ارشيف من :آراء وتحليلات

"استذآب" ثعالب الديبلوماسية وانفعال "الفريق الأول"!

"استذآب" ثعالب الديبلوماسية وانفعال "الفريق الأول"!
سعد حمية
بدا واضحاً انفعال رئيس بعثة المراقبين العربية إلى سوريا الفريق أول مصطفى الدابي خلال المناقشات المشحونة في الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة ... انفعال قد يكون فاجأ الكثيرين من المجتمعين، وربما دفعهم إلى انفعال مضاد واتخاذ مواقف أكثر عدائية من النظام السوري الذي لم يسقط بعد عشرة أشهر من المحاولات الدؤووبة لإسقاطه عبر تزييف وخلق واقع مفبرك تُبنى على أساسه مواقف وتتخذ إجراءات أممية ودولية واقليمية سياسية واقتصادية!.

تقرير رئيس بعثة المراقبين، بالتأكيد، لم يرضِ وزراء خارجية "الممالك والامارات والمشيخات" الخليجية وهم أنفسهم من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل تشكيل هذه البعثة لمراقبة الأوضاع في سوريا و"وقف قتل المدنيين وحمايتهم". هؤلاء هم انفسهم من "نفخوا" في جماعة "التنسيقيات" و"المجلس الوطني" الروح كي يلاقوا مزاعم أنقرة وباريس وواشنطن التي تقول إن "شبيحة" وجنود النظام يقومون بعمليات القتل وقصف الأحياء وتفخيخ الادارات والمنشآت الرسمية وتدمير البنى التحتية ويمارسون سياسة العقاب الجماعي!

الفريق الأول السوداني بانفعاله أمام "ثعالب" الديبلوماسية قد "كفر" وهو يستحق التصفية لأنه تجرأ وقال " أوقفوا تحريض الجزيرة والعربية، فتهدأ الأوضاع في سوريا". لم تكن هذه "زلة لسان" أو تسرعاً ،إنما كانت نتيجة معايشة واقع ميداني أخرج الرجل عن "طوره" ودفعه إلى التخلي عن كل اللياقات الديبلوماسية بعدما "استذأب" ثعالب "المشيخات" في إظهار "غيرتهم على"الشعب السوري" وذرف "دموع التماسيح" على الضحايا المغدور بها بـ "رنين دنانيرهم وريالاتهم"، "وشيكاتهم المفتوحة بما يفوق "الستة أصفار" علّهم يتمكنون من استبدال نظام الأسد "بمشيخة" شامية دستورها الاساس حماية "الديمقراطية" و"التعددية"و"والتوزيع العادل للثروة" و"تأمين الرفاهية للشعب" على غرار المشيخات الديمقراطية في "ممالك وإمارات الخليج" التي تعج بأضخم وأقوى الأساطيل الحربية المُسخرةِ لمهام "التبشير" بـ"ربيع عربي" وفق أحدث وصفات "مراكز الاستخبارات والأبحاث الدولية".

"استذآب" ثعالب الديبلوماسية وانفعال "الفريق الأول"!

خلاصات رئيس بعثة المراقبة الدولية "غير دقيقة ولا تعبر عن الواقع" فلا "العنف انحسر" ولا "الدبابات انسحبت من الشوارع" ولا أطلق سراح معتقلين من السجون وبأعداد كبيرة، ولا تشكو أرقام "المعارضات" من أعداد مبالغ فيها أو تشويه للحقائق يفبركها "شاهد ما شافش حاجة" ! من حق رئيس ديبلوماسية مملكة النفط ان "يثور" و"ينفجر" غضباً ليؤكد أنه "يريد تحويل الملف إلى مجلس الامن" ! لم يثر هذا الوزير ولم تنفجر غيرته خلال عدوان تموز عام 2006 عندما مزقت الطائرات الحربية الاسرائيلية اجساد الاطفال اللبنانيين وحولتها إلى أشلاء متناثرة أمام مذبح صنم "إدارة الظهر" الذي يسجد له ملوك وأمراء صبحاً مساءً إكراماً لعيون"إسرائيل" وحاضنتها الاميركية! الشهامة العربية لم يضق صدرها عندما قصفت الطائرات الاسرائيلية ذاتها غزة عام 2008 ودكت منازلها المنهكة من الحصار واغتالت أطفالها المرضى وطحنت عظامهم بدم بارد. سكوت وزراء الخارجية في حينه لم يكن " شهادة زور" وإدارة الظهر لمعاناة فلسطين جراء "الاحتلال" الاسرائيلي لم تكن كذلك ، لكن "احتلال الجيش السوري لحمص" أمر لا يمكن السكوت عليه ويقتضي استدعاء المعتصم بالله للدفاع عن شرف وأعراض السوريين!

انفعال الدابي لن يجدي نفعاً... ولينفجر غضباً كما ملايين السوريين الرافضين للعبث باستقرار وأمن سوريا ودورها التاريخي ... ثمة جهود جبارة تبذلها أجهزة استخبارات دولية "عريقة" في التخطيط لـ"الانقلابات" و"صنع الثورات" المبشرة بتوافر"البسكويت" في وجبات الفطور الصباحية للسوريين وغيرهم من الشعوب العربية! هي الصورة التي تحاول "الجزيرة" و"العربية" تكريسها إعلامياً مع كل ذلك "الدجل" و"النفاق" الدولي والاقليمي، ولكن للحقيقة صورة أخرى، فـ"لافتات الكرتون في تظاهرات الجمعة المخططة إعداداً ونصاً وإخراجاً في استديوهات "القنوات الفضائية أو القنوات الاستخبارية ـ لا فرق" لن تصنع ثورة إذا كان الواقع قائماً على الفبركة وهذا ما حاول أن يقوله الفريق اول مصطفى الدابي!





2012-01-24