ارشيف من :آراء وتحليلات
الأمريكيون ومغامرة اللعب على الحبال !!... آل الحريري أول الضحايا!!!
اوَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازًا لِصَيدِه... يُصَيِّرُهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
الأمريكيون يدلسون ويكذبون؛ لسنا نحن من يقول هذا إنما أهل بيتهم يقدمون الدليل! مثلاً أورد مركز "ستراتفورد" الأمريكي للأبحاث في تقريره الأخير مساهمة أمريكا واضطلاعها بعـمليات "تسليح المعارضة السورية بأسلحة متطورة، ولا سيما قذائف ومنصات إطلاق صواريخ ضد الدبابات "؛ وهي التي استُعملت فعلياً في معركة الرستن قبل أيام. وفي إشارة لا تخفى، ذكر التقرير أن "إرسال الأسلحة للمتمردين يستوجب وجوداً استخبارياً على الأرض لنجاح ذلك "!! قبل ذلك مررت "واشنطن بوست" خبراً عن "أن واشنطن تساهم في تسليح المعارضة السورية بالتنسيق مع دول عربية وإقليمية".
لا شك بأن أمريكا تخوض الآن لعبة معقدة حيال سوريا. بعد أن سلمت بانعدام أية إمكانيات (للتفاهم) مع النظام وفق دفتر شروطها، وهذه مسألة أصبحت من الزمن على كل حال، وبعد أن سلمت أيضاً باستحالة انفكاك العلاقة بين الجيش السوري والنظام حتى وصفها أحد المراقبين بـ "اللغز المحير"، وبعد أن فشلت أيضاً وأيضاً كل المحاولات لإقامة محميات أمنية أو كما يطلقون عليها: "مناطق خاضعة للجيش السوري الحر"، هنا سمحت أمريكا باللجوء إلى آخر الطب: الكي بالقاعدة !! وزيادةً في الإيضاح فإن ما يُسمى "القاعدة" لم تعد تعني تنظيماً سياسياً بعينه كالذي عرفناه في أفغانستان بقدر ما هو مصطلح سياسي يشمل من حيث الدلالة مجمل القوى التي تُكَفِّـر الآخرين ناشدة نشر أفكارها باستخدام السلاح.
الأتراك جاروا الأمريكيين على مضض بالرغم من المغريات التي عرضتها عليهم دول عربية ضالعة في اللعبة هي الأخرى. فهم يشعرون عن حق بأن هذه لعبة خطيرة يمكن أن تتداعى عليهم بطريقة أو بأخرى إذا ما أصبحت "القاعدة " على حدودهم ، أو في أحضانهم ! أقصى ما قبلوا به على مضض أن يكونوا ممراً لعناصرها الآتية من أقطار عربية. وهذا ما تحقق بالفعل، وقد لمسناه لمس اليد إثر القاء القبض على من اعتقل، فضلاً عن جثث من قتل منهم، وهم من قدم السفير بشار الجعفري قائمة بأسمائهم إلى الأمم المتحدة. أما لبنان فهو أضعف الحلقات. بلد مُخْتَرق حتى العظم، ومن السهولة بالتالي دفعه للمضي في هذه اللعبة خصوصاً وأنه جرى تحضير البعضِ نفسياً وثقافياً، ناهيك عن المال المبذول بسخاء لهذه الغاية.
كلنا يعرف أن "القاعدة" اخترعتها فيما مضى الحاجة الأمريكية لمواجة التمدد "السوفياتي" فيما تولى تمويلها المال السعودي؛ كما جرت وتجري العادة!! ثم لم يلبث بعد انتفاء الحاجة إليها أن انقلب السحر على الساحر! فانتقلت هذه إلى الموقع المعادي لأمريكا وهذا أمر طبيعي حيث إن التكوين الثقافي الجهادي لهؤلاء الشباب الممتلئين حماساً لا يمكنه إلا وان يكون في الجذر على تناقض مع قوى الأمبريالية الداعمة للصهيونية وللأنظمة الظالمة التي تدور بفلكها. لكن مكمن الخطر في اللعب مع هؤلاء من الوجهة الأمريكية هو في أمرين: أولهما: عدم وحدة الموقف الأمريكي من هذا التنظيم. فهي تقاتله في أفغانستان، وباكستان، فيما تستعين به في الحالة السورية؛ وهذا بدوره يفتح الباب واسعاً لإمكانية اختراق هذا التنظيم للعمل في الاتجاه المعاكس!! هذه على الأقل إمكانية ممكنة نظرياً لتوفر مناخاتها، حيث لا يمكن لهؤلاء الفتية المسلمين في التنظيمات الإسلامية السلفية أن تغيب عن مخيلتهم صورة الجنود الأمريكيين وهم يدنسون حرمة المساجد في العراق وافغانستان، أو يدوسون على كتاب الله أو يحرقونه من قِبل ذلك القس الأمريكي المهووس تيري جونز في مراسم احتفالية، وربما قد يكتشف هؤلاء الفتية أن أحداً من الرسميين السعوديين لم يتجرأ على أن يستنكر هذه الفعل الأثيم لا من قريب ولا من بعيد !!
