ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الجمعة: أيلول يؤرق أيام الصهاينة.. هستيريا وكتائب احتياط للقمع الداخلي
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت أحرونوت":
ـ الهدف: ضرائب غير مباشرة أقل.
ـ ضرائب على بؤرة الاستهداف.
ـ يتظاهرون من دان وحتى ايلات.
ـ ايلي يشاي: ناضج لتنفيذ هزات سياسية.
ـ هكذا سيؤثر انهيار الاسواق العالمية على أموالكم.
صحيفة "معاريف":
ـ مركز الاحتجاج ينتقل الى المحيط.
ـ استثمار غير صحي.
ـ يخرجون من المركز.
ـ الاسئلة المقلقة (قضية قصاب).
ـ يكافحون في سبيل البيت.
ـ الحاكم المؤيد لاسرائيل سيتنافس على الرئاسة (ريك بيري).
ـ مهندس صواريخ حماس: الكشف عن الأسرار.
صحيفة "هآرتس":
ـ التخوف في السوق المالية: أرباب العمل لن يعيدوا دينهم للجمهور.
ـ شتاينيتس: سنجد السبيل الى تقليص المليارات من الدفاع، وربما من مجالات اخرى ايضا.
ـ فحص "هآرتس": الجيش الاسرائيلي يتلبث في اخلاء اراضي جذابة في مركز البلاد.
ـ الاحتجاج يخرج من المركز: المهرجانات المركزية – في بئر السبع والعفولة.
ـ سكان رواق القدس يحاولون منع مشروع طريق رقم 1.
ـ يشاي صادق نهائيا على بناء 1600 وحدة سكن اخرى في القدس خلف الخط الاخضر.
ـ سوريا تتحول الى بؤرة ذات امكانية حرب اقليمية.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الاسبوع الاسود لأرباب المال.
ـ اوباما: "كان يمكن منع تخفيض التصنيف".
ـ رفع المقصلة.
ـ الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق.
ـ تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية.
تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية..
المصدر: "اسرائيل اليوم – من جدعون ألون"
" تعد لجنة الخارجية والامن تقريرا خاصا قبيل أيلول، حين من المتوقع للسلطة الفلسطينية أن تطلب اعترافا أحادي الجانب من الامم المتحدة. في مسودة التقرير قيل انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية.
التقرير، نحو 50 صفحة، تبلور بعد عمل حثيث لفريق برئاسة النائب يوحنان بلاسنر من كديما. اعضاء الفريق أجروا 30 لقاءا مع مسؤولين كبار في جهاز الامن، في المخابرات، في الموساد، في الشرطة، في مجلس الامن القومي وفي النيابة العامة العسكرية.
ويعنى التقرير بالاستعدادات لاحداث ايلول ويفحص الاثار التي قد تكون للاحداث على المفاوضات السياسية في المستقبل. رئيس اللجنة النائب شاؤول موفاز من كديما قرر ان بوسع أعضاء اللجنة الاطلاع على التقرير ابتداء من الاسبوع القادم في مكتب اللجنة في الكنيست فقط.
وعلم أن التقرير – الذي يضم خمسة فصول – يتضمن ملحقا سريا يعنى بمسائل أمنية حساسة. وجاء في المسودة انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية. وجاء في مسودة التقرير انه "التوقع هو أن يكون في ساحة المنطقة الوسطى تطرف ولكن من غير المستبعد ان يكون تطور أيضا باتجاه الساحة الجنوبية والشمالية. توجد امكانية كامنة للمواجهة مع جموع كبيرة من الفلسطينيين يحتشدون في بؤر الاحتكاك على طول الجدار أو المستوطنات. الجيش الاسرائيلي لا يمكنه أن يعرض للخطر المستوطنات الاسرائيلية وبالتالي سيتعين عليه أن يتصدى لهذا الوضع. ولهذا فان الجيش الاسرائيلي يوجد في عملية متقدمة لشراء كميات كبيرة من وسائل تفريق المظاهرات".
"وجدت نقاط خلل عديدة"
أعضاء اللجنة الذين شاركوا في صياغة المسودة اشاروا الى أنه وجدت نقاط خلل عديدة في الاستعداد من ناحية سياسية، دبلوماسية وقانونية، ولكن في المجال العسكري – الامني الاستعداد جيد. التقدير هو أن اعمال الاخلال بالنظام كفيلة بان تستمر لاسابيع عديدة على مستويات واسعة. وبعد ذلك تتواصل لاشهر بشكل أضيق.
رئيس الائتلاف، النائب زئيف الكين من الليكود احتج امام رئيس الكنيست روبين ريفلين على أن موفاز يسمح للنواب بقراءة التقرير في مكاتب اللجنة فقط وفي الاجازة فقط. كما احتج الكين على أن موفاز يعتزم اجراء تصويت على اقرار التقرير في 21 آب بينما تكون الكنيست في اجازة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق..
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ليلاخ شوفال"
" تستكمل قيادة المنطقة الوسطى هذه الايام استعداداتها للاضطرابات المرتقبة في أيلول القريب القادم وتستعد لاستيعاب محتمل لكتائب احتياط تعزز القوات النظامية عند الحاجة. في القيادة لا يأخذون مخاطرات، ومع بداية الاضطرابات ستصل الى يهودا والسامرة كتائب احتياط ترابط في قطاعات مختلفة وتعزز القوات المرابطة.
في الاسابيع الاخيرة وصل الى القطاعات المختلفة في المناطق ضباط من كتائب الاحتياط التي من المتوقع عند الحاجة ان تتلقى أوامر تجنيد وأجروا جولات مسبقة واستعراضات لاحتمال التجنيد. ومع ذلك، يقدر مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى بانه لن تكون حاجة الى تجنيد جنود الاحتياط. "كجيش، نحن نستعد للاسوأ"، شرح ضابط كبير.
والى جانب ذلك، تزودت قيادة المنطقة الوسطى في الاسابيع الاخيرة بوسائل عديدة لتفريق المظاهرات، كقنابل الغاز والصوت، العيارات المطاطية، الطائرات الصغيرة بلا طيار التي ستحذر من وجود مظاهرات واهتزازات بحيث يكون ممكنا الانتشار السريع. كما اعدت محاور سير لغرض عبور المركبات وتعززت الحراسة في نقاط تسفير الجنود.
ضابط كبير قدر هذا الاسبوع بان أجهزة الامن الفلسطينية ستحاول التصدي بنفسها للمظاهرات، ولكن التخوف هو أنها بعد ذلك ستنزع المسؤولية عن المتظاهرين. "التوقع هو انه مثلما في يوم النكبة، سيبذلون كل جهد مستطاع لمنع أحداث تخرج عن السيطرة"، قال المسؤول، "ولكنهم لن يستخدموا النار الحية. في اللحظة التي يلاحظون فيها جمهورا مصمما لا يمكن وقفه، سيقفون جانبا ويسمحون له بالاقتراب من جنود الجيش الاسرائيلي".
في الجيش الاسرائيلي يستعدون ايضا لامكانية أن "تحول أجهزة الامن جلدتها" فتعمل هي ايضا ضد جنود الجيش الاسرائيلي. وقال المسؤول: "هذا ليس معقولا في هذه اللحظة ولكن في العام 2000 ايضا لم يعتقد القادة بان الاجهزة ستتوجه ضدهم، وعليه فيجب الحذر في هذه التقديرات".
الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية للاضطرابات تتضمن ايضا استعدادات عديدة في الحدود مع سوريا ولبنان، وكذا في قطاع غزة، في أعقاب دروس يومي النكبة والنكسة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هستيريا ايلول
المصدر: "هآرتس"
" كلما اقترب موعد التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 4 حزيران 1967، تتعاظم علائم الهستيريا لدى حكومة إسرائيل.
في البداية جندت وزارة الخارجية لتنفيذ اعلام – تخويف في ارجاء العالم، تحولت مؤخرا الى حملة توبيخ للدول التي وعدت بتأييد المبادرة الفلسطينية – العربية. بعد أن تبين بان اكثر من 120 دولة تعتزم التصويت في صالح المبادرة في الامم المتحدة، هدد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان اسرائيل ستلغي اتفاقات اوسلو. هذا الاسبوع اقترح ليبرمان قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية كرد مسبق على موجة العنف التي ستندلع، بزعمه، غداة الاعلان في الامم المتحدة.
وافاد باراك رابيد في "هآرتس" أمس بانه في نقاش عقد أول أمس في "محفل الثمانية" اقترح وزراء اتخاذ عقوبات ضد السلطة للضغط على قيادتها لوقف الخطوة في الامم المتحدة. ضمن امور اخرى اقترح وزير المالية يوفال شتاينتس تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عن الفلسطينيين. ويذكر الاقتراح بالتهديد الامريكي بمعاقبة الفلسطينيين على تطلعهم للاستقلال بوقف تحويل اموال الدعم للسلطة.
من الصعب التفكير في خطوة أخطر وأسخف من تصفية السلطة الفلسطينية والمس بمصدر رزق عشرات الاف رجال الامن والموظفين الذين يعتمدون على طاولتها. ومثلما قال وزير الدفاع ايهود بارك في ذاك النقاش، فان هذه الخطوة ستؤدي الى الفوضى في الضفة وتلقي على اسرائيل المسؤولية عن رفاه 2.5 مليون نسمة. السلطة الفلسطينية بقيادة فتح هي الحاجز الاخير الذي يقف امام تحول الضفة الى فرع لحماس.
الخطر الاكبر الذي يهدد أمن سكان اسرائيل هو قرار القيادة الفلسطينية اغلاق بوابات السلطة غداة التصويت في الامم المتحدة والقاء المفاتيح الى الشارع. السبيل السليم لمنع التصعيد بعد التصويت هو الشروع في مفاوضات على تسوية دائمة على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي وتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات. اذا لم تؤدي الردود الاسرائيلية الهستيرية الى انهيار الانظمة في المناطق، فان الطريق سيكون مفتوحا لادارة هذه المفاوضات مع الدولة الجديدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعتراف السابق لأوانه هو احتمال للعنف
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" يبدو أن الفلسطينيين في الضفة الغربية غير معنيين بانتفاضة ثالثة، حتى الآن. بحسب تقرير عن البنك الدولي في نيسان، نما اقتصاد الضفة بنحو من 8 في المائة في 2010. ومن الصحيح في الحقيقة ان النمو الاقتصادي يبرز على الخصوص في المدن في مجال بناء الفنادق وفتح المطاعم التي ستخدم قطاعا ضئيلا خاصة، لكنه سيظل عند السلطة كثير مما تخسر اذا بدأت مواجهة تتصاعد لتصبح عنفا شاملا.
كيف سيؤثر في الوضع توجه فلسطيني الى الامم المتحدة كي تتبنى قرارا يعترف بحقهم في اعلان دولة؟ تذكرون أن اتفاقات اوسلو قضت بأنه يجب على الفلسطينيين أن يفاوضوا اسرائيل في مسألة الحدود. فماذا سيحدث اذا أعلنوا في الامم المتحدة سلفا بنتائج التفاوض في الحدود وأقروا انها خطوط 1967؟.
قد تؤيد دول اوروبا ايضا المبادرة الفلسطينية وهو ما قد يحدث وضعا قابلا للانفجار على الارض مع احتمال العنف، برغم أنهم قد جربوا من قبل على جلودهم الآثار السلبية لخطوة كهذه.
أصبح عند الجماعة الدولية تجربة في هذه القضية بالضبط، والتعريف المقبول هو "الاعتراف السابق لأوانه". فحينما انشقت يوغسلافيا في 1991، قررت المجموعة الاوروبية تأجيل الاعتراف بالدول الجديدة الى ان تلتزم الوفاء بمعايير ما تتعلق بعلاقاتها بجاراتها في المستقبل.
كتب ريتشارد هولبروك الراحل في تناوله لجذور الحرب في البوسنة، أن من المهم التنبه الى سلوك المانيا في تلك الفترة وهي التي دفعت المجموعة الاوروبية الى الاعتراف بكرواتيا قبل الأوان. وقد أفضى ذلك الى رد متسلسل في أنحاء البلقان أفضى الى نشوب الحرب، حينما حاولت كل واحدة من جمهوريات يوغسلافيا السابقة أن تُقر حقائق على الارض تغير الحدود.
من اجل الامتناع عن العنف وبقصد تقديم الاستقرار والامن الى الأمام، اشترطت المجموعة الاوروبية شروطا سابقة على الدولة المعنية بالاعتراف، فعلى الدولة الجديدة ان تتخلى عن جميع المطالب المناطقية. وقد اشتمل عنصر مهم من هذا المعيار على التزام الامتناع عن أي دعاية معادية تعبر عن مطالب من هذا القبيل. وكان من الواجب ضمان حقوق الانسان وحقوق الأقليات في تلك الدولة.
