ارشيف من :ترجمات ودراسات
لماذا لن يهرب نتنياهو إلى الأمام؟
كتب محرر الشؤون العبرية
رغم أن التاريخ الحديث شهد حروباً أدت إلى نمو اقتصادي، وحوَّل الأنظار عن المشاكل الداخلية التي أعاقت عمل السلطة، ورغم أن إسرائيل نفسها كانت تعاني في العام 1966 من حالة ركود اقتصادي، لم تتخلص منها إلا في أعقاب حرب العام 1967، مع التأكيد على أن كافة الوثائق التاريخية لم تثبت أنه كان للعامل الاقتصادي دور في قرار القيادة الإسرائيلية بشن تلك الحرب التي أدت إلى احتلال سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان.
في ضوء ذلك، تفرض الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي يشهدها الكيان الغاصب، وما يرافقها من تظاهرات قد تكون غير مسبوقة في تاريخ "إسرائيل"، التساؤل عما إذا كان هذا الواقع الداخلي سيدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى اتخاذ قرار بشن عمل عسكري واسع في المنطقة، بهدف تغيير سلّم اهتمامات وأولويات الجمهور الإسرائيلي وحرفه نحو القضايا السياسية والأمنية. وخاصة ان خيارا كهذا "طرح في جلسات مغلقة ومحادثات خاصة، وحتى في التظاهرة الكبرى في تل أبيب" كما ذكر المعلق الأمني في صحيفة هآرتس يوسي ميلمان.
ما يعزز هذه المخاوف، بحسب ميلمان ايضا، هو صفة التسرع التي يتسم بها نتنياهو وتغييره لقراراته وكونه لا يتردد في استخدام مختلف الوسائل للحفاظ على مكانته وسط الجمهور. رغم ما تقدم، من المستبعد أن يقدم نتنياهو على شن عملية عسكرية، على خلفية الواقع الداخلي، لأكثر من سبب، بدءاً من المعادلات القائمة تجاه الساحتين اللبنانية والسورية، إضافة إلى أن العمل العسكري الإسرائيلي في ظل التطورات الحالية التي يشهدها العالم العربي، سوف يؤدي إلى تداعيات ونتائج سلبية جدا على إسرائيل والمخططات الأميركية في المنطقة.
إلى ذلك، يضيف ميلمان أسباباً من نوع آخر، منها أن نتنياهو "قائد متردد، ولا يدخل في التفاصيل، ويخشى المخاطرة". فضلا عن أن "وزراء مثل دان مريدور وبنيامين بيغين ورئيس أركان الجيش وجنرالات الجيش ورئيس الموساد ورئيس الشاباك، سيحولون دون اتخاذ مثل هذا القرار في المجلس الوزاري المصغر.
ويتابع ميلمان، من الجائز الافتراض أن نتنياهو يدرك أنه لا يمكن معرفة كيف ستنتهي العملية العسكرية، وأن الخطر الأكبر بالنسبة له، أو بالنسبة لكل وزير آخر يتسلى بفكرة المبادرة إلى حملة عسكرية، هو أنه في حال انكشاف ذلك فسوف يتهم بالمغامرة ويُحمَّل مسؤولية مقتل شباب فيها"، وعليه تكفي هذه المخاوف وحدها لردع نتنياهو عن خيار كهذا. هذا مع الإشارة إلى أن "إسرائيل"، وإن كانت قد أقدمت على أعمال عسكرية موضعية قد يكون للعامل الداخلي دوره في اختيار توقيتها، على الأقل، إلا أن الحروب التي كانت إسرائيل خلالها في موقع المبادر، (1956، 1967، 1982 و2006) لم يكن فيها للعامل الاقتصادي أي دور أساسي مباشر في بلورة أصل القرار. بموازاة ذلك، يبقى أن السيناريو الأسهل والأقل كلفة بالنسبة لنتنياهو، لحرف أنظار الجمهور الإسرائيلي، يتمثل بإنجاز صفقة تبادل أسرى لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط، أو أي تطور سياسي يفرض نفسه على الساحة...
