ارشيف من :ترجمات ودراسات
"إسرائيل" تبحث عن زعيم
المصدر: "موقع nfc ـ شاي باراك"
" تبدو حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة, كأنها منفصلة عن المجتمع الإسرائيلي وحاجاته. التهديد الإيراني, التهديد الفلسطيني, خطر اشتعال المنطقة, تحوّلت منذ مدّة لمصطلحات مبتذلة, والتي تشكّل ذريعة لتجنّب إحدى المشاكل الصعبة في إسرائيل, المنعة الاجتماعية.
من ليس مؤهّلاً للقلق, بشكل منطقي ومدروس, على منعة إسرائيل الاجتماعية, أيضاً في الوقت الذي نجد فيه أنفسنا تحت تحدّيات أمنية وسياسية, ليس مؤهّلاً لخدمة الشعب كرئيس حكومة وكعضو فيها.
احتجاج الخِيَم هو خطوة مباركة. للمرّة الأولى منذ سنوات يخرج شباب بغية الاحتجاج لصالح المجتمع, الذي هم جزء منه. ويكتمل احتجاج الخِيَم باستبدال السلطة, عبر صناديق الاقتراع, بسلطة نوعيّة تكون بديلاً عن الفريق الحالي.
وعندما أسمع ليفني وأصدقاؤها, يهاجمون الحكومة بالتحديد في نقاط, لم تعالجها الحكومات التي كانوا شركاء فيها, فهذا مهين. يهين ذكاؤنا. لكنّها في الوقت ذاته تدفع إلى التفكير ببديل.
قبل كلّ شيء, التخطيط للمدى البعيد. ولذلك, مطلوب وزراء متخصّصون لا سياسيّون يفكّرون بالإنتخابات التّمهيديّة المقبلة أو بالانتخابات المقبلة للكنيست. ولن يخطر في البال بأنّ وزراء سيقومون بخطوات شعبيّة قصيرة المدى, فقط بغية تمجيد أسمائهم الى حين الإنتخابات. هذا سيّء, ولا يساهم في المجتمع، إنّ هذا يسلب موارد نفيسة. تعليم, رّفاهية, صحّة, أمن دّاخلي, سكن سهل المنال, .... كلّ ذلك يحتاج الى تغيير مهمّ على المدى الطّويل.
المشكلة الكبيرة هي أنّهم في إسرائيل يقيمون "لجانا" يهملون غالباً توصياتها ويبدأون بـ"الإصلاحات" من المرحلة الثّانية, أي، من دون تحديد هدف لا نظير له على المدى الطّويل.
لقد قال معلّم حقيقي في السابق حول "الإصلاحات في التعليم" إنّه: "جميعنا نقوم بإصلاحات لكنّ أحداً منّا لا يجهد نفسه في تحديد الأهداف". هذا التّقصير والتعامل غير الملائم لحكومات إسرائيل مع المؤسّسة التعليميّة نراه في الإخفاقات في الاختبارات الدوليّة, في نقص المهندسين, الذي يمسّ بإمكانيّة تصدير التكنولوجية الحديثة لإسرائيل, في نقص في العمّال المتخصّصين بالصّناعة وفي مجالات إضافيّة. إنّ التعليم يستلزم استثماراً، لكنّه ليس من الكماليّات. وهو استثمار يدرّ الربح على المدى البعيد، لكن من يهتمّ لذلك, حيثما أنّ من يعلم أين سيكون على المدى البعيد لن يكون بالتأكيد من يجني الثّمار؟
وكذا في مجال الرّفاهية، تحتاج إسرائيل وتستطيع أن تفعل الكثير. ليس فقط عبر مساعدة السكّان الضعفاء بواسطة مخصّصات, ويجب التّذكير أنّه دائماً سيكون هناك سكّان يحتاجون الى المخصّصات, بل أيضا بتشجيع العمالة, وأيضا عن طريق الدعم الحكومي لأجور العمل لفترة معيّنة (هذا أفضل من إعطاء تأمين الدخل شرط أن يكون الحاصلون عليه لا يعملون).
وتحت شعار "ممنوع اختراق إطار الموازنة" توفّر الحكومة على نفسها عناء معالجة المشكلات الإجتماعيّة. إسمحوا لي أن أكشف لكم عن شيءٍ ما, لسنا ملزمين باختراق إطار الموازنة, يمكن مساعدة المجتمع في كلّ المجالات الآنفة الذكر، حتّى بواسطة توزيع أكثر حكمة لموازنة الدّولة".
