ارشيف من :آراء وتحليلات
الناتو يخطط لمجازر ضد المدنيين السوريين وعمليات تهجير واسعة... والمخيمات للاستيعاب
حسين حمية
انطرب فريق 14 آذار كثيرا لقرار الجامعة "العربية" تجميد عضوية سوريا في اجتماعاتها، مظاهر الطرب لا يختصرها "خجل" سعد الحريري من موقف لبنان الرافض لها القرار، ففي صالوناتهم التي يبكرون بالمجيء إليها والابتسامات تعلو وجوههم، وحدها القهقهات هي قراءتهم العميقة للقادم على سوريا. فلا مجال ولا وقت للحديث عندهم عن أنهار الدم التي سيفجرها القرار المذكور في شوارع المدن السورية أو خطر تدفقها على لبنان، فاللحظة عندهم، هي فقط للاحتفال بربح الرهان، وهو أن التغيير ليس بحشد قوى الداخل أو حوارها مع حكومة دمشق، فحبة البندق لا تكسر إلا من الخارج، وهذه مطرقة الناتو جاهزة.
ليست مشكلة هذا الفريق، بانقياده الأعمى لمشغليه الخارجيين وتنفيذه إملاءاتهم من دون إبطاء أو تحفظ، كما أنها ليست بتقديمه أحقاده على السياسة والمصالح الوطنية، إنما بسطحية فهمه لما يدور في المنطقة، وهذا ما يجره إلى تبسيط عواقب أفعاله وسلوكياته السياسية، وهو ما يفسّر تهوره وخوضه في الأزمة السورية أو الدخول إلى وسطها بلا خوف أو حذر مما يحيط بها من حساسيات وملابسات، وهي بالمناسبة حساسيات وملابسات تقدح حمما ونيرانا، وخطر الهلاك بها يرتفع بمجرد الاقتراب منها.
صار معروفا، ما هو الدور الذي لعبه فريق 14 آذار لجهة وصل بعض المعارضات السورية باللوبيات الصهيو ـ اميركية، لتدريبها على اختلاق الذرائع للتدخل العسكري الخارجي، وتسهيلها لهذه المعارضات استخدام الأراضي اللبنانية ومدّها بكل المساعدات لتحقيق هذا الغرض، بما فيها تأليب ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" على الحكومة اللبنانية لإجبارها على استضافة "كونترا" سورية تتغطى بمخيمات "لاجئين" تكون في الوقت نفسه معسكرات تتولى عمليات تخريب في الداخل السوري وتحظى بحماية نيران الناتو.
لقد شرحت وسائل الإعلام أهداف زيارة وفد من فريق 14 آذار إلى الشمال في 12 من الشهر الجاري وتنظيمه لقاءات مع من يصنفهم إعلام هذا الفريق على أنهم "لاجئون" أو نازحون سوريون، وقد توضحت الصلة بين الزيارة المذكورة والضغط على الحكومة اللبنانية لإقامة مخيم لهؤلاء، وبين المخطط التصعيدي ضد دمشق الذي يقوده محور واشنطن ـ باريس ـ لندن ووكلاؤه في انقرة والرياض والدوحة، علما أن هذه الزيارة المقررة قبل قرار الجامعة "العربية" الأخير، كانت قد سبقتها (كما ذكرت الانتقاد) اتصالات كثيفة بين سفارات غربية ومنظمات دولية تحترف توظيف المآسي البشرية وبين شخصيات ومنظمات مدنية شمالية محسوبة على 14 آذار لجعل وجود عائلات سورية على الجانب اللبناني من الحدود قضية إنسانية تحتم على الدولة اللبنانية إنشاء مخيمات للاجئين محتملين.
كما شرحت وسائل الإعلام نفسها علاقة هذا المخيم بمسألة تدريب وتسليح المعارضة السورية، وأيضا تهريب السلاح إلى الداخل السوري وتشجيع عمليات الفرار من الجيش السوري. وهو ما ردّت عليه المؤسسة العسكرية بطريقة غير مباشرة بتفقد العماد قهوجي في اليوم ذاته (12 تشرين الثاني) للوحدات العسكرية المنتشرة في الشمال، وتشديده على جهوزية الجيش وتكثيف جهوده لجهة ضبط الحدود البرية والبحرية بشكل دقيق من أعمال التهريب والتسلّل غير الشرعي بالاتجاهين، إضافة إلى تأكيده بأن الجيش لن يسمح لأي كان باستيراد الفتنة إلى داخل الوطن أو تصديرها إلى خارجه.