الوضع في اسرائيل يختلف تماما. ومع ذلك توجد دروس يمكن استخلاصها من التجربة الاوروبية ووزنها بتفكير عميق، اذا حدث اعتراف سابق لأوانه بدولة فلسطينية. وللأسف الشديد لا تُطبق تلك المعايير الاوروبية نفسها على القضية الفلسطينية. فباديء بدء ليس للسلطة احتمال ان تصمد للمطالب الاكثر أساسية ما ظل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس على حاله. فبرنامج حماس في 1988 يدعو بوضوح الى القضاء على اسرائيل. وللسلطة حتى دونما صلة بحماس تاريخ اشكالي يشتمل على مس بحقوق الانسان للمسيحيين وقانون يعارض بيع اليهود الاراضي. وما تزال وسائل الاعلام الفلسطينية والكتب الدراسية تدعو الى احتلال يافا وحيفا.
سيكون خطأ فظيعا أن يتم منح الفلسطينيون اعترافا آليا في ايلول. وتستطيع دول اوروبا أن تقود الامور بأن تطلب أن يصمد الفلسطينيون لتلك المعايير التي طبقوها متأخرين في البلقان. واذا لم يفعلوا فانهم قد يهيئون لنشوب عنف يريد العالم منعه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس اجتماع
المصدر: "يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع"
" في يوم الاثنين الماضي في حوالي منتصف الليل، رن الهاتف في بيت البروفيسور مناويل (مانو) تريختنبرغ، رئيس اللجنة للتنسيق وتحديد الميزانية لمجلس الدراسات العليا. لم يعتد تريختنبرغ ابن الـ 61 على تلقي مكالمات هاتفية في هذه الساعات ومن رئيس الحكومة، لكن نتنياهو تعجل الامور. جاء الى مظاهرات سكان الخيام قبل ذلك بيومين، 150 ألف انسان وشاهدها مئات الآلاف في البيوت. واحتفلت وسائل الاعلام. وأدرك نتنياهو انه يجب عليه ان يستحدث أداة تمتص الضغط وتبشر بتغيير.
اختار تريختنبرغ لانه خبير اقتصاد يُعد اجتماعيا قياسا بعدد من زملائه، بيقين. وكان هناك سبب آخر لم يكن أقل أهمية في نظر نتنياهو وهو أن تريختنبرغ طور علاقات ثقة بـ ايتسيك شمولي، رئيس اتحاد طلبة الجامعات. فاذا أقنع تريختنبرغ شمولي بالتعاون فقد يتلاشى الاحتجاج.
اختار نتنياهو تريختنبرغ لكن هذا لم يختره. فقد جاء من الطرف الآخر للقوس السياسية. وقد أفرحته الخيام التي نجمت في مدن البلاد وأثارت فيه الاصوات التي ارتفعت منها الأمل. وقد نشب الصراع بين اليمين واليسار في اسرائيل في ثلاث جبهات متوازية: ارض اسرائيل وفلسطيني، والدين والعلمانية والغنى والفقر. ونشأ فجأة احتمال ازالة الحاجز في الجبهة الثالثة الاجتماعية. فهناك تضامن وهناك حب وقد اعتقد أن هذا رائع.
اعتقد نتنياهو ان هذا فظيع. فهو لم يؤمن لحظة بأن الخيام قامت نتيجة فكرة لامعة شابة كتبت خاطرة عرضية في الشبكة الاجتماعية. وسأل: من أرسلها، كما يسأل الساسة دائما في مثل هذه الظروف وأجاب فورا كما يجيب الجميع: خصومي السياسيون. فلم ينجحوا باسقاطي في الكنيست وهم يحاولون الآن اسقاطي في الشارع. ووسائل الاعلام تضخمهم. فلديها برنامج عمل: انها تتآمر ايضا لاسقاطي. ليس هذا اعلاما مجندا بل هو اعلام مجنِّد.
رفض تريختنبرغ. فهو لن يقبل المنصب. وفي ليل السبت قبل المظاهرة الكبيرة بيوم عاد نتنياهو وهاتف. وطلب أن يأتيه في المساء نفسه في منزل رئيس الحكومة في القدس. وأجاب تريختنبرغ بأنه لا يستطيع. فهو في ليل السبت يستقبل السبت. وطلب نتنياهو أن يأتي في السبت بعد الظهر.
إن تريختنبرغ ارجنتيني ذو وجه مستدير، حسن البشر وعينين ذكيتين تعرفان كيف تنظران الى العالم بنظرة ذكية ومتلهية. حينما كان من خريجي حركة الشباب "البنائين" في الارجنتين، نشب صراع كبير بين التيار الراديكالي الذي أعلن حربا على المؤسسة اليهودية، والتيار البراغماتي الذي تعاون مع الطائفة اليهودية. وكان هواه مع التيار البراغماتي. فالثورات يمكن أن تتدهور الى عنف وفوضى وكارثة – وهذا هو الدرس الذي جاء به من الارجنتين.
في صفحته الشخصية في "غوغل" يعرض صورا له مع زوجته وبناته الثلاث الحسناوات، وصورا له في زي تنكري لعيد المساخر، وديوان شعر كتبه في السبعينيات. فقد كان تريختنبرغ الشاب شاعرا معذبا.
أكيروف زاوية هرتسل
في صباح السبت سافر تريختنبرغ الى برجي أكيروف في تل ابيب. طلب اهود باراك لقاءه واللقاء كعادة باراك لا يحتمل تأخيرا. جلسا في الشقة الفخمة في الطابق الـ 32 التي تمتاز بحسب شهادة المساعدة الفلبينية بعدد كبير من الغرف الفارغة، وزجاجات الويسكي الفاخرة وثلاجة فارغة. وبحثا ازمة الشباب والاحتجاج. وصدرت عن باراك ملاحظة ما عن الفرق بين الشقة في أعلى والخيام في أسفل. فباراك يعرف كيف يضحك من نفسه الى حد ما، وهذا لا يجعله يصحح عيوبه، لكن يعرض عيوبه في ضوء أكثر ليناً.
فوجيء تريختنبرغ بأن يعلم مبلغ التنسيق بين نتنياهو وباراك. فقد تلقى باراك مهمة أن يُلين معارضته قُبيل اللقاء مع نتنياهو في القدس بعد الظهر فجند للمعركة قوة اقناعه كلها.
جاء تريختنبرغ الى منزل رئيس الحكومة في حوالي الثانية، واستعد للقاء قصير يعلن فيه أن رفضه نهائي. وقد حدثه نتنياهو عن كتاب قرأه مؤخرا عن هرتسل. وتعلم منه أن هرتسل كان زعيما براغماتيا جدا. فحينما لم ينجح في اقناع السلطان التركي، مضى الى القيصر الالماني. وعندما زادت المقاومة للاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل أيد استيطان اليهود في اوغندا. كان هذا هو المشبه به، أما المشبه فهو أنا، نتنياهو، فأنا كهرتسل. وأنا ايضا قادر على تغيير تصوري العام إزاء واقع متغير.
طلب نتنياهو من تريختنبرغ أن يقول ماذا كان يفعل لمواجهة موجة الاحتجاج. وسأل تريختنبرغ نتنياهو هل ينوي كسر اطار الميزانية، فأجابه نتنياهو بـ لا. ومال تريختنبرغ الى الموافقة، فليس هذا هو الوقت. وبالتدريج توصلا الى تفاهم على أن المجال الرئيس الذي يمكن فيه الآن احداث تغييرات هو فرض الضرائب. ينبغي خفض عبء الضرائب غير المباشرة. وتجميد الخفض أو حتى رفع الضرائب المباشرة. وزعم نتنياهو أنه فعل ما يكفي في الشؤون الاخرى التي رفعتها موجة الاحتجاج الى السطح، فحكومته حررت اراضي للبناء. وأزالت سدادات. وبعد قليل ستبدأ اسعار السكن في الانخفاض، وقد أصبحت تنخفض.كان خفض الضرائب المباشرة – ولا سيما ضريبة الشركات – دُرة تاج سياسة نتنياهو الاقتصادية في ولايته الحالية. وكان رافعته لزيادة النمو وبدء فخره. وقد دل استعداده للتخلي عنها على مبلغ اقلاق موجة الاحتجاج إياه. إن الاحتجاج لا يكسر الائتلاف بل يجرحه. والائتلاف سينزف أو قد أصبح ينزف. وستأتي العقوبة في الانتخابات. فقد ينتهي الامر الى 12 نائبا كما في 2006.
فكر تريختنبرغ ايضا بمفاهيم سياسية. هل موجة الاحتجاج ستسقط الحكومة؟ الجواب بالنفي أو أن ذلك ليس في أجل قريب، بيقين. فالائتلاف قوي والذعر يزيد في وثاقته. إن أكثر اعضاء الكنيست لا يهبون للمضي الى الانتخابات. وكديما ليس في صورة البديل الآن. لو كان هناك احتمال لاسقاط الحكومة فلربما وجد مكان للرفض لكنه في الوضع الذي نشأ يحسن استغلال ضعف الحكومة وأن تُقاد الى اصلاحات اجتماعية. إن السلطة التي ستتعطى للفريق هي أن يوصي فقط لكن حينما تُقدم التوصيات لن يتجرأ نتنياهو على الاعتراض عليها لانه سيخاف رد الشارع.
قال نتنياهو لتريختنبرغ انه يستطيع ان يختار بنفسه اعضاء فريقه. وسأل: هل تستطيع أن تقدم إلي توصيات في غضون اربعة اسابيع، فقال تريختنبرغ: في غضون ستة اسابيع. ووافق نتنياهو فورا.
حينما خرج تريختنبرغ من منزل رئيس الحكومة تبين له ان اللقاء دام مدة لا تقل عن اربع ساعات. وكان رجال الشرطة قد أقاموا حواجز في شارع غزة قرب المنزل استعدادا للمظاهرة التي ستجرى هناك في المساء، في موازاة المظاهرة الكبيرة في شارع كابلان في تل ابيب. وقدد قررت بناته أن يخرجن للتظاهر.
دخل في الفترة الاكثر تحديا لحياته المهنية – إزاء سكان الخيام الذين لا يصدقونه تحت رئيس حكومة تبنى التغيير كأنما أصيب بمس.
بهجة القوة
ألقى نتنياهو على "فريق مانو" – كما يسمون اللجنة في ديوان رئيس الحكومة، وكأن الحديث عن رحلة بحرية لذيذة لـ "سفن مانو" الى قبرص – مهمتين.الاولى أن يصوغ توصيات لتغيير السياسة الاقتصادية؛ والثانية أن يحادث سكان الخيام. والمهمتان تناقض الواحدة الاخرى: فقرارات التغيير مطلوبة فورا لملاقاة المزاج العام وللبرهان على ان الحكومة تقرر وتفعل؛ والتحادث يحتاج الى زمن واصغاء وصبر.
منذ يوم الاحد تبادل تريختنبرغ وايتسيك شمولي رئيس طلبة الجامعات رسائل قصيرة. وأجريا محادثة هاتفية واحدة. وكان يفترض أن يلتقيا في مساء يوم الثلاثاء لكن شمولي ألغى اللقاء.
يشعر نتنياهو بأنه مرفوض. وسلوك مُحدثي الاحتجاج يثير غضبه. ففي الاسبوع الاول وعد طلبة الجامعات بافضالات مبالغ فيها لكنهم اختاروا البقاء في الخيام. وكل قرار اجتماعي قرره منذ ذلك الحين حظي بجامات الاحتقار. وهو يقول انهم يطلبون كل شيء ويردون باستخفاف على كل شيء يعطونهم إياه.
انه لا يفهمهم، ونشك أن يفهمهم في يوم ما. فهم يظهرون عدم الثقة بكل ما يتصل بالمؤسسة أو بسياسي أو موظف أو حزب. وهو على ثقة بأن عدم الثقة محصور فيه. وهم يرجون الاصغاء والحوار. وهو يفهم كلمة الاصغاء فهما مختلفا تماما: فهو حينما يجلس الى مستشاريه ويقرر احسانا اجتماعيا يبرهن على الاصغاء. وهم يقولون ان الاصغاء يتم تبادله وهو يقول ان الاصغاء يُعطى فانه لا يجب علي أن أستمع لكم. واذا كنت آخذ في الحساب مطالبكم فأنا مصغ.
إن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو في الاسبوع الاول في مكتبه، مع تمجيد الذات والضحك ورشوة الطلبة الجامعيين المكشوفة، كان خطأ شديدا. كان سيحسن الصنع لو استأجر في ذلك الصباح القاعة الرياضية للمدرسة الثانوية البلدية أ. على مبعدة 300 متر من جادة روتشيلد. ولو أنه مثل هناك في التاسعة صباحا وأعلن قائلا: سأجلس هنا حتى منتصف الليل اذا شئتم أو حتى بزوغ الصبح، جئت للاصغاء. كل من عنده مطالب واعتراضات وأفكار لتحسين السياسة الاقتصادية والاجتماعية مدعو للحديث. 100 أو 200 شخص. أحضرت معي بدفتر كبير، سأكتب فيه كل كلمة، وأنا شخصيا لن استشيط غضبا ولن أجادل. وسأقول في النهاية إن كل شيء سيفحص عنه ويوزن وأنهي ذلك باطراء المحتجين: فأنا مع الكثرة الكاثرة من المتحدثين وخبراء العلاقات العامة الذين يعملون حولي ما كنا قادرين على التوصل الى جزء من ألف من انجازاتكم وما تزالون في بداية الطريق. لكم كل الاحترام.
