ارشيف من :آراء وتحليلات
مهمة كوفي آنان في سوريا... إقرار غربي بالعجز
عقيل الشيخ حسين
لِنَدَعْ جانباً الكلام الغوغائي الذي ما زال يصدر عن بعض كبار المسؤولين الغربيين في تصوير ما يجري في سوريا على أنه مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح. وأن النظام السوري يردّ عليها بالقمع الوحشي والهمجي وقتل الأطفال والنساء... لأن القاصي والداني بات يسمع قرع طبول الحرب على سوريا في الداخل والخارج.
ولأن المؤامرة على سورية ليست وليدة اليوم، فإن دولاً عديدة غربية وعربية وإقليمية ترسل، منذ ما قبل الأحداث، تمويلاً وتسليحاً وأعتدة متطورة ومرتزقة ومدربين وخبراء عسكريين وجواسيس في هيأة الصحافيين والمبعوثين الدوليين من كل صنف ولون.
وكل هؤلاء مهمتهم تخريب كل ما يقدرون على تخريبه في سوريا، من البنى التحتية، ووسائل النقل، وأنابيب النفط والغاز، وصولاً ـ بفضل السخاء اليعربي ـ إلى شراء ما يمكن شراؤه من سلع أساسية وغذائية بقصد إتلافها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إرباك سوريا وشعبها.
وفي صميم مهمتهم قتل السوريين دونما تمييز، مع أفضلية خاصة للأطفال والنساء، وأفضلية أكثر خصوصية لقتل كل من يمكن لقتله أن يحدث تداعيات طائفية، وكل ذلك بهدف إشاعة أجواء الذعر الضرورية لتهجيرهم إلى خارج الحدود السورية بهدف خلق مشكلة "إنسانية"، مستفيدين في ذلك من خبرات عناصر الموساد العاملة بينهم، وهي الخبرات المتراكمة منذ العام 1948 في عمليات تهجير الفلسطينيين.
وبات يسمع على قنوات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام أخبار معسكرات التدريب المبثوثة في أكثر من بلد مجاور لسوريا والتي تستقبل مرتزقة ومهووسين ومجرمين تجتذبهم أوراق النقد الخضراء المضمخة بروائح النفط.
وبالطبع، بين من يتسللون إلى سوريا أولئك التكفيريون الذين يستعرضون الناس على طريقة عتاة الخوارج قتلاً وذبحاً وبالتفجيرات الانتحارية بالأشكال التي تمرّسوا فيها وما زالوا يزاولونها في العراق وأفغانستان وبلدان أخرى.
وغير بعيد عن هؤلاء تنظيم القاعدة الذي لا يبرز إلا في الأمكنة واللحظات التي تكون للولايات المتحدة وحلفاؤها مصلحة في بروزه فيها.
وعلى كل ذلك استند برنار هنري ليفي، الذي قال بأنه فجر ليبيا بما هو يهودي فرنسي يعمل في خدمة "إسرائيل" عندما استل قلمه ومسطرته وراح ينتحل صفة قائد أركان الجيوش المذكورة، كما فعل في ليبيا، ويضع الخطط الحربية اللازمة بزعمه لإسقاط النظام السوري.
لقد اعتقل الجيش العربي السوري المئات من هؤلاء، غير من قتلهم، وبينهم سوريون، مرتشون أو حاقدون، وسعوديون وليبيون وبريطانيون وبرتغاليون وفرنسيون وأفغان وباكستانيون... وصادر كميات من الأسلحة والمتفجرات والأعتدة.
واعتقالهم يشكل خطوة مهمة على طريق الحسم لما له من أهمية في فضح وإذلال الدول التي تلبست بمخالفة القوانين الدولية عبر مثل هذه التدخلات التي تشكل إعلان حرب حقيقية على سوريا.
الكذبة القائلة بأن الشعب السوري يريد إسقاط النظام أصبحت مكشوفة. الشعب السوري المنشغل بالمواجهة على جميع المستويات لا يمكنه أن يعمد إلى الأساليب الفولكلورية المعتمدة في صور التظاهرات المفبركة في مختبرات "الجزيرة" و"العربية" و"البي بي سي" و"فرانس 24" وغيرها.
لكنه أثبت في الاستفتاء على الدستور، وبين حين وآخر، في الحضور المليوني في شوارع المدن السورية وساحاتها، أنه هو هو، شعب سوريا الحريص حتى النهاية ليس فقط على حماية سوريا، بل أيضاً على استعادة العروبة التي تغتصب اليوم ومنذ زمن طويل من قبل أدعياء يعجز أحدهم، بسبب الاهتمامات المعروفة، عن التلفظ الصحيح بكلمتين من لغة الضاد.
