ارشيف من :آراء وتحليلات
أدعياء الإسلام وأدعياء المسيحية في مصر... أمر العمليات يأتي من هيلاري كلينتون!
عقيل الشيخ حسين
هنالك الكثير من اللغط والأخبار المتعارضة التي تنقلها وسائل التسميم المسماة إعلامية حول الأحداث، ومنها تلك التي شهدتها القاهرة ومدن مصرية أخرى يوم الأحد الماضي، والتي سقط فيها 24 قتيلاً وعشرات الجرحى. والأمر طبيعي مع اكتشاف أهمية الكذب والتلفيق في صناعة الأفكار والآراء والمواقف.
فالبعض يقدّم ما حدث على أنه مجزرة أو حتى "محرقة" (بالمعني الصهيوني الرائج للمحرقة) قام بها الجيش المصري بحق الأقباط أثناء قيامهم بمظاهرة سلمية احتجاجاً على اعتداء قام به مسلمون على كنيسة في قرية بمحافظة أسوان.
والبعض الآخر يعتبر ما جرى في التظاهرة سلوكاً استفزازياً صاحبته اعتداءات على الجيش بقنابل المولوتوف، وحتى بالرصاص، ما أدى إلى حالة من الهرج والفوضى تخللها دهس عدد من المتظاهرين بالمركبات العسكرية.
ومنهم من يقول بأن مواطنين من المسلمين قاموا برشق المسيرة القبطية بالحجارة من على شرفات منازلهم، ومنهم من يقول بأن مسلمين كثيرين كانوا يشاركون في التظاهرة مطالبين بوحدة المصريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.
وحول الكنيسة، هنالك رواية تقول بأنها كانت بناءً من الخشب والبوص بارتفاع تسعة أمتار، وأن محافظ أسوان قد وافق على طلب إعادة بنائها بالحجارة أو الاسمنت. وعندما أعيد بناؤها جاء البناء الجديد أعلى من القديم بستة أمتار، الأمر الذي أغضب المسلمين في القرية وجعلهم يطلبون إلى الأقباط إزالة الأمتار الزائدة. ويقال بأنهم وعدوا بذلك لكنهم تأخروا كثيراً في التنفيذ، فلم يكن من أحد الشيوخ إلا أن قام بتجميع الشباب عقب صلاة الجمعة وتولوا إزالة الارتفاع الزائد بأنفسهم.
تلكم هي الشرارة التي كانت في أساس التحرك الذي شهدته القاهرة والعديد من المدن المصرية، والذي أضاف إلى الاحتقان الأصلي مزيداً من الاحتقان. "مش رمانة ولكن قلوب مليانة" على ما يقوله المثل الشعبي المعروف.
أما الاحتقان الأصلي ـ وهنا تبدأ التلاعبات وأشكال التفنن في النفخ في رياح الفتنة ـ فإن البعض يرجعونه إلى الفتح أو الغزو العربي ـ الإسلامي لمصر المسيحية التي كانت يومها إحدى مستعمرات الدولة البيزنطية. ويتوعدون بالتالي بطرد المسلمين إلى الصحراء العربية، ليكون مصيرهم مماثلاً لمصير المسلمين بعد أن طردهم الإسبان من الأندلس.
ويستطرد هذا البعض ليقول، على ما نقلته بعض وسائل الإعلام، "بأن ما يحدث في مصر، من مذبحة إلى مذبحة، لا يدع مجالاً للشك في أن الحكومات المتعاقبة منذ ثورة يوليو 1952 وحتى وقتنا هذا ليست لها الإرادة السياسية في حل الملف القبطي، بل الأكثر من هذا أنها تزيد الملف تعقيداً".
وفي الإطار نفسه، نسمع في خطاب المتعصبين من الأقباط ممن لهم قنوات تلفزيونية وصحافة ومواقع انترنت في أميركا وبلدان الغرب، كلاماً هو نفسه ما يروجه الغربيون عن أصحاب اللحى والجلابيب المتخلفين والمهووسين والذين يعاملون زوجاتهم بشكل سيئ. مع كم كبير من الصور والأفلام والأغاني والنكات التي يجري بثها في الأوساط الشعبية ، والتي تحوي الكثير من الإساءات إلى رموز الإسلام الكبرى.
