ارشيف من :ترجمات ودراسات

تقرير إسرائيلي:"تقطير" الصورايخ المتواصل منذ شهرين والهجوم في شمالي إيلات يثبتان أّن حماس نجحت في جعلنا نبتلع الطُعم

تقرير إسرائيلي:"تقطير" الصورايخ المتواصل منذ شهرين والهجوم في شمالي إيلات يثبتان أّن حماس نجحت في جعلنا نبتلع الطُعم

المصدر: "موقع walla الاخباري ـ تسبيكا فوغل"

" يصيب الاعتراف المرتقب في الأمم المتحدة بحق إقامة دولة فلسطينيّة حماس كضفدع في الحنجرة. من جهة فإنّ حماس غير قادرة على إعطاء الأوامر كمن يغرز العصا في عجلات الدولة قيد الإنشاء، ومن جهة ثانية لا يمكنها أن تسمح لأبو مازن لان يقدّم الدولة الفلسطينيّة التي تشمل قطاع غزّة، كإنجاز فاتح.  
وليس  هذا الضفدع الوحيد الذي يخنق حماس. فضائقة سكان قطاع غزّة، بالمقارنة مع رغد حياه سكّان يهودا والسامرة ، كما يسعى عناصر فتح أن يظهروا، تقوّض دعائم السلطة المدنية لحماس، واستعداد السكان للمضي في دعمها بشكل أعمى. إذا لم تكن المواجهة السياسيّة الداخليّة كافية مع فتح، ستضطّر حماس لابتلاع ضفدع آخر من المنظمات الإرهابية، الجهاد  الإسلامي ولجان المقاومة التي حلّت محلّ إيديولوجيات حماس، التي تقود المقاومة الفاعلة ضدّ إسرائيل وتملأ خانة القوة العسكريّة التي كانت حكرا على حماس.   
ويتبيّن أنّ حماس لا تحبّ أطعمة كهذه، وهي تستثمر جهداً كبيراً ومركّزاً في الأشهر الأخيرة في محاولة لمنع ابتلاعها . حماس تعرف أنّ الطريق الأضمن للمحافظة على مكانتها المدنية السياسية والعسكرية يكون عبر التنازع والمناورة. حماس تسمح لمنظمات إرهابية أن تهرّب الصواريخ، مواد متفجرة من دون أن تترك بصماتها، وعن طريق نفس الأنفاق والمعابر وقد علمتها كيف تستغّل الفراغ في السلطة المصريّة في سيناء وان تنشط هناك ضدّ إسرائيل من دون أي تورّط ظاهر لحماس.
لا تقولوا "لم نعرف"
"تقطير" الصورايخ المتواصل منذ شهرين والهجمة الإرهابية شمالي إيلات يثبتان أّن حماس نجحت في جعلنا نبتلع الطُعم . نحن نتظاهر أمام أنفسنا بأنّ حماس لا دَخل لها بالعمليات ولا بإطلاق النار ـ ويركّزون على ردّة فعلنا باتجاه نفس المنظّمات. إن إدراك حماس للضغوطات الداخليّة في مصر ولقيود النظام العسكري تسبّب باضطرار إسرائيل للاعتذار على استخدام القوة وعلى حقّها في الدفاع عن نفسها.
استغلّت حماس حساسيتنا ـ وفي غضون الأحداث الإرهابية فاوضتنا على تحرير جللعاد شاليط، وعمليّاً هي لم تكن بالفعل تنوي إطلاق سراحه. جلعاد شاليط هو جزء من لعبة القوى الفلسطينيّة. انه هو من يسمح لحماس أن تقدّم نفسها على أنها وجود مستقل في العالم غير مرتبط بفتح أو بجهات أخرى.
إنّ رغبة حماس، التي لم تخفيها مطلقاً، كانت ولا تزال إقامة دولة فلسطينيّة على كل أراضي دولة إسرائيل. هذا الواقع ألزم حماس بتحديث خططتها وتركيز نشاطاتها على ثلاث مراحل: دولة حماس في قطاع غزّة كجزء من الدولة الفلسطينية، السيطرة على مؤسسات الحكومة التابعة للسلطة عن طريق إثبات الفساد والإخفاق الايديولجي لفتح ـ وأخيرا: التوجّه إلى حرب مكشوفة مع إسرائيل. ولا شكلّ بأن اعتراف الأمم المتحدة بحق الدول الفلسطينيّة سيفتح دُرج مخططات حماس. مهرجانات الفرح لن تتسم بالأنوار ولا بالرقص الشعبي . ليس أمام حماس وقت للاحتفال بانتصارات الآخرين، ونحن على ما يبدو سنحتفل بأعياد تشرين (رأس السنة العبريّة) في الأماكن المحصّنة وفي الملاجئ".    
2011-09-06