ارشيف من :آراء وتحليلات
يستغربون لسوريا كيف لا تركع !

عقيل الشيخ حسين
المذيعون على القنوات الفضائية المعروفة بإطلاق فحيحها على سوريا، كان من عادتهم أن يدعموا بحِقَن من الاعتزاز بالإثم ما ينقلونه من تصريحات التهديد والوعيد التي دأب على إطلاقها أمثال هيلاري كلينتون وآلان جوبيه وغيرهما من المسؤولين الغربيين ومن لف لفهم من عرب أميركا و"إسرائيل".
وكانوا يردفون ذلك بالتنبؤات عن قرب سقوط النظام السوري في غضون أسابيع أو حتى أيام معدودة. وبين هذا وذاك يستفيضون في عرض الصور الملفقة في استديوهات القنوات عن أعمال القتل والانشقاقات عن الجيش والمظاهرات الشعبية ... ليشيعوا الانطباع بأن الشعب السوري يريد إسقاط النظام.
وأكثر من مرة، خرج الشعب السوري في تظاهرات مليونية أكد فيها تلاحمه وتمسكه بمواصلة مسيرة سوريا المعروفة على مستويات البناء الداخلي والتصدي لعمليات الاستسلام التي هرولت إليها معظم الأنظمة العربية.
وها هو الشعب السوري يخرج مجدداً بالملايين في جميع المناطق السورية، من دمشق إلى حلب، ومن السويداء إلى الرقة والحسكة واللاذقية وطرطوس رفضاَ للتدخل الأجنبي وللعصابات الإرهابية المسلحة. وخروجه هذا يأتي في إطار المسيرة العالمية لدعم سوريا حيث ينتظر أن تعم مختلف بلدان العالم مظاهرات مشابهة، وذلك في دلالة واضحة على الدور الذي يلعبه صمود سوريا الرائد في تحفيز ظهور حراك عالمي مناوئ لمشاريع الهيمنة.
وتتزامن هذه التظاهرات مع اندحار العصابات الإرهابية المسلحة في بابا عمرو ثم في إدلب اللذين يعتبران في طليعة معاقلهم التي يتمركزون فيها حيث تصلهم الإمدادات بالمرتزقة والمال والسلاح من بعض البلدان المجاورة، ليستخدموها في الهجمات على الجيش العربي السوري وفي ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، إضافة إلى تخريب البنى التحتية للاقتصاد السوري.
وبالتوازي مع اندحار العصابات المسلحة، يصل وضع ما يسمى بالمعارضات السورية المتجولة بين عواصم البلدان الغربية والعربية المتآمرة على سوريا إلى حالة مزرية من الانقسام والتشتت لا على أساس برامج ورؤى سياسية، بل تنافساً على المواقع والمناصب والأموال التي تبذلها جهات غربية وجهات عربية في طليعتها السعودية وقطر.
وفي ظل هذه التطورات، وما يصاحبها من تراجع الدعوات إلى التدخل العسكري أو إلى تسليح المعارضة (آخر المتراجعين كان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الذي حذر بطريقة انتهازية مكشوفة من حرب أهلية في حال تسليح المعارضة)، حققت سوريا المزيد من الانتصارات الديبلوماسية.
أما وزراء الخارجية العرب فقد التقوا وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي في القاهرة وهم يطيرون إعجاباً بكثرتهم إذ لا يمكن، على ما كان يقوله بعضهم تلميحاً وتصريحاً، أن تتخلى روسيا عن مصالحها في اثنتين وعشرين دولة عربية وأن تصر على مواصلة دعمها لسوريا. وكانت نتيجة مسعاهم فشلاً مزدوجاً : ظلت روسيا على موقفها الثابت، أما هم فاضطروا إلى تخفيض سقفهم وتكذيب دعاواهم من خلال موافقتهم على النقاط الخمس.
ومن جهتها، اضطرت الأمم المتحدة إلى الجنوح إلى السلم بعد كل ما أبرقته وأرعدته ضد سوريا. وأرسلت كوفي آنان إلى دمشق وسيطاً نظيفاً من السوابق يلتمس الحل السلمي الذي طرحته سوريا الأسد منذ اللحظات الأولى.
