ارشيف من :آراء وتحليلات
المحور الأورو ـ آسيوي المعادي لأميركا يُعلِّي عتبته الدفاعية
صوفيا ـ جورج حداد*
لم يكد يمضي شهر واحد على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاستراتيجية الاميركية الجديدة، التي تنص على التخفيض المزعوم للميزانية الحربية وعلى التواجد العسكري الأميركي في أوروبا وغيرها من المناطق حتى تم الإعلان عن زيادة الحضور العسكري الأميركي في آسيا والمحيط الهادئ، الامر الذي يعني ببساطة توجيه فوهة المدفع الاميركي ضد البلدان "المعادية" امثال روسيا والصين وايران وتهديد الأمن القومي لهذه البلدان.
وطبعا لم يكن من المتوقع ان تقف هذه البلدان مكتوفة الأيدي امام هذه الاستراتيجية العدوانية المكشوفة لأميركا.
وفي الاسبوع الماضي نشرت وكالة "دني.رو" الروسية تصريحا لرئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف جاء فيه ان روسيا سترد فوراً في حال ظهرت في البحار الشمالية وفي البحر الأسود السفن الحربية الأميركية من طراز "Aegis" المزودة بالانظمة المضادة للصواريخ.
كما نقلت عنه وكالة "انترفاكس": "اذا ظهرت مثل هذه السفن في بحر بارينت أو البحر الاسود فنحن لدينا خططنا وتوجيهاتنا الموضوعة في إطار برنامج الدولة للتسلح". وحسب كلمات الجنرال ماكاروف فقد تم بلوغ الحدود التي تبدأ روسيا من بعدها اتخاذ التدابير الحازمة بمواجهة بناء الانظمة المضادة للصواريخ في أوروبا. وجاء في وكالة RBK الروسية ان التحرك الروسي يرتبط بواقع ان مخطط نشر الدرع الصاروخية الاميركية في أوروبا يقترب من مرحلته النهائية. وفي الوقت الراهن فإن المدى التدميري لأنظمة الدرع الصاروخية التي تمت موضعتها في بولونيا ورومانيا لا تصل الاراضي الروسية. ولكن في سنة 2018 يتوقع ان يتم تحديث انظمة الدرع الصاروخية تلك، بحيث تستطيع ان تطال الاراضي الروسية.
وقال ماكاروف ان روسيا لا تنظر الى دولة معينة في العالم بأنها عدو محتمل. وتحدث عما سيكون عليه الجيش الروسي في السنوات القادمة. وقال انه في السنة القادمة ستبني روسيا مدينتين صغيرتين حربيتين في جزر الكوريل (المتنازع عليها مع اليابان) وذلك تحديدا على جزيرتي كوناشير وايتوروب. واعلن انه بدلا من الدبابات التي تعلق في الثلوج، تم ارسال تقنيات مصفحة خفيفة جديدة، وانظمة دفاعية مضادة للطيران من طراز "تور" و"بوك" ذات مدى قريب ومتوسط. وبالاضافة الى ذلك سوف يعاد تشغيل وتجديد المطار الحربي في جزيرة ايتوروب. واكد الجنرال ان وزارة الدفاع الروسية لن تشتري آليات مصفحة روسية في السنوات الخمس القادمة، ذلك ان لها متطلبات اضافية حيال نوعية تلك الاليات. واضاف انه في نهاية سنة 2012 سوف تجري تجارب على الطائرة الروسية الاولى بدون طيار، وتخطط الوزارة انه حتى سنة 2020 ستشتري 8 غواصات جديدة متعددة الاهداف، و8 غواصات نووية استراتيجية.
ومن جهة ثانية اعلنت الدائرة الاعلامية ـ التحليلية الاميركية IHS انه حتى سنة 2015 فإن النفقات العسكرية للصين سوف تتضاعف وتصل الى مبلغ 238،2 مليار دولار، في مقابل 119،8 مليارا سنة 2011. وفي سنة 2015 ستتجاوز الميزانية الحربية للصين الشعبية الميزانيات الحربية لجميع دول المنطقة الاسيوية للمحيط الهادئ، التي تتوقع IHS ان تبلغ مجتمعة 232،5 مليار دولار. وتقول IHS انه في الفترة 2000 – 2009 فإن الميزانية الحربية الصينية كانت تزداد بنسبة 12% سنويا في المتوسط. وكانت النفقات العسكرية الرئيسية تذهب لتحديث التكنولوجيا الحربية، الذي كان يترافق مع تخفيض عدد العسكريين.
