ارشيف من :آراء وتحليلات
هكذا تكلمت طهران: من النهر إلى البحر... فلسطين كلها للفلسطينيين!
عقيل الشيخ حسين
منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تمت تنحيتها ووضعت جانباً شأنها شأن الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديموقراطياً والتي تواصل المقاومة مع حلفائها وشعب غزة تحت الحصار الإسرائيلي الذي يشارك فيه عرب الاعتدال.
أما السلطة الفلسطينية التي تقلصت إلى شخص رئيسها الذي يستمر في الحكم بعد عامين ونصف على انتهاء ولايته، والتي تستقوي بالدعم الرسمي العربي والدولي، فإنها لم تحصد شيئاً من مفاوضاتها المزمنة مع الإسرائيليين، تتوجه اليوم إلى الأمم المتحدة لتطلب الاعتراف بدولة فلسطينية غير قابلة للحياة كدولة. ومع هذا يتعرض هذا الطلب لحكم الرفض المبرم من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل".
العودة إجبارية إذاً إلى المفاوضات التي لا تنتهي بالتوازي مع المستوطنات اليهودية التي تنهش ما تبقى من الضفة الغربية. ومع الترحيل الذي يهدد فلسطينيي الـ 48 في إطار تهويد الدولة الإسرائيلية. ومع تواصل عمليات الاغتصاب شبه الكاملة للقدس والحفريات المدمرة للمسجد الأقصى. ومع ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يرمى بهم في بحر النسيان. وأخيراً، مع الجهود التي تبذل من أجل إقامة وطن قومي للفلسطينيين في الأردن.
إنها عملية تهدف، على الأقل منذ "كامب دافيد" و"أوسلو"، إلى التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية. عملية تمتلك كل حظوظ النجاح في ظروف إدارة هذه القضية من قبل السلطة الفلسطينية وعرب الاعتدال والاستسلام.
لحسن الحظ أن هذه العملية لا تسرح وحدها في الميدان. فهنالك عملية أخرى تستوحي تاريخ نضال العرب والمسلمين وشعوب العالم الثالث من أجل الحرية الحقيقية. وقد ولدت هذه العملية مع تفجر الثورة الإسلامية في إيران، في ما يشبه الرد على الزيارة التي قام بها السادات إلى الكنيست الإسرائيلي.
ولكن أيضاً مع سوريا التي أفشلت مشاريع الاستسلام التي التحقت بها، بشكل أو بآخر، معظم الأنظمة العربية. ومن جهة أخرى مع حركات المقاومة في لبنان وغزة، وهي الحركات التي فاجأت العالم عندما دمرت الأسطورة المزعومة عن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
من جهتها، اجتذبت الانتفاضة أنظار العالم وإعجابه بما جرت داخل الأراضي المحتلة، وبما تمت فيها المواجهة المباشرة بين الشعب الفلسطيني وآلة الحرب والاضطهاد الإسرائيلية. وبما أبرزت ممارسات الاحتلال غير الإنسانية. وبما برهنت على استعداد غير محدود للتضحية عند شعب يتعرض للقتل والتشريد منذ عقود تحت نير الاحتلال البريطاني والإرهاب الصهيوني، وفي ظل تزاوج الصمت والمؤامرة من قبل الأنظمة العربية والأسرة الدولية.
تلك الانتفاضة وواحد من رموزها، محمد الدرة، هما ما احتفلت به الجمهورية الإسلامية السبت والأحد الماضيين ضمن إطار المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة.
رسميون وشخصيات دينية وسياسية من حوالي مئة دولة التقوا في طهران للتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني، وخصوصاً لتصحيح المسار عبر إزالة الغبار عن القضية الفلسطينية التي طالما تمت جرجرتها في وحول التنازلات والإذلالات التي قلصتها إلى وضعها الحالي حيث يُرفع شعب كامل على صليب الطمع الشيطاني والاستكباري الذي يستتر خلف غشاء رقيق من النفاق والبكائيات الصهيونية.