" تبدو حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة, كأنها منفصلة عن المجتمع الإسرائيلي وحاجاته. التهديد الإيراني, التهديد الفلسطيني, خطر اشتعال المنطقة, تحوّلت منذ مدّة لمصطلحات مبتذلة, والتي تشكّل ذريعة لتجنّب إحدى المشاكل الصعبة في إسرائيل, المنعة الاجتماعية.
من ليس مؤهّلاً للقلق, بشكل منطقي ومدروس, على منعة إسرائيل الاجتماعية, أيضاً في الوقت الذي نجد فيه أنفسنا تحت تحدّيات أمنية وسياسية, ليس مؤهّلاً لخدمة الشعب كرئيس حكومة وكعضو فيها.
احتجاج الخِيَم هو خطوة مباركة. للمرّة الأولى منذ سنوات يخرج شباب بغية الاحتجاج لصالح المجتمع, الذي هم جزء منه. ويكتمل احتجاج الخِيَم باستبدال السلطة, عبر صناديق الاقتراع, بسلطة نوعيّة تكون بديلاً عن الفريق الحالي.
وعندما أسمع ليفني وأصدقاؤها, يهاجمون الحكومة بالتحديد في نقاط, لم تعالجها الحكومات التي كانوا شركاء فيها, فهذا مهين. يهين ذكاؤنا. لكنّها في الوقت ذاته تدفع إلى التفكير ببديل.
مطلوب إصلاح اجتماعي شامل
منعة إسرائيل ليست مرتبطة فقط بمنعتها الأمنية, بل أيضاً وربّما حتى أكثر من ذلك بمنعتها الاجتماعيّة. ولا تتعلّق المسألة بخطوات شعبيّة وبمطارق تزن 5 كيلوغرامات, بل بتغيير مقاربة, تغيير أساليب عمل حكومة إٍسرائيل.قبل كلّ شيء, التخطيط للمدى البعيد. ولذلك, مطلوب وزراء متخصّصون لا سياسيّون يفكّرون بالإنتخابات التّمهيديّة المقبلة أو بالانتخابات المقبلة للكنيست. ولن يخطر في البال بأنّ وزراء سيقومون بخطوات شعبيّة قصيرة المدى, فقط بغية تمجيد أسمائهم الى حين الإنتخابات. هذا سيّء, ولا يساهم في المجتمع، إنّ هذا يسلب موارد نفيسة. تعليم, رّفاهية, صحّة, أمن دّاخلي, سكن سهل المنال, .... كلّ ذلك يحتاج الى تغيير مهمّ على المدى الطّويل.
المشكلة الكبيرة هي أنّهم في إسرائيل يقيمون "لجانا" يهملون غالباً توصياتها ويبدأون بـ"الإصلاحات" من المرحلة الثّانية, أي، من دون تحديد هدف لا نظير له على المدى الطّويل.
لقد قال معلّم حقيقي في السابق حول "الإصلاحات في التعليم" إنّه: "جميعنا نقوم بإصلاحات لكنّ أحداً منّا لا يجهد نفسه في تحديد الأهداف". هذا التّقصير والتعامل غير الملائم لحكومات إسرائيل مع المؤسّسة التعليميّة نراه في الإخفاقات في الاختبارات الدوليّة, في نقص المهندسين, الذي يمسّ بإمكانيّة تصدير التكنولوجية الحديثة لإسرائيل, في نقص في العمّال المتخصّصين بالصّناعة وفي مجالات إضافيّة. إنّ التعليم يستلزم استثماراً، لكنّه ليس من الكماليّات. وهو استثمار يدرّ الربح على المدى البعيد، لكن من يهتمّ لذلك, حيثما أنّ من يعلم أين سيكون على المدى البعيد لن يكون بالتأكيد من يجني الثّمار؟
وكذا في مجال الرّفاهية، تحتاج إسرائيل وتستطيع أن تفعل الكثير. ليس فقط عبر مساعدة السكّان الضعفاء بواسطة مخصّصات, ويجب التّذكير أنّه دائماً سيكون هناك سكّان يحتاجون الى المخصّصات, بل أيضا بتشجيع العمالة, وأيضا عن طريق الدعم الحكومي لأجور العمل لفترة معيّنة (هذا أفضل من إعطاء تأمين الدخل شرط أن يكون الحاصلون عليه لا يعملون).
وتحت شعار "ممنوع اختراق إطار الموازنة" توفّر الحكومة على نفسها عناء معالجة المشكلات الإجتماعيّة. إسمحوا لي أن أكشف لكم عن شيءٍ ما, لسنا ملزمين باختراق إطار الموازنة, يمكن مساعدة المجتمع في كلّ المجالات الآنفة الذكر، حتّى بواسطة توزيع أكثر حكمة لموازنة الدّولة".