ارشيف من :آراء وتحليلات
وزير الخارجية القطري: صفر نتائج في مجلس الأمن والجمعية العمومية!
عقيل الشيخ حسين
من حسن حظ الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، إضافة إلى الكيان الصهيوني، أن المعارضة الروسية والصينية لم تسمح منذ البداية باتخاذ قرار في مجلس الأمن يجيز تدخلاً عسكرياً دولياً في سوريا.
فعدم اتخاذ مثل هذا القرار سمح للمعسكر المذكور بعدم المجازفة والتعرض لتورط جديد من شأن تداعياته السلبية عليه أن تكون أشد من تداعيات هزائمه في العراق وأفغانستان ولبنان وغزة.
كما سمح له أن يكل أمر مهمة التدخل إلى أصدقاء يمكنه أن يحصد كامل ما قد يحققونه من نجاحات سياسية، إضافة إلى أرباحه من بيع الأسلحة، ومما يزودهم به من خدمات بحثية ومعلومات استخباراتية وما إلى ذلك.
وإضافة أيضاً إلى ما قد يجنيه من أرباح يوفرها اتساع دائرة حرب لن تقتصر بحال على الداخل السوري لأن رحاها ستطال تركيا والكيان الإسرائيلي وبلدان الخليج، حيث مصافي النفط وآباره وناقلاته ومدنها الزاهرة بالأعمال وفنون البناء والعمران، وكل هذا يجعل منها قنابل ضخمة قابلة للإنفجار الذاتي مع أول صاروخ يصطدم بها.
فقد بات من المعلوم كيف أن ما يسمى بإعادة الإعمار في لبنان والعراق وليبيا ـ كان بعيداً عن الأسباب المعلنة للحروب التي اجتاحت هذه البلدان ـ هو سبب رئيسي من الأسباب التي جعلت أمراء الحرب وشركات الإعمار هنا وهناك يعملون كل ما في وسعهم من أجل إطلاق العنان لنزعة التدمير، ويدفعون المليارات لتشجيع هذه النزعة عند الأطراف المتصارعة لا لشيء إلى لأن ذلك يفتح أمام ما يسمى بـ "الجهات المانحة" أبواباً دسمة لاستملاك المناطق المدمرة أو لإعادة إعمارها وتحقيق أرباح خيالية لقاء ذلك.
والظاهر، بين مخاوف أخرى، أن خوف تركيا من هذه التداعيات يدفعها الآن إلى التخفيف من غلوائها في الكيد لسوريا. أما الدعاة العرب إلى التدخل العسكري في سوريا وفي طليعتهم قطر وبلدان مجلس التعاون، فإنهم يعلمون، فيما لو كانت لديهم جيوش فعلاً، أن تدخلهم في سوريا ليس بمستوى البساطة التي أرسلوا جيوشهم فيها إلى البحرين. فدون ذلك عوائق جغرافية هامة، وفي حال اجتياز هذه العوائق، سيكون عليهم أن يهيئوا سلفاً مقابر تتسع لدفن كل جندي آو مرتزق يرسلونه إلى سوريا على ظهر دبابة ليغادرها محمولاً في أحسن الحالات على محفة ثم على خشبة حدباء.
من هنا، اتجهوا نحو نفخ الروح في الجسد الميت الذي تمثله الجامعة العربية التي أبرقت وأرعدت وأرسلت بموافقة ومساعدة من قبل الحكومة السورية بعثة المراقبين التي ما فتأت أن بدأت بالتفكك منذ اللحظة التي لم يأت تقريرها نسخة طبق الأصل عن التقارير التي تتم فبركتها في استيوديوهات الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 وغيرها من قنوات البروباغندا الرخيصة.
وبعد انسحاب الأعضاء السعوديين والخليجيين الآخرين من بعثة المراقبين، لأنها سجلت أن ما يجري في سوريا ليس عبارة عن نظام يقتل شعبه، بل حرب تشنها عصابات مسلحة على الشعب والجيش وقوى الأمن والبنى التحتية والمرافق الحيوية في سوريا، ها هو وزير خارجية قطر يسوق الأمين العام للجامعة العربية ليشرح لبان كي مون أموراً سبق له أن سوقها بتكليف من الجهات الغربية التي بوأته المنصب الذي يتربع فيه.