ومن الطرف الآخر، الإسلامي، نجد الكثير من الأدبيات المشابهة، في قنواتهم الفضائية وصحافتهم ومواقعهم الالكترونية التي تبث من بلدان مجاورة وغير مجاورة معروفة، والتي تتهم الأقباط بالعمالة للغرب وللكيان الصهيوني وبالعمل على الانفصال عن مصر شأن جنوب السودان... وصولاً إلى تكفيرهم، وفقاً لما نقل عن أحد مشايخ الأزهر.
ذلك غيض من فيض الاحتقانات التي تشهدها مصر، في جملة احتقانات أخرى كثيرة، بين "بعض" المسلمين و " بعض" الأقباط. والأكيد أن هذين "البعضين" لا يسترشدان بالقرآن والأناجيل عندما يقومون بصياغة أفكارهم وتحديد مواقفهم. ولو أنهم فعلوا ذلك لوجدوا أنفسهم في وضع مماثل لذلك الوضع الذي خلّده النجاشي في الحبشة عندما رسم بصولجانه خطاً لا يكاد يبين بين المسيحية والإسلام، معتبراً أن المسافة بينهما لا تزيد عن ذلك الخط.
إنهما يسترشدان، كل على حدة، وربما في جلسات مشتركة يعقدونها مع هيلاري كلينتون وأمثالها ممن يوزعون عليهم المهمات:
لم تكد هيلاري كلينتون تسمع بالأحداث الأخيرة حتى عرضت إرسال قوات عسكرية أميركية إلى مصر لحماية الأقباط وأمكنة العبادة عندهم، إضافة إلى أماكن استراتيجية أخرى.
إنها إهانة كبرى لمصر ولجيشها لا يوازيها في الضخامة غير مسلسل الإهانات التي لحقت بمصر وبجيشها منذ توقيع اتفاقيات كمب دافيد.
المسلمون الحقيقيون والمسيحيون الحقيقيون في مصر وفي صفوف جيشها لا يمكن لهم إلا أن يمسحوا هذه الإهانة عبر توحيد صفوفهم للدفاع عن مصر التي تحدق بها الأخطار من كل جانب، وعن جيش مصر الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها وأذنابها إلى تذويبه أسوة بما فعلوا في العراق وليبيا وبما يسعون إلى فعله في سوريا ولبنان وغيرهما من البلدان.
هنالك الكثير من اللغط والأخبار المتعارضة التي تنقلها وسائل التسميم المسماة إعلامية حول الأحداث، ومنها تلك التي شهدتها القاهرة ومدن مصرية أخرى يوم الأحد الماضي، والتي سقط فيها 24 قتيلاً وعشرات الجرحى. والأمر طبيعي مع اكتشاف أهمية الكذب والتلفيق في صناعة الأفكار والآراء والمواقف.
فالبعض يقدّم ما حدث على أنه مجزرة أو حتى "محرقة" (بالمعني الصهيوني الرائج للمحرقة) قام بها الجيش المصري بحق الأقباط أثناء قيامهم بمظاهرة سلمية احتجاجاً على اعتداء قام به مسلمون على كنيسة في قرية بمحافظة أسوان.
والبعض الآخر يعتبر ما جرى في التظاهرة سلوكاً استفزازياً صاحبته اعتداءات على الجيش بقنابل المولوتوف، وحتى بالرصاص، ما أدى إلى حالة من الهرج والفوضى تخللها دهس عدد من المتظاهرين بالمركبات العسكرية.
ومنهم من يقول بأن مواطنين من المسلمين قاموا برشق المسيرة القبطية بالحجارة من على شرفات منازلهم، ومنهم من يقول بأن مسلمين كثيرين كانوا يشاركون في التظاهرة مطالبين بوحدة المصريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.
وحول الكنيسة، هنالك رواية تقول بأنها كانت بناءً من الخشب والبوص بارتفاع تسعة أمتار، وأن محافظ أسوان قد وافق على طلب إعادة بنائها بالحجارة أو الاسمنت. وعندما أعيد بناؤها جاء البناء الجديد أعلى من القديم بستة أمتار، الأمر الذي أغضب المسلمين في القرية وجعلهم يطلبون إلى الأقباط إزالة الأمتار الزائدة. ويقال بأنهم وعدوا بذلك لكنهم تأخروا كثيراً في التنفيذ، فلم يكن من أحد الشيوخ إلا أن قام بتجميع الشباب عقب صلاة الجمعة وتولوا إزالة الارتفاع الزائد بأنفسهم.
