ارشيف من :خاص
قرار "إخلاء سبيل" عملاء العدو الصهيوني الستة أمام خيارين.. إما إعادة المحاكمة أو تنحي القاضية
لا يزال قرار "إخلاء السبيل" لعملاء العدو الصهيوني الستة والذي أصدرته رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية أليس شبطيني، يتفاعل في الأوساط القانونية والقضائية، وذلك نظراً للمخالفة المرتكبة بالقرار الصادر والذي يعتبر سابقة في تاريخ القضاء اللبناني.
وبين التعليل المقدم من قبل القاضية شبطيني المرتبط بعدم انفرداها بالقرار بالإضافة إلى مرض 3 من العملاء، والفعل الواجب القيام به في هكذا حالات تطرح العديد من الاسئلة، ليس أقلها لماذا لا يقوم القضاء باخلاء سبيل موقوفين بجنح او جنايات عادية لم تتم محاكمتهم بعد بداعي المرض وأمثالهم كثيرة في السجون اللبنانية ـ توفيراً على خزينة الدولة اللبنانية ـ كما عللت القاضية في ردها أو لماذا لا تفصل بالدعوى وتصدر حكمها، فالحالة الصحية الصعبة توجب الإسراع في الحكم لا "إخلاء السبيل".
القانون المحلي والقانون الدولي لا يتغاضيان عن محاسبة العملاء |
وكما ان القانون المحلي لا يقبل التغاضي عن محاسبة العملاء والجواسيس، فإن القانون الدولي لا يقبل ذلك أيضاً، حتى أن معاهدة جينيف الثالثة المتعلقة بأسرى الحرب، لم تذكر في المادة 4 منها أية كلمة لأعتبار المتجسس لمصلحة العدو بأنه أسير حرب. ولا بد من التذكير، بأن قانون العقوبات اللبناني وقانون القضاء العسكري متناسقين لجهة محاكمة العملاء ومن يتجسس على الدولة اللبنانية ويلحق الضرر بأمنها، والقضاء العسكري يعود في المادة 24 الى قانون العقوبات حيث تنص المادة على أنه في "جرائم الخيانة والتجسس والصلات غير المشروعة بالعدو المنصوص عليها في المواد 273 حتى 287 من قانون العقوبات وفي المادتين 290 و291 منه أيضاً وفي القوانين الخاصة التي تعاقب على هذه الجرائم". ولم يرد في أي نص قانوني سواء بقانون العقوبات أو القانون العسكري أي تخفيف حكمي لمن يتجسس على الدولة.
قرار شبطيني مخالف للمادة 92 من قانون القضاء العسكري وقانون العقوبات |
ويرى البعض أنه لم يعد أمام القاضية شبطيني غير التنحي عن هذا الملف، وذلك لأنها أصبحت أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما أن تبقى على قرارها وهذا ما يعتبر إنتهاكاً فادحاً للتاريخ القضائي في لبنان. أو أنها ستعيد المحاكمة بخطوة جريئة مع تحمل ما سيلحقها من أقاويل سياسية من بعض الأطراف المعروفة بالإستغلال السياسي لكل ملف وطني. وبين هذا وذاك يمكن التنحي عن الملف، ولذلك تعين المحكمة العسكرية قاضياً أخراً يبت بالقرار ويعيد محاكمة العملاء الستة.