يريد وزير الخارجية القطري وهو المعروف بعلو كعبه الناشيء عن الطموح ـ بقدرة المال ـ إلى إقامة الإمبراطورية القطرية على مستوى العالم العربي أولأ، والتوسع من ثم أولاً فأولاً نحو إقامة الامبراطورية القطرية العالمية... يريد إعتلاء منصة مجلس الأمن والتصرف كما ولو أنه يفتتح وسط التصفيق والتهليل فندقاً أو يختاً أو مباراة في كرة القدم أو برجاً أين منه أبراج بابل أو إرم ذات العماد.
وبحكم الألمعية وما اعتاد عليه من التبجيل في اجتماعاته مع الأعراب الذين يقصدون بابه طلباً لما تجود به يده، يتصور الشيخ القطري، وهو في سكرة ازدهائه، أن روسيا والصين ستكرمانه بكل احترام بما عجزت عن إقناعهما به كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وبحكم الفقاهة وغلو الكعب في العلم السياسي، وفي ظل عجزه عن التقريب بين المواقف داخل مجلس الأمن، يظن القطري المذكور أن مسعاه من أجل التدخل العسكري الغربي في سوريا سيتكلل بالنجاح، لا عن طريق مجلس الأمن، بل عن طريق الجمعية العمومية للأمم المتحدة. بدليل حدوث مثل ذلك في الحرب الكورية فبل ستين عاماً.
كما ولو أن ذلك التدخل الذي حدث في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تعيش أقصى درجات انتشائها بالنصر في الحرب العالمية الثانية، يظل ممكناً اليوم في وقت لا تنفع فيه التخريجات القانونية أو الأكاذيب إلا بقدر ما تكون الظروف الموضوعية مؤاتية لاعتماد خيار من هذا النوع.
لذا فإن الشيخ القطري والأمين العام للجامعة العربية سيعودان من نيورك بخفي حنين، خف لكل منهما، أللهم إلا إذا تبرع الأول للثاني بخفه عملاً بأصول الضيافة اليُعربية.
وسيكون عليه أن يواصل إدارته لما يسمى بـ "الثورة السورية" من خلال إغداق الأموال على صنوف المعارضين السياسيين المتسكعين على أبواب العواصم في أميركا وأوروبا وتركيا وبلدان الخليج وغيرها، والمتنافسين للظهور بكل قيافتهم على شاشات التلفزة، وعلى الحاقدين والمغرر بهم داخل سوريا ممن يمارسون الظلم بحق شعبهم طيلة الفترة اللازمة لاجتثاثهم وتطهير الأرض السورية من آثامهم.
من حسن حظ الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، إضافة إلى الكيان الصهيوني، أن المعارضة الروسية والصينية لم تسمح منذ البداية باتخاذ قرار في مجلس الأمن يجيز تدخلاً عسكرياً دولياً في سوريا.
فعدم اتخاذ مثل هذا القرار سمح للمعسكر المذكور بعدم المجازفة والتعرض لتورط جديد من شأن تداعياته السلبية عليه أن تكون أشد من تداعيات هزائمه في العراق وأفغانستان ولبنان وغزة.
كما سمح له أن يكل أمر مهمة التدخل إلى أصدقاء يمكنه أن يحصد كامل ما قد يحققونه من نجاحات سياسية، إضافة إلى أرباحه من بيع الأسلحة، ومما يزودهم به من خدمات بحثية ومعلومات استخباراتية وما إلى ذلك.
وإضافة أيضاً إلى ما قد يجنيه من أرباح يوفرها اتساع دائرة حرب لن تقتصر بحال على الداخل السوري لأن رحاها ستطال تركيا والكيان الإسرائيلي وبلدان الخليج، حيث مصافي النفط وآباره وناقلاته ومدنها الزاهرة بالأعمال وفنون البناء والعمران، وكل هذا يجعل منها قنابل ضخمة قابلة للإنفجار الذاتي مع أول صاروخ يصطدم بها.
فقد بات من المعلوم كيف أن ما يسمى بإعادة الإعمار في لبنان والعراق وليبيا ـ كان بعيداً عن الأسباب المعلنة للحروب التي اجتاحت هذه البلدان ـ هو سبب رئيسي من الأسباب التي جعلت أمراء الحرب وشركات الإعمار هنا وهناك يعملون كل ما في وسعهم من أجل إطلاق العنان لنزعة التدمير، ويدفعون المليارات لتشجيع هذه النزعة عند الأطراف المتصارعة لا لشيء إلى لأن ذلك يفتح أمام ما يسمى بـ "الجهات المانحة" أبواباً دسمة لاستملاك المناطق المدمرة أو لإعادة إعمارها وتحقيق أرباح خيالية لقاء ذلك.
