ارشيف من :آراء وتحليلات
هل تتم محاكمة غورباتشوف بتهمة الخيانة؟
صوفيا ـ جورج حداد*
قامت مجموعة من المحامين والحقوقيين الروس بصياغة آلية للملاحقة الجنائية لرئيس الجمهورية السوفياتي الأول والاخير ميخائيل غورباتشوف، وقد اعلن عن ذلك في مدونته الكاتب الروسي نيقولاي ستاريكوف.
وكتب ستاريكوف يقول "ان الدعوى القضائية ضد ميخائيل غورباتشوف هي ضرورية، لأنه لم يقم بواجباته كرئيس للاتحاد السوفياتي. بل هو سمح بانهيار الدولة التي أوكلت إليه المسؤولة عنها. فالخائن ينبغي أن يسمى خائنا، والسافل ينبغي ان يسمى سافلا. ان روسيا تحتاج الى نزع الغورباتشوفية". علماً إنه من الأصح القول "نزع الغوربيئية"، "لانه لدى "اصدقائه" الذين نظموا له الاحتفال بعيد ميلاده في لندن يسمى "غوربي". في تاريخ الاتحاد السوفياتي لم يكن اي من القادة يسمى بهذه الطريقة. لم يوجد لدينا "ليني"، ولا "ستالي"، ولا "بريجني" ولا حتى "خروتشي". فقط "غوربي". ليس من الصدفة انهم في لندن وواشنطن يحبون هذا الشخص بهذا المقدار. وبالمقدار نفسه هو مكروه في بتروغراد وموسكو". ويذكر نيقولاي ستاريكوف انه في 4 تشرين الثاني 1991 فإن المرحوم فيكتور ايليوخين، رئيس دائرة الادعاء العام السوفياتي لشؤون تطبيق قوانين الأمن القومي كان قد رفع دعوى جنائية ضد الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بتهمة الخيانة العظمى. ولكن فيما بعد تم الغاء متابعة التحقيق في هذه الدعوى. اذ ان المدعي العام السابق للاتحاد السوفياتي المدعو تروبين الغى الدعوى وتم صرف فيكتور ايليوخين من وظيفته.
ويقول ستاريكوف "نحن سنطلب تجديد هذه الدعوى الجنائية بالتحديد".
ويذكر ان غورباتشوف أيد مظاهرات الاحتجاج ضد نتائج الانتخابات النيابية في روسيا التي جرت في 4 كانون الاول الفائت. وطالب بإلغاء نتائج الانتخابات، وبأن يقدم رئيس الوزراء بوتين استقالته وان يتخلى عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وقد أيدت موقفه بعض الفئات الروسية، إلا أنه تعرض لانتقادات حادة من قبل كثيرين جداً.
هذا ونشرت وكالة ريا "نوفوستي" نتائج استطلاع للرأي، اجراه المركز الروسي لاستطلاع الرأي العام، حول الشخصية رقم 1 في روسيا. وحصل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على النسبة الأكبر وهي 58%.
وقد تم استخلاص نتائح الاستطلاع في 24 و25 كانون الاول الماضي. وكانت قد شاركت فيه عينة من 1600 شخص، كان عليهم أن يشيروا الى 10 شخصيات، قدموا خدمات كبرى لروسيا، ويمكن ان يعتبروا من النخبة الروسية حاليا.
وقد احتل بوتين المرتبة الأولى في السنوات الخمس الأخيرة التي جرى فيها هذا الاستطلاع. وكانت النسبة التي حصل عليها بوتين قبل سنة 71%.
وشغل المرتبة الثانية الرئيس دميتريي ميدفيدييف بنسبة 42%. وشغلت المرتبة الثالثة المغنية الشعبية ألاّ بوغاتشيفا بنسبة 19%. وتقدم من نسبة 3% الى نسبة 12% الاوليغارشي ميخائيل بروخونوف، الذي احتل المرتبة السادسة، واعلن انه سيترشح للانتخابات الرئاسية بوجه فلاديمير بوتين. وفي نهاية التصنيف وبنسبة 9% لكل منهما حل البطريرك الروسي كيريل والمغني من اصل بلغاري فيليب كيركوروف.
