ارشيف من :آراء وتحليلات
العبيد في القرن الواحد والعشرين
صوفيا ـ جورج حداد
نشرت منظمة العمل الدولية دراسة عن اوضاع العمل في العالم المعاصر. وجاء في الدراسة ان حوالى 20،9 مليون شخص، ربعهم تحت سن الثامنة عشرة، هم ضحايا العمل الاكراهي في العالم. وهم يقومون بأعمال مفروضة عليهم بالقوة او بواسطة التضليل والخداع. "وهذا يعني ان ثلاثة من بين كل 1000 شخص عامل في العالم، هم في عداد ضحايا العمل الاكراهي"، حسبما يقول خبراء منظمة العمل الدولية. وتفيد الدراسة ان حوالى 5،5 ملايين شخص (26%) هم تحت سن الثامنة عشرة، وان 11،4 مليونا (55%) هم من النساء.
ومن بين الـ 20،9 مليون شخص الذين يقومون بالعمل الاكراهي، فإن 18،7 مليونا اي 90% يعملون في القطاع الخاص. وهناك 4،5 ملايين شخص هم ضحايا الاستغلال الجنسي.
واكد تقرير منظمة العمل الدولية، انه من بين "العبيد" العاملين في القطاع الخاص، هناك 14،2 مليونا يعملون في النشاطات الاقتصادية، كالزراعة، البناء، الاعمال المنزلية والانتاج الصناعي. ومن بين الـ20،9 مليونا هناك 10% يعملون في الاعمال الاكراهية المفروضة من قبل الدولة، على سبيل المثال في السجون، وفي ظروف تنتفي معها المقاييس التي تضعها منظمة العمل الدولية، او انهم يقومون بنشاطات مفروضة من قبل "الجيوش الوطنية" او القوات المسلحة للمتمردين.
وأعلى نسبة لضحايا العمل الاكراهي، توجد في اقاليم اوروبا الوسطى والشرقية، وفي افريقيا، حيث تبلغ النسبة 4،2 - 4 عمال من اصل كل 1000 نسمة من السكان.
والنسبة هي اقل ما يكون في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة وفي الاتحاد الاوروبي، وهي لا تتجاوز 1،5 على كل 1000 نسمة. "والنسبة العالية في بلدان اوروبا الشرقية والوسطى بالمقارنة مع غيرها من الدول يمكن تفسيرها بأن مظاهر العنف في هذه البلدان هي اقل عددا مما هي في اسيا"، حسبما يقول خبراء منظمة العمل الدولية التي يوجد مقرها في جنيف. ولكنهم في الوقت ذاته يعبرون عن الاسف من ان المعلومات عن الاستغلال الجنسي والعمل الاكراهي المفروض من قبل الدولة، هي متوفرة بشكل كبير في هذا الاقليم.
وفي ارقام مطلقة عن اقليم آسيا والمحيط الهادئ، سجل العدد الاكبر في العالم من الناس الذين يقومون بعمل اكراهي، وهو 11،7 مليون شخص (56%)، تتبعه افريقيا 3،7 ملايين (18%)، واميركا اللاتينية 1،8 مليون (9 بالمائة). وفي البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة والاتحاد الاوروبي سجل 1،5 مليون شخص يقومون بالعمل الاكراهي، اما في بلدان اوروبا الشرقية والوسطى فسجل 1،6 مليون شخص (7 بالمائة).
وحسبما جاء في دراسة منظمة العمل الدولية فإنه يوجد 600000 شخص (3%) ضحايا العمل الاكراهي في الشرق الادنى.
*كاتب لبناني مستقل