ارشيف من :آراء وتحليلات
الأزمة الاقتصادية تتفاقم في أميركا
صوفيا ـ جورج حداد*
عمد عدد من المتظاهرين الغاضبين الى التعرّي إحتجاجا امام نادي النخبة السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الاميركية. وفي مدينة اوكلاند، ولاية كاليفورنيا، تم اعتقال 300 ناشط، في مظاهرة احتجاج نظمتها حركة "احتلوا اوكلاند" كما تقول وكالة اسوشيتد برس بالاستناد الى اعلان الشرطة. وتضيف الوكالة ان الشرطة لجأت الى استخدام الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية ضد المتظاهرين. وقد شارك في المظاهرة حوالى ألفي شخص. في البداية بلغ عدد المتظاهرين حوالى 250 شخصاً، ولكن العدد أخذ يتزايد بالتدريج وبلغ 10 اضعاف تقريبا. وقد حاول المتظاهرون الغاضبون أن يدخلوا الى مركز مؤتمرات شاغر فمنعتهم الشرطة فاقتحموا بناية البلدية وحاولوا ان يحتلوا نادي جمعية الشبيبة المسيحية YMCA. واعتقل العديد من المتظاهرين وهم يقذفون الشرطة بالحجارة، الزجاجات الفارغة وغيرها، ويقوضون الحواجز المعدنية. وتم القسم الأكبر من الاعتقالات مساءً، حينما كان المتظاهرون يسيرون في وسط مدينة أوكلاند، وحاولوا التغلغل في نادي YMCA. اما المشاركون في الاحتجاج الذين اقتحموا بناية البلدية، فقد أحرقوا بعض الاعلام الاميركية، وعطلوا اللوحة الكهربائية وغيرها من التمديدات الفنية.
وبعد تحذيرات لالتزام الهدوء، عمدت الشرطة الى اتخاذ تدابير قمعية. وقد هدد المحتجون بأنهم سوف يغلقون المرفأ ويحتلون المطار المحلي في المدينة.
وقد جرى اعتقال حوالى 200 ناشط في حركة "احتلوا واشنطن"، وبعضهم كانوا عراة الصدور او عراة تماما، وكانوا يشاركون في المظاهرة امام فندق 5 نجوم في العاصمة الأميركية، حيث كانت تجتمع "زبدة" المدينة، بمن في ذلك الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشال. وكان المتظاهرون يحتجون على تهديد السلطات لهم، بأنه سيتم طردهم من معسكر الخيم الذي نصبوه في ساحة قريبة من البيت الابيض.
وكان المتظاهرون يقفزون ويرقصون امام رجال الشرطة المذهولين، الذين كانوا يحرسون سهرة الاحتفال السنوي لنادي ALFA الخاص بالنخبة، والذي ينحصر الانتساب اليه فقط بقلة من ممثلي النخبة السياسية والاقتصادية. وبالرغم من درجات الحرارة الشتوية المنخفضة، فقد وقفت في الصفوف الاولى بضع نساء شابات عاريات الصدور. وكانت احداهن قد كتبت على بطنها عبارة "حرية التعبير".
لقد بدأت الحركات المعادية للرأسمالية تحت شعار "احتلوا..." منذ ايلول الماضي في نيويورك في حملة تحت شعار "احتلوا وول ستريت". وفي واشنطن يتجمع المحتجون في مخيمين اثنين بالقرب من البيت الابيض في وسط العاصمة. وبدأت السلطات تبدي العصبية امام اصرار المشاركين في حركة "احتلوا..." في واشنطن ـ آخر معقل للمتظاهرين بعد ان تم طردهم بالقوة من بارك زوكوتي في نيويورك. وحسب تصريحات ممثلي حركة "احتلوا..." بلغ عدد المعتقلين حتى الان اكثر من 6000 معتقل في مختلف ارجاء الولايات المتحدة الاميركية.
وجدير بالذكر ان نشطاء الحركة يقدمون تقارير عن نشاطاتها والاحداث المرتبطة بها على الموقع الالكتروني الخاص بالحركة. وجاء في الموقع ان عدد الاعتقالات في صفوف انصار الحركة من ايلول 2011 حتى 28 كانون الثاني 2012 بلغ 6129 شخصا في 110 مدن اميركية. والسبب الرئيسي للاعتقالات هو عدم الخضوع للاوامر البوليسية وانتهاك النظام العام. واكبر عدد من الاعتقالات كان في مدينة اوكلاند.