تم تجربة هذا الاجراء بنجاح، وبصيغ مختلفة على شعوب مختلفة آلاف السنين. فالملك يجلس عند مدخل المدينة ويصغي لشعبه، وقد طور بن غوريون فن الكتابة في دفتر مذكرات أو في دفتر. وتبنى تلميذه اريك شارون ذلك بحماسة. أحب الناس أن يروا في شارون تلميذا دؤوبا يثبت بالكتابة كل كلمة تخرج من أفواههم وشعروا بأنهم مؤثرون ويتركون بصمة، انهم جزء من التاريخ.
لا يولي نتنياهو هذه اللقاءات أهمية وهو يسميها "مسرحا سياسيا".
وأصبح ذلك الآن متأخرا جدا بالطبع. فمن تلقى أطنان حب من ربع مليون انسان لا يشبه من انشأ مقصفا صغيرا في طرف روتشيلد. زاد التبجح وسيطرت الشعارات وأخلت بهجة الشباب مكانها للشعور بالقوة. وأصبح محدثو الاحتجاج الآن على يقين بأنهم هم الشعب. والشعب لا يجري تفاوضا مع حكومته بل يأمرها بما تفعل.
تحدثت هذا الاسبوع مع ايتسيك شمولي عن الحضور القوي الذي نشأ له فجأة. قلت له ان عاموس كنان كتب ذات مرة جملة غير دقيقة لكنها لاذعة، فقد كتب ان بن غوريون لم تكن له قوة حضور حتى سنة 1948.
قال: "ان ديوان بيبي لا يفهم الحراك، فأنت لا تستطيع أن تدعو الى تحادث وتنفذ بعد ذلك اجراءات من طرف واحد. انهم يحتالون علينا".
سألته: ألا تخشى على مصير نضالكم؟. توجد ازمة اقتصادية عالمية.
"أنا غير مذعور من التهديد الايراني ولا من الانخفاض في البورصة الامريكية. فلي شقة مستأجرة. ويوجد معنا ناس ليس لهم شيء".
ما الذي تخشاه، سألته.
قال: "العنف. فقد يتدهور هذا الى العنف".
سمعت هذا الاسبوع مخاوف مشابهة من آخرين داخل الخيام وخارجها. ورأى الناس الصور من لندن. وقد هاتف عضو مركز ليكود سابق. فهو على ثقة بأن الناس سيبدأون نهب الحوانيت واختراق المصارف. واذا لم تعالج الحكومة غلاء المعيشة بتصميم سيوجد هنا حمام دماء.
لا يتوقع نتنياهو أن يحدث هذا. بل يرى الخطر في مكان آخر، في رفض قبول كل اقتراح رفضا باتا، ولا يمكن على هذا النحو ادارة دولة.
يقول شمولي: "كنا نستطيع التوصل الى صياغة مطالب محددة، فأوقفت ذلك. فأنا أعلم أنني كلما حددت المطالب انشأت عدم اتفاق وأبعدت عنا جزءا من المؤيدين. فلماذا أفعل هذا الآن ونتنياهو ما زال لم يُبين ما الذي يريده وكيف وما هي السلطة".
البقرة المقدسة
يُقدر نتنياهو أننا على أبواب ازمة اقتصادية عالمية. والكلمة الصحيحة هي تسونامي. ففرنسا في ورطة ايضا بعد اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا. فالحديث عن 180 مليون اوروبي. وستبلغ الازمة المانيا بالضرورة ايضا، ولم تعد احتياطيات الولايات المتحدة تقضي ديون الحكومة.
وهو يؤمن بأن الأنباء عن الازمة في الخارج ستغير الخطاب العام في الداخل. سيدركون ان العالم في دوامة كبيرة جدا وأنه لا يجوز التصرف بعدم مسؤولية. في العالم اقتصادات مبنية على السقوط واقتصادات مبنية على النمو. ومكان اسرائيل في الصنف الثاني.
وهذا ما يثير بالضرورة سؤال ماذا سيحدث للبقرة الأقدس، أعني ميزانية الدفاع. إن المطالب التي أثارها جهاز الامن للسنة القادمة مبالغ فيها، ويقول اعضاء في لجنة الخارجية والامن مجنونة. وتعليل ذلك التغييرات في وضع المنطقة. فمصر غير مستقرة. ويجب الاستعداد لامكانية أن يُنقض اتفاق السلام. ويحصل حزب الله على كميات كبيرة من السلاح من ايران مباشرة. ويجب شراء نظم اخرى من القبة الحديدية من اجل لحظة يتجدد فيها اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
لم يرد شيء في كتاب تعيين لجنة تريختنبرغ عن ميزانية الامن. وهذا التجاهل ليس عرضيا، فمن السهل على الحكومة أن تزيد ميزانية الامن من تحت الرادار. ولا يجب أن يمنع هذا اللجنة عن أن تقول قولها. كان تريختنبرغ عضوا في لجنة برودت التي رسمت مخططا لنفقات الامن. وتستطيع لجنته أن تدعو الحكومة الى العودة الى المخطط. يريد نتنياهو أن يزيد على الأمن، لكنه يدرك أنه لا يستطيع إزاء الازمة في العالم، فهو يؤيد الآن التجميد. وتهدده ثلاثة عوامل مختلفة: الاحتجاج الاجتماعي والازمة في العالم وسيناريوهات جهاز الامن. وهو يناور بين الثلاثة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا تصبح بؤرة محتملة لحرب اقليمية
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"
وقّع الاف المصريين حتى الان على العريضة الجديدة على الفيس بوك والتي تدعو الى طرد السفير السوري من مصر. لاول مرة لم يعد السفير الاسرائيلي هو الوحيد الذي يحظى بمثل هذا الاهتمام، وفي نية المبادرين الى العريضة الوصول الى مليون توقيع كفيلة بان تدفع الحكم العسكري في مصر للخروج ببيان تنديد حاد اللهجة ضد بشار الاسد. صفحات فيس بوك سورية جديدة قررت بالذات ان تتبنى الدعابة لتجنيد المعارضة، وهم يصفون الاحداث في سوريا وكأنها وقعت في بريطانيا العاصفة. "التلفزيون الرسمي البريطاني أعلن بانه لم تكن أي مظاهرات في المدن البريطانية"، كتبوا مثلا. اما تركيا فالوضع في سوريا يضحكها اقل.
في الايام الاخيرة استدعى الجيش التركي الى خدمة الاحتياط مئات الضباط – بمن فيهم اولئك الذين خرجوا على التقاعد، ونقلهم الى قواعد قريبة من الحدود مع سوريا. وتفيد مصادر تركية بحالة تأهب عالية على طول الحدود السورية، بالتخوف من فرار الاف المواطنين السوريين الى تركيا، وباحتمال هجوم عسكري لقوات الناتو في سوريا. وفي غضون ساعات من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي الى دمشق، فهمت تركيا بان الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان للاسد، وقع على اذنين سوريين صماوين، وان التصريح بشأن اخراج القوات السورية من حماة كان كاذبا. امس كان هذا دور محيط مدينة حمص امتصاص النار التي قتل فيها ما لا يقل عن 11 شخصا.
من الجانب الاخر، ايران، التي لا تبلغ صحفها الرسمية ومواقع الانترنت المؤيدة للنظام بالثورة في سوريا، تحذر من تحويل سوريا الى بؤرة لحرب دولية. رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، يدعو الى مساعدة سوريا لمنع "سقوط سوريا بين براثن الذئب الذي يسمى الولايات المتحدة". ايران لا تكتفي بالاقوال: فقد نقلت نحو 5 مليار دولار الى سوريا في الاسابيع الاخيرة. وحسب مصادر عراقية، طلبت من الحكومة العراقية ان تحول الى سوريا نحو 10 مليار دولار.
تدخل ايران، تركيا، السعودية وباقي دول الخليج سرعان ما يحول المعركة في سوريا من حدث داخلي – نتاج ثورة تستند الى بنية من الفقر، القمع وانعدام الافق الاقتصادي والسياسي وتتغذى بالاحداث الثورية في تونس وفي مصر – الى بؤرة ذات امكانية كامنة لحرب اقليمية. سوريا، التي اهميتها الاستراتيجية الاقليمية لا تعتمد على مصادر طبيعية كالنفط والغاز بل على علاقتها الوثيقة مع ايران وقدرتها على التدخل في ما يجري في العراق، نجحت في هذه الاثناء في منع قيام جبهة عسكرية ضدها. ومقابل السرعة التي تطور فيها الاجماع الدولي للهجوم في ليبيا، لا توجد حاليا أي مبادرة لاشراك مجلس الامن في بلورة مثل هذا القرار.
خلافا لليبيا، التي تطورت فيها معارضة قتالية يمكنها ظاهرا أن تشكل ايضا قوة سياسية بديلة، ففي سوريا ليس فقط لم يتعارض مثل هذا البديل بل ولا يزال غير واضح الى أي جهة ستقع سوريا، اذا ما تحطم النظام الحالي بالفعل. هل ستكون دولة فوضى مثل العراق، الذي طور بداية حربا اهلية مضرجة بالدماء بعد سقوط الاسد؟ هل النظام البديل – الذي هو ايضا سيتعين عليه الاعتماد على ذات الجيش السوري – سيتبنى العلاقة مع ايران أم يتوجه الى الغرب؟ هل تركيا مثلا، يمكنها ان تعتمد على النظام الجديد والجيش القديم بصد نشطاء حزب العمال الكردي؟ هل من الافضل للسعودية زعيم مكروه ولكن معروف، زعيم يمكن ادارة الاعمال معه مقابل مردودات مناسبة، مقابل نظام جديد وغير معروف؟ هذه الاسئلة تشغل بال الغرب ايضا الذي مقابل موقفه من مبارك، لم يدعو الاسد حتى الان الى مغادرة قصره.
في ظل غياب ضغط عسكري خارجي، وحين يكون بوسع سوريا الاعتماد على قوة الردع الايرانية التي يمكنها أن ترد باشعال الخليج الفارسي اذا ما تعرضت سوريا للهجوم، من الصعب القول ان ايام الاسد معدودة او أن نظامه يوشك على التحطم قريبا. استراتيجية القمع الذي ينتهجها الجيش السوري يفكك الدولة الى جبهات مدينية حيث "تحظى" كل مدينة بمعالجة تفصيلية لتكون مثالا لمدن اخرى تحاول الانضمام الى الاحتجاج. هكذا مثلا حوصرت و "احتلت" مدن درعا، دير الزور، ادلب، حماة وبلدات اخرى استمرارا للقتل المكثف فيها، تحول بعضها الى مدن اشباح أو مناطق سكنية يصعب العيش السليم فيها. مواطنو هذه المدن يضطرون الى المغادرة والانتقال الى مدن وقرى اخرى، حيث لا يمكنهم ان يجدوا دعما لاستمرار الثورة.
هذه استراتيجية تطورت في الاشهر الخمسة الاخيرة وتفترض بان الصراع قد يستمر لوقت طويل. الاسد نفسه تحدث في احد خطاباته بان المعركة قد تستمر حتى سنتين. وهي تعتمد على القمع المكثف ولكن دون تصفيات جماهيرية مثل المذبحة في حماة في العام 1982. كما ينجح الاسد في الحفاظ على الوحدة في صفوف الجيش، رغم عدد الفارين الذي يقدر بنحو 2000. التقديرات بانشقاق في صفوف النظام، والتي تعتمد اساسا على اقالة المحافظين، تنحية ضباط كبار وتعيين وزير دفاع جديد، لا تجد تعبيرها في الشكل الذي يسلكه النظام، وخلافا لليبيا، لا يوجد ضباط سوريون كبار يتحدثون علنا خلافا لموقف الاسد الرسمي.
على نحو رمزي، فتحت السلطة السورية للابداع التلفزيوني موسم الدراما للعام 2011 – 2012 بالمسلسل التلفزيوني "أنت هنا". الاسد بالتأكيد لا يزال هنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُحرز الهدف وخُلدت المنظمة وانتصر نشطاء السياسة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" كان المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون أول مؤتمر عقد في اسرائيل. وقد عقد قبل ستين سنة في 14 آب 1951. كان لقاءا تاريخيا. فبعد عشرات المؤتمرات، وخمس هجرات، وكارثة يهود اوروبا، وقرار التقسيم في الامم المتحدة، وحرب الاستقلال، أحرزت الحركة الصهيونية هدفها وأنشئت دولة اليهود. كان يمكن الحركة الصهيونية في ظاهر الامر أن تعلن نصرها وأن هذا آخر مؤتمر صهيوني. وكان غير قليلين اعتقدوا أن هذا أصح شيء يُفعل.
