ارشيف من :أخبار لبنانية

14 اذار تخطط للانقلاب وجعجع يدعو الى اسقاط النظام

14 اذار تخطط للانقلاب وجعجع يدعو الى اسقاط النظام
سركيس ابوزيد

على وقع التطورات الاقليمية، صعدت قوى 14 اذار حملتها على حكومة الميقاتي ودعت الى اسقاطها . بينما تولى جعجع مهمة اكثر تطرفا تمهد لاسقاط النظام القائم . ما هي معالم الانقلاب الاذاري، ولماذا انتقل الى العلن وضمن اي توقيت؟.

14 اذار تخطط للانقلاب وجعجع يدعو الى اسقاط النظام
استغل صقور 14 اذار انعقاد مجلس النواب لشن حملة على الحكومة واعتبر البعض منهم اننا " نعيش كما في العام 2005 انهيارا مدويا للحكم ومؤسساته، انهيارا يتجاوز محنة حكومة بالذات ليطيح بكل أسس البنيان الوطني".

وتوقع قريبا " مشهد السقوط المدوي الذي ينتظرالحكومة مهما نأت بنفسها عن الخروج من السلطة قبل انهيار آخر المؤسسات وزوال آخرالمحرمات".

وزايد النائب مروان حمادة على سعد الحريري الذي رفض النسبية في ظل سلاح المقاومة فرفض " انتخابات تجري في ظل السلاح أيا كان القانون الذي يحكمها، نسبيا أو أكثريا او أفراديا. لان مستقبل لبنان ستفصله الانتخابات النيابية العام 2013. "

الخطة واضحة: " اخراج الحكومة الميقاتية من اللاحكم - على حد تعبير حمادة - لإقامة حكم وطني متوازن يشرف على انتخابات المصير ."

الحملة المنظمة التي تستهدف تغيير الحكومة ليست مرتبطة بالاوضاع داخل الحكومة وداخل البلاد. ان الأسباب الفعلية تقع في مكان آخر وتحديدا في أزمة سوريا وتطور الصراع هناك على الأرض وفي السياسة، ودخوله في مراحل متقدمة مع ما ينتج عن ذلك من نتائج وتداعيات على الداخل اللبناني( أمن الحدود والاستقرار الحكومي وميزان القوى السياسي)... فمن الواضح أن الموضوع السوري أضحى خلافيا و هناك تفاوتا في الموقف وأيضا في التقديرات السياسية بين من يرى أن النظام السوري آيل الى سقوط عاجلا أم آجلا ويبني حساباته على هذا الأساس، ومن يرى أن النظام السوري تجاوز مرحلة الخطر ومسألة التنحي لم تعد مطروحة، وبالتالي فإن الوضع المتغيّر في سوريا يستتبع تغييرا في قواعد اللعبة السياسية والحكومية في لبنان...

هل ما تشهده الحكومة من توترات في داخلها وحملات من خارجها هو إيذان بقرب سقوطها وتغييرها، وهل دخلت فعلا دائرة الخطر وبات "ائتلاف الضرورة الحكومي" مهددا بالانفراط ؟ ام إن هذه الحكومة لم تبلغ عتبة الانهيار والأسباب والظروف التي حكمت بقاءها واستمرارها وتحول دون سقوطها ما زالت قائمة... وهذه الحكومة التي لا بديل عنها حاليا إلا الفراغ والفوضى ولا مصلحة لأحد في سقوطها، ستستمر في ظل خلافات وهبات باردة وساخنة. ويمكن القول إن الحكومة مستمرة إلا إذا حدثت تطورات ومفاجآت غير محسوبة في الوضع السوري تدفع بأحد الفريقين الى التخلي عن سياسة "المساكنة"...

كما يمكن القول إن عملية شد الحبال حول هذه الحكومة محصورة بتغييرها قبل الانتخابات النيابية المقبلة حتى لاتشرف على انتخابات مصيرية . لكن هل تحمل في ذاتها مقومات الاستمرار حتى ذلك الحين...