ومن جهة ثانية اعلنت وزارة الحرب الاميركية ميزانيتها للسنة المالية 2013، التي سيتم الاقتطاع منها بسبب ما اعلن عن تخفيضات في الميزانية العسكرية بمبلغ 487 مليار دولار للسنوات العشر القادمة، وهو ما يتضمن تخفيض حوالى 100 الف جندي.
وسيتم تخفيض ميزانية البنتاغون في السنة المالية الجديدة (تشرين الاول 2012 ـ ايلول 2013) بنسبة 9% بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، وهذا يحدث لأول مرة منذ احداث 11 ايلول 2001. ومجموع الميزانية يزيد على 613،4 مليار دولار، منها 88،4 مليارا على الحرب في افغانستان، كما اعلن وزير الحرب ليون بانيتا. وستتم تخفيضات بمبلغ 487 مليار دولار في مدة عشر سنوات، كجزء من الجهود لتخفيض العجز الهائل في الميزانية الاميركية والذي بلغ 1،3 تريليون دولار سنة 2011. ومن المخطط له ان يقتصد البنتاغون 259 مليار دولار حتى سنة 2017.
واعلن بانيتا ان عديد القوات البرية سيخفض من 570 الفا في سنة 2010 الى 490 الفا في سنة 2017. وسيتم تخفيض عديد مشاة البحرية من 202000 الى 182000 في الفترة ذاتها. ومقابل ذلك فإن البنتاغون سوف يعتمد على القطعات الخاصة والتكنولوجيا المتطورة. وسينهي البنتاغون التخفيضات المخطط لها، خصوصا بعد سحب القوات الاميركية من افغانستان في نهاية 2014. ويبلغ عدد القوات الاميركية الان هناك 90000 عسكري. وسيتم سحب لواءين من اوروبا بتعداد 7000 مقاتل. ولن يتم تخفيض القوات الاميركية في المنطقة الآسيوية ـ المحيط الهندي، والشرق الاوسط. وهذه المناطق تعطى الاولوية في الاستراتيجية الاميركية الجديدة.
ـــــ
*كاتب لبناني مستقل
عمد عدد من المتظاهرين الغاضبين الى التعرّي إحتجاجا امام نادي النخبة السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الاميركية. وفي مدينة اوكلاند، ولاية كاليفورنيا، تم اعتقال 300 ناشط، في مظاهرة احتجاج نظمتها حركة "احتلوا اوكلاند" كما تقول وكالة اسوشيتد برس بالاستناد الى اعلان الشرطة. وتضيف الوكالة ان الشرطة لجأت الى استخدام الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية ضد المتظاهرين. وقد شارك في المظاهرة حوالى ألفي شخص. في البداية بلغ عدد المتظاهرين حوالى 250 شخصاً، ولكن العدد أخذ يتزايد بالتدريج وبلغ 10 اضعاف تقريبا. وقد حاول المتظاهرون الغاضبون أن يدخلوا الى مركز مؤتمرات شاغر فمنعتهم الشرطة فاقتحموا بناية البلدية وحاولوا ان يحتلوا نادي جمعية الشبيبة المسيحية YMCA. واعتقل العديد من المتظاهرين وهم يقذفون الشرطة بالحجارة، الزجاجات الفارغة وغيرها، ويقوضون الحواجز المعدنية. وتم القسم الأكبر من الاعتقالات مساءً، حينما كان المتظاهرون يسيرون في وسط مدينة أوكلاند، وحاولوا التغلغل في نادي YMCA. اما المشاركون في الاحتجاج الذين اقتحموا بناية البلدية، فقد أحرقوا بعض الاعلام الاميركية، وعطلوا اللوحة الكهربائية وغيرها من التمديدات الفنية.
وبعد تحذيرات لالتزام الهدوء، عمدت الشرطة الى اتخاذ تدابير قمعية. وقد هدد المحتجون بأنهم سوف يغلقون المرفأ ويحتلون المطار المحلي في المدينة.
