ورقباء ـ من المظليين ومن غولاني.
كانت هناك معرفة مسبقة بالأهمية التاريخية وبتراث المعركة الخاصّ بالألوية. لو جرت عملية عنتيبا هذه السنة، لكان استُخدم ضغط كبير على قائدها لإشراك شلداغ، شييطت 13 وحدة الشرطة الخاصة وطواقم من الوية الناحل، جفعاتي وكفير.
أُنشئت شلداغ بعد شهر من عملية عنتيبا، على قاعدة كتيبة الاحتياط التابعة لسييرت متكال التي قادها موكي بتسار، وبقايا وحدات السييرت القيادية التي فُككت (شيكد في الجنوب، حروب في الوسط وإيغوز في الشمال)، بداية بالخضوع لضابط المشاة والمظليين الرئيسي، وبعد ان استوعب الأخير في قيادة أسلحة الميدان ـ في سلاح الجو. لقد كان هذا الأمر تحقيقا لنبوءة قائد السلاح في حرب يوم الغفران، بني فيلد، الذي أراد أن يسيطر على وسائل مختلفة، من بينها الاستخبارات والكومندوس، الضروريين لتنفيذ مهمات السلاح ـ دون الاعتماد على تطوع آخرين، منشغلين قبل كلّ شيء بمهماتهم.
قوات المدرعات التي عبرت القناة من العربا واحتلت قواعد الصواريخ أرض ـ جو التابعة للجيش المصري علّمت سلاح الجو درسا في التواضع. فيلد، وبعده دافيد عبري وعاموس لبيدوت، كانت تعوزهم قوة برية مثلها، تساعد سلاح الجو لمساعدة القوات البرية.
من قوة شخصية أصحاب هذه الوظيفة وفي غياب عامل آخر، أعطي لضابط المشاة والمظليين الرئيسي تفويض مهني على عمليات خاصة. هذا الموضوع نُسب، حتى منتصف السبعينيات، فقط لنشاطات سييرت متكال، شييطت 13 وفرق فريدة للمظليين (لا سيما من السييرت)، بواسطة مروحيات وقطع بحرية، في عمق المنطقة الواقعة خلف خط التماس مع العدو.
أول ضابط مشاة ومظليين رئيسي كان رفائيل إيتان، رفول، الذي قاد أيضا العملية في مطار بيروت في كانون الأول 1968. بعده تم تعيين عمنوئيل(مانو) شكد، الذي خدم سابقا بصفته رئيس قسم العمليات في متكال، وقاد بصفته ضابط المشاة والمظليين الرئيسي عملية "افيف نعوريم" لسييرت متكال، الوحدة المختارة من كتيبة 50 للناحل المظلّي والموساد.
في نهاية حرب يوم الغفران تم تعيين دان شومرون، الذي حاز على منصب عضو الهيئة العامة لإنقاذ سلاح المشاة من الهلاك؛ وبعد عنتيبا تم تعيين أوري سمحوني ضابط المشاة والمظليين الرئيسي، والذي كان سابقا قائد وحدة إيغوز وقائد لواء غولاني.
عديد القوات
خُصصت سييرت متكال بالأصل لعمليات سرية لجمع المعلومات الاستخباراتية. العمليات العنيفة والصارخة في الستينيات، التي كانت قليلة في نسبة المشاحنات بين الألوية وداخلها، نفذها المظليون وغولاني. مع مرور الوقت، تغلبت العلاقات الشخصية والعلاقة بالملوك على التوصيفات البرية. رئاسة قسم العمليات انتقلت إلى المغادرين من لواء المظليين، موتيه غور ويتسحاق حوفي.
قائد سييرت متكال، دوفيك تمري، الذي كان أكثر شبابا بينهم، لكن مثلهم من أبرز ضباط المظليين، عرف كيف يستولي على الطواقم التنفيذية في الوحدة، إدراج قتالي للعمليات الصغيرة(تفجير محطات وقود بالقرب من قلقيليا) والمتوسطة (عملية سمواع) آنذاك. سييرت متكال كانت لا تزال متفرجة وغير مرئية، لكن بسبب نوعية المقاتلين فيها اقنتعت أنه من الصحيح أن تفرض عليها مهمات مُطلق النيران والمطلَق عليه النار.
