ارشيف من :ترجمات ودراسات

بعض من التعليق الإسرائيلي على الاتهامات المصرية لحزب الله

بعض من التعليق الإسرائيلي على الاتهامات المصرية لحزب الله

كتب حسان ابراهيم

منذ ان اعلن النظام المصري عن "شبكة" حزب الله، التي تريد الرواية المصرية ان تكون "شبكة لقلب النظام وضرب الاستقرار الامني في مصر، وليس شبكة لمساعدة واعانة الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي، يوجد نوع من تلقف الرواية اسرائيليا، والمراكمة عليها، وشهية لقطف ثمار لم تنضج بعد، الأمر الذي يشير إلى الاستهداف الإسرائيلي من هذه الرواية، والى أين يراد لها ان تصل.

في اطار تتبع التعليق الإسرائيلي، تجدر الإشارة إلى التعليقات الاسرائيلية التالية:

مدير مركز موشيه ديان للدراسات، ايال زيسر، الذي يُعرّف في إسرائيل كمختص بالشأنين اللبناني والسوري، اعطى "الشبكة" مهمة "رفيعة" جدا من حيث استهدافاتها، اذ رأى في اخر تعليقاته التي كثرت في الايام القليلة الماضية، ان إيران "تحاول مساعدة نفسها وبرنامجها النووي". من هنا، يضيف زيسر ان "الرابح الأكبر من موضوع شبكة حزب الله هو المساعي الإيرانية لامتلاك القدرات النووية، لانه يحرف الاهتمام عن مساعي إيران، ما يعني ان الرابح الوحيد من الصراع الجديد الذي يمزق العالم العربي هم الايرانيون، الذين يواصلون الضحك كل الطريق، نحو استمرار تطوير برامجهم النووية".

وحول الشبكة ومسارعة المصريين إلى اتهام حزب الله، يؤكد زيسر، كمتابع للشأن العربي عموما، ان المشكلة بالنسبة للنظام المصري "لا تكمن في امين عام حزب الله، بل في رعاته الايرانيين، ولهذا السبب جاء القلق المصري والحزم الذي عملت به سلطات القاهرة ضد مجندي حزب الله، فمن يساعد حماس في غزة ضد إسرائيل، يمكنه ان يساعد في المستقبل منظمة الاخوان المسلمين في مصر، التي تكافح من الداخل ضد نظام حسني مبارك".

من جهتها، رأت صحيفة "هآرتس" ان "دفاع الاخوان المسلمين عن الشبكة وعن حزب الله، يشير بشكل مباشر إلى انهم مشاركون في المؤامرة على النظام المصري"، برغم اقرارها بأن "إسرائيل هي المستفيدة من المواجهة بين مصر وحزب الله"، وكتب مراسلها للشؤون العسكرية "عاموس هرئيل"، في اطار تعليقاته المستمرة منذ اعلان النظام في مصر عن "كشفه" لشبكة حزب الله، انه "يمكن لإسرائيل ان تنظر بعين الرضا لما يجري، فمن ناحية إسرائيل هناك أنباء طيبة، كفيلة بأن تشدد التنسيق الامني مع مصر ضد تهريب السلاح إلى قطاع غزة".

ويجد مراسل "هآرتس" في المواجهة بين حزب الله ومصر، فائدة لإسرائيل، لانها تؤثر ايجابا من وجهة النظر والمصلحة الاسرائيلية حيال الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، اذ يقول ان "المواجهة كفيلة بأن يكون لها تأثير ايضا على الانتخابات في لبنان، المزمع إجراؤها بعد شهرين، ويبقى ان نرى كيف سيؤثر ذلك على الناخب اللبناني بعد هذه القضية، التي تظهر ارتباط الحزب بايران، وخلقه لتوتر كبير بين بيروت والقاهرة، فمن المشكوك فيه ان ينظر الناخب إلى التطورات الاخيرة بعين من الرضا".

في اطار التعليق الإسرائيلي، قال دوف فايسغلاس، المسؤول السابق عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون، المعروف بسعة اطلاعه على كواليس السياسة الاسرائيلية، ان "امين عام حزب الله يرى نفسه قائداً على مستوى المنطقة، وهذه الرؤية تتعزز شيئا فشيئا مع مرور الايام، وقد اعلن نفسه راعيا للقضية الفلسطينية ولتعاظم قدرات حركة حماس"، مشيرا إلى ان "الخشية المصرية (التي دفعتها إلى الاعلان عن الشبكة) تنبع من قدرة حماس وما يمكنها ان تقوم به، ومدى تأثير ذلك على سيادة مصر، وعلى المصلحة المصرية الواضحة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني والمصري والاسرائيلي، المشترك".

وبرغم تعليقه "المثير"، طالب فايغلاس بالصمت الإسرائيلي تجاه ما يحدث في مصر، مشيرا إلى أنه "من الأفضل لإسرائيل أن تخفي ضغوطها على مصر، وان تسمح للمصريين بأن يقوموا بأعمالهم، فالتعليق الإسرائيلي الذي يرى ان ما يحدث جيد للدولة العبرية، غير مفيد، ولا ينفع القضية الاطراء والمديح" الإسرائيلي.

إذاعة الجيش الإسرائيلي، وفي إطار تعليقاتها أيضا، رأت أن "المستهدف من الاتهامات المصرية هو حزب الله والشعبية التي يحوزها لدى المصريين، لأنهم في مصر ينظرون إلى أمين عام حزب الله كبطل قاتل إسرائيل، بمعنى ان مبارك ونظامه واجهزته الأمنية اقوياء، لكن قلوب المصريين في مكان اخر تماما".

بحسب الاذاعة، فان "ما نشهده الآن هو معركة على الرأي العام المصري، والنظام المصري قرر الرد ومهاجمة امين عام حزب الله، واختار هذا التوقيت بالذات للرد على ما قام به الحزب خلال الحرب في غزة، وفي حينه لم تكن مصر لتقوى على مواجهة الضغط الجماهيري، فارتأت تأجيل ردها إلى الان".

بحسب الاذاعة، فان الانتخابات القريبة في لبنان، قد تكون وراء الاعلان عن الشبكة، لان مهمة حزب الله، هي السيطرة على لبنان من خلال الانتخابات النيابية، لذلك أدرك المصريون حجم الخطر، وأدركوا أيضا ان عليهم ان يخرجوا للحرب ضد الحزب وبكل الوسائل، سواء عبر وسائل الاعلام أو عبر ادوات أخرى.

انها عينات من التعليق الإسرائيلي الذي لم يصمت، إلى الان، برغم التقدير بأنه سيعمد إلى الصمت قريبا، بطلب أو من غير طلب مصري، لان من مصلحة الإسرائيليين ان لا يظهروا كمساعدين أو محركين للنظام المصري ضد حزب الله، وعليهم ان لا يظهروا ان المصلحة المركزية والاولى من كل ذلك، كفائدة، تصب في مصلحة تل ابيب.

الانتقاد/ العدد 1343 ـ 24 نيسان/أبريل 2009

2009-04-25