ارشيف من :آراء وتحليلات

تجارة الأعضاء البشرية في كوسوفو

تجارة الأعضاء البشرية في كوسوفو
صوفيا ـ جورج حداد

يتولى مجلس الامن الدولي دراسة التقرير الذي أرسلته "يولكس" (بعثة الاتحاد الاوروبي في كوسوفو) حول تجارة الاعضاء البشرية الجارية في كوسوفو. وقد تقدمت هيئة الادعاء العام في بعثة الاتحاد الاوروبي بدعوى قضائية ضد سبعة اشخاص، بتهمة ممارسة هذه التجارة. وقد تقدم المدعون العامون الاوروبيون في هذه الدعوى التي لا سابق لها، بطلب المساعدة من روسيا، اوكرانيا، "اسرائيل" وتركيا، من أجل التأكد من هوية الضحايا المضللين.

وأعلن المدعي العام الاوروبي في كوسوفو جوناثان راتيل أنه "لدينا عدد من الطلبات من أجل المساعدة الحقوقية بما في ذلك من الفيدرالية الروسية، "اسرائيل"، اوكرانيا وتركيا. وهدف هذه الطلبات هو التحديد السريع لهوية وعناوين الضحايا ـ الواهبين". والمشبوهون السبعة هم متهمون بتهريب الاعضاء البشرية في الدعوى المسماة " ميديكوس"، وهو اسم عيادة خاصة في بريشتينا عاصمة كوسوفو، حيث كانت تجري العمليات غير المشروعة لزرع الاعضاء البشرية "الموهوبة".

تجارة الأعضاء البشرية في كوسوفو

ويتولى النظر في هذه القضية في بريشتينا قضاة منتدبون من قبل الاتحاد الاوروبي. والمتهمون الرئيسيون فيها هم موظف سابق رفيع المستوى في وزارة الصحة يدعى إيلير رجائي، وطبيب مسالك بولية مشهور في كوسوفو يدعى لطفي درويشي. ومن بين المشتبه بهم الاخرين يبرز اسم الطبيب التركي يوسف صهيونميز، المتهم باجراء العمليات غير المشروعة لاستئصال الاعضاء البشرية، والمواطن الاسرائيلي موشيه هاريل، المتهم بجمع وسوق الضحايا الى كوسوفو. والضحايا كان يتم جمعهم من البلدان الفقيرة في اوروبا الشرقية، كما ومن البلدان الاسلامية في اسيا الوسطى. وقد وعد الضحايا المخدوعون بمنحهم مبلغ 15000 يورو (حوالى 19450 دولارا اميركيا) مقابل العضو الموهوب، في حين ان المستفيدين الذين كان يتم زرع الاعضاء لهم كانوا يدفعون بحدود 100000 يورو. وجاء في القرار الاتهامي ان حوالى العشرين شخصا من الضحايا، الذين تم تأكيد هويتهم حتى الان، لم يحصلوا على المبالغ التي وعدوا بها. وبعد اجراء العمليات كان الضحايا يتركون تحت رحمة القدر.

وكانت قد جرت عملية مداهمة بوليسية لعيادة "ميديكوس" سنة 2008. وسبب المداهمة هو ان مواطناً تركياً يدعى يولمان الطون (28 سنة) كان قد انهار صحيا في مطار بريشتينا وهو ينتظر الطائرة الى اسطنبول، بعد ان كان وهب كليته لمواطن اسرائيلي. وبعد هذا الحادث في كوسوفو، اختفى الطون تماما، ولا يزال البحث جارياً عنه حتى الان.

تجارة الأعضاء البشرية في كوسوفو

ويعمل المدعي العام راتيل ايضا مع الولايات المتحدة الاميركية، كندا، المانيا، وبريطانيا، بحثا عن ضحايا اخرين.

وفي مقابلة بواسطة الفيديو ـ انترنت مع المواطن الاميركي جوزف كورالاشفيلي شهد انه ووالده المتوفّى منذ ثلاثة اشهر رافاييل، الذي كان يحمل الجنسية الاسرائيلية، سافرا الى كوسوفو من أجل زرع كلية في تشرين الاول 2008. واعلن كورالاشفيلي انه لا يعلم من اين حصلت عيادة "ميديكوس" على الكلية "الموهوبة".

وكانت عيادة "ميديكوس" قد ذكرت في تقرير ديك مارتي، مقرر لجنة المجلس الاوروبي للقضايا القانونية وحقوق الانسان، أن رئيس الوزراء هاشم تاجي ومعاونيه في قيادة "جيش تحرير كوسوفو" هم متهمون بالمتاجرة بالاعضاء البشرية اثناء الحرب ضد صربيا. وحسب تقدير المدعي العام الرئيسي في المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب، كارلا دل بونتي، فإن بعثة "يوليكس" هي غير مؤهلة للقيام بتحقيق كامل حول تجارة الاعضاء البشرية في كوسوفو.

2012-02-10