ارشيف من :آراء وتحليلات
مرة أخرى: سوريا ليست ليبيا !
عقيل الشيخ حسين
هنالك المثير للسخرية: التهديدات اليومية التي يوجهها الكيان الصهيوني بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران... وهو العاجز عن رد الاعتبار لجيشه بعد هزائمه في لبنان وغزة.
وهنالك ما هو أشد إثارة للسخرية: تهويمات ساركوزي عندما يبرز في المنتديات اليهودية الفرنسية ويقرر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربات استباقية إلى إيران أو لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد... وكل قصده من وراء هذه العربدة الفارغة، وهو الذي يسعى جهده للهرب من أفغانستان، أن يكسب أصوات اليهود في معركته الرئاسية المقبلة.
وهنالك ما هو أشد إثارة للسخرية بكثير: هؤلاء المعارضون السوريون وهاتيك المعارضات السوريات الذين واللواتي يتجولون ويتجولن بين باريس وتل أبيب مروراً بلندن واسطنبول وتونس والقاهرة في محاولات محمومة لإقناع من يتوهمون بأنهم يمتلكون القدرة بتدخل عسكري في سوريا على غرار التدخل في ليبيا.
فالأطراف المذكورة يجمعها قاسم مشترك هو عجزها الذاتي عن الفعل وسعيها إلى استدراج آخرين إلى إنجاز المهمة نيابة عنها.
الآخرون بالنسبة لهؤلاء هم حلف الناتو والولايات المتحدة.
لكن الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن يؤكد أن الحلف لا ينوي "إطلاقا"، والأصح أنه لا يقدر إطلاقاً، على التدخل. فسوريا، وفق ما قاله في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز، هي "أكثر تعقيداً من ليبيا عرقياً وسياسياً ودينياً". والأصح أنها صخرة لا تتحطم بل تحطم من يتحرش بها.
ولم يقف عند هذا الحد من الوجل. وصل إلى حد استبعاد التدخل بهدف توفير دعم لوجستي في حال صدور قرار دولي بفتح ممرات آمنة لتقديم ما يسمى بالمساعدات الإنسانية.
أما الولايات المتحدة، فآخر ما بدر عنها، على لسان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، هو انحسار حماسها التدخلي. فهو يعترف بأن التدخل في سوريا سيكون "بالغ الصعوبة". وحتى حماسها لتسليح المعارضة الذي اعتبر أن من المبكر التفكير فيه.
هذا لا يعني أن حلف الناتو والولايات المتحدة قد تراجعا عن مسعى الكيد لسوريا. كل ما في الأمر أن القاسم المشترك المذكور أعلاه يجمع إلى الأطراف المذكورة أعلاه كلاً من حلف الناتو والولايات المتحدة: عجزهما الذاتي عن الفعل يدفعهما إلى استدراج آخرين ودفعم إلى إنجاز المهمة نيابة عنهما.
فالأطراف المذكورة يجمعها قاسم مشترك هو عجزها الذاتي عن الفعل وسعيها إلى استدراج آخرين إلى إنجاز المهمة نيابة عنها.
من هم هؤلاء الآخرون ؟ تصريحات المسؤولين الأميركيين عن اكتشاف وجود لتنظيم القاعدة في سوريا ليست ذريعة لما يفسر بأنه تراجع أميركي عن الكيد لسوريا. إنه على وجه التحديد رسالة مفادها أن هنالك من ينبغي أن تعقد عليه الآمال الشريرة بتخريب سوريا.
فتنظيم القاعدة كما هو معروف تنظيم مبهم وصالح لأن يستخدم كغطاء بالذات لشكل الحرب الجديدة التي اعتمدتها أميركا في ظل عجزها عن شن الحروب المباشرة.
فقد راكم الأميركيون مؤخراً أحاديثهم عن الحرب غير المباشرة والحرب السرية والحرب الناعمة. وهذه كلها تسميات لأشكال الضغط السياسي والاقتصادي وللتحريض والتسميم الإعلاميين ولأعمال التخريب والاغتيال وإشاعة الفوضى.