رغم أن التاريخ الحديث شهد حروباً أدت إلى نمو اقتصادي، وحوَّل الأنظار عن المشاكل الداخلية التي أعاقت عمل السلطة، ورغم أن إسرائيل نفسها كانت تعاني في العام 1966 من حالة ركود اقتصادي، لم تتخلص منها إلا في أعقاب حرب العام 1967، مع التأكيد على أن كافة الوثائق التاريخية لم تثبت أنه كان للعامل الاقتصادي دور في قرار القيادة الإسرائيلية بشن تلك الحرب التي أدت إلى احتلال سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان.
في ضوء ذلك، تفرض الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي يشهدها الكيان الغاصب، وما يرافقها من تظاهرات قد تكون غير مسبوقة في تاريخ "إسرائيل"، التساؤل عما إذا كان هذا الواقع الداخلي سيدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى اتخاذ قرار بشن عمل عسكري واسع في المنطقة، بهدف تغيير سلّم اهتمامات وأولويات الجمهور الإسرائيلي وحرفه نحو القضايا السياسية والأمنية. وخاصة ان خيارا كهذا "طرح في جلسات مغلقة ومحادثات خاصة، وحتى في التظاهرة الكبرى في تل أبيب" كما ذكر المعلق الأمني في صحيفة هآرتس يوسي ميلمان.
ما يعزز هذه المخاوف، بحسب ميلمان ايضا، هو صفة التسرع التي يتسم بها نتنياهو وتغييره لقراراته وكونه لا يتردد في استخدام مختلف الوسائل للحفاظ على مكانته وسط الجمهور. رغم ما تقدم، من المستبعد أن يقدم نتنياهو على شن عملية عسكرية، على خلفية الواقع الداخلي، لأكثر من سبب، بدءاً من المعادلات القائمة تجاه الساحتين اللبنانية والسورية، إضافة إلى أن العمل العسكري الإسرائيلي في ظل التطورات الحالية التي يشهدها العالم العربي، سوف يؤدي إلى تداعيات ونتائج سلبية جدا على إسرائيل والمخططات الأميركية في المنطقة.
إلى ذلك، يضيف ميلمان أسباباً من نوع آخر، منها أن نتنياهو "قائد متردد، ولا يدخل في التفاصيل، ويخشى المخاطرة". فضلا عن أن "وزراء مثل دان مريدور وبنيامين بيغين ورئيس أركان الجيش وجنرالات الجيش ورئيس الموساد ورئيس الشاباك، سيحولون دون اتخاذ مثل هذا القرار في المجلس الوزاري المصغر.
ويتابع ميلمان، من الجائز الافتراض أن نتنياهو يدرك أنه لا يمكن معرفة كيف ستنتهي العملية العسكرية، وأن الخطر الأكبر بالنسبة له، أو بالنسبة لكل وزير آخر يتسلى بفكرة المبادرة إلى حملة عسكرية، هو أنه في حال انكشاف ذلك فسوف يتهم بالمغامرة ويُحمَّل مسؤولية مقتل شباب فيها"، وعليه تكفي هذه المخاوف وحدها لردع نتنياهو عن خيار كهذا. هذا مع الإشارة إلى أن "إسرائيل"، وإن كانت قد أقدمت على أعمال عسكرية موضعية قد يكون للعامل الداخلي دوره في اختيار توقيتها، على الأقل، إلا أن الحروب التي كانت إسرائيل خلالها في موقع المبادر، (1956، 1967، 1982 و2006) لم يكن فيها للعامل الاقتصادي أي دور أساسي مباشر في بلورة أصل القرار. بموازاة ذلك، يبقى أن السيناريو الأسهل والأقل كلفة بالنسبة لنتنياهو، لحرف أنظار الجمهور الإسرائيلي، يتمثل بإنجاز صفقة تبادل أسرى لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط، أو أي تطور سياسي يفرض نفسه على الساحة...