ارشيف من :آراء وتحليلات
من الهجوم على غصن الى طلب عدم طرح المواضيع الحساسة في الإعلام.. 14 آذار تخسر جولة "عرسال"
علي مطر
كشف اجتماع لجنة الدفاع النيابية التي حضرها وزير الدفاع فايز غصن لتقديم ما لديه من معلومات وتقارير حول وجود عناصر تنظيم "القاعدة" في لبنان، مدى الكيدية السياسية وتعمية الحقائق لدى ما تبقى من فريق 14 آذار الذي لطالما نادى بوجود هذا التنظيم في لبنان منذ العام 2000 واتهام "القاعدة" بعدة أحداث أمنية منها تفجيرات في الشمال، وكذلك تفجيرات عين علق التي اتهمت بتنفيذها عناصر إرهابية...، فالهجمة الشرسة على وزير الدفاع سكنت فجأة بعد كشف غصن عن معلومات لديه تؤكد وجود هذا التنظيم.
وقد أكدت مصادر من داخل لجنة الدفاع النيابية لـ"الانتقاد" أن "بعض نواب 14 آذار حاول خلال الجلسة أن يثير ضوضاء معينة أخمدها هدوء وزير الدفاع ورئيس اللجنة، ما اضطر أحد نواب المستقبل المعروف بمشاكسته إلى الإعراض أيضاً عن "تكذيب" معلومات غصن خارج الجلسة بعدما كان أعد العدة لذلك.
وتشير المصادر إلى أن "بعض نواب 14 آذار كانوا محرجين حيث تبين ان ليس لديهم أي رد على معلومات غصن، فحاولوا إظهار أنفسهم أنهم ليسوا ضد المعلومات التي لدى غصن إنما ضد التخاطب بالمواضيع الأمنية من خلال الإعلام.
في المقابل أكدت المصادر أن "الوزير غصن كان قد أعد تقريراً جيداً جداً وموضوعياً وموثقاً وكانت إجابته مكتوبة ومتزنة"، وأنه أكد أن "معلوماته صحيحة وهي من قبل الجيش اللبناني". وهذا ما أكده أيضاً رئيس لجنة الدفاع سمير الجسر الذي نقل عن وزير الدفاع قوله خلال جلسة اللجنة إنه "لم يقصد عندما تحدث عن وجود تنظيم" القاعدة" بلدة عرسال كبلدة بل قال إنه" يتم تهريب الأسلحة وعناصر "القاعدة" عبر الحدود مع سوريا ذاكراً عرسال كنموذج، لافتاً إلى أن المعلومات التي بحوزته هي من قبل الجيش اللبناني ولديه تقارير أن" حمزة القرقوز الذي لوحق في عرسال متهم من قبل "الانتربول" .
وما كشف خواء جعبة افرقاء 14 آذار السياسي هو تأكيد عضو لجنة الدفاع النيابية نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان بعد خروجه من إجتماع اللجنة أن "المعلومات حول وجود عناصر ارهابية تتطلب معالجة وليس خطابات وهذا يقع على عاتق الوزراء كافة، وان الخلاف حول وجود تنظيم "القاعدة" لا يتناول المعلومات الأمنية لكن الخلاف هو حول أن نذهب الى الاعلام قبل العمل على حل ما لدينا من قضايا امنية". وكذلك فإن النائب سامي الجميل طالب "الحكومة والجيش بالتحرك إذا كان هناك معلومات مؤكدة عن القاعدة لحماية اللبنانين" وطالب الجيش اللبناني باطلاق النار على أي جندي أجنبي يحاول الاعتداء على السيادة اللبنانية.
أما المثير في جلسة اليوم فكان ما حاول فريق 14 آذار تسويقه من مصطلحات جديدة للتعتيم على وجود "القاعدة" من خلال القول إن هناك فرقاً بين عناصر تنتمي لتنظيم "القاعدة" وعناصر أخرى تتبنى فكر وعقيدة هذا التنظيم .
باختصار هي كرة مرتدة أفقدت فريق ما تبقى من 14 آذار فرحة الهجوم الذي كان استعد له وجولة مباراة "عرسال".. فهل من يتعظ؟