وبالفعل، تراكمت الأخبار في الآونة الأخيرة عن تهريب الأسلحة والتعهدات الصريحة بتمويل وتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية. وخصوصاً عن تسلل المقاتلين إلى سوريا وعن وجود معسكرات للتدريب هنا وهناك. وشركات أمنية ناشطة منها ما اشتهر بارتكاب الفظائع في العراق.
وقد اعتقلت السلطات السورية حتى الآن عشرات الضباط والمدربين الأجانب، كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة وأجهزة الاتصالات المختلفة.
هؤلاء هم الآخرون. مرتزقة مأجورون، وتكفيريون أعماهم الحقد المرضي، وبالطبع مضللون لا يدركون أن آخر هموم هذه الجبهة العالمية المسعورة ضد سوريا هو تقديم الحرية والديموقراطية والسعادة هدية للشعب السوري.
ولا يدركون خصوصاً أنهم الآخرون الذين هم آخر من تبقى لمعسكر الشر الصهيوـ أميركي ـ العربي كمادة يراهن عليها من أجل إنقاذ مشروعه المنهار في المنطقة... وأنهم الخاسرون أياً كان المنتصر، لأن عتب سوريا سيكون كبيراً على من غدر بها من أبنائها، ولأن معسكر الشر الأميركي لن يمنحهم شيئاً مختلفاً عما منحه إلى الثوار الليبيين.
وبما أن المثال الليبي هو أهم الحبال التي تتمسك بها المعارضة الليبية، تنبغي الإشارة - خصوصاً وأن المسؤولين الغربيين يقرون بأن سوريا ليست مثل ليبيا - إلى ما اعترف به أحد قادة الثوار الليبيين عندما قال: ظننا بأن القذافي سيلحق سريعاً بحسني مبارك وزين العابدين بن علي، لكنه لم يفعل واضطررنا إلى الاستعانة بالناتو... وكان ما كان.
لكن الناتو يقول إن سوريا ليست ليبيا. يعني أنه قد ترك المضللين لمصيرهم.
هنالك المثير للسخرية: التهديدات اليومية التي يوجهها الكيان الصهيوني بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران... وهو العاجز عن رد الاعتبار لجيشه بعد هزائمه في لبنان وغزة.
وهنالك ما هو أشد إثارة للسخرية: تهويمات ساركوزي عندما يبرز في المنتديات اليهودية الفرنسية ويقرر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربات استباقية إلى إيران أو لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد... وكل قصده من وراء هذه العربدة الفارغة، وهو الذي يسعى جهده للهرب من أفغانستان، أن يكسب أصوات اليهود في معركته الرئاسية المقبلة.
وهنالك ما هو أشد إثارة للسخرية بكثير: هؤلاء المعارضون السوريون وهاتيك المعارضات السوريات الذين واللواتي يتجولون ويتجولن بين باريس وتل أبيب مروراً بلندن واسطنبول وتونس والقاهرة في محاولات محمومة لإقناع من يتوهمون بأنهم يمتلكون القدرة بتدخل عسكري في سوريا على غرار التدخل في ليبيا.
فالأطراف المذكورة يجمعها قاسم مشترك هو عجزها الذاتي عن الفعل وسعيها إلى استدراج آخرين إلى إنجاز المهمة نيابة عنها.
الآخرون بالنسبة لهؤلاء هم حلف الناتو والولايات المتحدة.
لكن الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن يؤكد أن الحلف لا ينوي "إطلاقا"، والأصح أنه لا يقدر إطلاقاً، على التدخل. فسوريا، وفق ما قاله في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز، هي "أكثر تعقيداً من ليبيا عرقياً وسياسياً ودينياً". والأصح أنها صخرة لا تتحطم بل تحطم من يتحرش بها.
ولم يقف عند هذا الحد من الوجل. وصل إلى حد استبعاد التدخل بهدف توفير دعم لوجستي في حال صدور قرار دولي بفتح ممرات آمنة لتقديم ما يسمى بالمساعدات الإنسانية.