بانتظار الاجوبة الحاسمة، حملة اسقاط الحكومة لا تخلو من سيناريو ميليشياوي . وقد تولت جريدة السياسة الكويتية المقربة من 14 اذار التبشر بطلائع حرب اهلية جديدة لا تخلو من التهويل والابتزاز فقد نقلت مؤخرا عن مسؤول سابق في جهاز أمني لبناني حساس في باريس, ان"2300 مقاتل من الاحزاب اليمينية المسيحية في قوى "14 آذار"في بيروت بلاضافة الى "مئات من محازبي "القوات" و"الكتائب" و"الأحرار" وعناصر مؤيدة لهم " اصبحت جاهزة ومستنفرة للقيام بعمليات عسكرية .

وفي مشهد يذكر بحرب الالغاء ،أعرب المسؤول عن اعتقاده "باقتراب وقوع اجتياح مسيحي مسلح لقوى "ثورة الأرز" و"14 آذار" لمناطق "التيار الوطني الحر", لإنهاء اي وجود له في المناطق المسيحية واعادة اللحمة الى الشارع الماروني الذي انقسم الى طرفين بعد عودة عون من منفاه في باريس, والتحاقه بـ"حزب الله" ونظام بشار الاسد ".

و في سياق متصل, ذكر مسؤولون اغترابيون تابعون لـ"14 آذار" في دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا واستراليا والبرازيل والمكسيك ودول الخليج العربي, ان "آلاف الشبان اللبنانيين التابعين للقوات والكتائب والأحرار المقيمين في تلك الدول منذ نيف وعقدين من الزمن, بدأوا الاستعداد للعودة فورا الى لبنان, وان مؤسسات لبنانية اغترابية معروفة تشتري لهم بطاقات السفر وتسلمهم مبالغ مالية هي عبارة عن بدل راتب شهري ".

وظهرت على عشرات المواقع الالكترونية المملوكة من لبنانيين في "14 آذار" و"ثورة الأرز" في دول الغرب, وخصوصا في الولايات المتحدة وكندا واستراليا والبرازيل, دعوات لخوض المعركة النهائية الفاصلة في لبنان في اقرب وقت, "لأنها معركة لا يمكن تفاديها لا الآن ولا غدا ولا بعد غد", حسب موقع "14 آذار" في سيدني الاسترالية .انتهى كلام السياسة الكويتية .

هذا السيناريو يلتقي مع تصريح يبشر بلغة انقلابية وكانه بيان رقم واحد لاعلان الفتنة في لبنان جاء مؤخرا على لسان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بما حرفيته :"منذ 40 عاماً الى اليوم، نعيش بشكل جزئي تحت نظام ديكتاتوري كالأنظمة التي نراها في المنطقة تتساقط الواحدة تلو الأخرى، وفي نهاية المطاف سيسقط النظام الديكتاتوري في لبنان كما تسقط أنظمة المنطقة ". ولان اسقاط الحكومة يفتح الطريق امام اسقاط النظام اعتبر جعجع " الحكومة اللبنانية، التي نخجل الكلام عنها لأنها حكومة تشبه كلّ شي الا الحكومة ".

لتنفيذ خطة اسقاط الحكومة والانقلاب على النظام القائم تعيد قوى 14 اذار تنظيم ادارتها في " مجلس وطني "على شاكلة " ثورات الربيع العربي " في ليبيا وسوريا وغيرهما . وقد أعلن النائب السابق الياس عطا الله أن "لقاء معراب" لقوى 14 آذار كان "بروفا"ناجحة جدا، وسنجتمع قريباً لتأكيد الأسس والاعلان عن ولادة المجلس التي باتت قريبة لدراسة هيكليته وتصوراته".

هذه الخطة مرتبطة بتوقيت اقليمي على ايقاع عدوان اسرائيلي او انزال من قبل الناتو اوتدخل خارجي اوروبي عربي تتوقعه قوى 14 اذار وتسعى اليه لكن موازين القوى الاقليمية والداخلية تعاكس هذه الاوهام . كما ان تجديد مجلس النواب بالثقة للحكومة وتمايز موقف الكتائب خلال التصويت قد يعيد حسابات المغامرين والمتطرفين .

وقد علق احد المراقبين: القادرون لا يريدون الفتنة، والذين يريدون الفتنة غير قادرين.
2012-04-21