أما مكمن الخطر الثاني، فهو في أن أمر هؤلاء ـ القاعديين ـ خاضع للخطط والتقديرات السعودية، وهذا بحد ذاته غير مطمئن للأمنيين الأمريكيين؛ بالنظر لتجارب سابقة كانت اللعبة فيها تفلت من يد السعوديين. والأحداث في الماضي القريب شهدت انقلاب العديد من هؤلاء على مشغليهم. بل من هؤلاء خرج سعوديان هما من المتهمين الخمسة الكبار في التخطيط لأحداث 11 أيلول: وليد بن عطاش، ومصطفى الهوساوي. هذا فضلاً عن تقرير سبق للمخابرات الأمريكية أن أصدرته، ونشرته في حينها جريدة لوس أنجلوس تايمز ـ (شهر تموز /يوليو 2007) - أشار إلى أن " 45 في المئة من المقاتلين الأجانب الذين رصدهم الجيش الأميركي والقوات العراقية جاؤوا من السعودية مقابل 15 في المئة أتوا من سوريا ولبنان و10 في المئة من شمال أفريقيا" !
باختصار؛ الأمريكيون يريدون "منطقة آمنة" متاخمة للحدود السورية لتصبح قاعدة لوجستية لما يسمونه "الجيش السوري الحر ". وبذا تصبح الساحة الشمالية ـ بالواسطة السعودية ـ مرتعاً وأرضاً خصبة، وربما ساحةً للتجاذب أيضاً!. ولكي تكتمل الحلقة، جاءت حادثة عكار والتصعيد ضد الجيش بغية إرهابه معنوياً، وجعل يده مغلولة وهي التي حالت حتى الآن دون أن تتحول الساحة الشمالية إلى وزيرستان لبنانية تحاكي نظيرتها الباكستانية.
داخل الإدارة في واشنطن الآن تجاذب صامت. البعض يريد اللعبة مع مراقبتها عن بعد للتحكم بقدر ما أمكن في عياراته، فضلاً عن معرفة مفاصلها حتى إذا ما وجدوا حاجةً للانقلاب عليها في بازار البيع والشراء عرفوا مقتلها !!. أما العسكريون والأمنيون فهم على العكس يخشون عواقبها لأنهم خبروها.
السعوديون والقطريون يفكرون بأحقادهم، لذا فبصيرتهم لا تتعدى حدود أنوفهم! فهم يلاعبون نمراً شرساً يعتقدون بأنهم قادرون على إعادته إلى القفص حين تنتهي مهمته! لكن هذا النمر فاجأ الجميع في أحداث طرابلس ثم عكار، والطريق الجديدة. بدا واضحاً أنه افترس القيادة التقليدية ـ والتاريخيةـ "لتيار المستقبل"؛ وقد أفصحت عن هذه الحقيقة الكلمات التي ألقيت خلال تشييع الشيخ أحمد عبد الواحد وحسين مرعب.
لغة خالد ضاهر التي ابتلعت منطق الاعتدال الذي أخذ به سعد الحريري كما جاء على لسان أمين عام التيار أحمد الحريري، حيث ما إن بدأ هذا الأخير بدعوته للتهدئة حتى جاءه الجواب بأزيز الرصاص الذي حجب صوته تماماً! فهل بات آل الحريري ضيوفاً على تيار المستقبل !!.... او مثل ملوك بريطانيا: " يملكون ولا يحكمون"!!!!.