مرشد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي خامنئي، ومعظم الوفود التي شاركت في المؤتمر، بما فيها وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، أجمعوا على تحديد المبادئ العليا التي ينبغي أن تقود العمل الهادف إلى التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
• كل مشاريع الحلول القائمة على أساس الدولتين ليست غير تنازلات إضافية لا يستفيد منها غير المشروع الصهيوني. وكذلك الأمر بالنسبة لجميع الحلول الصادرة عن الأمم المتحدة بعد أن برهنت التجربة التاريخية على انحيازها الكامل للكيان الصهيوني.
• فلسطين بكاملها (من النهر إلى البحر) هي للفلسطينيين. والفلسطينيون يشتملون على العرب (مسلمين ومسيحيين) وعلى اليهود من سكان البلاد الأصليين.
• المستوطنون اليهود الذين قدموا إلى فلسطين واحتلوها ليس عليهم غير العودة إلى بلدانهم الأصلية. وخصوصاً، أن البلدان التي دعمت المشروع الصهيوني وما تزال هي الأولى والوحيدة التي تعترف بأنها اضطهدت اليهود. وعليه، فإن العرب والفلسطينيين حلّ من دفع ثمن اضطهاد اليهود من قبل الأوروبيين.
• المقاومة هي الخيار الوحيد في العمل الهادف إلى تحرير فلسطين، بدلاً من الديبلوماسية التي أثبتت عجزها عن مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه المغصوبة.
• إن العمل على أساس هذه المبادئ يتطلب دعماً لا هوادة فيه لنضال الشعب الفلسطيني من قبل جميع العرب والمسلمين والقوى التواقة إلى الحرية والسلم في العالم. كما يتطلب قطع كافة العلاقات القائمة بين الكيان الصهيوني والبلدان العربية والإسلامية.
ليست هذه المبادئ، في زمن الواقعية السياسية، هلوسات بلا معنى. إنها الطموحات الحقيقية لكل أولئك الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين يعانون منذ قرن من الزمن من وحشية الاحتلال الإسرائيلي ومن ظلم الأسرة الدولية.
الطموحات وحدها لا تكفي بالطبع. وليس كثيراً أن يقال بأن السيف الإسرائيلي المُصْلت يردّ عليه الآن سيف عربي إسلامي. ويردّ عليه خصوصاً دم طالما انتصر على السيف، كما تردّ عليه شعوب تحتل التضحية والشهادة موقع القلب من تقاليدها.
منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تمت تنحيتها ووضعت جانباً شأنها شأن الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديموقراطياً والتي تواصل المقاومة مع حلفائها وشعب غزة تحت الحصار الإسرائيلي الذي يشارك فيه عرب الاعتدال.
أما السلطة الفلسطينية التي تقلصت إلى شخص رئيسها الذي يستمر في الحكم بعد عامين ونصف على انتهاء ولايته، والتي تستقوي بالدعم الرسمي العربي والدولي، فإنها لم تحصد شيئاً من مفاوضاتها المزمنة مع الإسرائيليين، تتوجه اليوم إلى الأمم المتحدة لتطلب الاعتراف بدولة فلسطينية غير قابلة للحياة كدولة. ومع هذا يتعرض هذا الطلب لحكم الرفض المبرم من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل".
العودة إجبارية إذاً إلى المفاوضات التي لا تنتهي بالتوازي مع المستوطنات اليهودية التي تنهش ما تبقى من الضفة الغربية. ومع الترحيل الذي يهدد فلسطينيي الـ 48 في إطار تهويد الدولة الإسرائيلية. ومع تواصل عمليات الاغتصاب شبه الكاملة للقدس والحفريات المدمرة للمسجد الأقصى. ومع ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يرمى بهم في بحر النسيان. وأخيراً، مع الجهود التي تبذل من أجل إقامة وطن قومي للفلسطينيين في الأردن.
إنها عملية تهدف، على الأقل منذ "كامب دافيد" و"أوسلو"، إلى التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية. عملية تمتلك كل حظوظ النجاح في ظروف إدارة هذه القضية من قبل السلطة الفلسطينية وعرب الاعتدال والاستسلام.
لحسن الحظ أن هذه العملية لا تسرح وحدها في الميدان. فهنالك عملية أخرى تستوحي تاريخ نضال العرب والمسلمين وشعوب العالم الثالث من أجل الحرية الحقيقية. وقد ولدت هذه العملية مع تفجر الثورة الإسلامية في إيران، في ما يشبه الرد على الزيارة التي قام بها السادات إلى الكنيست الإسرائيلي.