لكن في حرب الأيام الستة، بتهمة إسراع سلاح الجو بتدمير أسلحة الجو العربية في قواعدها، أُخفيت تقريبا كل خططها المتألقة. لم تؤثرعلى الأقل عملية مهمة واحدة ضد الجيش المصري، دون الاصطدام بالعدو، على الحرب. في نفس الوقت، شييطت 13 ركّزت ـ دون ان تحرز نجاحا كبيرا ـ على عمليات لصالح سلاح البحرية. لم يكن هناك تأثير استراتيجي، أرخميدي(رياضي) ، على هاتين الوحدتين. وهذا ما سيحصل في الحروب القادمة، رغم ان في حرب الاستنزاف عملت سييرت متكال وشييطت 13، معاً أو كل على حدا.
في تلك الفترة ارتفع أيضا مستوى وحدات أخرى، لا سيما "شكد" بقيادة داني فولف وامتسيا حان و"ايغوز". باراك، كقائد سييرت متكال، اعتاد على إرسال ضباط بارزين لمعرفة ما يوجد في "إيغوز" وإحضار ضبّاط منها بالقوة.
مضاعفة عديد قوات الجيش الإسرائيلي في نهاية حرب يوم الغفران والضرب على وتر خطأ إهمال سلاح المشاة أُعطيت لضابط المشاة والمظليين الرئيسي، دان شومرون والذين أتوا بعده، حتى عاموس يرون في لبنان، أيضا قيادة فرقة. قلة من الضباط، معظمهم في الاحتياط، معظمهم قدامى المظليين، كتبوا لها طريقة استخدام في مساحات وظلمات. في أول مناورة لها في سيناء، نافست فرقة ضابط المشاة والمظليين الرئيسي بقيادة سمحوني ـ كان رقمها آنذاك 96 ـ ضد فرقة مدرعات نظامية بقيادة باراك، شومرون كان الحاكم.
لكن في حزيران/يوينو 1982، مع اريك شارون من الوحدة 101 والمظليين كوزير للدفاع ورفول كرئيس لهيئة الأركان العامة، جُمدت مجددا الخطط الباهرة، ومهدت فرقة يرون الطريق إلى بيروت، دون إيحاء إضافي.
ضابط المشاة والمظليين الحالي، العميد ميكي الدشتاين، هو من الضباط المتمرسين والعقلاء في القيادة العسكرية اليوم؛ في الصيف القادم سيصبح قائد فرقة غزة. الدشتاين ترعرع في شلداغ، كان قائد دوفدفان وعلى وشك تعيينه قائدا لشلداغ أراد ان يرتقي درجة ويخدم كقائد القوات الخاصة لسلاح الجو (شلداغ ووحدة الإنقاذ 669). هو مقبول لدى الوحدات الخاصة، رغم انها ليست خاضعة له، ويعرف كيف يقترب منها باللغة العامية. في معظم عمليات الانتقال من وحدة لأخرى، من شييطت 13 إلى ألوية سلاح المشاة (خصوصا إلى غولاني وإلى ناحل)، من شلداغ إلى جفعاتي، من المظليين إلى سييرت متكال وبالعكس، سقطت جزئيا الحواجز المتبجحة.
المقدم "ش"، قائد سييرت متكال الحالي، هو أوّل من وصل إلى قيادة الو
المصدر: "موقع WALLA الاخباري- تسبيكا فوغل"
فيما في لبنان قوة حزب الله آخذة في التعاظم، وفي موازاة ذلك تتعاظم ـ لا أقل ـ قوة حماس في قطاع غزة، تنشغل عندنا وسائل الإعلام والحكومة بالإعداد للانتخابات القادمة ضمن طرح القضايا الاجتماعية على رأس جدول الأعمال العام وتغاضٍ خطير عن شعور القدرة والاستعداد لدى أعدائنا على فتح معركة قتالية جديدة ضد إسرائيل.
الحرب ضد بارونات الحليب وحيتان العقارات حرفت جدول الأعمال العام، سويةً مع شعور الابتهاج بإنجاز "القبة الحديدية" والمنظومات الأخرى الموجودة قيد التطوير أو حيازتها، أدّت إلى أن صائغي الرأي العام وفي أعقابهم متّخذي القرارات نسوا أن الوسائل لا تزال غير كافية لكي تضمن لنا الطمأنينة التي تمكننا من الكفاح بحق من أجل تحسين ظروف أطبائنا في المستقبل.