وعلى الرغم من كل هذه التطورات التي تؤذن بقرب انتصار سوريا على المؤامرة، ما يزال عباقرة الفضائيات يتوسلون كل ما من شأنه أن يساعدهم على الاستمرار في البناء على الأوهام. لذا نراهم يفرحون وهم يذيعون واحداً من هذه الأنباء التي لم تبق جمعية أو منظمة دولية أو إنسانية إلا وافترت مثلها بهدف الفت من عضد سوريا.
إنها منظمة الصحة العالمية. طلعت مؤخراً بتقرير مفاده أن سوريا على وشك أن تموت من الجوع بسبب النقص في الحبوب. نعم سوريا التي تكاد تكون البلد الوحيد بين بلدان العالم الثالث الذي ينتج فائضاَ في المواد الغذائية تعاني اليوم من أزمة نقص في المواد الأساسية بسبب العقوبات والحصار .
لكن عباقرة القنوات يتلذذون بشكل مرضي وهم يسردون لوائح طويلة عن السياحة التي تضررت في سوريا، وعن تجميد الأرصدة، وعن تدني الصادرات النفطية وغير النفطية، وعن ارتفاع الأسعار، وعن الجوع والبرد اللذين تعاني منهما الأسر السورية. ثم يستغربون : كيف يمكن لسوريا ألا تركع رغم كل هذه المصاعب ؟!
ذلكم أن مذيعي القنوات ومذيعاتها لم يسمعوا ولم يسمعن شيئاً عن الحرة التي تجوع ولا تأكل بثدييها، ولا عن العربي الأصيل الذي يبيت على الطوى حتى ينال كريم المأكل.
مشكلتهم وسبب استغرابهم أنهم يقيسون الشعب السوري الأبي على نفوسهم الصغيرة التي تدمن السجود والركوع لجرابيع العرب والعجم لينالوا بذلك خسيس المأكل.
ولب المسألة بالنسبة لهم ولسادتهم السكارى بكثرة أموالهم المغتصبة من حقوق الأرامل واليتامى المسلمين والعرب أن إسقاط سوريا قد أصبح قضية حياة أو موت. فهم يدركون حجم الوبال الذي جروه على أنفسهم جراء كيدهم لسوريا وللجماهير العربية التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تغفر لهم، والتي ستلحقهم قريباً بأمثالهم من الخونة والساقطين.
المذيعون على القنوات الفضائية المعروفة بإطلاق فحيحها على سوريا، كان من عادتهم أن يدعموا بحِقَن من الاعتزاز بالإثم ما ينقلونه من تصريحات التهديد والوعيد التي دأب على إطلاقها أمثال هيلاري كلينتون وآلان جوبيه وغيرهما من المسؤولين الغربيين ومن لف لفهم من عرب أميركا و"إسرائيل".
وكانوا يردفون ذلك بالتنبؤات عن قرب سقوط النظام السوري في غضون أسابيع أو حتى أيام معدودة. وبين هذا وذاك يستفيضون في عرض الصور الملفقة في استديوهات القنوات عن أعمال القتل والانشقاقات عن الجيش والمظاهرات الشعبية ... ليشيعوا الانطباع بأن الشعب السوري يريد إسقاط النظام.
وأكثر من مرة، خرج الشعب السوري في تظاهرات مليونية أكد فيها تلاحمه وتمسكه بمواصلة مسيرة سوريا المعروفة على مستويات البناء الداخلي والتصدي لعمليات الاستسلام التي هرولت إليها معظم الأنظمة العربية.
وها هو الشعب السوري يخرج مجدداً بالملايين في جميع المناطق السورية، من دمشق إلى حلب، ومن السويداء إلى الرقة والحسكة واللاذقية وطرطوس رفضاَ للتدخل الأجنبي وللعصابات الإرهابية المسلحة. وخروجه هذا يأتي في إطار المسيرة العالمية لدعم سوريا حيث ينتظر أن تعم مختلف بلدان العالم مظاهرات مشابهة، وذلك في دلالة واضحة على الدور الذي يلعبه صمود سوريا الرائد في تحفيز ظهور حراك عالمي مناوئ لمشاريع الهيمنة.
وتتزامن هذه التظاهرات مع اندحار العصابات الإرهابية المسلحة في بابا عمرو ثم في إدلب اللذين يعتبران في طليعة معاقلهم التي يتمركزون فيها حيث تصلهم الإمدادات بالمرتزقة والمال والسلاح من بعض البلدان المجاورة، ليستخدموها في الهجمات على الجيش العربي السوري وفي ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، إضافة إلى تخريب البنى التحتية للاقتصاد السوري.

