ارشيف من :آراء وتحليلات

روسيا تترصد الصواريخ فوق أوروبا

روسيا تترصد الصواريخ فوق أوروبا
صوفيا ـ جورج حداد*

عمدت روسيا الثلاثاء الماضي الى تفعيل عمل محطة الرادار المسماة "فورونيج ـ د/م" والخاصة بالتحذير من الهجمات الصاروخية. وتقع هذه المحطة في منطقة كالينينغراد، على الحدود تماما مع الاتحاد الاوروبي في بولونيا. ووضعت وكالة الصحافة الفرنسية هذه الخطوة في إطار الرد على المخططات الاميركية لنشر الدرع الصاروخية في اوروبا.

وكانت هذه المحطة قد افتتحت من قبل الرئيس الروسي دميتري ميدفيدييف، الذي اشار انها ستدخل فورا في منظومة الجاهزية القتالية. وتم ذلك على خلفية التهديد الذي وجهه ميدفيدييف منذ ايام بأن روسيا يمكن ان تعود الى نصب صواريخ "اسكندر" في كالينينغراد.

روسيا تترصد الصواريخ فوق أوروبا

ولدى تدشين الرادار أكد الرئيس انه غير موجه نحو الغرب. ويذكر ان موسكو تنتقد دائما واشنطن بأنها لا تسلمها ضمانات خطية بأن الدرع الصاروخية الاميركية المزمع نشرها في اوروبا لن تكون موجهة نحو روسيا، كما تؤكد واشنطن.

وفي الوقت ذاته اشار ميدفيدييف إلى ان محطة كالينينغراد يمكن استخدامها كعنصر في المنظومة المشتركة للدفاع المضاد للصواريخ. "للاسف اننا حتى الان لا نشعر بوجود استعداد لدى شركائنا الاميركيين والاوروبيين للتعاون في هذا الحقل".

ان محطة فورونيج ـ د/م" هي قادرة على ملاحقة 500 هدف في شعاع طوله 6000 كلم. ويمكنها ان تكتشف اهدافا بالستية، فضائية وديناموـ جوية، بما في ذلك الصواريخ البالستية والمجنحة، وان تلاحق وتصنف الاهداف، وان تقدم المعلومات التي تحصل عليها الى مراكز القيادة.

روسيا تترصد الصواريخ فوق أوروبا

وكان سبق للرئيس ميدفيديف ان هدد بنصب الصواريخ على حدود الاتحاد الاوروبي، التي يمكنها ان تضع تحت التصويب عناصر الدرع الصاروخية التي تزمع واشنطن نشرها في اوروبا الشرقية. وهو ما سبق ان وافقت عليه رومانيا وبولونيا، وانضمت اليهما مؤخرا تركيا، علما انها لم تقبل بعد في الاتحاد الاوروبي.

وفي بيان موجه عبر التلفزيون قال ميدفيديف "انه اذا لم تتخذ تدابير للحد من استخدام الدرع الصاروخية، فإن روسيا ستقدم على نشر الصواريخ في القسم الغربي والقسم الجنوبي من البلاد، من حيث يمكن القضاء على عناصر الدرع الصاروخية الاميركية". وكمثال اشار الى صواريخ من طراز "اسكندر" (مداه 500 كلم) التي تم نشرها في جيب كالينينغراد المحاذي لكل من بولونيا وليتوانيا. وحذر الرئيس من انه اذا كان الوضع المتعلق بالدرع الصاروخية لم يتحسن، فان روسيا يمكن ان تنسحب من اتفاق تخفيض الاسلحة الستراتيجية الهجومية، الذي وقع بين روسيا والولايات المتحدة في السنة الماضية.

وقبل ذلك كانت الخارجية الاميركية قد اعلنت ان وشنطن ستكف عن تزويد روسيا بالمعلومات عن قواتها المسلحة في اوروبا. والسبب في ذلك هو خروج روسيا من الاتفاق حول القوات المسلحة الاعتيادية الموجودة في اوروبا، الذي يحد من العدد الاقصى للدبابات، المدفعية الثقيلة، الطائرات والهليكوبترات القتالية، المنتشرة بين المحيط الاطلسي والاورال. وقد اوقفت موسكو مشاركتها في اتفاق القوات المسلحة الاعتيادية خلال سنة 2007. ومنذ ذلك الحين والولايات المتحدة الاميركية لا تسمح بدخول المفتشين الروس الى القواعد الاميركية، كما انها لا ترسل الى روسيا تقارير سنوية كما تتطلب الاتفاقية. وتتوقع واشنطن ان يتصرف حلفاؤها بذات الطريقة حيال روسيا. وبدأت بلغاريا تلتزم بالرغبة الاميركية حول ذلك. وفي الاسبوع الماضي  قرر مجلس الوزراء البلغاري "ان يوقف موقتا وجزئيا التزامات بلغاريا بموجب اتفاقية القوات المسلحة الاعتيادية حيال روسيا".

روسيا تترصد الصواريخ فوق أوروبا

وفي هذا الوقت اعلنت وكالة ايتار ـ تاس ان السفن الحربية التابعة للاسطول الشمالي الروسي سوف تدخل في شهر كانون الاول الجاري الى المياه الاقليمية الروسية. وحددت الوكالة بالاسم الطراد المسمى "الاميرال كوزنتسوف" والمدمرة او زارعة الالغام المسماة "الاميرال تشابانينكو".
وقد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغيي لافروف يوم امس ان روسيا تقف ضد فرض الحظر العسكري على سوريا.

كاتب لبناني
2011-12-02