بحسب المنشور علناً فقد تسلح حزب الله بأكثر من 20 ألف صاروخ ذات مدى يغطّي غالبية المناطق المأهولة لدولة إسرائيل، وإضافةً إلى ذلك حصل على أنظمة دفاع جوي. وبحسب نفس المصادر فقد تسلحت حماس في المقابل بنصف هذه الكمية. على فرض نجاح المنظومات الدفاعية لإسرائيل في منع 95% من القصف الصاروخي لا زال من المتوقع سقوط حوالي 1500 صاروخ على المراكز السكانية في إسرائيل.
لم يكن الوضع أبداً في منطقتنا متفجر إلى هذا الحد، مع الأخذ في الاعتبار كمية الأسلحة وقوة القتل الموجودة لدى جهات غير مسؤولة تراكم ثقة بالنفس من نفس تعاظمها، وأسباب القلق آخذة في الازدياد. عدم استقرار القيادة في سورية دفعها إلى إمرار آلاف الصواريخ البعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي إلى حزب الله، الذي يدرك جيداً أن سقوط الأسد يمكن أن يضع حداً لاستمرار تطوّره. إذا ما شعر الأسد أن قوى الثورة الداخلية تزداد، فمن الممكن أن يستخدم حزب الله كعامل يصرف الأنظار عما يجري في سورية. وحجة فتح النار سيجدونها إما على شاكلة مواجهة تتطور في البحر على خلفية ترسيم الحدود الإقليمية أو في البر على خلفية مطلب استعادة (قرية) الغجر ومزارع شبعا إلى الحدود اللبنانية أو أي سببٍ آخر يناسب حزب الله.
ممنوعٌ تعليق الأمل بأنظمة الدفاع ضد الصواريخ
إن غياب التقدّم في تأسيس السلطة في مصر يسمح لحماس ومنظمات إرهابية أخرى في القطاع بتشغيل مختبرات ومخازن أسلحة ومعسكرات تدريب وتأهيل خبراء في سيناء وكأنها لها. رغبة ابو مازن في الإعلان عن دولة فلسطينية، وعدم قدرته على فرضها أيضاً على قطاع غزة، يؤسس لواقع دولة حماستان هناك. هذان المساران، سويةً مع تعاظم قوة المنظمات الإرهابية التي تقوّض حصرية حماس في القطاع، يحثّان حماس على اتخاذ إجراءات قوة حضور وتمثيل كانت تُوجّه دائماً في الماضي للمواجهة مع إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي، بحسب ما يُنشَر، يستعد في هذه الأيام للأحداث المتوقعة في أيلول/سبتمبر على شاكلة إخلال بالنظام. الحكومة ـ هكذا يبدو ـ يظهر أنها غفت في نوبة الحراسة ولا تُبدي رأيها في التطورات المرتقبة والتدهور المحتمل. الذاكرة القصيرة للسلطة لم تستوعب أننا قد نفقد السيطرة على الأحداث، تماماً كما في أيلول 2000، والتسبب في حركة واحدة من عدم الفهم بصلياتٍ صاروخية على المراكز الأكثر اكتظاظاً في الدولة.
لا يجوز وممنوع أن نضع كل مصيرنا وآمالنا على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ، وعلى أطنانٍ من الاسمنت تحمينا عند سقوط هذه الصواريخ على مناطقنا. كلنا، هكذا يبدو، منشغلون أكثر بالاستعداد لـ "حملة قناديل البحر" التي تتجه إلى شواطئنا، بدل تقرير وجوب وصحة تقديم علاج للضربة وإزالة التهديد قبل أن يعدّ الطرف الثاني معطيات القصف لقواذف الإطلاق. نواقيس الإنذار تدق، فهل هناك أحدٌ ما (في كراسي الحكومة النفيسة) مستعد للاستيقاظ؟
-----------------------------------------------------------
الوحدات الخاصة وسيناريوهات الحرب القادمة
المصدر:"هآرتس ـ أمير أرون"
لو وضع في الإعتبار مدى خطورتها، وقتلاها الذين تجاوزوا الألف قتيل، كوارثها المفزعة (إسقاط طائرة ركاب، إعتداءات بالصواريخ على المستشفيات وتجمعات السكان)، وسائل ضبط النفس التي تبخرت خلالها (السلاح الكيميائي)، إذن كيف ستأتي الحرب القادمة وتمضي من دون أن تترك ورائها آثر؟. ما تبقى منها فقط هي خلاصة دروس وضعت في أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بشبكة الطوارئ القومية (رحال)، التي سوف يتم التهامها في وزارة حماية الجبهة الداخلية، وصور الوزير ماتان فيلنائي الذي يزور وادي عربة، في الموقع الذي سيتم نقل السكان إليه بعد تعرضهم للقصف من باقي أنحاء إسرائيل.