وقد جرى اعتقال حوالى 200 ناشط في حركة "احتلوا واشنطن"، وبعضهم كانوا عراة الصدور او عراة تماما، وكانوا يشاركون في المظاهرة امام فندق 5 نجوم في العاصمة الأميركية، حيث كانت تجتمع "زبدة" المدينة، بمن في ذلك الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشال. وكان المتظاهرون يحتجون على تهديد السلطات لهم، بأنه سيتم طردهم من معسكر الخيم الذي نصبوه في ساحة قريبة من البيت الابيض.
وكان المتظاهرون يقفزون ويرقصون امام رجال الشرطة المذهولين، الذين كانوا يحرسون سهرة الاحتفال السنوي لنادي ALFA الخاص بالنخبة، والذي ينحصر الانتساب اليه فقط بقلة من ممثلي النخبة السياسية والاقتصادية. وبالرغم من درجات الحرارة الشتوية المنخفضة، فقد وقفت في الصفوف الاولى بضع نساء شابات عاريات الصدور. وكانت احداهن قد كتبت على بطنها عبارة "حرية التعبير".
لقد بدأت الحركات المعادية للرأسمالية تحت شعار "احتلوا..." منذ ايلول الماضي في نيويورك في حملة تحت شعار "احتلوا وول ستريت". وفي واشنطن يتجمع المحتجون في مخيمين اثنين بالقرب من البيت الابيض في وسط العاصمة. وبدأت السلطات تبدي العصبية امام اصرار المشاركين في حركة "احتلوا..." في واشنطن ـ آخر معقل للمتظاهرين بعد ان تم طردهم بالقوة من بارك زوكوتي في نيويورك. وحسب تصريحات ممثلي حركة "احتلوا..." بلغ عدد المعتقلين حتى الان اكثر من 6000 معتقل في مختلف ارجاء الولايات المتحدة الاميركية.
وجدير بالذكر ان نشطاء الحركة يقدمون تقارير عن نشاطاتها والاحداث المرتبطة بها على الموقع الالكتروني الخاص بالحركة. وجاء في الموقع ان عدد الاعتقالات في صفوف انصار الحركة من ايلول 2011 حتى 28 كانون الثاني 2012 بلغ 6129 شخصا في 110 مدن اميركية. والسبب الرئيسي للاعتقالات هو عدم الخضوع للاوامر البوليسية وانتهاك النظام العام. واكبر عدد من الاعتقالات كان في مدينة اوكلاند.
ومن جهة ثانية اعلنت وزارة الحرب الاميركية ميزانيتها للسنة المالية 2013، التي سيتم الاقتطاع منها بسبب ما اعلن عن تخفيضات في الميزانية العسكرية بمبلغ 487 مليار دولار للسنوات العشر القادمة، وهو ما يتضمن تخفيض حوالى 100 الف جندي.
وسيتم تخفيض ميزانية البنتاغون في السنة المالية الجديدة (تشرين الاول 2012 ـ ايلول 2013) بنسبة 9% بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، وهذا يحدث لأول مرة منذ احداث 11 ايلول 2001. ومجموع الميزانية يزيد على 613،4 مليار دولار، منها 88،4 مليارا على الحرب في افغانستان، كما اعلن وزير الحرب ليون بانيتا. وستتم تخفيضات بمبلغ 487 مليار دولار في مدة عشر سنوات، كجزء من الجهود لتخفيض العجز الهائل في الميزانية الاميركية والذي بلغ 1،3 تريليون دولار سنة 2011. ومن المخطط له ان يقتصد البنتاغون 259 مليار دولار حتى سنة 2017.
واعلن بانيتا ان عديد القوات البرية سيخفض من 570 الفا في سنة 2010 الى 490 الفا في سنة 2017. وسيتم تخفيض عديد مشاة البحرية من 202000 الى 182000 في الفترة ذاتها. ومقابل ذلك فإن البنتاغون سوف يعتمد على القطعات الخاصة والتكنولوجيا المتطورة. وسينهي البنتاغون التخفيضات المخطط لها، خصوصا بعد سحب القوات الاميركية من افغانستان في نهاية 2014. ويبلغ عدد القوات الاميركية الان هناك 90000 عسكري. وسيتم سحب لواءين من اوروبا بتعداد 7000 مقاتل. ولن يتم تخفيض القوات الاميركية في المنطقة الآسيوية ـ المحيط الهندي، والشرق الاوسط. وهذه المناطق تعطى الاولوية في الاستراتيجية الاميركية الجديدة.
ـــــ
*كاتب لبناني مستقل