ولكن أيضاً مع سوريا التي أفشلت مشاريع الاستسلام التي التحقت بها، بشكل أو بآخر، معظم الأنظمة العربية. ومن جهة أخرى مع حركات المقاومة في لبنان وغزة، وهي الحركات التي فاجأت العالم عندما دمرت الأسطورة المزعومة عن الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
من جهتها، اجتذبت الانتفاضة أنظار العالم وإعجابه بما جرت داخل الأراضي المحتلة، وبما تمت فيها المواجهة المباشرة بين الشعب الفلسطيني وآلة الحرب والاضطهاد الإسرائيلية. وبما أبرزت ممارسات الاحتلال غير الإنسانية. وبما برهنت على استعداد غير محدود للتضحية عند شعب يتعرض للقتل والتشريد منذ عقود تحت نير الاحتلال البريطاني والإرهاب الصهيوني، وفي ظل تزاوج الصمت والمؤامرة من قبل الأنظمة العربية والأسرة الدولية.
تلك الانتفاضة وواحد من رموزها، محمد الدرة، هما ما احتفلت به الجمهورية الإسلامية السبت والأحد الماضيين ضمن إطار المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة.
رسميون وشخصيات دينية وسياسية من حوالي مئة دولة التقوا في طهران للتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني، وخصوصاً لتصحيح المسار عبر إزالة الغبار عن القضية الفلسطينية التي طالما تمت جرجرتها في وحول التنازلات والإذلالات التي قلصتها إلى وضعها الحالي حيث يُرفع شعب كامل على صليب الطمع الشيطاني والاستكباري الذي يستتر خلف غشاء رقيق من النفاق والبكائيات الصهيونية.
مرشد الثورة الإسلامية، الإمام السيد علي خامنئي، ومعظم الوفود التي شاركت في المؤتمر، بما فيها وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، أجمعوا على تحديد المبادئ العليا التي ينبغي أن تقود العمل الهادف إلى التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
• كل مشاريع الحلول القائمة على أساس الدولتين ليست غير تنازلات إضافية لا يستفيد منها غير المشروع الصهيوني. وكذلك الأمر بالنسبة لجميع الحلول الصادرة عن الأمم المتحدة بعد أن برهنت التجربة التاريخية على انحيازها الكامل للكيان الصهيوني.
• فلسطين بكاملها (من النهر إلى البحر) هي للفلسطينيين. والفلسطينيون يشتملون على العرب (مسلمين ومسيحيين) وعلى اليهود من سكان البلاد الأصليين.
• المستوطنون اليهود الذين قدموا إلى فلسطين واحتلوها ليس عليهم غير العودة إلى بلدانهم الأصلية. وخصوصاً، أن البلدان التي دعمت المشروع الصهيوني وما تزال هي الأولى والوحيدة التي تعترف بأنها اضطهدت اليهود. وعليه، فإن العرب والفلسطينيين حلّ من دفع ثمن اضطهاد اليهود من قبل الأوروبيين.
• المقاومة هي الخيار الوحيد في العمل الهادف إلى تحرير فلسطين، بدلاً من الديبلوماسية التي أثبتت عجزها عن مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه المغصوبة.
• إن العمل على أساس هذه المبادئ يتطلب دعماً لا هوادة فيه لنضال الشعب الفلسطيني من قبل جميع العرب والمسلمين والقوى التواقة إلى الحرية والسلم في العالم. كما يتطلب قطع كافة العلاقات القائمة بين الكيان الصهيوني والبلدان العربية والإسلامية.
ليست هذه المبادئ، في زمن الواقعية السياسية، هلوسات بلا معنى. إنها الطموحات الحقيقية لكل أولئك الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين يعانون منذ قرن من الزمن من وحشية الاحتلال الإسرائيلي ومن ظلم الأسرة الدولية.
الطموحات وحدها لا تكفي بالطبع. وليس كثيراً أن يقال بأن السيف الإسرائيلي المُصْلت يردّ عليه الآن سيف عربي إسلامي. ويردّ عليه خصوصاً دم طالما انتصر على السيف، كما تردّ عليه شعوب تحتل التضحية والشهادة موقع القلب من تقاليدها.