ارشيف من :أخبار عالمية

الصحف السورية: التصعيد الإرهابي هدفه إفشال مهمة أنان وتعطيل الاستحقاق الانتخابي في السابع من الجاري

الصحف السورية: التصعيد الإرهابي هدفه إفشال مهمة أنان وتعطيل الاستحقاق الانتخابي في السابع من الجاري

طغت الأجواء التي تفرضها مجريات مهمة المبعوث الأممي كوفي أنان في سوريا على اهتمام  الصحف السورية الصادرة اليوم، لا سيما أن هذه المهمة تتزامن مع تصعيد العمليات الإرهابية على الأراضي السورية، خاصة التفجيرات الانتحارية، مدعومةً بحراك خارجي عربي وغربي، ما يطرح تساؤلات عن خطط في الكواليس لإفشال مهمة المراقبين الدوليين بقيادة أنان أولاً، والاستحقاق الانتخابي المرتقب في البلاد في السابع من أيار / مايو الجاري ثانياً.

"الوطن": تعطيل انتخابات مجلس الشعب وجه آخر للإرهاب

فقد أشارت صحيفة "الوطن" الى أن الهمّ السياسي والأمني الذي تعيشه سورية حالياً طغى على أجواء المهرجان المركزي الذي أقامه الاتحاد العام لنقابات العمال بمناسبة عيد العمال العالمي، وقد جاء ذلك في حين شهدت المدن السورية تصعيداً إرهابياً باستخدام العبوات الناسفة وتنفيذ الإغتيالات الفردية بهدف إفشال خطة المبعوث الأممي إلى سورية كوفي أنان، وإعاقة عملية انتشار المراقبين الدوليين التي بدأت الشهر الماضي، والمتوقع أن يبلغ عددهم 300 نهاية الجاري.

ورأت الصحيفة أنه يبدو أن هناك وجهاً آخر لهذا التصعيد الإرهابي بدأ يتضح ويهدف لتعطيل إنتخابات مجلس الشعب المقررة في السابع من الشهر الجاري، الأمر الذي يؤكده استهداف المرشحين لعضوية المجلس عبر التهديد بالقتل، كان آخرها جريمة اغتيال المرشح عن قائمة الوحدة الوطنية في مدينة درعا عبد الحميد الطه مساء أمس.

واعتبرت الصحيفة أنه لم يعد هناك من "حرج أو من خجل" في الحديث عن اللقاءات بين بعثة المراقبين الأمميين والمسلحين، لاسيما في مدينة حمص التي بات وسطها محتلاً من قبل مئات المسلحين الذين يرفضون أي كلام عن وقف إطلاق نار أو تسليم السلاح ويهتفون على شاشات الفضائيات المعادية لسورية: "إما النصر أو الشهادة!!".

ولفتت "الوطن" الى أن تحركات المجموعات الإرهابية تزامنت مع حراك سياسي أميركي فرنسي خليجي تركي له الهدف ذاته، الأمر الذي تحدث عنه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تسعيان علناً إلى إفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان الهادفة لإيجاد حل سلمي سياسي للأزمة، كما اتهم الغرب بالتآمر لتثبيت الإسلاميين وتنظيم "القاعدة" في أنحاء الشرق الأوسط، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"المنحاز"، كما أكد أن المجموعات المسلحة خرقت وقف إطلاق النار أكثر من 1600 مرة، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية.


الصحف السورية: التصعيد الإرهابي هدفه إفشال مهمة أنان وتعطيل الاستحقاق الانتخابي في السابع من الجاري


وفي سياق مرتبط، أشارت الصحيفة الى أن النائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعب الجمهوري" رفيق أريلماز أكد أن هناك قوى، على رأسها المعارضة السورية التي تدعمها حكومة حزب "العدالة والتنمية" التركية، تبذل جهوداً مضاعفة لإفشال خطة أنان عن طريق تنفيذها الاغتيالات وعمليات القتل والتفجيرات.

"تشرين": لفضح الحلف الدولي الداعم للإرهاب في سوريا

وفي مقال تحت عنوان "حلف معلن لدعم الإرهاب"، رأت صحيفة "تشرين" أن الإرهاب المتنقل من مكان لآخر في سورية لا يهدف إلا إلى إشاعة المزيد من الرعب والخوف والدمار والمآسي من قبل أصابع قوى دولية تحركها وتدعمها بالمال والسلاح وتغطيها " سياسياً وإعلامياً" تحت لافتة "الحرية والديمقراطية"، التي طبختها الولايات المتحدة على أشلاء ملايين الضحايا في أفغانستان والعراق والصومال وليبيا وغيرها من أماكن وصلتها تباشير ديمقراطية القتل.

ولفتت الصحيفة الانتباه الى أن وتيرة العمليات الإرهابية في سورية ارتفعت منذ انطلاق مبادرة كوفي أنان وموافقة الحكومة السورية عليها، ولم يوفر الإرهابيون أي وسيلة تزيد من سفك الدم السوري إلا واستخدموها، ابتداء من القنص ومروراً بإطلاق القذائف الصاروخية على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام وعلى المنشآت العامة، وليس انتهاء بتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وأضافت "مع كل هذا التصعيد الإجرامي، نسمع تصعيداً سياسياً وإعلامياً من منظومة داعمي الإرهاب في الدوحة والرياض وأنقرة وواشنطن وباريس ولندن، وفي جميع عواصم الاستعمار القديم، ما يشير بوضوح إلى حلف معلن لدعم الإرهاب وتغطية جرائمه التي ترتكب بدماء باردة ضد الإنسانية، وضد عوامل استمرار الحياة".