والظاهر، بين مخاوف أخرى، أن خوف تركيا من هذه التداعيات يدفعها الآن إلى التخفيف من غلوائها في الكيد لسوريا. أما الدعاة العرب إلى التدخل العسكري في سوريا وفي طليعتهم قطر وبلدان مجلس التعاون، فإنهم يعلمون، فيما لو كانت لديهم جيوش فعلاً، أن تدخلهم في سوريا ليس بمستوى البساطة التي أرسلوا جيوشهم فيها إلى البحرين. فدون ذلك عوائق جغرافية هامة، وفي حال اجتياز هذه العوائق، سيكون عليهم أن يهيئوا سلفاً مقابر تتسع لدفن كل جندي آو مرتزق يرسلونه إلى سوريا على ظهر دبابة ليغادرها محمولاً في أحسن الحالات على محفة ثم على خشبة حدباء.
من هنا، اتجهوا نحو نفخ الروح في الجسد الميت الذي تمثله الجامعة العربية التي أبرقت وأرعدت وأرسلت بموافقة ومساعدة من قبل الحكومة السورية بعثة المراقبين التي ما فتأت أن بدأت بالتفكك منذ اللحظة التي لم يأت تقريرها نسخة طبق الأصل عن التقارير التي تتم فبركتها في استيوديوهات الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 وغيرها من قنوات البروباغندا الرخيصة.
وبعد انسحاب الأعضاء السعوديين والخليجيين الآخرين من بعثة المراقبين، لأنها سجلت أن ما يجري في سوريا ليس عبارة عن نظام يقتل شعبه، بل حرب تشنها عصابات مسلحة على الشعب والجيش وقوى الأمن والبنى التحتية والمرافق الحيوية في سوريا، ها هو وزير خارجية قطر يسوق الأمين العام للجامعة العربية ليشرح لبان كي مون أموراً سبق له أن سوقها بتكليف من الجهات الغربية التي بوأته المنصب الذي يتربع فيه.
يريد وزير الخارجية القطري وهو المعروف بعلو كعبه الناشيء عن الطموح ـ بقدرة المال ـ إلى إقامة الإمبراطورية القطرية على مستوى العالم العربي أولأ، والتوسع من ثم أولاً فأولاً نحو إقامة الامبراطورية القطرية العالمية... يريد إعتلاء منصة مجلس الأمن والتصرف كما ولو أنه يفتتح وسط التصفيق والتهليل فندقاً أو يختاً أو مباراة في كرة القدم أو برجاً أين منه أبراج بابل أو إرم ذات العماد.
وبحكم الألمعية وما اعتاد عليه من التبجيل في اجتماعاته مع الأعراب الذين يقصدون بابه طلباً لما تجود به يده، يتصور الشيخ القطري، وهو في سكرة ازدهائه، أن روسيا والصين ستكرمانه بكل احترام بما عجزت عن إقناعهما به كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وبحكم الفقاهة وغلو الكعب في العلم السياسي، وفي ظل عجزه عن التقريب بين المواقف داخل مجلس الأمن، يظن القطري المذكور أن مسعاه من أجل التدخل العسكري الغربي في سوريا سيتكلل بالنجاح، لا عن طريق مجلس الأمن، بل عن طريق الجمعية العمومية للأمم المتحدة. بدليل حدوث مثل ذلك في الحرب الكورية فبل ستين عاماً.
كما ولو أن ذلك التدخل الذي حدث في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تعيش أقصى درجات انتشائها بالنصر في الحرب العالمية الثانية، يظل ممكناً اليوم في وقت لا تنفع فيه التخريجات القانونية أو الأكاذيب إلا بقدر ما تكون الظروف الموضوعية مؤاتية لاعتماد خيار من هذا النوع.
لذا فإن الشيخ القطري والأمين العام للجامعة العربية سيعودان من نيورك بخفي حنين، خف لكل منهما، أللهم إلا إذا تبرع الأول للثاني بخفه عملاً بأصول الضيافة اليُعربية.
وسيكون عليه أن يواصل إدارته لما يسمى بـ "الثورة السورية" من خلال إغداق الأموال على صنوف المعارضين السياسيين المتسكعين على أبواب العواصم في أميركا وأوروبا وتركيا وبلدان الخليج وغيرها، والمتنافسين للظهور بكل قيافتهم على شاشات التلفزة، وعلى الحاقدين والمغرر بهم داخل سوريا ممن يمارسون الظلم بحق شعبهم طيلة الفترة اللازمة لاجتثاثهم وتطهير الأرض السورية من آثامهم.