لؤي توفيق حسـن: كاتب من لبنان
المتنبي
نقل مصدر صحفي لبناني مقرب من واشنطن - تاريخياً! - عن مصدر أمريكي استغراب الولايات المتحدة لإقحامها في قضية اعتقال شادي المولوي خلافاً لما سبق وأعلنه "الأمن العام اللبناني". هذه التسريبة الأمريكية لا تدعو إلى الاستغراب، فالموقف الأمريكي من نشاطات القاعدة الموجهة إلى سوريا هو شيء من الرقص على الحبال، أي استعمال الشيء وعكسه في الوقت نفسه. توعز واشنطن للأثرياء من (أصدقائها) العرب لإنعاش بعض خلايا "القاعدة " وإمدادها بالمال! ومن مكان آخر تسرب أنها "قلقة من اختراق القاعدة للمعارضة السورية"! وأن مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين مهتمون "بالوقوف عن قرب على وضع «القاعدة» ودورها في سوريا ولبنان "!الأمريكيون يدلسون ويكذبون؛ لسنا نحن من يقول هذا إنما أهل بيتهم يقدمون الدليل! مثلاً أورد مركز "ستراتفورد" الأمريكي للأبحاث في تقريره الأخير مساهمة أمريكا واضطلاعها بعـمليات "تسليح المعارضة السورية بأسلحة متطورة، ولا سيما قذائف ومنصات إطلاق صواريخ ضد الدبابات "؛ وهي التي استُعملت فعلياً في معركة الرستن قبل أيام. وفي إشارة لا تخفى، ذكر التقرير أن "إرسال الأسلحة للمتمردين يستوجب وجوداً استخبارياً على الأرض لنجاح ذلك "!! قبل ذلك مررت "واشنطن بوست" خبراً عن "أن واشنطن تساهم في تسليح المعارضة السورية بالتنسيق مع دول عربية وإقليمية".
لا شك بأن أمريكا تخوض الآن لعبة معقدة حيال سوريا. بعد أن سلمت بانعدام أية إمكانيات (للتفاهم) مع النظام وفق دفتر شروطها، وهذه مسألة أصبحت من الزمن على كل حال، وبعد أن سلمت أيضاً باستحالة انفكاك العلاقة بين الجيش السوري والنظام حتى وصفها أحد المراقبين بـ "اللغز المحير"، وبعد أن فشلت أيضاً وأيضاً كل المحاولات لإقامة محميات أمنية أو كما يطلقون عليها: "مناطق خاضعة للجيش السوري الحر"، هنا سمحت أمريكا باللجوء إلى آخر الطب: الكي بالقاعدة !! وزيادةً في الإيضاح فإن ما يُسمى "القاعدة" لم تعد تعني تنظيماً سياسياً بعينه كالذي عرفناه في أفغانستان بقدر ما هو مصطلح سياسي يشمل من حيث الدلالة مجمل القوى التي تُكَفِّـر الآخرين ناشدة نشر أفكارها باستخدام السلاح.
الأتراك جاروا الأمريكيين على مضض بالرغم من المغريات التي عرضتها عليهم دول عربية ضالعة في اللعبة هي الأخرى. فهم يشعرون عن حق بأن هذه لعبة خطيرة يمكن أن تتداعى عليهم بطريقة أو بأخرى إذا ما أصبحت "القاعدة " على حدودهم ، أو في أحضانهم ! أقصى ما قبلوا به على مضض أن يكونوا ممراً لعناصرها الآتية من أقطار عربية. وهذا ما تحقق بالفعل، وقد لمسناه لمس اليد إثر القاء القبض على من اعتقل، فضلاً عن جثث من قتل منهم، وهم من قدم السفير بشار الجعفري قائمة بأسمائهم إلى الأمم المتحدة. أما لبنان فهو أضعف الحلقات. بلد مُخْتَرق حتى العظم، ومن السهولة بالتالي دفعه للمضي في هذه اللعبة خصوصاً وأنه جرى تحضير البعضِ نفسياً وثقافياً، ناهيك عن المال المبذول بسخاء لهذه الغاية.