لكن مع إعلان الجامعة "العربية" تجميد عضوية سوريا في اجتماعاتها، وهو فتوى عربية صريحة بهدر الدم السوري أمام ترسانة الناتو، يجب التنبه لأبعاد أخرى من إنشاء المخيمات في الشمال، حيث فيها ما يتجاوز التدريب والتسليح والتهريب. وهنا، من نافل التفكير، العودة إلى الطريقة التي يتبعها الناتو (أو أي تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن) للتغطية على العمليات العسكرية الوحشية التي قام بها في أكثر من مكان في العالم، والتي يذهب ضحيتها أعداد كبيرة من السكان المدنيين.
فإذا كان الغرض من إقامة المخيمات في الشمال هو تمكين المعارضة السورية المسلحة من استخدام الأراضي اللبنانية ضد الداخل السوري بحماية دولية (حماية عسكرية غربية)، فإنها من جهة أخرى تشير إلى مخططات أكثر إجراما تجاه سوريا وشعبها، وهي تكشف عن نيات مسبقة لدى الناتو، لارتكاب مجازر بحق المدنيين السوريين، وبالوقت نفسه دفعهم في عمليات تهجير هائلة تتحول فيها مثل هذه المخيمات مسرحا للتغطية على ارتكاباته الإجرامية، وتمكنه بالوقت عينه من إعادة هندسة الديموغرافيا السورية طبقا لمصالحه (وبينها ما يتصل بالديموغرافيا اللبنانية)، خصوصا أن تقسيم سوريا إلى دويلات يأتي في قائمة الاستهدافات الغربية.
ما فات فريق 14 آذار، أن المنظرين الغربيين للتدخل العسكري في سوريا، يبدون شكوكا كبيرة في نجاح مثل هذا التدخل والوصول إلى أهدافه، مع الإشارة إلى أنهم لا يستبعدون أن تطول مدة العمليات العسكرية وينفرط عقد الدول المشاركة، عندها من المسؤول عن مآسي المتورطين في لعبة التخييم على الحدود؟
انطرب فريق 14 آذار كثيرا لقرار الجامعة "العربية" تجميد عضوية سوريا في اجتماعاتها، مظاهر الطرب لا يختصرها "خجل" سعد الحريري من موقف لبنان الرافض لها القرار، ففي صالوناتهم التي يبكرون بالمجيء إليها والابتسامات تعلو وجوههم، وحدها القهقهات هي قراءتهم العميقة للقادم على سوريا. فلا مجال ولا وقت للحديث عندهم عن أنهار الدم التي سيفجرها القرار المذكور في شوارع المدن السورية أو خطر تدفقها على لبنان، فاللحظة عندهم، هي فقط للاحتفال بربح الرهان، وهو أن التغيير ليس بحشد قوى الداخل أو حوارها مع حكومة دمشق، فحبة البندق لا تكسر إلا من الخارج، وهذه مطرقة الناتو جاهزة.
ليست مشكلة هذا الفريق، بانقياده الأعمى لمشغليه الخارجيين وتنفيذه إملاءاتهم من دون إبطاء أو تحفظ، كما أنها ليست بتقديمه أحقاده على السياسة والمصالح الوطنية، إنما بسطحية فهمه لما يدور في المنطقة، وهذا ما يجره إلى تبسيط عواقب أفعاله وسلوكياته السياسية، وهو ما يفسّر تهوره وخوضه في الأزمة السورية أو الدخول إلى وسطها بلا خوف أو حذر مما يحيط بها من حساسيات وملابسات، وهي بالمناسبة حساسيات وملابسات تقدح حمما ونيرانا، وخطر الهلاك بها يرتفع بمجرد الاقتراب منها.
صار معروفا، ما هو الدور الذي لعبه فريق 14 آذار لجهة وصل بعض المعارضات السورية باللوبيات الصهيو ـ اميركية، لتدريبها على اختلاق الذرائع للتدخل العسكري الخارجي، وتسهيلها لهذه المعارضات استخدام الأراضي اللبنانية ومدّها بكل المساعدات لتحقيق هذا الغرض، بما فيها تأليب ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" على الحكومة اللبنانية لإجبارها على استضافة "كونترا" سورية تتغطى بمخيمات "لاجئين" تكون في الوقت نفسه معسكرات تتولى عمليات تخريب في الداخل السوري وتحظى بحماية نيران الناتو.