والمسائل المتعلقة بالميزانية الحربية الصينية وتنامي الوجود العسكري الاميركي في اسيا ستكون في رأس جدول البحث في محادثات نائب الرئيس الصيني سي تزينبين خلال زيارته للولايات المتحدة الاميركية، الاثنين القادم، وهو سيلتقي الرئيس باراك اوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ووزير الدفاع ليون بانيتا. وعشية الزيارة صرح ناطق بلسان وزارة الدفاع الاميركية قائلا: "اننا نحتفظ بوجود عسكري ملحوظ في المنطقة بسبب وجود مصالح متعددة فيها. وانا مقتنع ان هذه المسألة سوف تبحث مع نائب الرئيس الصيني".
ومن جهة ثالثة، وبمناسبة الذكرى السنوية 33 للثورة الاسلامية في ايران اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه في الايام القليلة القادمة سيتم الكشف عن انجازات عظيمة حققتها الجمهورية الاسلامية في الحقل النووي، كما جاء في الـ بي بي سي. ولم يعط الرئيس الايراني اية تفصيلات، الا انه اكد ان ايران لن توقف ابدا وفي اي ظرف كان برنامجها لاشباع اليورانيوم، وان طهران لن تنحني امام الضغط الذي يمارسه الغرب، مهما طالت مدة "استخدامه للغة القوة والاساءات". وفي لفتة استعراض للقوة، دعا الرئيس الايراني للوقوف الى جانبه على المنصة زعيم "حماس" اسماعيل هنية، الذي اعلن "ان حماس لن تعترف ابدا باسرائيل". وهتفت الجماهير المحتشدة "الموت لاميركا" "الموت لاسرائيل".
ــــــ
*كاتب لبناني مستقل
لم يكد يمضي شهر واحد على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاستراتيجية الاميركية الجديدة، التي تنص على التخفيض المزعوم للميزانية الحربية وعلى التواجد العسكري الأميركي في أوروبا وغيرها من المناطق حتى تم الإعلان عن زيادة الحضور العسكري الأميركي في آسيا والمحيط الهادئ، الامر الذي يعني ببساطة توجيه فوهة المدفع الاميركي ضد البلدان "المعادية" امثال روسيا والصين وايران وتهديد الأمن القومي لهذه البلدان.
وطبعا لم يكن من المتوقع ان تقف هذه البلدان مكتوفة الأيدي امام هذه الاستراتيجية العدوانية المكشوفة لأميركا.
وفي الاسبوع الماضي نشرت وكالة "دني.رو" الروسية تصريحا لرئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف جاء فيه ان روسيا سترد فوراً في حال ظهرت في البحار الشمالية وفي البحر الأسود السفن الحربية الأميركية من طراز "Aegis" المزودة بالانظمة المضادة للصواريخ.
كما نقلت عنه وكالة "انترفاكس": "اذا ظهرت مثل هذه السفن في بحر بارينت أو البحر الاسود فنحن لدينا خططنا وتوجيهاتنا الموضوعة في إطار برنامج الدولة للتسلح". وحسب كلمات الجنرال ماكاروف فقد تم بلوغ الحدود التي تبدأ روسيا من بعدها اتخاذ التدابير الحازمة بمواجهة بناء الانظمة المضادة للصواريخ في أوروبا. وجاء في وكالة RBK الروسية ان التحرك الروسي يرتبط بواقع ان مخطط نشر الدرع الصاروخية الاميركية في أوروبا يقترب من مرحلته النهائية. وفي الوقت الراهن فإن المدى التدميري لأنظمة الدرع الصاروخية التي تمت موضعتها في بولونيا ورومانيا لا تصل الاراضي الروسية. ولكن في سنة 2018 يتوقع ان يتم تحديث انظمة الدرع الصاروخية تلك، بحيث تستطيع ان تطال الاراضي الروسية.