كانت هناك خطب فصيحة مؤثرة للرئيس الثاني اسحق بن تسفي، ورئيس الحكومة دافيد بن غوريون اللذين أملا استمرار الهجرة العظيمة للسنين الثلاث الاولى للدولة، لكن كان واضحا أن المنظمة نفسها ستستمر في العمل وتجد لنفسها أهدافا جديدة.
وهذا ما كان. فبرغم ان الحركة الصهيونية كان يفترض ان تنشيء الدولة، وأنشئت مع نشوء الدولة كل المؤسسات السيادية التي كان يفترض ان تلبي حاجات سكانها الآن وفيما بعد، لم يوافق نشطاء الحركة الصهيونية على التخلي عن مناصبهم.
حل محل "خطة بازل" التي قُررت مع نهاية المؤتمر الصهيوني الاول في 1897 "خطة القدس"، وأساسها مساعدة الدولة التي أنشئت بدل المساعدة على انشائها. ما كان أحد لينشيء الهستدروت الصهيونية في 1951، ولو أن هرتسل طال عمره ورأى انشاء الدولة لاقترح قبل الجميع اغلاق المنظمة، لكنه لم يكن هناك، وقرر قادة تلك الايام عدم مجابهة نشطاء المنظمة وأحدثوا بكاءً لأجيال.
آمن بن غوريون الذي كان رئيس الهستدروت الصهيونية سنين كثيرة، آمن بالصهيونية العملية فقط. وقد رأى من وجهة نظره أن من يتحدث عن الصهيونية ولا يهاجر الى هذه البلاد فهو غير صهيوني. ولم يكن معنى حقيقي في رأيه للهستدروت الصهيونية. لكن الاحزاب خاصة تمتعت بوجوده. فقد كان مكانا يمكن أن يرسل اليه ساسة متقاعدون، ورعاية ساسة في بداية طريقهم، ومساعدة مشروعات وتنظيمات قريبة من قلوبهم وأن يحظوا بميزانيات. وعلى مر الزمن تضاءلت هذه الميزانية وبلغت ملايين معدودة من الدولارات، لكن الاحزاب تعاني فقرا مزمنا وكل مساعدة مالية لها هي كنز حقيقي.
نشأت منظمة من لا يهاجرون، لكنهم يرون الهجرة أمرا ايجابيا. وهم يحبون اسرائيل ويأتون اليها الى جلسات اللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر الصهيوني، لكن لا يخطر ببالهم أن يستقروا فيها. اذا كانت قد وجدت صعوبة ضخمة في الهجرة حتى 1948، ولم ينجح صهاينة كثيرون بالهجرة فقد كان كل يهودي في العالم منذ نشوء الدولة وعلى أثر قانون العودة، يستطيع أن يهاجر الى اسرائيل ويحصل على جنسيتها فورا.
برهنت قلة المهاجرين من العالم الاول على ان اسرائيل لا توشك أن تصبح مركز جذب ليهود العالم حتى ولا للصهاينة الواضحين، بل لمن يعيش في ضائقة اقتصادية فقط. وبرغم هذا لم يتغير التعريف الصهيوني ولم يُسلب ممن كان يستطيع الهجرة وفضل الجلاء.
لا يزال هؤلاء الصهاينة المتحمسون يأتون الى البلاد كل اربع سنين للمؤتمرات الصهيونية، وفريق منهم يرسلنا لاستيطان الضفة الغربية، وفريق يحثنا على صنع سلام، وجميعهم متحمسون جدا، وأكثرهم طاعنون في السن جدا، ووهج الصهيونية في قلوبهم كما كان قبل نشوء الدولة حقا. وهم لا يشعرون بفرق، أعني هؤلاء الصهاينة الرافضين للهجرة.
نكتة خاصة
من حق اليهودي ألا يكون صهيونيا. ومن حقه أن يحب اسرائيل أو ألا يحبها، لكن لا شك في أن خطة القدس منذ قبل 60 سنة قد منحت طبقة كاملة من اليهود امكانية أن يستمروا في صهيونيتهم برغم انهم "لم يحققوها" ولم توجد عندهم نية تحقيقها.
لو أن بن غوريون أصر على رأيه القائل ان اليهودي الذي لا يهاجر الى الدولة منذ نشأت لا يحق له أن يُعرف نفسه بأنه صهيوني وأنه لا مكان لهستدروت صهيونية بعد نشوء الدولة – لامتنع الوضع الذي أصبح من المريح جدا فيه لناس كثيرين أن يتلففوا برداء ليس لهم وأن يجعلوا الصهيونية شيئا مختلفا على الاطلاق.
كان صيف 1951 هو الوقت الذي استسلم فيه بن غوريون للجهاز. وكان الوقت الذي كان يجب عليه فيه أن يحاول انشاء منظمة يهودية عالمية لا تُعرف بأنها صهيونية بل بأنها مؤيدة لاسرائيل، هدفها أن تساعد الدولة التي تواجه مشكلاتها الوجودية.
كانت المنظمة اليهودية الجديدة تستطيع أن تمثل يهود العالم كله، وان تدعم نشاط اسرائيل، وأن تجري مباحثات مع المنتخبين الاسرائيليين في صور الاستمرارية اليهودية بعد الكارثة. الحديث بعد 60 سنة من ذلك الوقت عن نتن حقيقي لا حاجة اليه. تعقد المؤتمرات الصهيونية كل اربع سنين في مباني الأمة وتمر ايامها كلها على نحو عام من غير تغطية وسائل الاعلام. وتتخذ الاحزاب فيها قرارات تتعلق بمستقبل الشعب اليهودي والسلام والحرب، وقراراتها تشبه نكتة خاصة لا يتناولها أحد بجدية.
أصبحت المنظمة الصهيونية فقاعة تجري داخلها انتخابات في دول مختلفة تمهيدا للمؤتمر، وتجري صراعات قوة، ويجري التصويت في الادارة واللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر، ويحصون الاصوات بحرص من غير ان يكون لكل هذه الاشياء أي صدى في حياة الدولة.
عندما مرت 100 سنة بعد المؤتمر الصهيوني الاول، وجدت اصوات تجرأت على اقتراح انهاء فصل الهستدروت الصهيونية وأن تُستبدل بها منظمة يهودية عالمية. وقد أفضى من ترأس آنذاك الوكالة اليهودية، أبروم بورغ، الى قرار اغلاق المنظمة في غضون فترة محددة (مرت منذ زمن)، والميزانية المخصصة للهستدروت الصهيونية ضئيلة جدا بحيث لم يبق إلا أن تُدفع الرواتب الضخمة للنشطاء ولا يبقى شيء تقريبا "للاعمال".
إن السنة الـ 60 للمؤتمر الصهيوني الاول في اسرائيل ولخطة القدس قد تكون فرصة ممتازة للتحول بانشاء منظمة يهودية عالمية جديدة تحل محل الهستدروت الصهيونية والوكالة اليهودية لارض اسرائيل، تحاول أن تواجه، بمساعدة القيادة الاسرائيلية على اختلافها، التحديات الحقيقية للشعب اليهودي في القرن الواحد والعشرين.
أحد أصعب التحديات هو النجاح العظيم لاندماج اليهود ولا سيما في الولايات المتحدة، وذوبانهم السريع. وعلى نحو عام اضطر قادة يهود الى مواجهة مشكلات وجودية لليهود. واليوم، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ازمة لليهود، يجب على القيادة أن تواجه مشكلات "جيدة"، ولا سيما عدم صعوبة الاندماج في دول كثيرة في العالم وهو الشيء الذي يفضي الى ابتعاد متوقع عن الجماعة اليهودية.
إن "تغليت"، التي بادرت اليها في مطلع التسعينيات، هي فكرة من الافكار لمواجهة الوضع الجديد، ولا يجب أن يفاجئنا ان الوكالة اليهودية والهستدروت الصهيونية خاصة عارضتا ذلك المشروع مدة سنين. لكن من المؤكد انه توجد افكار كثيرة لضمان الاستمرارية اليهودية في أيامنا، وهي لا تنشأ في منظمات لم يكن لقيادة الدولة نجاعة أو قوة للافضاء الى انهائها قبل 60 سنة بالضبط".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين المضيقين
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" رئيس الاركان، بني غانتس توقف للحظة امام شاشة التلفزيون في قاعدة سلاح الجو في سديه دوف، حيث بثت محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. واطلق غانتس تنفس صعداء طفيف مشكوك أن يكون يشارك فيه أسى الزعيم الذي ينهي طريقه هكذا، ملقيا على سريره ومهانا في قفص، مشكوك أن يفكر بوجع الرأس الذي بانتظار الجيش الاسرائيلي في السنوات القريبة القادمة في الساحة الجنوبية.
في صيف 2011 قال غانتس مؤخرا للجنة الخارجية والامن في الكنيست، عدم الاستقرار هو الامر المستقر في المنطقة. في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور الاسرائيلي باحتجاج الخيام، يتابع الجيش الاسرائيلي بقلق التوتر المتعاظم بين الحكم الانتقالي العسكري في مصر والاخوان المسلمين يحصل قتلى المذبحة التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد بحق ابناء شعبه ويستعد لاحتمال مظاهرات فلسطينية جماهيرية في ايلول.
من زاوية النظر الاسرائيلية يتطور الوضع في مصر الى مشكلة أكبر مما كان يمكن تصورها في البداية. فسيناء هي الان منطقة سائبة تعيش فوضى تامة وسلطات القاهرة لا تتجرأ على التصدي للقبائل البدوية المركزية فيها. في الجيش الاسرائيلي وفي المخابرات لم يعودوا يتحدثون عن تهريب سلاح من سيناء الى قطاع غزة، بل عن نقل سلاح، في اجراء مرتب ومخطط على خلفية رفع تام لليدين في مصر. في حماس بدأوا يستخدمون خطوط انتاج للسلاح في قلب سيناء انطلاقا من الفهم بان هذه ستكون محمية اكثر في الاراضي المصرية منه في القطاع، وذلك لان اسرائيل ستخشى من قصفها.
في المدى الابعد، حتى لو كان المصريون منشغلين في هذه اللحظة بانفسهم أساسا، فان اسقاط نظام مبارك يفسر في هيئة الاركان كتحذير استراتيجي للساحة الجنوبية. وان لم يكن للحرب، ولكن بالتأكيد لامكانية اشتعال في ساحة اخرى (الشمال، المناطق او كلاهما) يؤدي الى حشد قوات مصرية في سيناء. بعد 30 سنة لم تبحث اسرائيل تقريبا بوحدات الى الحدود الجنوبية وابقت في الجوارير الخطط العملياتية، صار مطلوبا انعاش من الاساس. من المعقول الافتراض بان احدى الافكار التي تدرس هي اقامة قيادة فيلق جديد للجبهة الجنوبية.
في سوريا كل المؤشرات تدل على استمرار الانهيار السريع لنظام الاسد، الذي ودع هذا الاسبوع وزير دفاع. في شعبة الاستخبارات العسكرية يقولون انه رغم التغطية الاستخبارية الفاخرة في الساحة السورية، لا يمكنهم ان يتوقعوا الموعد الدقيق للانهيار ولكن التطورات تسير في اتجاه واحد فقط. اعادة سفراء عرب من دمشق، وكذا الخط المتصلب لتركيا تجاه جارتها الجنوبية، يدلان على أن الاسد يواصل الانزلاق في المنحدر. انشغال مصر وسوريا بنفسيهما يقلص ظاهرا الخطر الامني الفوري على اسرائيل، ولكن عدم الاستقرار يزيد عدم اليقين ومن شأنه ايضا ان يؤثر على الوضع في لبنان.
الخطر عاجل وفوري اكثر في الساحة الفلسطينية، حيث يحتمل ان تكون المواجهة توجد خلف الزاوية. السلطة الفلسطينية وان كانت ابلغت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة بان في نيتها السيطرة على المظاهرات حول خطوة الاعلان عن الدولة في الامم المتحدة في نهاية ايلول، الا انهم في الجيش واعون للخطر في أن تنتقل المسيرات غير العنيفة بسرعة الى صدامات في الحواجز وحول اسيجة المستوطنات. في جلسة الثمانية أول أمس ضغط وزراء اليمين لاستخدام "العصي"، خطوات عقاب تجاه الفلسطينيين حتى قبل أن يتوجهوا الى الامم المتحدة. وزير الدفاع، ايهود باراك حذر من انهيار السلطة الفلسطينية. احد لا يعرف بان يتوقع كيف ستنتهي الازمة.
على هذه الخلفية، ورغم انخفاض خطر حرب واسعة في المدى الفوري، فثمة شيء تبسيطي في الادعاء بان الوضع الامني بالضرورة يتحسن بفضل ربيع
صحيفة "يديعوت أحرونوت":
ـ الهدف: ضرائب غير مباشرة أقل.
