ارشيف من :ترجمات ودراسات
في سنوية الانتصار الخامسة: محاولة صهيونية فاشلة لإعادة إنتاج صورة الحرب
كتب محرر الشؤون العبرية
بعد مضي سنوات من حرب العام 2006، بدا أن الإسرائيلي قرر تبني نهج محاولة إعادة إنتاج صورة مغايرة للحرب ونتائجها، بهدف احتواء بعض تداعياتها في الداخل الإسرائيلي على الأقل، وتحديدا بعد تبلور واقع استراتيجي جديد يهدد الأمن القومي للدولة العبرية، في المدى المباشر، وتبلور مسارات تنطوي آفاقها على تهديد وجودي في المدى البعيد. في مقابل ذلك، لوحظ أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين حاول أن يتحدث عن انجازات حققتها الحرب خلال العام 2006، مركزا على الهدوء الأمني الذي تسوده الحدود منذ ذلك الوقت، وعلى سرية حركة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. لكن هذه المحاولة لم تصل إلى غاياتها التامة، خاصة أن العديد من المعلقين والشخصيات القيادية السابقة لم يواكبوا هذا النهج، بل قاربوا الحرب ونتائجها برؤية شاملة تحاكي العديد من الجوانب، من أبرزها فشل الحرب في تحقيق أهدافها الإستراتيجية والتي تمحورت (في الحد الأدنى) حول إضعاف حزب الله إلى الحد الذي يُعبِّد الطريق أمام المخطط الأميركي في لبنان ومنه. ومن هؤلاء (رئيس مجلس الأمن القومي السابق) اللواء احتياط غيورا ايلاند. الذي تحدث عن فشل الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006، مؤكدا على أن "التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير من تطوير الجيش الإسرائيلي لقدراته، إذ لديه كمية أكبر من القذائف مما كان في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل". وفي الإطار نفسه، تحدث القائد السابق لسلاح الجو اللواء احتياط "ايتان بن الياهو" الذي رأى أن الحرب كانت "نجاحا مدويا لنصر الله وفشلا أليما لإسرائيل" وحذر ايضا من خطورة استغلال الهدوء من أجل إخفاء النتائج التي أسفرت عنها هذه الحرب. أما بخصوص فرض السرية التامة على حركة وتواجد سماحة الأمين العام، فمما لا شك فيه فإنه يهدف إلى حرمان العدو من توفير فرصة عملانية لاستهدافه خاصة بعد الهزيمة الإستراتيجية التي ألحقها بالعدو وانطلاقا من أن الأخير يعتبر وجوده احد عناصر القوة الأساسية لحزب الله.
في كل الأحوال، من المجدي التذكير بشهادة رئيس الدولة الحالي، شمعون بيريس أمام لجنة فينوغراد التي أعلن بعد نشرها بناء على قرار من المحكمة العليا، انه لو كان يعلم بأنه سيتم نشرها لما كان صريحا بهذا القدر.. إذ قال في حينه، وهو الذي كان احد أعضاء الطاقم المقلص الموكل إليه مهمة إدارة العدوان، "في نهاية المطاف، وقف العالم إلى جانبنا.. لأننا ضعفاء وليس لأننا محقون. كان هناك شعور بأن "إسرائيل" ليست ما كانت عليه دائماً، فهي غير متألقة، وغير مفاجئة، وغير إبداعية.. ولهذا السبب، فقدنا بعضاً من قدرة الردع الدولية، ونحن نعتبر اليوم أضعف مما كنا، لقد فقدنا من قدرتنا الردعية في عيون العرب، وهذا يتجلى في مظاهر نزع المشروعية عن وجود "إسرائيل". فقبل هذه الحرب كان العالم العربي قد سلم، بشكل أو بآخر، بوجود "إسرائيل"، باستثناء أحمدي نجاد، ولكن بعد الحرب بدأ التراجع.. وعليه، يمكن القول أنه بالرغم من المسعى الرسمي الإسرائيلي لإعادة إنتاج صورة مغايرة لنتائج الحرب، من المستبعد أن يعبر الكثير مما يتم نشره، حول تقديم الحرب كانجاز عسكري إسرائيلي، عن حقيقة رأي المؤسسة الإسرائيلية بكافة عناوينها السياسية والأمنية والعسكرية، وان الهدف منها هو دعائي ومحاولة استعادة الثقة بالجيش. خاصة وأن الكيان الإسرائيلي يدرك ويتلمس نتائج وتداعيات حالة الردع المتبادل على جانبي الحدود، وانعكاساته في الساحتين اللبنانية والإقليمية.. فضلا عن أن قيادة العدو تدرك تماماً بأن لحزب الله حسابات واعتبارات واسعة، لها دورها في اتخاذ حزب الله أي قرار بتوجيه ضربات عسكرية أو أمنية.. وهو أمر أشار إليه العديد من المعلقين والباحثين والمسؤولين الإسرائيليين في أكثر من مناسبة.
