ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص الانتقاد.نت: لماذا يسوف نتنياهو في تشكيل حكومته اليمينية وما هي رهاناته؟
كتب المحرر العبري
صحيح ان تمديد الفترة المحددة لتشكيل الحكومة امر له سوابق، ومسموح به قانونيا في كيان العدو، الا ان إقدام "نتنياهو" في الظروف الحالية على هذا الخيار يحمل معاني وأبعاد مغايرة كونه اتى بعد مسارات سرية وعلنية بدأت بالتفاوض مع حزب "كديما" والعمل للإنضمام الى الحكومة، ثم التوجه، بعد فشله مع ليفني وباراك، نحو الاحزاب اليمينية والدينية، ثم الكشف عن إجرائه اتصالات سرية بكل من رئيسة حزب "كديما" ورئيس "حزب العمل"، وصلت الى حد إصدار بيان علني يناشد فيه "نتنياهو" "حزب العمل" بالمشاركة ويعده باقتراحات سخية، بل ولقائه بشخصيات قيادية من داخل "حزب العمل" لإقناعهم بالإنضمام ووعدهم بأن "يتلقوا كل ما يريدونه" وانعكاس كل ذلك بطءً وتسويفا في حركة التفاوض على المسار الثاني مع الاحزاب اليمينية والدينية.
وعليه يبدو جليا ان "نتنياهو" يتوجس خيفة من تشكيل حكومة يمينية ضيقة، ولعل ما واجهه خلال مفاوضاته الائتلافية ومستوى الابتزاز الذي تعرض له من "اسرائيل بيتنا" والتهديدات من "الاتحاد القومي اليميني" المتطرف إضافة الى "البيت اليهودي" أعطاه صورة واضحة عما ينتظره في قادم الايام. واعاده بالذاكرة الى ما واجهه خلال ترؤسه الحكومة (1996 -1999) التي انتهت باسقاطه.
من هنا يمكن ان نفهم الاتصالات السرية المتعددة (التي كشفت لاحقا) مع "تسيبي ليفني" والتي تضمنت عقد لقاءات سرية معها في منزلها في محاولة لإقناعها وتقديمه تنازلات بلغت ـ بحسب بعض المسؤولين في حزب "الليكود" ـ انه عرض عليها تناوبا غير متساو في رئاسة الحكومة بمعنى ان يتولى رئاسة الحكومة لمدة 3 سنوات والبقية لها، لكن "ليفني" رفضت...
كما أجرى اتصالات سرية وعلنية مع "باراك" الا ان الفارق هنا هو ان رئيس "حزب العمل" يريد بقوة الدخول في الحكومة والعقبة التي تقف في وجهه هي من داخل حزبه ولتذليل هذه العقبات.
هنا لا بد من الاشارة الى ان الاولوية لدى "نتنياهو" تكمن في إدخال "كديما" الى الحكومة كونه يملك 28 مقعدا، وبالدرجة الثانية "حزب العمل"، الذي في حال نجح باقناعه يكون قد عزز من وضعه نسبيا في مواجهة الاحزاب اليمينية المتطرفة كما يمكن ان يساهم ذلك في زيادة الضغوط على "كديما" انطلاقا من ان تعزيز الحكومة يُضعف رهاناته على فشل الحكومة وسقوطها بشكل مبكر.
في كل الاحوال يعكس لنا تمديد فترة تشكيل الحكومة، وجود رهانات جدية لدى "نتنياهو" حول امكانية اقناع "العمل"، على الاقل، بالانضمام الى الحكومة.
ولا يخفى ان حالة التجاذب الداخلي الذي تواجهه "اسرائيل" بالرغم من فوز معسكر اليمين بـ65 مقعدا التي تمكنه نظريا وقانونيا التوصل الى تشكيل حكومة مستقرة. لكن "نتنياهو" لم يرى في ذلك مدعاة للإطمئنان نتيجة حالة التباين الايديولوجي والسياسي الموجود في صفوف المعسكر نفسه.
يُشار الى ان سبب شهية واصرار "نتنياهو" على ادخال العمل، (اضافة الى كديما) هو انه يملك 13 مقعدا الامر الذي يمكنه من توسيع دائرة الغطاء البرلماني لحكومته ومواجهة الابتزازات والاهتزازات الداخلية التي يفترض حدوثها على خلفية سياسية وغير سياسية.