ـ ضرائب على بؤرة الاستهداف.
ـ يتظاهرون من دان وحتى ايلات.
ـ ايلي يشاي: ناضج لتنفيذ هزات سياسية.
ـ هكذا سيؤثر انهيار الاسواق العالمية على أموالكم.
صحيفة "معاريف":
ـ مركز الاحتجاج ينتقل الى المحيط.
ـ استثمار غير صحي.
ـ يخرجون من المركز.
ـ الاسئلة المقلقة (قضية قصاب).
ـ يكافحون في سبيل البيت.
ـ الحاكم المؤيد لاسرائيل سيتنافس على الرئاسة (ريك بيري).
ـ مهندس صواريخ حماس: الكشف عن الأسرار.
صحيفة "هآرتس":
ـ التخوف في السوق المالية: أرباب العمل لن يعيدوا دينهم للجمهور.
ـ شتاينيتس: سنجد السبيل الى تقليص المليارات من الدفاع، وربما من مجالات اخرى ايضا.
ـ فحص "هآرتس": الجيش الاسرائيلي يتلبث في اخلاء اراضي جذابة في مركز البلاد.
ـ الاحتجاج يخرج من المركز: المهرجانات المركزية – في بئر السبع والعفولة.
ـ سكان رواق القدس يحاولون منع مشروع طريق رقم 1.
ـ يشاي صادق نهائيا على بناء 1600 وحدة سكن اخرى في القدس خلف الخط الاخضر.
ـ سوريا تتحول الى بؤرة ذات امكانية حرب اقليمية.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الاسبوع الاسود لأرباب المال.
ـ اوباما: "كان يمكن منع تخفيض التصنيف".
ـ رفع المقصلة.
ـ الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق.
ـ تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية.
أخبار وتقارير ومقالات
تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية..
المصدر: "اسرائيل اليوم – من جدعون ألون"
" تعد لجنة الخارجية والامن تقريرا خاصا قبيل أيلول، حين من المتوقع للسلطة الفلسطينية أن تطلب اعترافا أحادي الجانب من الامم المتحدة. في مسودة التقرير قيل انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية.
التقرير، نحو 50 صفحة، تبلور بعد عمل حثيث لفريق برئاسة النائب يوحنان بلاسنر من كديما. اعضاء الفريق أجروا 30 لقاءا مع مسؤولين كبار في جهاز الامن، في المخابرات، في الموساد، في الشرطة، في مجلس الامن القومي وفي النيابة العامة العسكرية.
ويعنى التقرير بالاستعدادات لاحداث ايلول ويفحص الاثار التي قد تكون للاحداث على المفاوضات السياسية في المستقبل. رئيس اللجنة النائب شاؤول موفاز من كديما قرر ان بوسع أعضاء اللجنة الاطلاع على التقرير ابتداء من الاسبوع القادم في مكتب اللجنة في الكنيست فقط.
وعلم أن التقرير – الذي يضم خمسة فصول – يتضمن ملحقا سريا يعنى بمسائل أمنية حساسة. وجاء في المسودة انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية. وجاء في مسودة التقرير انه "التوقع هو أن يكون في ساحة المنطقة الوسطى تطرف ولكن من غير المستبعد ان يكون تطور أيضا باتجاه الساحة الجنوبية والشمالية. توجد امكانية كامنة للمواجهة مع جموع كبيرة من الفلسطينيين يحتشدون في بؤر الاحتكاك على طول الجدار أو المستوطنات. الجيش الاسرائيلي لا يمكنه أن يعرض للخطر المستوطنات الاسرائيلية وبالتالي سيتعين عليه أن يتصدى لهذا الوضع. ولهذا فان الجيش الاسرائيلي يوجد في عملية متقدمة لشراء كميات كبيرة من وسائل تفريق المظاهرات".
"وجدت نقاط خلل عديدة"
أعضاء اللجنة الذين شاركوا في صياغة المسودة اشاروا الى أنه وجدت نقاط خلل عديدة في الاستعداد من ناحية سياسية، دبلوماسية وقانونية، ولكن في المجال العسكري – الامني الاستعداد جيد. التقدير هو أن اعمال الاخلال بالنظام كفيلة بان تستمر لاسابيع عديدة على مستويات واسعة. وبعد ذلك تتواصل لاشهر بشكل أضيق.
رئيس الائتلاف، النائب زئيف الكين من الليكود احتج امام رئيس الكنيست روبين ريفلين على أن موفاز يسمح للنواب بقراءة التقرير في مكاتب اللجنة فقط وفي الاجازة فقط. كما احتج الكين على أن موفاز يعتزم اجراء تصويت على اقرار التقرير في 21 آب بينما تكون الكنيست في اجازة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق..
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ليلاخ شوفال"
" تستكمل قيادة المنطقة الوسطى هذه الايام استعداداتها للاضطرابات المرتقبة في أيلول القريب القادم وتستعد لاستيعاب محتمل لكتائب احتياط تعزز القوات النظامية عند الحاجة. في القيادة لا يأخذون مخاطرات، ومع بداية الاضطرابات ستصل الى يهودا والسامرة كتائب احتياط ترابط في قطاعات مختلفة وتعزز القوات المرابطة.
في الاسابيع الاخيرة وصل الى القطاعات المختلفة في المناطق ضباط من كتائب الاحتياط التي من المتوقع عند الحاجة ان تتلقى أوامر تجنيد وأجروا جولات مسبقة واستعراضات لاحتمال التجنيد. ومع ذلك، يقدر مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى بانه لن تكون حاجة الى تجنيد جنود الاحتياط. "كجيش، نحن نستعد للاسوأ"، شرح ضابط كبير.
والى جانب ذلك، تزودت قيادة المنطقة الوسطى في الاسابيع الاخيرة بوسائل عديدة لتفريق المظاهرات، كقنابل الغاز والصوت، العيارات المطاطية، الطائرات الصغيرة بلا طيار التي ستحذر من وجود مظاهرات واهتزازات بحيث يكون ممكنا الانتشار السريع. كما اعدت محاور سير لغرض عبور المركبات وتعززت الحراسة في نقاط تسفير الجنود.
ضابط كبير قدر هذا الاسبوع بان أجهزة الامن الفلسطينية ستحاول التصدي بنفسها للمظاهرات، ولكن التخوف هو أنها بعد ذلك ستنزع المسؤولية عن المتظاهرين. "التوقع هو انه مثلما في يوم النكبة، سيبذلون كل جهد مستطاع لمنع أحداث تخرج عن السيطرة"، قال المسؤول، "ولكنهم لن يستخدموا النار الحية. في اللحظة التي يلاحظون فيها جمهورا مصمما لا يمكن وقفه، سيقفون جانبا ويسمحون له بالاقتراب من جنود الجيش الاسرائيلي".
في الجيش الاسرائيلي يستعدون ايضا لامكانية أن "تحول أجهزة الامن جلدتها" فتعمل هي ايضا ضد جنود الجيش الاسرائيلي. وقال المسؤول: "هذا ليس معقولا في هذه اللحظة ولكن في العام 2000 ايضا لم يعتقد القادة بان الاجهزة ستتوجه ضدهم، وعليه فيجب الحذر في هذه التقديرات".
الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية للاضطرابات تتضمن ايضا استعدادات عديدة في الحدود مع سوريا ولبنان، وكذا في قطاع غزة، في أعقاب دروس يومي النكبة والنكسة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هستيريا ايلول
المصدر: "هآرتس"
" كلما اقترب موعد التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 4 حزيران 1967، تتعاظم علائم الهستيريا لدى حكومة إسرائيل.
في البداية جندت وزارة الخارجية لتنفيذ اعلام – تخويف في ارجاء العالم، تحولت مؤخرا الى حملة توبيخ للدول التي وعدت بتأييد المبادرة الفلسطينية – العربية. بعد أن تبين بان اكثر من 120 دولة تعتزم التصويت في صالح المبادرة في الامم المتحدة، هدد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان اسرائيل ستلغي اتفاقات اوسلو. هذا الاسبوع اقترح ليبرمان قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية كرد مسبق على موجة العنف التي ستندلع، بزعمه، غداة الاعلان في الامم المتحدة.
وافاد باراك رابيد في "هآرتس" أمس بانه في نقاش عقد أول أمس في "محفل الثمانية" اقترح وزراء اتخاذ عقوبات ضد السلطة للضغط على قيادتها لوقف الخطوة في الامم المتحدة. ضمن امور اخرى اقترح وزير المالية يوفال شتاينتس تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عن الفلسطينيين. ويذكر الاقتراح بالتهديد الامريكي بمعاقبة الفلسطينيين على تطلعهم للاستقلال بوقف تحويل اموال الدعم للسلطة.
من الصعب التفكير في خطوة أخطر وأسخف من تصفية السلطة الفلسطينية والمس بمصدر رزق عشرات الاف رجال الامن والموظفين الذين يعتمدون على طاولتها. ومثلما قال وزير الدفاع ايهود بارك في ذاك النقاش، فان هذه الخطوة ستؤدي الى الفوضى في الضفة وتلقي على اسرائيل المسؤولية عن رفاه 2.5 مليون نسمة. السلطة الفلسطينية بقيادة فتح هي الحاجز الاخير الذي يقف امام تحول الضفة الى فرع لحماس.
الخطر الاكبر الذي يهدد أمن سكان اسرائيل هو قرار القيادة الفلسطينية اغلاق بوابات السلطة غداة التصويت في الامم المتحدة والقاء المفاتيح الى الشارع. السبيل السليم لمنع التصعيد بعد التصويت هو الشروع في مفاوضات على تسوية دائمة على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي وتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات. اذا لم تؤدي الردود الاسرائيلية الهستيرية الى انهيار الانظمة في المناطق، فان الطريق سيكون مفتوحا لادارة هذه المفاوضات مع الدولة الجديدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعتراف السابق لأوانه هو احتمال للعنف
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" يبدو أن الفلسطينيين في الضفة الغربية غير معنيين بانتفاضة ثالثة، حتى الآن. بحسب تقرير عن البنك الدولي في نيسان، نما اقتصاد الضفة بنحو من 8 في المائة في 2010. ومن الصحيح في الحقيقة ان النمو الاقتصادي يبرز على الخصوص في المدن في مجال بناء الفنادق وفتح المطاعم التي ستخدم قطاعا ضئيلا خاصة، لكنه سيظل عند السلطة كثير مما تخسر اذا بدأت مواجهة تتصاعد لتصبح عنفا شاملا.
كيف سيؤثر في الوضع توجه فلسطيني الى الامم المتحدة كي تتبنى قرارا يعترف بحقهم في اعلان دولة؟ تذكرون أن اتفاقات اوسلو قضت بأنه يجب على الفلسطينيين أن يفاوضوا اسرائيل في مسألة الحدود. فماذا سيحدث اذا أعلنوا في الامم المتحدة سلفا بنتائج التفاوض في الحدود وأقروا انها خطوط 1967؟.
قد تؤيد دول اوروبا ايضا المبادرة الفلسطينية وهو ما قد يحدث وضعا قابلا للانفجار على الارض مع احتمال العنف، برغم أنهم قد جربوا من قبل على جلودهم الآثار السلبية لخطوة كهذه.
أصبح عند الجماعة الدولية تجربة في هذه القضية بالضبط، والتعريف المقبول هو "الاعتراف السابق لأوانه". فحينما انشقت يوغسلافيا في 1991، قررت المجموعة الاوروبية تأجيل الاعتراف بالدول الجديدة الى ان تلتزم الوفاء بمعايير ما تتعلق بعلاقاتها بجاراتها في المستقبل.
كتب ريتشارد هولبروك الراحل في تناوله لجذور الحرب في البوسنة، أن من المهم التنبه الى سلوك المانيا في تلك الفترة وهي التي دفعت المجموعة الاوروبية الى الاعتراف بكرواتيا قبل الأوان. وقد أفضى ذلك الى رد متسلسل في أنحاء البلقان أفضى الى نشوب الحرب، حينما حاولت كل واحدة من جمهوريات يوغسلافيا السابقة أن تُقر حقائق على الارض تغير الحدود.
من اجل الامتناع عن العنف وبقصد تقديم الاستقرار والامن الى الأمام، اشترطت المجموعة الاوروبية شروطا سابقة على الدولة المعنية بالاعتراف، فعلى الدولة الجديدة ان تتخلى عن جميع المطالب المناطقية. وقد اشتمل عنصر مهم من هذا المعيار على التزام الامتناع عن أي دعاية معادية تعبر عن مطالب من هذا القبيل. وكان من الواجب ضمان حقوق الانسان وحقوق الأقليات في تلك الدولة.