واقام بوتين الأسبوع الماضي احتفالا تكريميا لطواقم الاسعاف ونجدة الطوارئ تحت شعار "يوم المنقذ". وألقى كلمة رفض فيها الحوار مع المعارضة التي تواصل الاحتجاج ضد نتائج الانتخابات الماضية. وجاء في كلمته انه يريد ان يتحاور مع المحتجين إلا انه لا يجد مع من سيتحاور لأنه لا توجد قيادة للمحتجين، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي لقاء مع الصحفيين المعتمدين قال بوتين "لست ضد الحوار، ولكنني ضد كل أشكال التطرف". وأضاف "لا يوجد هناك من أتكلم معه، وهم ليس لديهم برنامج".
ورداً على المطالبة باستقالته من رئاسة الوزراء وعدم ترشيح نفسه للرئاسة وعد بوتين بضمان إجراء انتخابات رئاسية نزيهة. والمرشحون الاخرون للرئاسة هم غينادي زيوغانوف (زعيم الحزب الشيوعي)، فلاديمير جيرينوفسكي (زعيم التيار القومي) وسيرغيي ميرونوف (زعيم حزب "روسيا العادلة").
وفي لفتة تقارب مع الكنيسة الروسية ذهب بوتين للمشاركة في احتفال عيد الميلاد في احدى كنائس بتروغراد، وكشف أمام الصحفيين "سرا عائليا"، وهو ان والدته سبق لها ان عمّدته في هذه الكنيسة بالذات، حينما كان رضيعا عمره فقط شهرا ونصف الشهر، وذلك خفية عن والده الذي كان عضوا ملتزما في الحزب الشيوعي.
كما حضر الرئيس ميدفيدييف مع زوجته القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك كيريل في كنيسة "يسوع المخلص" في موسكو.
ـــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل
قامت مجموعة من المحامين والحقوقيين الروس بصياغة آلية للملاحقة الجنائية لرئيس الجمهورية السوفياتي الأول والاخير ميخائيل غورباتشوف، وقد اعلن عن ذلك في مدونته الكاتب الروسي نيقولاي ستاريكوف.
وكتب ستاريكوف يقول "ان الدعوى القضائية ضد ميخائيل غورباتشوف هي ضرورية، لأنه لم يقم بواجباته كرئيس للاتحاد السوفياتي. بل هو سمح بانهيار الدولة التي أوكلت إليه المسؤولة عنها. فالخائن ينبغي أن يسمى خائنا، والسافل ينبغي ان يسمى سافلا. ان روسيا تحتاج الى نزع الغورباتشوفية". علماً إنه من الأصح القول "نزع الغوربيئية"، "لانه لدى "اصدقائه" الذين نظموا له الاحتفال بعيد ميلاده في لندن يسمى "غوربي". في تاريخ الاتحاد السوفياتي لم يكن اي من القادة يسمى بهذه الطريقة. لم يوجد لدينا "ليني"، ولا "ستالي"، ولا "بريجني" ولا حتى "خروتشي". فقط "غوربي". ليس من الصدفة انهم في لندن وواشنطن يحبون هذا الشخص بهذا المقدار. وبالمقدار نفسه هو مكروه في بتروغراد وموسكو". ويذكر نيقولاي ستاريكوف انه في 4 تشرين الثاني 1991 فإن المرحوم فيكتور ايليوخين، رئيس دائرة الادعاء العام السوفياتي لشؤون تطبيق قوانين الأمن القومي كان قد رفع دعوى جنائية ضد الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بتهمة الخيانة العظمى. ولكن فيما بعد تم الغاء متابعة التحقيق في هذه الدعوى. اذ ان المدعي العام السابق للاتحاد السوفياتي المدعو تروبين الغى الدعوى وتم صرف فيكتور ايليوخين من وظيفته.