أما الولايات المتحدة، فآخر ما بدر عنها، على لسان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، هو انحسار حماسها التدخلي. فهو يعترف بأن التدخل في سوريا سيكون "بالغ الصعوبة". وحتى حماسها لتسليح المعارضة الذي اعتبر أن من المبكر التفكير فيه.
هذا لا يعني أن حلف الناتو والولايات المتحدة قد تراجعا عن مسعى الكيد لسوريا. كل ما في الأمر أن القاسم المشترك المذكور أعلاه يجمع إلى الأطراف المذكورة أعلاه كلاً من حلف الناتو والولايات المتحدة: عجزهما الذاتي عن الفعل يدفعهما إلى استدراج آخرين ودفعم إلى إنجاز المهمة نيابة عنهما.
فالأطراف المذكورة يجمعها قاسم مشترك هو عجزها الذاتي عن الفعل وسعيها إلى استدراج آخرين إلى إنجاز المهمة نيابة عنها.
من هم هؤلاء الآخرون ؟ تصريحات المسؤولين الأميركيين عن اكتشاف وجود لتنظيم القاعدة في سوريا ليست ذريعة لما يفسر بأنه تراجع أميركي عن الكيد لسوريا. إنه على وجه التحديد رسالة مفادها أن هنالك من ينبغي أن تعقد عليه الآمال الشريرة بتخريب سوريا.
فتنظيم القاعدة كما هو معروف تنظيم مبهم وصالح لأن يستخدم كغطاء بالذات لشكل الحرب الجديدة التي اعتمدتها أميركا في ظل عجزها عن شن الحروب المباشرة.
فقد راكم الأميركيون مؤخراً أحاديثهم عن الحرب غير المباشرة والحرب السرية والحرب الناعمة. وهذه كلها تسميات لأشكال الضغط السياسي والاقتصادي وللتحريض والتسميم الإعلاميين ولأعمال التخريب والاغتيال وإشاعة الفوضى.
وبالفعل، تراكمت الأخبار في الآونة الأخيرة عن تهريب الأسلحة والتعهدات الصريحة بتمويل وتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية. وخصوصاً عن تسلل المقاتلين إلى سوريا وعن وجود معسكرات للتدريب هنا وهناك. وشركات أمنية ناشطة منها ما اشتهر بارتكاب الفظائع في العراق.
وقد اعتقلت السلطات السورية حتى الآن عشرات الضباط والمدربين الأجانب، كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة وأجهزة الاتصالات المختلفة.
هؤلاء هم الآخرون. مرتزقة مأجورون، وتكفيريون أعماهم الحقد المرضي، وبالطبع مضللون لا يدركون أن آخر هموم هذه الجبهة العالمية المسعورة ضد سوريا هو تقديم الحرية والديموقراطية والسعادة هدية للشعب السوري.
ولا يدركون خصوصاً أنهم الآخرون الذين هم آخر من تبقى لمعسكر الشر الصهيوـ أميركي ـ العربي كمادة يراهن عليها من أجل إنقاذ مشروعه المنهار في المنطقة... وأنهم الخاسرون أياً كان المنتصر، لأن عتب سوريا سيكون كبيراً على من غدر بها من أبنائها، ولأن معسكر الشر الأميركي لن يمنحهم شيئاً مختلفاً عما منحه إلى الثوار الليبيين.
وبما أن المثال الليبي هو أهم الحبال التي تتمسك بها المعارضة الليبية، تنبغي الإشارة - خصوصاً وأن المسؤولين الغربيين يقرون بأن سوريا ليست مثل ليبيا - إلى ما اعترف به أحد قادة الثوار الليبيين عندما قال: ظننا بأن القذافي سيلحق سريعاً بحسني مبارك وزين العابدين بن علي، لكنه لم يفعل واضطررنا إلى الاستعانة بالناتو... وكان ما كان.
لكن الناتو يقول إن سوريا ليست ليبيا. يعني أنه قد ترك المضللين لمصيرهم.