فيلنائي كان هذا الأسبوع قائم بأعمال وزير الدفاع الغائب إيهود باراك والذي حصل على إجازة يقضيها في الخارج. قبيل السيطرة على الزورق (كرامة) تحدث مع رئيس الأركان العامة بين جانتس، وصدق على خطة العمل الخاصة بسلاح البحرية. في حرب حقيقية، وليس لعبة حرب مثل (نقطة تحول – 5) يُفترض أن يحمي فيلنائي ظهر باراك، والذي سيكون مشغولا على الجبهة. هكذا وزعت الكتلة الصغيرة (كتلة الإستقلال) على نفسها المسئولية عن الساحات المحاربة.
إن خبرة باراك وفيلنائي في مجال العمليات الخاصة أمر شهير، باراك.. ليس فقط كقائد لوحدة الأركان الخاصة، ولكن أيضا كرئيس لشعبة الإستخبارات العسكرية، نجح في تحسين مستوى منظومة العمليات الخاصة. فيلنائي .. كقائد لوحدة مظليين، قائد عملية "نجع حمادي" في العمق المصري، ومن أسس لواء السلاح المضاد للدبابات التابع للإحتياط بسلاح المظليين، كأحد دروس حرب يوم الغفران.
من المسموح أن نتوقع منهما ومن رئيس هيئة الأركان العامة بني جانتس، والذي كان قائدا لوحدة الكوماندوز التابعة لسلاح الجو (شلداج)، أن نتوقع أن يطوروا توجه جيش الدفاع نحو رؤية شاملة لبناء قوات خاصة وإستخدامها في مهام خاصة.
هم لم يفعلوا ذلك بعد، فالقيادة العسكرية العليا التي ستجتمع هذا الأسبوع في ورشة عمل، مازالت أسيرة نموذج النيران (من الجو، البحر، والمدفعية ..إلخ)، ومناورة (تشكيلات مدرعة وميكانيكية وغزو أرض العدو)، بدون أي إنصات كاف لعنصر ثالث، العنصر الخاص، للدبابيس التي تكون أحيانا أكثر فاعلية من المطارق ـ خاصة في حرب حساسة ضد منظمات مثل حماس وحزب الله.
يتضح أن من ينتقل من قيادة جيش الدفاع إلى المستوى السياسي للمؤسسة العسكرية، يحافظ على نماذج راسخة، لكي لا يدخل في نزاع مع رئيس الأركان وجنرالات رئيسيين مثل رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية (أمان) وقائد سلاح الجو، وحتى مواطن بارز يعتبر محافظ سياسيا، مثل موشي أرناس، والذي يبدو كثائر تنظيمي ويفرض على الجيش تحديث بنائه (قيادة الأسلحة الميدانية، والجبهة الداخلية).
في سيناريو (نقطة تحول) المفترض، الحرب القادمة تبدأ بمبادرة من حسن نصر الله لتشتيت الرأي العام عن إغتيال الحريري بناء على ما حددته المحكمة الدولية، وهذه الحرب تُترجم إلى إعتداء على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، كإنتقام لإغتيال عماد مغنية. وفي الإعتداء الذي يقع خلال الإحتفال بالعيد، يقتل 15 إسرائيلي و10 من المحليين.
