ارشيف من :خاص

يوم القدس العالمي

يوم القدس العالمي
بغداد ـ عادل الجبوري
شهدت مختلف المدن العراقية يوم امس الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة لمناسبة يوم القدس العالمي، الذي يصادف في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان في كل عام.

واكد العراقيون الذين شاركوا في المسيرات وهم من فئات وشرائح اجتماعية مختلفة، على دعمهم ومساندتهم لنضال الشعب الفلسطيني حتى تحرير القدس الشريف من براثن الكيان الصهيوني المحتل، وأشادوا بالدور الكبير الذي اضطلع به الراحل الامام الخميني (قدس سره) في اعطاء القضية الفلسطينية بُعدا عالميا.

ففي محافظة البصرة جنوب البلاد اكتظت معظم الشوارع بالالاف من المواطنين الذي رفعوا الاعلام الفلسطينية وصور المسجد الأقصى واللافتات التي تطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس.

وشارك في تلك المسيرات العديد من ممثلي الاحزاب والحركات السياسية وشيوخ ووجهاء العشائر والنخب الاكاديمية والثقافية.

يوم القدس العالميأما في محافظة ديالى (شرق العاصمة بغداد) فقد طالب المئات من ابنائها في مسيراتهم بيوم القدس العالمي بإنقاذ بيت المقدس وتحريره من الصهاينة.

وتجدر الاشارة الى ان محافظة ديالى تعتبر من المحافظات ذات التركيبة السكانية المختلطة من مكوّنات اجتماعية مختلفة من الناحية المذهبية والقومية، وتعدّ من المحافظات العراقية الساخنة، ويوجد معسكر اشرف التابع لما يسمى بمنظمة "مجاهدي خلق" الايرانية ضمن حدودها الادارية.

وفي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة في الوقت الذي تناول خطباء وائمة الجمعة والجماعة دلالات يوم القدس العالمي واهميته المعنوية والاعتبارية والمادية، وشجاعة الامام الخميني في تبنيه قضايا الشعوب المظلومة والمضطهدة، ومنها قضية الشعب الفسلطيني المسلم، خرج الاف الناس في مسيرات حاشدة مطالبين بتحرير الاراضي الفلسطينية وتقديم العون والنصرة لابناء الشعب الفلسطيني وهم يواجهون منذ اكثر من ستين عاما آلة القمع الدموية الاسرائيلية.

وفي محافظ واسط نظمت لجنة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومنظمة بدر مسيرات جماهيرية شارك فيها اعداد غفيرة من ابناء المدينة مطالبين بإنصاف الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه في ظل انتشار حركة الاستيطان الاسرائيلية، ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا امام مبنى مجلس المحافظة لافتات خُطت عليها عبارات تندد بالاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وتحث المجتمع الدولي على العمل الجاد لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم الاسرائيلي عنه، وتدعو الى جعل يوم القدس العالمي يوما للوحدة الاسلامية.

أما في محافظة بابل (120 كلم جنوب العاصمة بغداد) فقد طالب المتظاهرون في مناسبة يوم القدس العالمي، بوقفة عربية موحدة لمجابهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني والتصدي لها، وأشار عدد من المشاركين في التظاهرات الى ان "تظاهرات هذا العام كان لها وقع أكبر من الأعوام السابقة، كرد فعل لما جرى في فلسطين من قمع دموي من قبل الاستيطان اليهودي، وان هذه التظاهرات السنوية تعد رسالة واضحة إلى الاستيطان الصهيوني، ودعوة إلى "وقفة عربية واسلامية موحدة لمجابهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني والتصدي لها".

وفي محافظة ميسان دعا رئيس مجلس المحافظة عبد الحسين عبد الرضا الساعدي أمام الاف المتظاهرين في يوم القدس العالمي الى توحيد الجهود من اجل نصرة القضية الفلسطينية وتقديم الدعم لأبناء فلسطين من اجل استرداد الحق العربي وتحرير الارض الفلسطينية وتخليصها من الاحتلال الصهيوني.

يوم القدس العالميوحمل المتظاهرون الذين كانوا يرددون الهتافات بنصرة القضية الفلسطينية وتحرير القدس الاعلام العراقية والفلسطينية مجددين العهد على مواصلة العطاء والتضحية من اجل تحرير كل شبر من ارض فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف.

وفي العاصمة بغداد انطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة في عدة مناطق منها، مثل مدينة الصدر والكاظمية المقدسة والشعلة وغيرها.

وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قد اكد ضمن سلسلة محاضراته اليومية بالامسيّات الرمضانية في مكتبه الخاص ان المرجعية الدينية اول من نصرت ودعت الى نصرة الشعب الفلسطيني، مستذكرا فتوى الإمام السيد محسن الحكيم بجواز دفع الزكوات لدعم القضية الفلسطينية، اذ سمح بتقديم كل الدعم والعون وصولا الى الدعم العسكري.

وانتقد الحكيم موقف الأنظمة الديكتاتورية التي تعتاش على القضية الفلسطينية، متمنيا اظهار مواقف التضامن العربي والإسلامي لنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف بوجه العدو الإسرائيلي الغاشم.

واشار رئيس المجلس الاعلى الى صدور اكثر من مئتي قرار أممي بخصوص القضية الفلسطينية لم يطبق أي منها، داعيا دول العالم الى الحد من الاعتداءات السافرة والامتداد الإسرائيلي خلافا لكل القرارات الدولية، كما حيا شهداء فلسطين ونضال الشعب الفلسطيني وما قدمه ويقدمه من تضحيات في طريق استعادة حقوقه المسلوبة.

وأشاد الحكيم بالشخصية العظيمة للإمام الخميني، الذي استطاع بحنكته وشجاعته ان يفرد مكانة مهمة للقضية الفلسطينية في الساحة الدولية، ويجعلها من القضايا المحورية عربيا وإسلاميا وعالميا.

وكان الامام الخميني (قده) قد عاش في العراق اربعة عشر عاما بعد نفيه من قبل شاه ايران في مطلع الستينيات بسبب مواقفه السياسية المعارضة للسلطة انذاك، حيث اقام في النجف الاشرف حتى الثالث من شهر تشرين الاول/ اكتوبر من عام 1978، بعدما ضغط عليه نظام الحكم البعثي في العراق حينذاك وأرغمه على المغادرة ليتوجه الى فرنسا ويقيم في ضاحية "نوفل لوشاتو" في باريس لأشهر قلائل، ليعود الى بلده ويعلن انتصار الثورة وسقوط نظام الشاه في العاشر من شهر شباط/ فبراير من عام 1979.
2011-08-27