وبالتوازي مع اندحار العصابات المسلحة، يصل وضع ما يسمى بالمعارضات السورية المتجولة بين عواصم البلدان الغربية والعربية المتآمرة على سوريا إلى حالة مزرية من الانقسام والتشتت لا على أساس برامج ورؤى سياسية، بل تنافساً على المواقع والمناصب والأموال التي تبذلها جهات غربية وجهات عربية في طليعتها السعودية وقطر.
وفي ظل هذه التطورات، وما يصاحبها من تراجع الدعوات إلى التدخل العسكري أو إلى تسليح المعارضة (آخر المتراجعين كان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الذي حذر بطريقة انتهازية مكشوفة من حرب أهلية في حال تسليح المعارضة)، حققت سوريا المزيد من الانتصارات الديبلوماسية.
أما وزراء الخارجية العرب فقد التقوا وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي في القاهرة وهم يطيرون إعجاباً بكثرتهم إذ لا يمكن، على ما كان يقوله بعضهم تلميحاً وتصريحاً، أن تتخلى روسيا عن مصالحها في اثنتين وعشرين دولة عربية وأن تصر على مواصلة دعمها لسوريا. وكانت نتيجة مسعاهم فشلاً مزدوجاً : ظلت روسيا على موقفها الثابت، أما هم فاضطروا إلى تخفيض سقفهم وتكذيب دعاواهم من خلال موافقتهم على النقاط الخمس.
ومن جهتها، اضطرت الأمم المتحدة إلى الجنوح إلى السلم بعد كل ما أبرقته وأرعدته ضد سوريا. وأرسلت كوفي آنان إلى دمشق وسيطاً نظيفاً من السوابق يلتمس الحل السلمي الذي طرحته سوريا الأسد منذ اللحظات الأولى.
وعلى الرغم من كل هذه التطورات التي تؤذن بقرب انتصار سوريا على المؤامرة، ما يزال عباقرة الفضائيات يتوسلون كل ما من شأنه أن يساعدهم على الاستمرار في البناء على الأوهام. لذا نراهم يفرحون وهم يذيعون واحداً من هذه الأنباء التي لم تبق جمعية أو منظمة دولية أو إنسانية إلا وافترت مثلها بهدف الفت من عضد سوريا.
إنها منظمة الصحة العالمية. طلعت مؤخراً بتقرير مفاده أن سوريا على وشك أن تموت من الجوع بسبب النقص في الحبوب. نعم سوريا التي تكاد تكون البلد الوحيد بين بلدان العالم الثالث الذي ينتج فائضاَ في المواد الغذائية تعاني اليوم من أزمة نقص في المواد الأساسية بسبب العقوبات والحصار .
لكن عباقرة القنوات يتلذذون بشكل مرضي وهم يسردون لوائح طويلة عن السياحة التي تضررت في سوريا، وعن تجميد الأرصدة، وعن تدني الصادرات النفطية وغير النفطية، وعن ارتفاع الأسعار، وعن الجوع والبرد اللذين تعاني منهما الأسر السورية. ثم يستغربون : كيف يمكن لسوريا ألا تركع رغم كل هذه المصاعب ؟!
ذلكم أن مذيعي القنوات ومذيعاتها لم يسمعوا ولم يسمعن شيئاً عن الحرة التي تجوع ولا تأكل بثدييها، ولا عن العربي الأصيل الذي يبيت على الطوى حتى ينال كريم المأكل.
مشكلتهم وسبب استغرابهم أنهم يقيسون الشعب السوري الأبي على نفوسهم الصغيرة التي تدمن السجود والركوع لجرابيع العرب والعجم لينالوا بذلك خسيس المأكل.
ولب المسألة بالنسبة لهم ولسادتهم السكارى بكثرة أموالهم المغتصبة من حقوق الأرامل واليتامى المسلمين والعرب أن إسقاط سوريا قد أصبح قضية حياة أو موت. فهم يدركون حجم الوبال الذي جروه على أنفسهم جراء كيدهم لسوريا وللجماهير العربية التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تغفر لهم، والتي ستلحقهم قريباً بأمثالهم من الخونة والساقطين.