بعد مضي سنوات من حرب العام 2006، بدا أن الإسرائيلي قرر تبني نهج محاولة إعادة إنتاج صورة مغايرة للحرب ونتائجها، بهدف احتواء بعض تداعياتها في الداخل الإسرائيلي على الأقل، وتحديدا بعد تبلور واقع استراتيجي جديد يهدد الأمن القومي للدولة العبرية، في المدى المباشر، وتبلور مسارات تنطوي آفاقها على تهديد وجودي في المدى البعيد. في مقابل ذلك، لوحظ أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين حاول أن يتحدث عن انجازات حققتها الحرب خلال العام 2006، مركزا على الهدوء الأمني الذي تسوده الحدود منذ ذلك الوقت، وعلى سرية حركة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. لكن هذه المحاولة لم تصل إلى غاياتها التامة، خاصة أن العديد من المعلقين والشخصيات القيادية السابقة لم يواكبوا هذا النهج، بل قاربوا الحرب ونتائجها برؤية شاملة تحاكي العديد من الجوانب، من أبرزها فشل الحرب في تحقيق أهدافها الإستراتيجية والتي تمحورت (في الحد الأدنى) حول إضعاف حزب الله إلى الحد الذي يُعبِّد الطريق أمام المخطط الأميركي في لبنان ومنه. ومن هؤلاء (رئيس مجلس الأمن القومي السابق) اللواء احتياط غيورا ايلاند. الذي تحدث عن فشل الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006، مؤكدا على أن "التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير من تطوير الجيش الإسرائيلي لقدراته، إذ لديه كمية أكبر من القذائف مما كان في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل". وفي الإطار نفسه، تحدث القائد السابق لسلاح الجو اللواء احتياط "ايتان بن الياهو" الذي رأى أن الحرب كانت "نجاحا مدويا لنصر الله وفشلا أليما لإسرائيل" وحذر ايضا من خطورة استغلال الهدوء من أجل إخفاء النتائج التي أسفرت عنها هذه الحرب. أما بخصوص فرض السرية التامة على حركة وتواجد سماحة الأمين العام، فمما لا شك فيه فإنه يهدف إلى حرمان العدو من توفير فرصة عملانية لاستهدافه خاصة بعد الهزيمة الإستراتيجية التي ألحقها بالعدو وانطلاقا من أن الأخير يعتبر وجوده احد عناصر القوة الأساسية لحزب الله.
في كل الأحوال، من المجدي التذكير بشهادة رئيس الدولة الحالي، شمعون بيريس أمام لجنة فينوغراد التي أعلن بعد نشرها بناء على قرار من المحكمة العليا، انه لو كان يعلم بأنه سيتم نشرها لما كان صريحا بهذا القدر.. إذ قال في حينه، وهو الذي كان احد أعضاء الطاقم المقلص الموكل إليه مهمة إدارة العدوان، "في نهاية المطاف، وقف العالم إلى جانبنا.. لأننا ضعفاء وليس لأننا محقون. كان هناك شعور بأن "إسرائيل" ليست ما كانت عليه دائماً، فهي غير متألقة، وغير مفاجئة، وغير إبداعية.. ولهذا السبب، فقدنا بعضاً من قدرة الردع الدولية، ونحن نعتبر اليوم أضعف مما كنا، لقد فقدنا من قدرتنا الردعية في عيون العرب، وهذا يتجلى في مظاهر نزع المشروعية عن وجود "إسرائيل". فقبل هذه الحرب كان العالم العربي قد سلم، بشكل أو بآخر، بوجود "إسرائيل"، باستثناء أحمدي نجاد، ولكن بعد الحرب بدأ التراجع.. وعليه، يمكن القول أنه بالرغم من المسعى الرسمي الإسرائيلي لإعادة إنتاج صورة مغايرة لنتائج الحرب، من المستبعد أن يعبر الكثير مما يتم نشره، حول تقديم الحرب كانجاز عسكري إسرائيلي، عن حقيقة رأي المؤسسة الإسرائيلية بكافة عناوينها السياسية والأمنية والعسكرية، وان الهدف منها هو دعائي ومحاولة استعادة الثقة بالجيش. خاصة وأن الكيان الإسرائيلي يدرك ويتلمس نتائج وتداعيات حالة الردع المتبادل على جانبي الحدود، وانعكاساته في الساحتين اللبنانية والإقليمية.. فضلا عن أن قيادة العدو تدرك تماماً بأن لحزب الله حسابات واعتبارات واسعة، لها دورها في اتخاذ حزب الله أي قرار بتوجيه ضربات عسكرية أو أمنية.. وهو أمر أشار إليه العديد من المعلقين والباحثين والمسؤولين الإسرائيليين في أكثر من مناسبة.