لقد شرحت وسائل الإعلام أهداف زيارة وفد من فريق 14 آذار إلى الشمال في 12 من الشهر الجاري وتنظيمه لقاءات مع من يصنفهم إعلام هذا الفريق على أنهم "لاجئون" أو نازحون سوريون، وقد توضحت الصلة بين الزيارة المذكورة والضغط على الحكومة اللبنانية لإقامة مخيم لهؤلاء، وبين المخطط التصعيدي ضد دمشق الذي يقوده محور واشنطن ـ باريس ـ لندن ووكلاؤه في انقرة والرياض والدوحة، علما أن هذه الزيارة المقررة قبل قرار الجامعة "العربية" الأخير، كانت قد سبقتها (كما ذكرت الانتقاد) اتصالات كثيفة بين سفارات غربية ومنظمات دولية تحترف توظيف المآسي البشرية وبين شخصيات ومنظمات مدنية شمالية محسوبة على 14 آذار لجعل وجود عائلات سورية على الجانب اللبناني من الحدود قضية إنسانية تحتم على الدولة اللبنانية إنشاء مخيمات للاجئين محتملين.
كما شرحت وسائل الإعلام نفسها علاقة هذا المخيم بمسألة تدريب وتسليح المعارضة السورية، وأيضا تهريب السلاح إلى الداخل السوري وتشجيع عمليات الفرار من الجيش السوري. وهو ما ردّت عليه المؤسسة العسكرية بطريقة غير مباشرة بتفقد العماد قهوجي في اليوم ذاته (12 تشرين الثاني) للوحدات العسكرية المنتشرة في الشمال، وتشديده على جهوزية الجيش وتكثيف جهوده لجهة ضبط الحدود البرية والبحرية بشكل دقيق من أعمال التهريب والتسلّل غير الشرعي بالاتجاهين، إضافة إلى تأكيده بأن الجيش لن يسمح لأي كان باستيراد الفتنة إلى داخل الوطن أو تصديرها إلى خارجه.
لكن مع إعلان الجامعة "العربية" تجميد عضوية سوريا في اجتماعاتها، وهو فتوى عربية صريحة بهدر الدم السوري أمام ترسانة الناتو، يجب التنبه لأبعاد أخرى من إنشاء المخيمات في الشمال، حيث فيها ما يتجاوز التدريب والتسليح والتهريب. وهنا، من نافل التفكير، العودة إلى الطريقة التي يتبعها الناتو (أو أي تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن) للتغطية على العمليات العسكرية الوحشية التي قام بها في أكثر من مكان في العالم، والتي يذهب ضحيتها أعداد كبيرة من السكان المدنيين.
فإذا كان الغرض من إقامة المخيمات في الشمال هو تمكين المعارضة السورية المسلحة من استخدام الأراضي اللبنانية ضد الداخل السوري بحماية دولية (حماية عسكرية غربية)، فإنها من جهة أخرى تشير إلى مخططات أكثر إجراما تجاه سوريا وشعبها، وهي تكشف عن نيات مسبقة لدى الناتو، لارتكاب مجازر بحق المدنيين السوريين، وبالوقت نفسه دفعهم في عمليات تهجير هائلة تتحول فيها مثل هذه المخيمات مسرحا للتغطية على ارتكاباته الإجرامية، وتمكنه بالوقت عينه من إعادة هندسة الديموغرافيا السورية طبقا لمصالحه (وبينها ما يتصل بالديموغرافيا اللبنانية)، خصوصا أن تقسيم سوريا إلى دويلات يأتي في قائمة الاستهدافات الغربية.
ما فات فريق 14 آذار، أن المنظرين الغربيين للتدخل العسكري في سوريا، يبدون شكوكا كبيرة في نجاح مثل هذا التدخل والوصول إلى أهدافه، مع الإشارة إلى أنهم لا يستبعدون أن تطول مدة العمليات العسكرية وينفرط عقد الدول المشاركة، عندها من المسؤول عن مآسي المتورطين في لعبة التخييم على الحدود؟