الوضع في اسرائيل يختلف تماما. ومع ذلك توجد دروس يمكن استخلاصها من التجربة الاوروبية ووزنها بتفكير عميق، اذا حدث اعتراف سابق لأوانه بدولة فلسطينية. وللأسف الشديد لا تُطبق تلك المعايير الاوروبية نفسها على القضية الفلسطينية. فباديء بدء ليس للسلطة احتمال ان تصمد للمطالب الاكثر أساسية ما ظل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس على حاله. فبرنامج حماس في 1988 يدعو بوضوح الى القضاء على اسرائيل. وللسلطة حتى دونما صلة بحماس تاريخ اشكالي يشتمل على مس بحقوق الانسان للمسيحيين وقانون يعارض بيع اليهود الاراضي. وما تزال وسائل الاعلام الفلسطينية والكتب الدراسية تدعو الى احتلال يافا وحيفا.
سيكون خطأ فظيعا أن يتم منح الفلسطينيون اعترافا آليا في ايلول. وتستطيع دول اوروبا أن تقود الامور بأن تطلب أن يصمد الفلسطينيون لتلك المعايير التي طبقوها متأخرين في البلقان. واذا لم يفعلوا فانهم قد يهيئون لنشوب عنف يريد العالم منعه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس اجتماع
المصدر: "يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع"
" في يوم الاثنين الماضي في حوالي منتصف الليل، رن الهاتف في بيت البروفيسور مناويل (مانو) تريختنبرغ، رئيس اللجنة للتنسيق وتحديد الميزانية لمجلس الدراسات العليا. لم يعتد تريختنبرغ ابن الـ 61 على تلقي مكالمات هاتفية في هذه الساعات ومن رئيس الحكومة، لكن نتنياهو تعجل الامور. جاء الى مظاهرات سكان الخيام قبل ذلك بيومين، 150 ألف انسان وشاهدها مئات الآلاف في البيوت. واحتفلت وسائل الاعلام. وأدرك نتنياهو انه يجب عليه ان يستحدث أداة تمتص الضغط وتبشر بتغيير.
اختار تريختنبرغ لانه خبير اقتصاد يُعد اجتماعيا قياسا بعدد من زملائه، بيقين. وكان هناك سبب آخر لم يكن أقل أهمية في نظر نتنياهو وهو أن تريختنبرغ طور علاقات ثقة بـ ايتسيك شمولي، رئيس اتحاد طلبة الجامعات. فاذا أقنع تريختنبرغ شمولي بالتعاون فقد يتلاشى الاحتجاج.
اختار نتنياهو تريختنبرغ لكن هذا لم يختره. فقد جاء من الطرف الآخر للقوس السياسية. وقد أفرحته الخيام التي نجمت في مدن البلاد وأثارت فيه الاصوات التي ارتفعت منها الأمل. وقد نشب الصراع بين اليمين واليسار في اسرائيل في ثلاث جبهات متوازية: ارض اسرائيل وفلسطيني، والدين والعلمانية والغنى والفقر. ونشأ فجأة احتمال ازالة الحاجز في الجبهة الثالثة الاجتماعية. فهناك تضامن وهناك حب وقد اعتقد أن هذا رائع.
اعتقد نتنياهو ان هذا فظيع. فهو لم يؤمن لحظة بأن الخيام قامت نتيجة فكرة لامعة شابة كتبت خاطرة عرضية في الشبكة الاجتماعية. وسأل: من أرسلها، كما يسأل الساسة دائما في مثل هذه الظروف وأجاب فورا كما يجيب الجميع: خصومي السياسيون. فلم ينجحوا باسقاطي في الكنيست وهم يحاولون الآن اسقاطي في الشارع. ووسائل الاعلام تضخمهم. فلديها برنامج عمل: انها تتآمر ايضا لاسقاطي. ليس هذا اعلاما مجندا بل هو اعلام مجنِّد.
رفض تريختنبرغ. فهو لن يقبل المنصب. وفي ليل السبت قبل المظاهرة الكبيرة بيوم عاد نتنياهو وهاتف. وطلب أن يأتيه في المساء نفسه في منزل رئيس الحكومة في القدس. وأجاب تريختنبرغ بأنه لا يستطيع. فهو في ليل السبت يستقبل السبت. وطلب نتنياهو أن يأتي في السبت بعد الظهر.
إن تريختنبرغ ارجنتيني ذو وجه مستدير، حسن البشر وعينين ذكيتين تعرفان كيف تنظران الى العالم بنظرة ذكية ومتلهية. حينما كان من خريجي حركة الشباب "البنائين" في الارجنتين، نشب صراع كبير بين التيار الراديكالي الذي أعلن حربا على المؤسسة اليهودية، والتيار البراغماتي الذي تعاون مع الطائفة اليهودية. وكان هواه مع التيار البراغماتي. فالثورات يمكن أن تتدهور الى عنف وفوضى وكارثة – وهذا هو الدرس الذي جاء به من الارجنتين.
في صفحته الشخصية في "غوغل" يعرض صورا له مع زوجته وبناته الثلاث الحسناوات، وصورا له في زي تنكري لعيد المساخر، وديوان شعر كتبه في السبعينيات. فقد كان تريختنبرغ الشاب شاعرا معذبا.
أكيروف زاوية هرتسل
في صباح السبت سافر تريختنبرغ الى برجي أكيروف في تل ابيب. طلب اهود باراك لقاءه واللقاء كعادة باراك لا يحتمل تأخيرا. جلسا في الشقة الفخمة في الطابق الـ 32 التي تمتاز بحسب شهادة المساعدة الفلبينية بعدد كبير من الغرف الفارغة، وزجاجات الويسكي الفاخرة وثلاجة فارغة. وبحثا ازمة الشباب والاحتجاج. وصدرت عن باراك ملاحظة ما عن الفرق بين الشقة في أعلى والخيام في أسفل. فباراك يعرف كيف يضحك من نفسه الى حد ما، وهذا لا يجعله يصحح عيوبه، لكن يعرض عيوبه في ضوء أكثر ليناً.
فوجيء تريختنبرغ بأن يعلم مبلغ التنسيق بين نتنياهو وباراك. فقد تلقى باراك مهمة أن يُلين معارضته قُبيل اللقاء مع نتنياهو في القدس بعد الظهر فجند للمعركة قوة اقناعه كلها.
جاء تريختنبرغ الى منزل رئيس الحكومة في حوالي الثانية، واستعد للقاء قصير يعلن فيه أن رفضه نهائي. وقد حدثه نتنياهو عن كتاب قرأه مؤخرا عن هرتسل. وتعلم منه أن هرتسل كان زعيما براغماتيا جدا. فحينما لم ينجح في اقناع السلطان التركي، مضى الى القيصر الالماني. وعندما زادت المقاومة للاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل أيد استيطان اليهود في اوغندا. كان هذا هو المشبه به، أما المشبه فهو أنا، نتنياهو، فأنا كهرتسل. وأنا ايضا قادر على تغيير تصوري العام إزاء واقع متغير.
طلب نتنياهو من تريختنبرغ أن يقول ماذا كان يفعل لمواجهة موجة الاحتجاج. وسأل تريختنبرغ نتنياهو هل ينوي كسر اطار الميزانية، فأجابه نتنياهو بـ لا. ومال تريختنبرغ الى الموافقة، فليس هذا هو الوقت. وبالتدريج توصلا الى تفاهم على أن المجال الرئيس الذي يمكن فيه الآن احداث تغييرات هو فرض الضرائب. ينبغي خفض عبء الضرائب غير المباشرة. وتجميد الخفض أو حتى رفع الضرائب المباشرة. وزعم نتنياهو أنه فعل ما يكفي في الشؤون الاخرى التي رفعتها موجة الاحتجاج الى السطح، فحكومته حررت اراضي للبناء. وأزالت سدادات. وبعد قليل ستبدأ اسعار السكن في الانخفاض، وقد أصبحت تنخفض.كان خفض الضرائب المباشرة – ولا سيما ضريبة الشركات – دُرة تاج سياسة نتنياهو الاقتصادية في ولايته الحالية. وكان رافعته لزيادة النمو وبدء فخره. وقد دل استعداده للتخلي عنها على مبلغ اقلاق موجة الاحتجاج إياه. إن الاحتجاج لا يكسر الائتلاف بل يجرحه. والائتلاف سينزف أو قد أصبح ينزف. وستأتي العقوبة في الانتخابات. فقد ينتهي الامر الى 12 نائبا كما في 2006.
فكر تريختنبرغ ايضا بمفاهيم سياسية. هل موجة الاحتجاج ستسقط الحكومة؟ الجواب بالنفي أو أن ذلك ليس في أجل قريب، بيقين. فالائتلاف قوي والذعر يزيد في وثاقته. إن أكثر اعضاء الكنيست لا يهبون للمضي الى الانتخابات. وكديما ليس في صورة البديل الآن. لو كان هناك احتمال لاسقاط الحكومة فلربما وجد مكان للرفض لكنه في الوضع الذي نشأ يحسن استغلال ضعف الحكومة وأن تُقاد الى اصلاحات اجتماعية. إن السلطة التي ستتعطى للفريق هي أن يوصي فقط لكن حينما تُقدم التوصيات لن يتجرأ نتنياهو على الاعتراض عليها لانه سيخاف رد الشارع.
قال نتنياهو لتريختنبرغ انه يستطيع ان يختار بنفسه اعضاء فريقه. وسأل: هل تستطيع أن تقدم إلي توصيات في غضون اربعة اسابيع، فقال تريختنبرغ: في غضون ستة اسابيع. ووافق نتنياهو فورا.
حينما خرج تريختنبرغ من منزل رئيس الحكومة تبين له ان اللقاء دام مدة لا تقل عن اربع ساعات. وكان رجال الشرطة قد أقاموا حواجز في شارع غزة قرب المنزل استعدادا للمظاهرة التي ستجرى هناك في المساء، في موازاة المظاهرة الكبيرة في شارع كابلان في تل ابيب. وقدد قررت بناته أن يخرجن للتظاهر.
دخل في الفترة الاكثر تحديا لحياته المهنية – إزاء سكان الخيام الذين لا يصدقونه تحت رئيس حكومة تبنى التغيير كأنما أصيب بمس.
بهجة القوة
ألقى نتنياهو على "فريق مانو" – كما يسمون اللجنة في ديوان رئيس الحكومة، وكأن الحديث عن رحلة بحرية لذيذة لـ "سفن مانو" الى قبرص – مهمتين.الاولى أن يصوغ توصيات لتغيير السياسة الاقتصادية؛ والثانية أن يحادث سكان الخيام. والمهمتان تناقض الواحدة الاخرى: فقرارات التغيير مطلوبة فورا لملاقاة المزاج العام وللبرهان على ان الحكومة تقرر وتفعل؛ والتحادث يحتاج الى زمن واصغاء وصبر.
منذ يوم الاحد تبادل تريختنبرغ وايتسيك شمولي رئيس طلبة الجامعات رسائل قصيرة. وأجريا محادثة هاتفية واحدة. وكان يفترض أن يلتقيا في مساء يوم الثلاثاء لكن شمولي ألغى اللقاء.
يشعر نتنياهو بأنه مرفوض. وسلوك مُحدثي الاحتجاج يثير غضبه. ففي الاسبوع الاول وعد طلبة الجامعات بافضالات مبالغ فيها لكنهم اختاروا البقاء في الخيام. وكل قرار اجتماعي قرره منذ ذلك الحين حظي بجامات الاحتقار. وهو يقول انهم يطلبون كل شيء ويردون باستخفاف على كل شيء يعطونهم إياه.
انه لا يفهمهم، ونشك أن يفهمهم في يوم ما. فهم يظهرون عدم الثقة بكل ما يتصل بالمؤسسة أو بسياسي أو موظف أو حزب. وهو على ثقة بأن عدم الثقة محصور فيه. وهم يرجون الاصغاء والحوار. وهو يفهم كلمة الاصغاء فهما مختلفا تماما: فهو حينما يجلس الى مستشاريه ويقرر احسانا اجتماعيا يبرهن على الاصغاء. وهم يقولون ان الاصغاء يتم تبادله وهو يقول ان الاصغاء يُعطى فانه لا يجب علي أن أستمع لكم. واذا كنت آخذ في الحساب مطالبكم فأنا مصغ.
إن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو في الاسبوع الاول في مكتبه، مع تمجيد الذات والضحك ورشوة الطلبة الجامعيين المكشوفة، كان خطأ شديدا. كان سيحسن الصنع لو استأجر في ذلك الصباح القاعة الرياضية للمدرسة الثانوية البلدية أ. على مبعدة 300 متر من جادة روتشيلد. ولو أنه مثل هناك في التاسعة صباحا وأعلن قائلا: سأجلس هنا حتى منتصف الليل اذا شئتم أو حتى بزوغ الصبح، جئت للاصغاء. كل من عنده مطالب واعتراضات وأفكار لتحسين السياسة الاقتصادية والاجتماعية مدعو للحديث. 100 أو 200 شخص. أحضرت معي بدفتر كبير، سأكتب فيه كل كلمة، وأنا شخصيا لن استشيط غضبا ولن أجادل. وسأقول في النهاية إن كل شيء سيفحص عنه ويوزن وأنهي ذلك باطراء المحتجين: فأنا مع الكثرة الكاثرة من المتحدثين وخبراء العلاقات العامة الذين يعملون حولي ما كنا قادرين على التوصل الى جزء من ألف من انجازاتكم وما تزالون في بداية الطريق. لكم كل الاحترام.