حتى استطلاعات الرأي المعادية بينت أن الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري، الحامل هموم الأمة المستباحة بأيدي أبنائها العاقين، متماسكة في ظل العلم السوري الذي لا علم لسوريا غيره، وجاهزة لسحق المؤامرة. وقد بدأت بسحقها.
سحقها الذي أصبح في حكم المؤكد هو ـ بعد كل التطبيل والتزمير للحرب، وبعد كل "الأوامر" البائسة التي وجهت إلى الرئيس الأسد بالتنحي ـ هو في أساس إرسال كوفي آنان إلى سوريا بحثاً عن حل سياسي. فالحق، أن خوف الغربيين من تدخل على الطريقة الليبية، أو من التبني الرسمي لتسليح ما يسمى بالمعارضة، مبرر لأن كلا الخيارين سيعني اشتعال كامل المنطقة... بما فيها المنطقة التي تسيل منها أنهار النفط العربي نحو الغرب والكيان الصهيوني.
بكلام آخر، كل من الخيارين سيفضي إلى مفاقمة أزمات الغرب الاقتصادية وإلى انهياره السريع.
وعندما يأتي كوفي آنان إلى سوريا، فإن بان كيمون هو دون المستوى المطلوب لاتخاذ قرار بإرساله. باختصار، أوباما المذعور من احتمال فشله في الانتخابات الرئاسية، تجرأ حتى على إعادة نتنياهو بلا خُفين إلى تل أبيب. وهو بالأحرى لن يورط نفسه وبلاده وسائر حلفائه بهزيمة عسكرية مجلجلة في المنطقة... لا لشيء إلا لأن بعض فاقدي الوزن في الخليج وفي مقاهي الغرب يلحّون على التعامل مع سوريا كما ولو أنها ليبيا.
أوباما يريد الهدوء في الشرق الأوسط، مؤقتاً على الأرجح، ليتفرغ لمعركته الانتخابية. ولهذا أرسل كوفي آنان، بمشاركة شكلية من بان كيمون والجامعة العربية، إلى سورياً، لأن الحل والعقد في النهاية هو في يد سوريا.
لِنَدَعْ جانباً الكلام الغوغائي الذي ما زال يصدر عن بعض كبار المسؤولين الغربيين في تصوير ما يجري في سوريا على أنه مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح. وأن النظام السوري يردّ عليها بالقمع الوحشي والهمجي وقتل الأطفال والنساء... لأن القاصي والداني بات يسمع قرع طبول الحرب على سوريا في الداخل والخارج.
ولأن المؤامرة على سورية ليست وليدة اليوم، فإن دولاً عديدة غربية وعربية وإقليمية ترسل، منذ ما قبل الأحداث، تمويلاً وتسليحاً وأعتدة متطورة ومرتزقة ومدربين وخبراء عسكريين وجواسيس في هيأة الصحافيين والمبعوثين الدوليين من كل صنف ولون.
وكل هؤلاء مهمتهم تخريب كل ما يقدرون على تخريبه في سوريا، من البنى التحتية، ووسائل النقل، وأنابيب النفط والغاز، وصولاً ـ بفضل السخاء اليعربي ـ إلى شراء ما يمكن شراؤه من سلع أساسية وغذائية بقصد إتلافها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إرباك سوريا وشعبها.
وفي صميم مهمتهم قتل السوريين دونما تمييز، مع أفضلية خاصة للأطفال والنساء، وأفضلية أكثر خصوصية لقتل كل من يمكن لقتله أن يحدث تداعيات طائفية، وكل ذلك بهدف إشاعة أجواء الذعر الضرورية لتهجيرهم إلى خارج الحدود السورية بهدف خلق مشكلة "إنسانية"، مستفيدين في ذلك من خبرات عناصر الموساد العاملة بينهم، وهي الخبرات المتراكمة منذ العام 1948 في عمليات تهجير الفلسطينيين.
وبات يسمع على قنوات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام أخبار معسكرات التدريب المبثوثة في أكثر من بلد مجاور لسوريا والتي تستقبل مرتزقة ومهووسين ومجرمين تجتذبهم أوراق النقد الخضراء المضمخة بروائح النفط.