وفي رده، يشن جيش الدفاع هجوما على أهداف تابعة لحزب الله، وبعد أسبوع من ضبط النفس، تُطلق صواريخ صوب حصون جيش الدفاع شمالي إسرائيل، ويسقط ثلاثة قتلى. وفي الأسابيع التالية يستمر القصف، إطلاق على دوريات، محاولات إختطاف، تسلل لتنفيذ إعتداءات للمساومة، وسقوط 11 قتيل إسرائيلي ـ أطفال، مواطنين، جنود ـ وكذلك سقوط قتيلين في الجنوب بصواريخ القسام. وفي واحدة من غارات سلاح الجو على لبنان، قُتل ثلاثة من السوريين. "لن نجلس مكتوفي الأيدي" ـ هذا ما سيصرح به كما هو معروف الرئيس السوري بشار الأسد.
وقتها ستأتي ثلاثة أسابيع صعبة، تنذر بالتصعيد: صواريخ على بئر سبع، عسقلان، وأسدود، مقتل خمسة فتيان. خروج إنتحاري لتنفيذ إعتداء على مركز تسوق في بئر سبع، والنتيجة 16 قتيلا. إيران من جانبها ستعرب عن تأييد المعركة الإسلامية ـ العربية "للتخلص من الكيان الصهيوني المحتل".
قرابة ألف من سكان مستوطنات محيط غزة والكثير من المواطنين من بئر سبع أدركوا أي شئ تقصد إيران، وأخلوا منازلهم. طائرة ركاب كانت في طريقها إلى إيلات سقطت بعد ضربها بصاروخ. هناك منظمتان تعلنان مسئوليتها كل واحدة على حده، إحداها حزب الله والأخرى تابعة للقاعدة..الحكومة في إجتماع طارئ، وتعلن عن حالة خاصة في الجبهة الداخلية وعن التعبئة العامة.
بعد أيام تبدأ الحرب على ثلاث جبهات، بالإضافة إلى الجبهة الداخلية: لبنان، غزة، وسوريا (التي تقصف هضبة الجولان). وفي الأراضي المحتلة: إعتداءات وخروقات للنظام. يخرج عرب إسرائيل في تظاهرات جماعية ويغلقون محاور السير. مئات الآلاف من المواطنين يتوجهون من الشمال والوسط بإتجاه وادي عربة وغور الأردن، ولكن سوف يُقتل عشرات المواطنين في الفنادق التي إستضافت من تم إخلائهم في بئر سبع والبحر الميت، ومستشفى إيخيلوف في تل أبيب، نتيجة للإعتداءات مباشرة وعمليات إنتحارية، بينما تضرب سوريا أهدافا عسكرية ومدنية في الجولان. كما ستتعرض مواقع بنية تحتية لإصابات شديدة: كهرباء، ميناء حيفا، أجهزة الصراف الآلي.
العنصر الأساسي
في "نقطة تحوّل" لم يحاكوا الجبهة، الجانب العدواني للجيش الإسرائيلي، لكن لا يوجد سبب بعد لافتراض أن ما حصل في فرص سابقة لن يحصل، حتى أيضا ليس في نفس المحاور، بنفس القوة، وفق نفس الخطط التنفيذية. وفق هذا السيناريو، الجيش الإسرائيلي سيُجند بأكمله. الدلالة هي التحضير لعملية برية كبيرة، لإسكات مصادر النيران التي ترهق الداخل الإسرائيلي. احتلال مقابل تجفيف. دمج ما بين هجمات سلاح الجو، قصف مدفعي برّي وبحري وخلف خطوط فرق في طريقها لاحتلال منطقة، تدمير قوات وبلوغ أهداف يكون الانسحاب منها مشروطاً بتسوية أمنية.
ما ينقص هذه المقارنة هو نفس العنصر الذي يرعاه الجيش الإسرائيلي بين الحروب، لكنه يستخدم فيها فقط بمعيار: قواته الخاصة. سييرت متكال التابعة لأمان، شلداغ لسلاح الجو، شييطت 13 لسلاح البحرية. هناك من سيرغب بإضافة وحدة الشرطة الخاصة لحرس الحدود مغلان ودوفدفان، إليها. كلها وحدات خاصة، كلها مميزة، أجزاء غير منضمّة إلى شالوم؛ منتخب كرة القدم الأرجنتيني.