تم تجربة هذا الاجراء بنجاح، وبصيغ مختلفة على شعوب مختلفة آلاف السنين. فالملك يجلس عند مدخل المدينة ويصغي لشعبه، وقد طور بن غوريون فن الكتابة في دفتر مذكرات أو في دفتر. وتبنى تلميذه اريك شارون ذلك بحماسة. أحب الناس أن يروا في شارون تلميذا دؤوبا يثبت بالكتابة كل كلمة تخرج من أفواههم وشعروا بأنهم مؤثرون ويتركون بصمة، انهم جزء من التاريخ.
لا يولي نتنياهو هذه اللقاءات أهمية وهو يسميها "مسرحا سياسيا".
وأصبح ذلك الآن متأخرا جدا بالطبع. فمن تلقى أطنان حب من ربع مليون انسان لا يشبه من انشأ مقصفا صغيرا في طرف روتشيلد. زاد التبجح وسيطرت الشعارات وأخلت بهجة الشباب مكانها للشعور بالقوة. وأصبح محدثو الاحتجاج الآن على يقين بأنهم هم الشعب. والشعب لا يجري تفاوضا مع حكومته بل يأمرها بما تفعل.
تحدثت هذا الاسبوع مع ايتسيك شمولي عن الحضور القوي الذي نشأ له فجأة. قلت له ان عاموس كنان كتب ذات مرة جملة غير دقيقة لكنها لاذعة، فقد كتب ان بن غوريون لم تكن له قوة حضور حتى سنة 1948.
قال: "ان ديوان بيبي لا يفهم الحراك، فأنت لا تستطيع أن تدعو الى تحادث وتنفذ بعد ذلك اجراءات من طرف واحد. انهم يحتالون علينا".
سألته: ألا تخشى على مصير نضالكم؟. توجد ازمة اقتصادية عالمية.
"أنا غير مذعور من التهديد الايراني ولا من الانخفاض في البورصة الامريكية. فلي شقة مستأجرة. ويوجد معنا ناس ليس لهم شيء".
ما الذي تخشاه، سألته.
قال: "العنف. فقد يتدهور هذا الى العنف".
سمعت هذا الاسبوع مخاوف مشابهة من آخرين داخل الخيام وخارجها. ورأى الناس الصور من لندن. وقد هاتف عضو مركز ليكود سابق. فهو على ثقة بأن الناس سيبدأون نهب الحوانيت واختراق المصارف. واذا لم تعالج الحكومة غلاء المعيشة بتصميم سيوجد هنا حمام دماء.
لا يتوقع نتنياهو أن يحدث هذا. بل يرى الخطر في مكان آخر، في رفض قبول كل اقتراح رفضا باتا، ولا يمكن على هذا النحو ادارة دولة.
يقول شمولي: "كنا نستطيع التوصل الى صياغة مطالب محددة، فأوقفت ذلك. فأنا أعلم أنني كلما حددت المطالب انشأت عدم اتفاق وأبعدت عنا جزءا من المؤيدين. فلماذا أفعل هذا الآن ونتنياهو ما زال لم يُبين ما الذي يريده وكيف وما هي السلطة".
البقرة المقدسة
يُقدر نتنياهو أننا على أبواب ازمة اقتصادية عالمية. والكلمة الصحيحة هي تسونامي. ففرنسا في ورطة ايضا بعد اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا. فالحديث عن 180 مليون اوروبي. وستبلغ الازمة المانيا بالضرورة ايضا، ولم تعد احتياطيات الولايات المتحدة تقضي ديون الحكومة.
وهو يؤمن بأن الأنباء عن الازمة في الخارج ستغير الخطاب العام في الداخل. سيدركون ان العالم في دوامة كبيرة جدا وأنه لا يجوز التصرف بعدم مسؤولية. في العالم اقتصادات مبنية على السقوط واقتصادات مبنية على النمو. ومكان اسرائيل في الصنف الثاني.
وهذا ما يثير بالضرورة سؤال ماذا سيحدث للبقرة الأقدس، أعني ميزانية الدفاع. إن المطالب التي أثارها جهاز الامن للسنة القادمة مبالغ فيها، ويقول اعضاء في لجنة الخارجية والامن مجنونة. وتعليل ذلك التغييرات في وضع المنطقة. فمصر غير مستقرة. ويجب الاستعداد لامكانية أن يُنقض اتفاق السلام. ويحصل حزب الله على كميات كبيرة من السلاح من ايران مباشرة. ويجب شراء نظم اخرى من القبة الحديدية من اجل لحظة يتجدد فيها اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
لم يرد شيء في كتاب تعيين لجنة تريختنبرغ عن ميزانية الامن. وهذا التجاهل ليس عرضيا، فمن السهل على الحكومة أن تزيد ميزانية الامن من تحت الرادار. ولا يجب أن يمنع هذا اللجنة عن أن تقول قولها. كان تريختنبرغ عضوا في لجنة برودت التي رسمت مخططا لنفقات الامن. وتستطيع لجنته أن تدعو الحكومة الى العودة الى المخطط. يريد نتنياهو أن يزيد على الأمن، لكنه يدرك أنه لا يستطيع إزاء الازمة في العالم، فهو يؤيد الآن التجميد. وتهدده ثلاثة عوامل مختلفة: الاحتجاج الاجتماعي والازمة في العالم وسيناريوهات جهاز الامن. وهو يناور بين الثلاثة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا تصبح بؤرة محتملة لحرب اقليمية
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"
وقّع الاف المصريين حتى الان على العريضة الجديدة على الفيس بوك والتي تدعو الى طرد السفير السوري من مصر. لاول مرة لم يعد السفير الاسرائيلي هو الوحيد الذي يحظى بمثل هذا الاهتمام، وفي نية المبادرين الى العريضة الوصول الى مليون توقيع كفيلة بان تدفع الحكم العسكري في مصر للخروج ببيان تنديد حاد اللهجة ضد بشار الاسد. صفحات فيس بوك سورية جديدة قررت بالذات ان تتبنى الدعابة لتجنيد المعارضة، وهم يصفون الاحداث في سوريا وكأنها وقعت في بريطانيا العاصفة. "التلفزيون الرسمي البريطاني أعلن بانه لم تكن أي مظاهرات في المدن البريطانية"، كتبوا مثلا. اما تركيا فالوضع في سوريا يضحكها اقل.
في الايام الاخيرة استدعى الجيش التركي الى خدمة الاحتياط مئات الضباط – بمن فيهم اولئك الذين خرجوا على التقاعد، ونقلهم الى قواعد قريبة من الحدود مع سوريا. وتفيد مصادر تركية بحالة تأهب عالية على طول الحدود السورية، بالتخوف من فرار الاف المواطنين السوريين الى تركيا، وباحتمال هجوم عسكري لقوات الناتو في سوريا. وفي غضون ساعات من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي الى دمشق، فهمت تركيا بان الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان للاسد، وقع على اذنين سوريين صماوين، وان التصريح بشأن اخراج القوات السورية من حماة كان كاذبا. امس كان هذا دور محيط مدينة حمص امتصاص النار التي قتل فيها ما لا يقل عن 11 شخصا.
من الجانب الاخر، ايران، التي لا تبلغ صحفها الرسمية ومواقع الانترنت المؤيدة للنظام بالثورة في سوريا، تحذر من تحويل سوريا الى بؤرة لحرب دولية. رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، يدعو الى مساعدة سوريا لمنع "سقوط سوريا بين براثن الذئب الذي يسمى الولايات المتحدة". ايران لا تكتفي بالاقوال: فقد نقلت نحو 5 مليار دولار الى سوريا في الاسابيع الاخيرة. وحسب مصادر عراقية، طلبت من الحكومة العراقية ان تحول الى سوريا نحو 10 مليار دولار.
تدخل ايران، تركيا، السعودية وباقي دول الخليج سرعان ما يحول المعركة في سوريا من حدث داخلي – نتاج ثورة تستند الى بنية من الفقر، القمع وانعدام الافق الاقتصادي والسياسي وتتغذى بالاحداث الثورية في تونس وفي مصر – الى بؤرة ذات امكانية كامنة لحرب اقليمية. سوريا، التي اهميتها الاستراتيجية الاقليمية لا تعتمد على مصادر طبيعية كالنفط والغاز بل على علاقتها الوثيقة مع ايران وقدرتها على التدخل في ما يجري في العراق، نجحت في هذه الاثناء في منع قيام جبهة عسكرية ضدها. ومقابل السرعة التي تطور فيها الاجماع الدولي للهجوم في ليبيا، لا توجد حاليا أي مبادرة لاشراك مجلس الامن في بلورة مثل هذا القرار.
خلافا لليبيا، التي تطورت فيها معارضة قتالية يمكنها ظاهرا أن تشكل ايضا قوة سياسية بديلة، ففي سوريا ليس فقط لم يتعارض مثل هذا البديل بل ولا يزال غير واضح الى أي جهة ستقع سوريا، اذا ما تحطم النظام الحالي بالفعل. هل ستكون دولة فوضى مثل العراق، الذي طور بداية حربا اهلية مضرجة بالدماء بعد سقوط الاسد؟ هل النظام البديل – الذي هو ايضا سيتعين عليه الاعتماد على ذات الجيش السوري – سيتبنى العلاقة مع ايران أم يتوجه الى الغرب؟ هل تركيا مثلا، يمكنها ان تعتمد على النظام الجديد والجيش القديم بصد نشطاء حزب العمال الكردي؟ هل من الافضل للسعودية زعيم مكروه ولكن معروف، زعيم يمكن ادارة الاعمال معه مقابل مردودات مناسبة، مقابل نظام جديد وغير معروف؟ هذه الاسئلة تشغل بال الغرب ايضا الذي مقابل موقفه من مبارك، لم يدعو الاسد حتى الان الى مغادرة قصره.
في ظل غياب ضغط عسكري خارجي، وحين يكون بوسع سوريا الاعتماد على قوة الردع الايرانية التي يمكنها أن ترد باشعال الخليج الفارسي اذا ما تعرضت سوريا للهجوم، من الصعب القول ان ايام الاسد معدودة او أن نظامه يوشك على التحطم قريبا. استراتيجية القمع الذي ينتهجها الجيش السوري يفكك الدولة الى جبهات مدينية حيث "تحظى" كل مدينة بمعالجة تفصيلية لتكون مثالا لمدن اخرى تحاول الانضمام الى الاحتجاج. هكذا مثلا حوصرت و "احتلت" مدن درعا، دير الزور، ادلب، حماة وبلدات اخرى استمرارا للقتل المكثف فيها، تحول بعضها الى مدن اشباح أو مناطق سكنية يصعب العيش السليم فيها. مواطنو هذه المدن يضطرون الى المغادرة والانتقال الى مدن وقرى اخرى، حيث لا يمكنهم ان يجدوا دعما لاستمرار الثورة.
هذه استراتيجية تطورت في الاشهر الخمسة الاخيرة وتفترض بان الصراع قد يستمر لوقت طويل. الاسد نفسه تحدث في احد خطاباته بان المعركة قد تستمر حتى سنتين. وهي تعتمد على القمع المكثف ولكن دون تصفيات جماهيرية مثل المذبحة في حماة في العام 1982. كما ينجح الاسد في الحفاظ على الوحدة في صفوف الجيش، رغم عدد الفارين الذي يقدر بنحو 2000. التقديرات بانشقاق في صفوف النظام، والتي تعتمد اساسا على اقالة المحافظين، تنحية ضباط كبار وتعيين وزير دفاع جديد، لا تجد تعبيرها في الشكل الذي يسلكه النظام، وخلافا لليبيا، لا يوجد ضباط سوريون كبار يتحدثون علنا خلافا لموقف الاسد الرسمي.
على نحو رمزي، فتحت السلطة السورية للابداع التلفزيوني موسم الدراما للعام 2011 – 2012 بالمسلسل التلفزيوني "أنت هنا". الاسد بالتأكيد لا يزال هنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُحرز الهدف وخُلدت المنظمة وانتصر نشطاء السياسة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" كان المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون أول مؤتمر عقد في اسرائيل. وقد عقد قبل ستين سنة في 14 آب 1951. كان لقاءا تاريخيا. فبعد عشرات المؤتمرات، وخمس هجرات، وكارثة يهود اوروبا، وقرار التقسيم في الامم المتحدة، وحرب الاستقلال، أحرزت الحركة الصهيونية هدفها وأنشئت دولة اليهود. كان يمكن الحركة الصهيونية في ظاهر الامر أن تعلن نصرها وأن هذا آخر مؤتمر صهيوني. وكان غير قليلين اعتقدوا أن هذا أصح شيء يُفعل.