كلنا يعرف أن "القاعدة" اخترعتها فيما مضى الحاجة الأمريكية لمواجة التمدد "السوفياتي" فيما تولى تمويلها المال السعودي؛ كما جرت وتجري العادة!! ثم لم يلبث بعد انتفاء الحاجة إليها أن انقلب السحر على الساحر! فانتقلت هذه إلى الموقع المعادي لأمريكا وهذا أمر طبيعي حيث إن التكوين الثقافي الجهادي لهؤلاء الشباب الممتلئين حماساً لا يمكنه إلا وان يكون في الجذر على تناقض مع قوى الأمبريالية الداعمة للصهيونية وللأنظمة الظالمة التي تدور بفلكها. لكن مكمن الخطر في اللعب مع هؤلاء من الوجهة الأمريكية هو في أمرين: أولهما: عدم وحدة الموقف الأمريكي من هذا التنظيم. فهي تقاتله في أفغانستان، وباكستان، فيما تستعين به في الحالة السورية؛ وهذا بدوره يفتح الباب واسعاً لإمكانية اختراق هذا التنظيم للعمل في الاتجاه المعاكس!! هذه على الأقل إمكانية ممكنة نظرياً لتوفر مناخاتها، حيث لا يمكن لهؤلاء الفتية المسلمين في التنظيمات الإسلامية السلفية أن تغيب عن مخيلتهم صورة الجنود الأمريكيين وهم يدنسون حرمة المساجد في العراق وافغانستان، أو يدوسون على كتاب الله أو يحرقونه من قِبل ذلك القس الأمريكي المهووس تيري جونز في مراسم احتفالية، وربما قد يكتشف هؤلاء الفتية أن أحداً من الرسميين السعوديين لم يتجرأ على أن يستنكر هذه الفعل الأثيم لا من قريب ولا من بعيد !!
أما مكمن الخطر الثاني، فهو في أن أمر هؤلاء ـ القاعديين ـ خاضع للخطط والتقديرات السعودية، وهذا بحد ذاته غير مطمئن للأمنيين الأمريكيين؛ بالنظر لتجارب سابقة كانت اللعبة فيها تفلت من يد السعوديين. والأحداث في الماضي القريب شهدت انقلاب العديد من هؤلاء على مشغليهم. بل من هؤلاء خرج سعوديان هما من المتهمين الخمسة الكبار في التخطيط لأحداث 11 أيلول: وليد بن عطاش، ومصطفى الهوساوي. هذا فضلاً عن تقرير سبق للمخابرات الأمريكية أن أصدرته، ونشرته في حينها جريدة لوس أنجلوس تايمز ـ (شهر تموز /يوليو 2007) - أشار إلى أن " 45 في المئة من المقاتلين الأجانب الذين رصدهم الجيش الأميركي والقوات العراقية جاؤوا من السعودية مقابل 15 في المئة أتوا من سوريا ولبنان و10 في المئة من شمال أفريقيا" !
باختصار؛ الأمريكيون يريدون "منطقة آمنة" متاخمة للحدود السورية لتصبح قاعدة لوجستية لما يسمونه "الجيش السوري الحر ". وبذا تصبح الساحة الشمالية ـ بالواسطة السعودية ـ مرتعاً وأرضاً خصبة، وربما ساحةً للتجاذب أيضاً!. ولكي تكتمل الحلقة، جاءت حادثة عكار والتصعيد ضد الجيش بغية إرهابه معنوياً، وجعل يده مغلولة وهي التي حالت حتى الآن دون أن تتحول الساحة الشمالية إلى وزيرستان لبنانية تحاكي نظيرتها الباكستانية.
داخل الإدارة في واشنطن الآن تجاذب صامت. البعض يريد اللعبة مع مراقبتها عن بعد للتحكم بقدر ما أمكن في عياراته، فضلاً عن معرفة مفاصلها حتى إذا ما وجدوا حاجةً للانقلاب عليها في بازار البيع والشراء عرفوا مقتلها !!. أما العسكريون والأمنيون فهم على العكس يخشون عواقبها لأنهم خبروها.
السعوديون والقطريون يفكرون بأحقادهم، لذا فبصيرتهم لا تتعدى حدود أنوفهم! فهم يلاعبون نمراً شرساً يعتقدون بأنهم قادرون على إعادته إلى القفص حين تنتهي مهمته! لكن هذا النمر فاجأ الجميع في أحداث طرابلس ثم عكار، والطريق الجديدة. بدا واضحاً أنه افترس القيادة التقليدية ـ والتاريخيةـ "لتيار المستقبل"؛ وقد أفصحت عن هذه الحقيقة الكلمات التي ألقيت خلال تشييع الشيخ أحمد عبد الواحد وحسين مرعب.
لغة خالد ضاهر التي ابتلعت منطق الاعتدال الذي أخذ به سعد الحريري كما جاء على لسان أمين عام التيار أحمد الحريري، حيث ما إن بدأ هذا الأخير بدعوته للتهدئة حتى جاءه الجواب بأزيز الرصاص الذي حجب صوته تماماً! فهل بات آل الحريري ضيوفاً على تيار المستقبل !!.... او مثل ملوك بريطانيا: " يملكون ولا يحكمون"!!!!.
لؤي توفيق حسـن: كاتب من لبنان