حزيران هو الشهر الذي تمر فيه ذكرى حرب الأيام الستة وحرب لبنان "الأولى" (في الحقيقة، الوحيدة حتى الآن) أيضا معا؛ تموزـ ذكرى عملية "عنتيبا" وحرب لبنان "الثانية". مشكلة الجيش الإسرائيلي الكبيرة هي أن قدرة "عنتيبا" لم تتجسد تقريبا في الحروب.
ما الذي حصل في عنتيبا؟ كان هناك مقر قيادة واحد، لضابط سلاح المشاة والمظليين الرئيس، الذي استخدم لاقتحام مقر هنتيفوت، قوة خاصة واحدة، وحيدة ومتناسقة، دون الخوف من التشابك في المعركة بين وحدتين مفوضتين؛ وأيضا مفوضيات من لوائي سلاح المشاة آنذاك. سييرت متكال في طليعة العملية والقوات ـ من الكادر، ضباط ورقباء ـ من المظليين ومن غولاني.
كانت هناك معرفة مسبقة بالأهمية التاريخية وبتراث المعركة الخاصّ بالألوية. لو جرت عملية عنتيبا هذه السنة، لكان استُخدم ضغط كبير على قائدها لإشراك شلداغ، شييطت 13 وحدة الشرطة الخاصة وطواقم من الوية الناحل، جفعاتي وكفير.
أُنشئت شلداغ بعد شهر من عملية عنتيبا، على قاعدة كتيبة الاحتياط التابعة لسييرت متكال التي قادها موكي بتسار، وبقايا وحدات السييرت القيادية التي فُككت (شيكد في الجنوب، حروب في الوسط وإيغوز في الشمال)، بداية بالخضوع لضابط المشاة والمظليين الرئيسي، وبعد ان استوعب الأخير في قيادة أسلحة الميدان ـ في سلاح الجو. لقد كان هذا الأمر تحقيقا لنبوءة قائد السلاح في حرب يوم الغفران، بني فيلد، الذي أراد أن يسيطر على وسائل مختلفة، من بينها الاستخبارات والكومندوس، الضروريين لتنفيذ مهمات السلاح ـ دون الاعتماد على تطوع آخرين، منشغلين قبل كلّ شيء بمهماتهم.
قوات المدرعات التي عبرت القناة من العربا واحتلت قواعد الصواريخ أرض ـ جو التابعة للجيش المصري علّمت سلاح الجو درسا في التواضع. فيلد، وبعده دافيد عبري وعاموس لبيدوت، كانت تعوزهم قوة برية مثلها، تساعد سلاح الجو لمساعدة القوات البرية.
من قوة شخصية أصحاب هذه الوظيفة وفي غياب عامل آخر، أعطي لضابط المشاة والمظليين الرئيسي تفويض مهني على عمليات خاصة. هذا الموضوع نُسب، حتى منتصف السبعينيات، فقط لنشاطات سييرت متكال، شييطت 13 وفرق فريدة للمظليين (لا سيما من السييرت)، بواسطة مروحيات وقطع بحرية، في عمق المنطقة الواقعة خلف خط التماس مع العدو.
أول ضابط مشاة ومظليين رئيسي كان رفائيل إيتان، رفول، الذي قاد أيضا العملية في مطار بيروت في كانون الأول 1968. بعده تم تعيين عمنوئيل(مانو) شكد، الذي خدم سابقا بصفته رئيس قسم العمليات في متكال، وقاد بصفته ضابط المشاة والمظليين الرئيسي عملية "افيف نعوريم" لسييرت متكال، الوحدة المختارة من كتيبة 50 للناحل المظلّي والموساد.
في نهاية حرب يوم الغفران تم تعيين دان شومرون، الذي حاز على منصب عضو الهيئة العامة لإنقاذ سلاح المشاة من الهلاك؛ وبعد عنتيبا تم تعيين أوري سمحوني ضابط المشاة والمظليين الرئيسي، والذي كان سابقا قائد وحدة إيغوز وقائد لواء غولاني.