وبالطبع، بين من يتسللون إلى سوريا أولئك التكفيريون الذين يستعرضون الناس على طريقة عتاة الخوارج قتلاً وذبحاً وبالتفجيرات الانتحارية بالأشكال التي تمرّسوا فيها وما زالوا يزاولونها في العراق وأفغانستان وبلدان أخرى.
وغير بعيد عن هؤلاء تنظيم القاعدة الذي لا يبرز إلا في الأمكنة واللحظات التي تكون للولايات المتحدة وحلفاؤها مصلحة في بروزه فيها.
وعلى كل ذلك استند برنار هنري ليفي، الذي قال بأنه فجر ليبيا بما هو يهودي فرنسي يعمل في خدمة "إسرائيل" عندما استل قلمه ومسطرته وراح ينتحل صفة قائد أركان الجيوش المذكورة، كما فعل في ليبيا، ويضع الخطط الحربية اللازمة بزعمه لإسقاط النظام السوري.
لقد اعتقل الجيش العربي السوري المئات من هؤلاء، غير من قتلهم، وبينهم سوريون، مرتشون أو حاقدون، وسعوديون وليبيون وبريطانيون وبرتغاليون وفرنسيون وأفغان وباكستانيون... وصادر كميات من الأسلحة والمتفجرات والأعتدة.
واعتقالهم يشكل خطوة مهمة على طريق الحسم لما له من أهمية في فضح وإذلال الدول التي تلبست بمخالفة القوانين الدولية عبر مثل هذه التدخلات التي تشكل إعلان حرب حقيقية على سوريا.
الكذبة القائلة بأن الشعب السوري يريد إسقاط النظام أصبحت مكشوفة. الشعب السوري المنشغل بالمواجهة على جميع المستويات لا يمكنه أن يعمد إلى الأساليب الفولكلورية المعتمدة في صور التظاهرات المفبركة في مختبرات "الجزيرة" و"العربية" و"البي بي سي" و"فرانس 24" وغيرها.
لكنه أثبت في الاستفتاء على الدستور، وبين حين وآخر، في الحضور المليوني في شوارع المدن السورية وساحاتها، أنه هو هو، شعب سوريا الحريص حتى النهاية ليس فقط على حماية سوريا، بل أيضاً على استعادة العروبة التي تغتصب اليوم ومنذ زمن طويل من قبل أدعياء يعجز أحدهم، بسبب الاهتمامات المعروفة، عن التلفظ الصحيح بكلمتين من لغة الضاد.
حتى استطلاعات الرأي المعادية بينت أن الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري، الحامل هموم الأمة المستباحة بأيدي أبنائها العاقين، متماسكة في ظل العلم السوري الذي لا علم لسوريا غيره، وجاهزة لسحق المؤامرة. وقد بدأت بسحقها.
سحقها الذي أصبح في حكم المؤكد هو ـ بعد كل التطبيل والتزمير للحرب، وبعد كل "الأوامر" البائسة التي وجهت إلى الرئيس الأسد بالتنحي ـ هو في أساس إرسال كوفي آنان إلى سوريا بحثاً عن حل سياسي. فالحق، أن خوف الغربيين من تدخل على الطريقة الليبية، أو من التبني الرسمي لتسليح ما يسمى بالمعارضة، مبرر لأن كلا الخيارين سيعني اشتعال كامل المنطقة... بما فيها المنطقة التي تسيل منها أنهار النفط العربي نحو الغرب والكيان الصهيوني.
بكلام آخر، كل من الخيارين سيفضي إلى مفاقمة أزمات الغرب الاقتصادية وإلى انهياره السريع.
وعندما يأتي كوفي آنان إلى سوريا، فإن بان كيمون هو دون المستوى المطلوب لاتخاذ قرار بإرساله. باختصار، أوباما المذعور من احتمال فشله في الانتخابات الرئاسية، تجرأ حتى على إعادة نتنياهو بلا خُفين إلى تل أبيب. وهو بالأحرى لن يورط نفسه وبلاده وسائر حلفائه بهزيمة عسكرية مجلجلة في المنطقة... لا لشيء إلا لأن بعض فاقدي الوزن في الخليج وفي مقاهي الغرب يلحّون على التعامل مع سوريا كما ولو أنها ليبيا.
أوباما يريد الهدوء في الشرق الأوسط، مؤقتاً على الأرجح، ليتفرغ لمعركته الانتخابية. ولهذا أرسل كوفي آنان، بمشاركة شكلية من بان كيمون والجامعة العربية، إلى سورياً، لأن الحل والعقد في النهاية هو في يد سوريا.