تلكم هي الشرارة التي كانت في أساس التحرك الذي شهدته القاهرة والعديد من المدن المصرية، والذي أضاف إلى الاحتقان الأصلي مزيداً من الاحتقان. "مش رمانة ولكن قلوب مليانة" على ما يقوله المثل الشعبي المعروف.
أما الاحتقان الأصلي ـ وهنا تبدأ التلاعبات وأشكال التفنن في النفخ في رياح الفتنة ـ فإن البعض يرجعونه إلى الفتح أو الغزو العربي ـ الإسلامي لمصر المسيحية التي كانت يومها إحدى مستعمرات الدولة البيزنطية. ويتوعدون بالتالي بطرد المسلمين إلى الصحراء العربية، ليكون مصيرهم مماثلاً لمصير المسلمين بعد أن طردهم الإسبان من الأندلس.
ويستطرد هذا البعض ليقول، على ما نقلته بعض وسائل الإعلام، "بأن ما يحدث في مصر، من مذبحة إلى مذبحة، لا يدع مجالاً للشك في أن الحكومات المتعاقبة منذ ثورة يوليو 1952 وحتى وقتنا هذا ليست لها الإرادة السياسية في حل الملف القبطي، بل الأكثر من هذا أنها تزيد الملف تعقيداً".
وفي الإطار نفسه، نسمع في خطاب المتعصبين من الأقباط ممن لهم قنوات تلفزيونية وصحافة ومواقع انترنت في أميركا وبلدان الغرب، كلاماً هو نفسه ما يروجه الغربيون عن أصحاب اللحى والجلابيب المتخلفين والمهووسين والذين يعاملون زوجاتهم بشكل سيئ. مع كم كبير من الصور والأفلام والأغاني والنكات التي يجري بثها في الأوساط الشعبية ، والتي تحوي الكثير من الإساءات إلى رموز الإسلام الكبرى.
ومن الطرف الآخر، الإسلامي، نجد الكثير من الأدبيات المشابهة، في قنواتهم الفضائية وصحافتهم ومواقعهم الالكترونية التي تبث من بلدان مجاورة وغير مجاورة معروفة، والتي تتهم الأقباط بالعمالة للغرب وللكيان الصهيوني وبالعمل على الانفصال عن مصر شأن جنوب السودان... وصولاً إلى تكفيرهم، وفقاً لما نقل عن أحد مشايخ الأزهر.
ذلك غيض من فيض الاحتقانات التي تشهدها مصر، في جملة احتقانات أخرى كثيرة، بين "بعض" المسلمين و " بعض" الأقباط. والأكيد أن هذين "البعضين" لا يسترشدان بالقرآن والأناجيل عندما يقومون بصياغة أفكارهم وتحديد مواقفهم. ولو أنهم فعلوا ذلك لوجدوا أنفسهم في وضع مماثل لذلك الوضع الذي خلّده النجاشي في الحبشة عندما رسم بصولجانه خطاً لا يكاد يبين بين المسيحية والإسلام، معتبراً أن المسافة بينهما لا تزيد عن ذلك الخط.
إنهما يسترشدان، كل على حدة، وربما في جلسات مشتركة يعقدونها مع هيلاري كلينتون وأمثالها ممن يوزعون عليهم المهمات:
لم تكد هيلاري كلينتون تسمع بالأحداث الأخيرة حتى عرضت إرسال قوات عسكرية أميركية إلى مصر لحماية الأقباط وأمكنة العبادة عندهم، إضافة إلى أماكن استراتيجية أخرى.
إنها إهانة كبرى لمصر ولجيشها لا يوازيها في الضخامة غير مسلسل الإهانات التي لحقت بمصر وبجيشها منذ توقيع اتفاقيات كمب دافيد.
المسلمون الحقيقيون والمسيحيون الحقيقيون في مصر وفي صفوف جيشها لا يمكن لهم إلا أن يمسحوا هذه الإهانة عبر توحيد صفوفهم للدفاع عن مصر التي تحدق بها الأخطار من كل جانب، وعن جيش مصر الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها وأذنابها إلى تذويبه أسوة بما فعلوا في العراق وليبيا وبما يسعون إلى فعله في سوريا ولبنان وغيرهما من البلدان.