عديد القوات
خُصصت سييرت متكال بالأصل لعمليات سرية لجمع المعلومات الاستخباراتية. العمليات العنيفة والصارخة في الستينيات، التي كانت قليلة في نسبة المشاحنات بين الألوية وداخلها، نفذها المظليون وغولاني. مع مرور الوقت، تغلبت العلاقات الشخصية والعلاقة بالملوك على التوصيفات البرية. رئاسة قسم العمليات انتقلت إلى المغادرين من لواء المظليين، موتيه غور ويتسحاق حوفي.
قائد سييرت متكال، دوفيك تمري، الذي كان أكثر شبابا بينهم، لكن مثلهم من أبرز ضباط المظليين، عرف كيف يستولي على الطواقم التنفيذية في الوحدة، إدراج قتالي للعمليات الصغيرة(تفجير محطات وقود بالقرب من قلقيليا) والمتوسطة (عملية سمواع) آنذاك. سييرت متكال كانت لا تزال متفرجة وغير مرئية، لكن بسبب نوعية المقاتلين فيها اقنتعت أنه من الصحيح أن تفرض عليها مهمات مُطلق النيران والمطلَق عليه النار.
لكن في حرب الأيام الستة، بتهمة إسراع سلاح الجو بتدمير أسلحة الجو العربية في قواعدها، أُخفيت تقريبا كل خططها المتألقة. لم تؤثرعلى الأقل عملية مهمة واحدة ضد الجيش المصري، دون الاصطدام بالعدو، على الحرب. في نفس الوقت، شييطت 13 ركّزت ـ دون ان تحرز نجاحا كبيرا ـ على عمليات لصالح سلاح البحرية. لم يكن هناك تأثير استراتيجي، أرخميدي(رياضي) ، على هاتين الوحدتين. وهذا ما سيحصل في الحروب القادمة، رغم ان في حرب الاستنزاف عملت سييرت متكال وشييطت 13، معاً أو كل على حدا.
في تلك الفترة ارتفع أيضا مستوى وحدات أخرى، لا سيما "شكد" بقيادة داني فولف وامتسيا حان و"ايغوز". باراك، كقائد سييرت متكال، اعتاد على إرسال ضباط بارزين لمعرفة ما يوجد في "إيغوز" وإحضار ضبّاط منها بالقوة.
مضاعفة عديد قوات الجيش الإسرائيلي في نهاية حرب يوم الغفران والضرب على وتر خطأ إهمال سلاح المشاة أُعطيت لضابط المشاة والمظليين الرئيسي، دان شومرون والذين أتوا بعده، حتى عاموس يرون في لبنان، أيضا قيادة فرقة. قلة من الضباط، معظمهم في الاحتياط، معظمهم قدامى المظليين، كتبوا لها طريقة استخدام في مساحات وظلمات. في أول مناورة لها في سيناء، نافست فرقة ضابط المشاة والمظليين الرئيسي بقيادة سمحوني ـ كان رقمها آنذاك 96 ـ ضد فرقة مدرعات نظامية بقيادة باراك، شومرون كان الحاكم.
لكن في حزيران/يوينو 1982، مع اريك شارون من الوحدة 101 والمظليين كوزير للدفاع ورفول كرئيس لهيئة الأركان العامة، جُمدت مجددا الخطط الباهرة، ومهدت فرقة يرون الطريق إلى بيروت، دون إيحاء إضافي.
ضابط المشاة والمظليين الحالي، العميد ميكي الدشتاين، هو من الضباط المتمرسين والعقلاء في القيادة العسكرية اليوم؛ في الصيف القادم سيصبح قائد فرقة غزة. الدشتاين ترعرع في شلداغ، كان قائد دوفدفان وعلى وشك تعيينه قائدا لشلداغ أراد ان يرتقي درجة ويخدم كقائد القوات الخاصة لسلاح الجو (شلداغ ووحدة الإنقاذ 669). هو مقبول لدى الوحدات الخاصة، رغم انها ليست خاضعة له، ويعرف كيف يقترب منها باللغة العامية. في معظم عمليات الانتقال من وحدة لأخرى، من شييطت 13 إلى ألوية سلاح المشاة (خصوصا إلى غولاني وإلى ناحل)، من شلداغ إلى جفعاتي، من المظليين إلى سييرت متكال وبالعكس، سقطت جزئيا الحواجز المتبجحة.
المقدم "ش"، قائد سييرت متكال الحالي، هو أوّل من وصل إلى قيادة الو