وقال ماكاروف ان روسيا لا تنظر الى دولة معينة في العالم بأنها عدو محتمل. وتحدث عما سيكون عليه الجيش الروسي في السنوات القادمة. وقال انه في السنة القادمة ستبني روسيا مدينتين صغيرتين حربيتين في جزر الكوريل (المتنازع عليها مع اليابان) وذلك تحديدا على جزيرتي كوناشير وايتوروب. واعلن انه بدلا من الدبابات التي تعلق في الثلوج، تم ارسال تقنيات مصفحة خفيفة جديدة، وانظمة دفاعية مضادة للطيران من طراز "تور" و"بوك" ذات مدى قريب ومتوسط. وبالاضافة الى ذلك سوف يعاد تشغيل وتجديد المطار الحربي في جزيرة ايتوروب. واكد الجنرال ان وزارة الدفاع الروسية لن تشتري آليات مصفحة روسية في السنوات الخمس القادمة، ذلك ان لها متطلبات اضافية حيال نوعية تلك الاليات. واضاف انه في نهاية سنة 2012 سوف تجري تجارب على الطائرة الروسية الاولى بدون طيار، وتخطط الوزارة انه حتى سنة 2020 ستشتري 8 غواصات جديدة متعددة الاهداف، و8 غواصات نووية استراتيجية.
ومن جهة ثانية اعلنت الدائرة الاعلامية ـ التحليلية الاميركية IHS انه حتى سنة 2015 فإن النفقات العسكرية للصين سوف تتضاعف وتصل الى مبلغ 238،2 مليار دولار، في مقابل 119،8 مليارا سنة 2011. وفي سنة 2015 ستتجاوز الميزانية الحربية للصين الشعبية الميزانيات الحربية لجميع دول المنطقة الاسيوية للمحيط الهادئ، التي تتوقع IHS ان تبلغ مجتمعة 232،5 مليار دولار. وتقول IHS انه في الفترة 2000 – 2009 فإن الميزانية الحربية الصينية كانت تزداد بنسبة 12% سنويا في المتوسط. وكانت النفقات العسكرية الرئيسية تذهب لتحديث التكنولوجيا الحربية، الذي كان يترافق مع تخفيض عدد العسكريين.
والمسائل المتعلقة بالميزانية الحربية الصينية وتنامي الوجود العسكري الاميركي في اسيا ستكون في رأس جدول البحث في محادثات نائب الرئيس الصيني سي تزينبين خلال زيارته للولايات المتحدة الاميركية، الاثنين القادم، وهو سيلتقي الرئيس باراك اوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ووزير الدفاع ليون بانيتا. وعشية الزيارة صرح ناطق بلسان وزارة الدفاع الاميركية قائلا: "اننا نحتفظ بوجود عسكري ملحوظ في المنطقة بسبب وجود مصالح متعددة فيها. وانا مقتنع ان هذه المسألة سوف تبحث مع نائب الرئيس الصيني".
ومن جهة ثالثة، وبمناسبة الذكرى السنوية 33 للثورة الاسلامية في ايران اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه في الايام القليلة القادمة سيتم الكشف عن انجازات عظيمة حققتها الجمهورية الاسلامية في الحقل النووي، كما جاء في الـ بي بي سي. ولم يعط الرئيس الايراني اية تفصيلات، الا انه اكد ان ايران لن توقف ابدا وفي اي ظرف كان برنامجها لاشباع اليورانيوم، وان طهران لن تنحني امام الضغط الذي يمارسه الغرب، مهما طالت مدة "استخدامه للغة القوة والاساءات". وفي لفتة استعراض للقوة، دعا الرئيس الايراني للوقوف الى جانبه على المنصة زعيم "حماس" اسماعيل هنية، الذي اعلن "ان حماس لن تعترف ابدا باسرائيل". وهتفت الجماهير المحتشدة "الموت لاميركا" "الموت لاسرائيل".
ــــــ
*كاتب لبناني مستقل