ارشيف من :آراء وتحليلات

عالمان: الثماني الكبار تجتمع في أميركا والعالم يعيش على حافة الجفاف والمجاعة

عالمان: الثماني الكبار تجتمع في أميركا والعالم يعيش على حافة الجفاف والمجاعة
صوفيا ـ جورج حداد*

يقع مقر الرؤساء الاميركيين المسمى "كامب دايفيد" على بعد 97 كلم شمالي واشنطن في جبل كاتوكتين في ولاية ميريلاند. ويفكر الرئيس الاميركي باراك اوباما أن يتم انعقاد المؤتمر المقبل لقمة الدول الكبار الثماني G-8 في هذا المقر، باعتباره أكثر هدوءا، وذلك بدلا من شيكاغو كما كان مخططا له.

وجرت العادة ان تترافق اجتماعات قمة الثماني الكبار مع مظاهرات احتجاجية ينظمها النشطاء المعادون للعولمة، الذين ينظرون الى G-8 (المانيا، فرنسا، بريطانيا العظمى، ايطاليا، كندا، اليابان، اميركا وروسيا) بوصفها نادياً للرأسماليين الاغنياء، الذين يهددون مصالح الفقراء. وكان يجري التحضير لتنظيم مظاهرات في شيكاغو احتجاجا على البطالة الشبابية في اوروبا واميركا، ولكن البيت الابيض لم يشر الى مسألة الأمن، بوصفها أحد أسباب تغيير مكان انعقاد القمة!. فالناطق باسم البيت الابيض جاي كارني برر في تصريح له نقل القمة "من اجل تسهيل اجراء مناقشة حرة بين شركائنا الاقربين في G-8، وأن الرئيس دعا قادة الـ G-8 للاجتماع في مؤتمر قمة في "كامب دايفيد" في 18 ـ 19 ايار القادم. وفي هذه القمة سيتم بحث دائرة واسعة من المسائل المتعلقة بالاقتصاد، السياسة، والامن".

عالمان: الثماني الكبار تجتمع في أميركا والعالم يعيش على حافة الجفاف والمجاعة

والجدير ذكره ان هذه القمة ستعقد في الوقت الذي يكون فيه الرئيس اوباما يبحث عن دعم دولي من اجل زيادة الضغط على ايران للتخلي عن برنامجها النووي.

وفي اعقاب قمة G-8 مباشرة سيتوجه اوباما مباشرة الى شيكاغو، حيث سيتم في 20 ـ 21 ايار/ مايو ايضا اجتماع قمة لحلفاء الناتو. وستكون هذه القمة مكرسة للبحث في عملية الحلف في افغانستان، وهي ستجري من ضمن المخطط له مسبقا.

وبعيدا عن اهتمامات اوباما والـ G-8 والناتو أصدرت الامم المتحدة تقريراً عن موارد المياه العالمية جاء فيه ان تزويد العالم بالمياه أصبح خاضعا لضغوط كبيرة بفعل التغيرات المناخية ونمو الحاجة للاغذية، الطاقة، الخدمات الصحية والتزايد السريع للسكان.

وفي تعليق لها كتبت المديرة العامة للاونسكو ايرينا بوكوفا "ان المياه العذبة لا تجري الاستفادة منها بشكل مستدام". وأضافت "والمعلومات الدقيقة تبقى متقطعة، والادارة مجزأة، والمستقبل يصبح غير مضمون، ويتوقع ان تزداد المخاطر".
ويشير التقرير ان حاجة الزراعة، التي تستهلك الان حوالى 70% من المياه العذبة، سوف تزداد على الاقل 19% حتى سنة 2050. اذ ان عدد سكان العالم سوف يزداد مليارين ويصل الى الرقم المؤثر 9 مليارات نسمة. وحتى ذلك الحين فإن الزراعة ينبغي ان تنتج 70% اكثر من الاغذية، ذلك ان ارتفاع مستوى المعيشة يعني ان حاجة الناس الى الاغذية وخاصة اللحوم سوف تزداد.

وسيتم بحث هذا التقرير في الندوة العالمية لاجل المياه التي بدأت عملها الاثنين الماضي في مدينة مرسيليا. ويحذر التقرير من انه تتم في جوف الارض "ثورة هادئة"، اذ ان كمية المياه المسحوبة تحت سطح الارض، قد تضاعفت ثلاث مرات في السنوات الخمسين الأخيرة، وهكذا فإن هامش الحماية من الجفاف قد اضمحل. وبما ان الطلب على المياه يزداد، فإن توفير المياه في الكثير من المناطق سوف يتضاءل بسبب تغيير فترات الامطار، وتزايد الجفاف، وذوبان الجليد القطبي وتغيير مجاري الانهار، كما جاء في التقرير.

عالمان: الثماني الكبار تجتمع في أميركا والعالم يعيش على حافة الجفاف والمجاعة

"ان التبدلات المناخية سوف تمس بشكل مؤثر انتاج الاغذية في جنوب اسيا وجنوب افريقيا حتى سنة 2030. وحتى سنة 2017 فإن الضغط على التزود بالمياه سوف يطال اوروبا الوسطى والجنوبية"، حسبما يقول التقرير. ويعيش في اسيا 60% من سكان الكرة الارضية، ولكن يوجد فيها فقط ثلث الموارد المائية العالمية، كما يقول واضعو التقرير. وفي دراسة منفصلة اجرتها "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية"، نشرت في الاسبوع الماضي، فهي تتوقع ان الطلب على المياه على النطاق العالمي سوف يزداد بنسبة 55% حتى سنة 2050، في الوقت الذي سيعيش فيه 40% من سكان العالم بالقرب من احواض مائية خاضعة للضغط.

وتورد وكالة الصحافة الفرنسية أجزاءً من التقرير المذكور آنفاً عن المياه، تقول فيها إن نقص المياه سوف يطال 44 مليون اوروبي في السنوات الـ70 من القرن 21، في مقابل 16 مليونا في الوقت الراهن. ويدعو تقرير الامم المتحدة الى اعادة النظر جذريا في السياسات المتبعة حيال الموارد المالية واستعمالاتها.
2012-03-14