كانت هناك خطب فصيحة مؤثرة للرئيس الثاني اسحق بن تسفي، ورئيس الحكومة دافيد بن غوريون اللذين أملا استمرار الهجرة العظيمة للسنين الثلاث الاولى للدولة، لكن كان واضحا أن المنظمة نفسها ستستمر في العمل وتجد لنفسها أهدافا جديدة.
وهذا ما كان. فبرغم ان الحركة الصهيونية كان يفترض ان تنشيء الدولة، وأنشئت مع نشوء الدولة كل المؤسسات السيادية التي كان يفترض ان تلبي حاجات سكانها الآن وفيما بعد، لم يوافق نشطاء الحركة الصهيونية على التخلي عن مناصبهم.
حل محل "خطة بازل" التي قُررت مع نهاية المؤتمر الصهيوني الاول في 1897 "خطة القدس"، وأساسها مساعدة الدولة التي أنشئت بدل المساعدة على انشائها. ما كان أحد لينشيء الهستدروت الصهيونية في 1951، ولو أن هرتسل طال عمره ورأى انشاء الدولة لاقترح قبل الجميع اغلاق المنظمة، لكنه لم يكن هناك، وقرر قادة تلك الايام عدم مجابهة نشطاء المنظمة وأحدثوا بكاءً لأجيال.
آمن بن غوريون الذي كان رئيس الهستدروت الصهيونية سنين كثيرة، آمن بالصهيونية العملية فقط. وقد رأى من وجهة نظره أن من يتحدث عن الصهيونية ولا يهاجر الى هذه البلاد فهو غير صهيوني. ولم يكن معنى حقيقي في رأيه للهستدروت الصهيونية. لكن الاحزاب خاصة تمتعت بوجوده. فقد كان مكانا يمكن أن يرسل اليه ساسة متقاعدون، ورعاية ساسة في بداية طريقهم، ومساعدة مشروعات وتنظيمات قريبة من قلوبهم وأن يحظوا بميزانيات. وعلى مر الزمن تضاءلت هذه الميزانية وبلغت ملايين معدودة من الدولارات، لكن الاحزاب تعاني فقرا مزمنا وكل مساعدة مالية لها هي كنز حقيقي.
نشأت منظمة من لا يهاجرون، لكنهم يرون الهجرة أمرا ايجابيا. وهم يحبون اسرائيل ويأتون اليها الى جلسات اللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر الصهيوني، لكن لا يخطر ببالهم أن يستقروا فيها. اذا كانت قد وجدت صعوبة ضخمة في الهجرة حتى 1948، ولم ينجح صهاينة كثيرون بالهجرة فقد كان كل يهودي في العالم منذ نشوء الدولة وعلى أثر قانون العودة، يستطيع أن يهاجر الى اسرائيل ويحصل على جنسيتها فورا.
برهنت قلة المهاجرين من العالم الاول على ان اسرائيل لا توشك أن تصبح مركز جذب ليهود العالم حتى ولا للصهاينة الواضحين، بل لمن يعيش في ضائقة اقتصادية فقط. وبرغم هذا لم يتغير التعريف الصهيوني ولم يُسلب ممن كان يستطيع الهجرة وفضل الجلاء.
لا يزال هؤلاء الصهاينة المتحمسون يأتون الى البلاد كل اربع سنين للمؤتمرات الصهيونية، وفريق منهم يرسلنا لاستيطان الضفة الغربية، وفريق يحثنا على صنع سلام، وجميعهم متحمسون جدا، وأكثرهم طاعنون في السن جدا، ووهج الصهيونية في قلوبهم كما كان قبل نشوء الدولة حقا. وهم لا يشعرون بفرق، أعني هؤلاء الصهاينة الرافضين للهجرة.
نكتة خاصة
من حق اليهودي ألا يكون صهيونيا. ومن حقه أن يحب اسرائيل أو ألا يحبها، لكن لا شك في أن خطة القدس منذ قبل 60 سنة قد منحت طبقة كاملة من اليهود امكانية أن يستمروا في صهيونيتهم برغم انهم "لم يحققوها" ولم توجد عندهم نية تحقيقها.
لو أن بن غوريون أصر على رأيه القائل ان اليهودي الذي لا يهاجر الى الدولة منذ نشأت لا يحق له أن يُعرف نفسه بأنه صهيوني وأنه لا مكان لهستدروت صهيونية بعد نشوء الدولة – لامتنع الوضع الذي أصبح من المريح جدا فيه لناس كثيرين أن يتلففوا برداء ليس لهم وأن يجعلوا الصهيونية شيئا مختلفا على الاطلاق.
كان صيف 1951 هو الوقت الذي استسلم فيه بن غوريون للجهاز. وكان الوقت الذي كان يجب عليه فيه أن يحاول انشاء منظمة يهودية عالمية لا تُعرف بأنها صهيونية بل بأنها مؤيدة لاسرائيل، هدفها أن تساعد الدولة التي تواجه مشكلاتها الوجودية.
كانت المنظمة اليهودية الجديدة تستطيع أن تمثل يهود العالم كله، وان تدعم نشاط اسرائيل، وأن تجري مباحثات مع المنتخبين الاسرائيليين في صور الاستمرارية اليهودية بعد الكارثة. الحديث بعد 60 سنة من ذلك الوقت عن نتن حقيقي لا حاجة اليه. تعقد المؤتمرات الصهيونية كل اربع سنين في مباني الأمة وتمر ايامها كلها على نحو عام من غير تغطية وسائل الاعلام. وتتخذ الاحزاب فيها قرارات تتعلق بمستقبل الشعب اليهودي والسلام والحرب، وقراراتها تشبه نكتة خاصة لا يتناولها أحد بجدية.
أصبحت المنظمة الصهيونية فقاعة تجري داخلها انتخابات في دول مختلفة تمهيدا للمؤتمر، وتجري صراعات قوة، ويجري التصويت في الادارة واللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر، ويحصون الاصوات بحرص من غير ان يكون لكل هذه الاشياء أي صدى في حياة الدولة.
عندما مرت 100 سنة بعد المؤتمر الصهيوني الاول، وجدت اصوات تجرأت على اقتراح انهاء فصل الهستدروت الصهيونية وأن تُستبدل بها منظمة يهودية عالمية. وقد أفضى من ترأس آنذاك الوكالة اليهودية، أبروم بورغ، الى قرار اغلاق المنظمة في غضون فترة محددة (مرت منذ زمن)، والميزانية المخصصة للهستدروت الصهيونية ضئيلة جدا بحيث لم يبق إلا أن تُدفع الرواتب الضخمة للنشطاء ولا يبقى شيء تقريبا "للاعمال".
إن السنة الـ 60 للمؤتمر الصهيوني الاول في اسرائيل ولخطة القدس قد تكون فرصة ممتازة للتحول بانشاء منظمة يهودية عالمية جديدة تحل محل الهستدروت الصهيونية والوكالة اليهودية لارض اسرائيل، تحاول أن تواجه، بمساعدة القيادة الاسرائيلية على اختلافها، التحديات الحقيقية للشعب اليهودي في القرن الواحد والعشرين.
أحد أصعب التحديات هو النجاح العظيم لاندماج اليهود ولا سيما في الولايات المتحدة، وذوبانهم السريع. وعلى نحو عام اضطر قادة يهود الى مواجهة مشكلات وجودية لليهود. واليوم، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ازمة لليهود، يجب على القيادة أن تواجه مشكلات "جيدة"، ولا سيما عدم صعوبة الاندماج في دول كثيرة في العالم وهو الشيء الذي يفضي الى ابتعاد متوقع عن الجماعة اليهودية.
إن "تغليت"، التي بادرت اليها في مطلع التسعينيات، هي فكرة من الافكار لمواجهة الوضع الجديد، ولا يجب أن يفاجئنا ان الوكالة اليهودية والهستدروت الصهيونية خاصة عارضتا ذلك المشروع مدة سنين. لكن من المؤكد انه توجد افكار كثيرة لضمان الاستمرارية اليهودية في أيامنا، وهي لا تنشأ في منظمات لم يكن لقيادة الدولة نجاعة أو قوة للافضاء الى انهائها قبل 60 سنة بالضبط".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين المضيقين
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" رئيس الاركان، بني غانتس توقف للحظة امام شاشة التلفزيون في قاعدة سلاح الجو في سديه دوف، حيث بثت محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. واطلق غانتس تنفس صعداء طفيف مشكوك أن يكون يشارك فيه أسى الزعيم الذي ينهي طريقه هكذا، ملقيا على سريره ومهانا في قفص، مشكوك أن يفكر بوجع الرأس الذي بانتظار الجيش الاسرائيلي في السنوات القريبة القادمة في الساحة الجنوبية.
في صيف 2011 قال غانتس مؤخرا للجنة الخارجية والامن في الكنيست، عدم الاستقرار هو الامر المستقر في المنطقة. في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور الاسرائيلي باحتجاج الخيام، يتابع الجيش الاسرائيلي بقلق التوتر المتعاظم بين الحكم الانتقالي العسكري في مصر والاخوان المسلمين يحصل قتلى المذبحة التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد بحق ابناء شعبه ويستعد لاحتمال مظاهرات فلسطينية جماهيرية في ايلول.
من زاوية النظر الاسرائيلية يتطور الوضع في مصر الى مشكلة أكبر مما كان يمكن تصورها في البداية. فسيناء هي الان منطقة سائبة تعيش فوضى تامة وسلطات القاهرة لا تتجرأ على التصدي للقبائل البدوية المركزية فيها. في الجيش الاسرائيلي وفي المخابرات لم يعودوا يتحدثون عن تهريب سلاح من سيناء الى قطاع غزة، بل عن نقل سلاح، في اجراء مرتب ومخطط على خلفية رفع تام لليدين في مصر. في حماس بدأوا يستخدمون خطوط انتاج للسلاح في قلب سيناء انطلاقا من الفهم بان هذه ستكون محمية اكثر في الاراضي المصرية منه في القطاع، وذلك لان اسرائيل ستخشى من قصفها.
في المدى الابعد، حتى لو كان المصريون منشغلين في هذه اللحظة بانفسهم أساسا، فان اسقاط نظام مبارك يفسر في هيئة الاركان كتحذير استراتيجي للساحة الجنوبية. وان لم يكن للحرب، ولكن بالتأكيد لامكانية اشتعال في ساحة اخرى (الشمال، المناطق او كلاهما) يؤدي الى حشد قوات مصرية في سيناء. بعد 30 سنة لم تبحث اسرائيل تقريبا بوحدات الى الحدود الجنوبية وابقت في الجوارير الخطط العملياتية، صار مطلوبا انعاش من الاساس. من المعقول الافتراض بان احدى الافكار التي تدرس هي اقامة قيادة فيلق جديد للجبهة الجنوبية.
في سوريا كل المؤشرات تدل على استمرار الانهيار السريع لنظام الاسد، الذي ودع هذا الاسبوع وزير دفاع. في شعبة الاستخبارات العسكرية يقولون انه رغم التغطية الاستخبارية الفاخرة في الساحة السورية، لا يمكنهم ان يتوقعوا الموعد الدقيق للانهيار ولكن التطورات تسير في اتجاه واحد فقط. اعادة سفراء عرب من دمشق، وكذا الخط المتصلب لتركيا تجاه جارتها الجنوبية، يدلان على أن الاسد يواصل الانزلاق في المنحدر. انشغال مصر وسوريا بنفسيهما يقلص ظاهرا الخطر الامني الفوري على اسرائيل، ولكن عدم الاستقرار يزيد عدم اليقين ومن شأنه ايضا ان يؤثر على الوضع في لبنان.
الخطر عاجل وفوري اكثر في الساحة الفلسطينية، حيث يحتمل ان تكون المواجهة توجد خلف الزاوية. السلطة الفلسطينية وان كانت ابلغت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة بان في نيتها السيطرة على المظاهرات حول خطوة الاعلان عن الدولة في الامم المتحدة في نهاية ايلول، الا انهم في الجيش واعون للخطر في أن تنتقل المسيرات غير العنيفة بسرعة الى صدامات في الحواجز وحول اسيجة المستوطنات. في جلسة الثمانية أول أمس ضغط وزراء اليمين لاستخدام "العصي"، خطوات عقاب تجاه الفلسطينيين حتى قبل أن يتوجهوا الى الامم المتحدة. وزير الدفاع، ايهود باراك حذر من انهيار السلطة الفلسطينية. احد لا يعرف بان يتوقع كيف ستنتهي الازمة.
على هذه الخلفية، ورغم انخفاض خطر حرب واسعة في المدى الفوري، فثمة شيء تبسيطي في الادعاء بان الوضع الامني بالضرورة يتحسن بفضل ربيع