ارشيف من :آراء وتحليلات

المؤتمر الدولي الاول للصحوة الاسلامية... تظاهرة إسلامية عالمية

المؤتمر الدولي الاول للصحوة الاسلامية... تظاهرة إسلامية عالمية
عادل الجبوري

شهدت عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية طهران على مدى يومين (17-18 ايلول/سبتمبر الجاري) انعقاد المؤتمر الدولي الاول للصحوة الاسلامية بحضور عشرات الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية من مختلف بقاع العالم الاسلامي. ولا شك بأن هذا المؤتمر شكل تظاهرة اسلامية عالمية، جاءت في مفصل زمني حساس وخطير حافل بالتحولات والمتغيرات المهمة، والتحديات والمخاطر الكبرى، والتداعيات والإرهاصات ذات الدلالات والمعاني العميقة.

واذا كان المجتمع الدولي يعيش أزمات ومشاكل حقيقية على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية، وهي أزمات ومشاكل راحت تلقي بظلالها الثقيلة على مختلف المجتمعات الغربية، وتصوغ وترسم ملامح وأبعاد معادلات من نوع جديد، فإن ما شهده وما زال يشهده العالم الاسلامي ـ وبالتحديد المنطقة العربية ـ من ثورات وانتفاضات شعبية عارمة يستدعي التوقف عنده طويلا ودراسة أسبابه وخلفياته، ومن ثم أبعاده وآفاقه وتجلياته الآنية والمستقبلية، وتأثيراته على الشعوب والمجتمعات العربية والاسلامية، ومن ثم كيفية استثماره بما يساهم في معالجة الأخطاء والسلبيات وتصحيح المسارات وتوحيد الرؤى والمواقف بشأن القضايا المحورية التي تهم كل الدول والمجتمعات الاسلامية على السواء من دون استثناء.

وطبيعي جداً ان الانتفاضات والثورات العربية لم تأت من فراغ، وانما هناك ظروف وعوامل ذاتية وموضوعية أدت الى اندلاعها، لعل من بينها ـ او من اهمها ـ حالة اليأس والاحباط والضياع الذي يعيشه المواطن العربي، والظلم والحيف والاستبداد الذي يرزح تحت وطأته بسبب الأنظمة الديكتاتورية الشمولية، وبسبب الإبتعاد عن القيم والمبادئ الصحيحة التي جاء بها الإسلام، والإرتهان الى إرادات القوى الدولية التي لم تتوافق ولم تنسجم في يوم من الايام مع ارادات الشعوب المظلومة والمقهوة، وخصوصا الشعوب الاسلامية.

ومن المؤكد ان المؤتمر الدولي الأول للصحوة الاسلامية كان فرصة للتلاقي والتحاور وتبادل الرؤى والأفكار والتصورات التي من شأنها معالجة الواقع السلبي للعالم الاسلامي، واستثمار الفرص المتاحة، لرص الصفوف، وترتيب الأولويات، وتوحيد المواقف والتوجهات، والحد ـ ان لم يكن انهاء ـ حالة التشظي والتفكك في بعض مفاصل الكيان الاسلامي الكبير.

يحتاج المسلمون في هذه المرحلة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى إظهار وإبراز عوامل وعناصر القوة التي يمتلكها الكيان الاسلامي، من خلال البحث عن نقاط الالتقاء وتجنب نقاط الافتراق، والتخفيف من غلواء النزعات المذهبية والطائفية الضيقة، والتعاطى مع الأحداث والوقائع التي تشهدها الساحة الإسلامية، وكذلك الساحة العالمية، بأكبر قدر من الوعي والفهم والادراك لأبعادها وتأثيراتها الايجابية والسلبية، ناهيك عن مخاطرها.
من المؤمل ان تكون تظاهرة طهران الاسلامية العالمية خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى لمزيد من الحوار والتفاهم بين أبناء الدين الواحد والمصير المشترك.
2011-09-20