وخلصت "تشرين" الى القول "لقد آن الأوان لتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، وفضح هذا الحلف الدولي الذي يدعم الإرهاب في سورية ويسفك الدم السوري ويخرب البنى التحتية في البلاد، ويعمم ثقافة "الفوضى الخلاقة"، ليس في سورية فقط، بل في معظم دول العالم خدمةً لـ"إسرائيل" وللإمبريالية العالمية ولقوى الهيمنة التي تحاول إعادة بناء أمجادها الذابلة".

"الثورة": مهمة المبعوث الدولي مطية جديدة لتسرب الإرهاب

وفي افتتاحية عددها الصادر اليوم، رأت صحيفة "الثورة" أن الإرهاب لم يكن بحاجة إلى أكثر مما توافر له، بدءاً من الأجواء المساعدة، كتلك التي تهيئها دول عربية وإقليمية وغربية، مروراً بالدعم المعلن دون حدود، وانتهاءً بلغة التحريض والتجييش وبكل هذا الحشد الدولي الموازي لها.

وأضافت الصحيفة "هكذا بات الإرهاب يقابل بالصمت المطبق، حتى الحديث عن "القاعدة" وأذرعها وأسلوبها الواضح يلفه الصمت، فيما بدت المواقف العربية برمتها مريبة ومدعاة للشك في دورها وموقعها"، وتابعت "لا شك بأن الألم السوري لا حدود له، وأن ما يكابده السوريون بات فوق كل تصور، لكنه في القدر ذاته يؤكد أنهم يخطون في الاتجاه الصحيح، بل ويعيدون ترتيب المعادلات وفق معايير جديدة، وأن هذا الاستهداف الإرهابي المزروع في جنبات وطنهم آخر السهام في جعبة المتآمرين، لذلك حين تُدمى صباحاتهم هنا وهناك وعلى امتداد الوطن يدركون أن التحدي بات أوضح من أي وقت مضى، وحين يستمعون إلى خطابات الغرب وأدواته في المنطقة يتأكدون أن المؤامرة عندما تكون في طورها الأخير تصبح أكثر دموية، وحين تعلو أصوات المفلسين في المنطقة يدركون بقناعة مطلقة أن محاولاتهم اليائسة باتت تقارع في النزع الأخير".

واعتبرت "الثورة" أن الإجابات الأهم تقدمها تلك المعادلات التي تُرسم اليوم حين تصبح مهمة المبعوث الدولي المطية الجديدة لتسرب الإرهاب واستفحاله، والعنوان المصطنع للإستهداف، يحق للجميع أن يتساءل عن مغزى هذا القلق الأوروبي على تلك المهمة، والمخاوف الأميركية من المخاطر التي تتهددها، لافتة الى أن "مهمة السيد أنان لا تحتاج قلق الأوروبيين ولا الأميركيين ولا حتى بعض العرب، لأنهم كلما عبّروا عن هذا القلق، استبقت صباحاتنا التفجيرات الإرهابية، وكلما تحدثوا عن مخاوفهم على المهمة جاء الردّ من الإرهاب أكثر دموية".‏

"البعث": الاستحقاق الانتخابي مرحلة من تاريخ سوريا تستدعي اليقظة

أما صحيفة "البعث"، فتطرقت الى الاستحقاق الانتخابي السوري في السابع من أيار / مايو الجاري تحت عنوان "أيها الصوت .. كم أنت عملاق"، ورأت أن هذا الإستحقاق سيجري في "مرحلة تستدعي اليقظة لما يجري وتجاوز الرواسب التي تسيء"، مضيفة "إذا لم تستطع دماء الشهداء النبيلة التي تحصن الوطن أن تطهر الضمائر الملوثة بدخان الفساد، فعلى الدنيا السلام، فالصوت أمانة لا تُعطى إلا لصاحبها، هنا يمكن لهذا الصوت الحر أن "يشيل الزير من البير"، أمامنا استحقاق هام لصناعة الإصلاح المنشود، فليكن صوتنا في أي استحقاق قادم دليل حرصنا على مستقبل أبنائنا ووطننا، لا صوتاً هزيلاً يحمله مدّع تحت قناع كاذب، فهذا هو الأخطر والأخبث".

الصحف السورية: التصعيد الإرهابي هدفه إفشال مهمة أنان وتعطيل الاستحقاق الانتخابي في السابع من الجاري

وفي "كلمتها" اليوم، أشارت الصحيفة الى السياسة التي يتبعها "الثنائي الراقص على الجراح أردوغان - أوغلو"، والى ما تسببه هذه السياسة من إرباك وتعثر وتناقضات على المستويات الداخلية والخارجية، لما تنطوي عليه من مراوغة ونفاق وضعف بصيرة في الرؤية الاستراتيجية.

وقالت الصحيفة في هذا الصدد "لأن الشعب السوري وقيادته السياسية توجها بصادق النوايا والعمل نحو تركيا، وكانت النتائج المرّة حصيلة هذا التوجّه بسبب مراوغة هذا الثنائي ونفاقه على الشعبين السوري والتركي وعلى شعوب الجوار، خاصة بعد أن نكثت الحكومة التركية بجميع تعهداتها مع جيرانها، لاسيما في شعار صفر مشاكل، فإن الوقائع لم تعد خافية على أحد، مايتطلب التركيز على فساد السياسة التركية الراهنة التي تجعل من الاستقرار الهش أصلاً في المنطقة شراً مستطيراً ودماراً يهدد مصالح الجميع".

صحافة سورية

2012-05-02