ويقول ستاريكوف "نحن سنطلب تجديد هذه الدعوى الجنائية بالتحديد".
ويذكر ان غورباتشوف أيد مظاهرات الاحتجاج ضد نتائج الانتخابات النيابية في روسيا التي جرت في 4 كانون الاول الفائت. وطالب بإلغاء نتائج الانتخابات، وبأن يقدم رئيس الوزراء بوتين استقالته وان يتخلى عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وقد أيدت موقفه بعض الفئات الروسية، إلا أنه تعرض لانتقادات حادة من قبل كثيرين جداً.
هذا ونشرت وكالة ريا "نوفوستي" نتائج استطلاع للرأي، اجراه المركز الروسي لاستطلاع الرأي العام، حول الشخصية رقم 1 في روسيا. وحصل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على النسبة الأكبر وهي 58%.
وقد تم استخلاص نتائح الاستطلاع في 24 و25 كانون الاول الماضي. وكانت قد شاركت فيه عينة من 1600 شخص، كان عليهم أن يشيروا الى 10 شخصيات، قدموا خدمات كبرى لروسيا، ويمكن ان يعتبروا من النخبة الروسية حاليا.
وقد احتل بوتين المرتبة الأولى في السنوات الخمس الأخيرة التي جرى فيها هذا الاستطلاع. وكانت النسبة التي حصل عليها بوتين قبل سنة 71%.
وشغل المرتبة الثانية الرئيس دميتريي ميدفيدييف بنسبة 42%. وشغلت المرتبة الثالثة المغنية الشعبية ألاّ بوغاتشيفا بنسبة 19%. وتقدم من نسبة 3% الى نسبة 12% الاوليغارشي ميخائيل بروخونوف، الذي احتل المرتبة السادسة، واعلن انه سيترشح للانتخابات الرئاسية بوجه فلاديمير بوتين. وفي نهاية التصنيف وبنسبة 9% لكل منهما حل البطريرك الروسي كيريل والمغني من اصل بلغاري فيليب كيركوروف.
واقام بوتين الأسبوع الماضي احتفالا تكريميا لطواقم الاسعاف ونجدة الطوارئ تحت شعار "يوم المنقذ". وألقى كلمة رفض فيها الحوار مع المعارضة التي تواصل الاحتجاج ضد نتائج الانتخابات الماضية. وجاء في كلمته انه يريد ان يتحاور مع المحتجين إلا انه لا يجد مع من سيتحاور لأنه لا توجد قيادة للمحتجين، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي لقاء مع الصحفيين المعتمدين قال بوتين "لست ضد الحوار، ولكنني ضد كل أشكال التطرف". وأضاف "لا يوجد هناك من أتكلم معه، وهم ليس لديهم برنامج".
ورداً على المطالبة باستقالته من رئاسة الوزراء وعدم ترشيح نفسه للرئاسة وعد بوتين بضمان إجراء انتخابات رئاسية نزيهة. والمرشحون الاخرون للرئاسة هم غينادي زيوغانوف (زعيم الحزب الشيوعي)، فلاديمير جيرينوفسكي (زعيم التيار القومي) وسيرغيي ميرونوف (زعيم حزب "روسيا العادلة").
وفي لفتة تقارب مع الكنيسة الروسية ذهب بوتين للمشاركة في احتفال عيد الميلاد في احدى كنائس بتروغراد، وكشف أمام الصحفيين "سرا عائليا"، وهو ان والدته سبق لها ان عمّدته في هذه الكنيسة بالذات، حينما كان رضيعا عمره فقط شهرا ونصف الشهر، وذلك خفية عن والده الذي كان عضوا ملتزما في الحزب الشيوعي.
كما حضر الرئيس ميدفيدييف مع زوجته القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك كيريل في كنيسة "يسوع المخلص" في موسكو.
ـــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل