ارشيف من :أخبار لبنانية
14 آذار بين جناحين: متطرفون انشأوا غرفة سرية " للانقضاض" على الحكومة وواقعيون يحذرون من المغامرات الامنية
14 آذار بين جناحين: متطرفون انشؤا غرفة سرية " للانقضاض" على الحكومة وواقعيون يحذرون من المغامرات الامنية
سركيس ابو زيد
ما يجري على الساحة اللبنانية ھذه الأيام يثير القلق والھواجس بسبب تكرار مشاھد تنتمي الى حقبة الحرب الاهلية. ظهرت في الاعلام مقاربات بينت أوجه شبه بين اليوم والأمس: واستذكروا مقدمات الحرب الأھلية في العام 1975 وانقسام اللبنانيين بين من طالب بإنزال الجيش ودعم مھمته، و بين من دعى الى إقالة قائد الجيش: المرة الأولى عام 1973 عندما ضرب الجيش مخيما فلسطينيا، والمرة الثانية بداية عام 1975 عندما تم اغتيال معروف سعد في صيدا...
أيًا تكن التشابيه، التوتر الأمني يرخي بثقله على الوضعين السياسي والاقتصادي ومفتوح على تطورات ومفاجآت في ظل ازمة مكشوفة منذ انھيار "اتفاق الدوحة وتفاھمات س.س"، وتطور الوضع في لبنان مرتبطا بتطور الوضع في سوريا بعدما تحقق الربط بين الوضعين عبر منطقة الشمال خصوصا والحدود المشتركة بشكل عام.
لمواجهة هذه التطورات الخطيرة دعا رئيس الجمهورية الى طاولة الحوار لتفادي الانزلاق الى هاوية الحرب الاهلية. 8 اذار تجاوبت، السيد حسن نصر الله اكد على ضرورة الحوار الوطني وتوسيعه. قوى 14 آذار ما زالت تتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على الحكومة، وھي ترى الآن أن الظرف مؤاتٍ لفتح معركة إسقاط الحكومة من دون تردد... وبدأت التنفيذ الفعلي عبر خطة متدرجة في ضغوطھا الشعبية والسياسية لمحاصرة الحكومة ودفع رئيسھا الى الاستقالة...
أسباب كثيرة دفعت الجناح المتطرف الذي يمثل معظم قيادات 14 آذار الى اتخاذ قرار "اسقاط الحكومة" ومنها حسب زعمها:
1- خسارة الحكومة وظيفتھا الأساسية ك "حكومة للاستقرار" ... ونشوء فجوة في الغطاء الدولي الممنوح لھا...
2- الاصطدام غير المسبوق بين لبنان ودول الخليج، ورفع ما تبقى من غطاء عربي...
3- الحكومة فاشلة حتى في مھمة "إدارة الأزمة"...
4- وجود حالة تعبئة سياسية وشعبية غير مسبوقة عند جمهور 14 آذار... وضرورة العمل على استيعاب الشارع حتى لا يتم أخذه الى خيارات وقوى أخرى يصعب مجاراتھا والسيطرة عليھا. وھذا الاستيعاب غير ممكن حاليا إلا من خلال عملية إسقاط الحكومة...
لكل هذه الاسباب، اتخذ هذا الجناح قراره وتوجهه الحاسم بإسقاط الحكومة، ووضع خريطة طريق تتضمن خططا وخطوات علنية وسرية للضغط على الحكومة وتدفع رئيسھا ميقاتي الى الاستقالة. ولم يكشف عن ھذه الخطوات للحفاظ على عنصر المفاجأة فيھا... لذلك شكل غرفة عمليات سرية لتنفيذ برنامجه من اجل "استثمار سياسي للأحداث الأمنية" وقطف سريع لثمار ھذه التطورات التي أوجدت واقعا جديدا على الأرض حسب تقديرات هذا الفريق.
هذا الاتجاه الواضح والحاسم عند قيادات 14 آذار، لا يخلو من تحفظات وانتقادات لم تخرج الى الإعلام وتھمس بھا شخصيات سياسية صنفت بانها معتدلة وواقعية في المعارضة غير موافقة على فتح معركة إسقاط الحكومة وفي ھذا التوقيت لأسباب كثيرة أبرزھا:
1- لا مصلحة لقوى 14 آذار في فتح معركة خاسرة أو غير مضمونة النتائج، قد تحدث صدمة قوية لدى جمھور 14 آذار وتعيده مجددا الى أجواء الإحباط والخيبة.
2- الموقف الدولي حتى الآن ما زال يعطي أولوية للأزمة في سوريا وللاستقرار في لبنان ومركزا على نقطة أساسية ھي تلافي امتداد الأزمة السورية الى لبنان... ويعتبر أن حكومة ميقاتي ما زالت حاجة واقعية لان السيئ ھو استمرار الحكومة والأسوأ ھو سقوطھا من دون اتفاق مسبق على البديل والوقوع في الفراغ والفوضى.
3- الموقف السعودي غير المنخرط في قرار سحب الرعايا من لبنان والداخل على خط الوضع اللبناني عبر رسالة الملك عبدلله الى الرئيس ميشال سليمان، موقف يصب في دعم "الحوار" لإنقاذ الوضع ومنع الفتنة. الحوار ھو الذي يأتي بحكومة جديدة، وفتح معركة إستقالة الحكومة يطيح بأجواء وإمكانات الحوار.
4- لا مصلحة أساسية في رفع درجة الضغوط على الرئيس ميقاتي وحشره أكثر، لأن ذلك لا يدفعه الى الاستقالة وإنما الى الارتماء في أحضان فريق 8 آذار...
5- إسقاط الحكومة في الشارع عبر ضغوط ميدانية، لعبة خطرة في ھذه المرحلة لأن اللعب يجري على حافة الھاوية وأي خطوة إضافية للأمام توقع صاحبھا والبلد في الھاوية...
6- إسقاط الحكومة في مجلس النواب عبر خسارتھا الأكثرية... يستدعي تنسيقا وتعاونا مع جنبلاط الذي يملك الترجيح في مجلس النواب. لكن جنبلاط رغم كل تقاربه مع 14 آذار لا مصلحة له في مغادرة الحكومة والانخراط في عملية إسقاطھا، خشية الوقوع في الفراغ في غياب القدرة على الاتفاق على بديل منھا، ما لم يكن ھناك حوار بين الأفرقاء يؤدي الى التوافق عليھا. من هنا لا مصلحة له في الخلاف مع حزب لله، ولذلك أبرم معه "اتفاق على تنظيم الخلاف"... مرحليا.
من جهة اخرى، أعلن الرئيس ميقاتي اكثر من مرة استمراره في مسؤولياته بسبب استمرار الحاجة الى حكومته، كما ان ارتفاع اصوات لبنانية ودولية بضرورة الحوار، وضعت الكرة في ملعب قوى 14 آذار: ھل تمضي في معركة استثمار الأحداث الأمنية لإسقاط الحكومة؟ ھل حساباتھا مبنية على دعم عربي ودولي بعد ان ضبطت ساعتھا على توقيت إقليمي؟! وإذا كان البديل المطروح حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط، ھل يمكن رؤية وتشكيل مثل ھذه الحكومة من دون حوار وطني وتسوية سياسية؟!
هل يستمر الجناح المتطرف في 14 اذار بدعم التنظيمات السورية واللبنانية المتطرفة لاحراق البلد من اجل اسقاط الحكومة وتطويق سلاح المقاومة بالفتن والحرب الاهلية، ام يتجاوب مع الدعوات للحوار؟
لمواجهة هذه التطورات الخطيرة دعا رئيس الجمهورية الى طاولة الحوار لتفادي الانزلاق الى هاوية الحرب الاهلية. 8 اذار تجاوبت، السيد حسن نصر الله اكد على ضرورة الحوار الوطني وتوسيعه. قوى 14 آذار ما زالت تتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على الحكومة، وھي ترى الآن أن الظرف مؤاتٍ لفتح معركة إسقاط الحكومة من دون تردد... وبدأت التنفيذ الفعلي عبر خطة متدرجة في ضغوطھا الشعبية والسياسية لمحاصرة الحكومة ودفع رئيسھا الى الاستقالة...
أسباب كثيرة دفعت الجناح المتطرف الذي يمثل معظم قيادات 14 آذار الى اتخاذ قرار "اسقاط الحكومة" ومنها حسب زعمها:
1- خسارة الحكومة وظيفتھا الأساسية ك "حكومة للاستقرار" ... ونشوء فجوة في الغطاء الدولي الممنوح لھا...
2- الاصطدام غير المسبوق بين لبنان ودول الخليج، ورفع ما تبقى من غطاء عربي...
3- الحكومة فاشلة حتى في مھمة "إدارة الأزمة"...
4- وجود حالة تعبئة سياسية وشعبية غير مسبوقة عند جمهور 14 آذار... وضرورة العمل على استيعاب الشارع حتى لا يتم أخذه الى خيارات وقوى أخرى يصعب مجاراتھا والسيطرة عليھا. وھذا الاستيعاب غير ممكن حاليا إلا من خلال عملية إسقاط الحكومة...
لكل هذه الاسباب، اتخذ هذا الجناح قراره وتوجهه الحاسم بإسقاط الحكومة، ووضع خريطة طريق تتضمن خططا وخطوات علنية وسرية للضغط على الحكومة وتدفع رئيسھا ميقاتي الى الاستقالة. ولم يكشف عن ھذه الخطوات للحفاظ على عنصر المفاجأة فيھا... لذلك شكل غرفة عمليات سرية لتنفيذ برنامجه من اجل "استثمار سياسي للأحداث الأمنية" وقطف سريع لثمار ھذه التطورات التي أوجدت واقعا جديدا على الأرض حسب تقديرات هذا الفريق.
هذا الاتجاه الواضح والحاسم عند قيادات 14 آذار، لا يخلو من تحفظات وانتقادات لم تخرج الى الإعلام وتھمس بھا شخصيات سياسية صنفت بانها معتدلة وواقعية في المعارضة غير موافقة على فتح معركة إسقاط الحكومة وفي ھذا التوقيت لأسباب كثيرة أبرزھا:
1- لا مصلحة لقوى 14 آذار في فتح معركة خاسرة أو غير مضمونة النتائج، قد تحدث صدمة قوية لدى جمھور 14 آذار وتعيده مجددا الى أجواء الإحباط والخيبة.
2- الموقف الدولي حتى الآن ما زال يعطي أولوية للأزمة في سوريا وللاستقرار في لبنان ومركزا على نقطة أساسية ھي تلافي امتداد الأزمة السورية الى لبنان... ويعتبر أن حكومة ميقاتي ما زالت حاجة واقعية لان السيئ ھو استمرار الحكومة والأسوأ ھو سقوطھا من دون اتفاق مسبق على البديل والوقوع في الفراغ والفوضى.
3- الموقف السعودي غير المنخرط في قرار سحب الرعايا من لبنان والداخل على خط الوضع اللبناني عبر رسالة الملك عبدلله الى الرئيس ميشال سليمان، موقف يصب في دعم "الحوار" لإنقاذ الوضع ومنع الفتنة. الحوار ھو الذي يأتي بحكومة جديدة، وفتح معركة إستقالة الحكومة يطيح بأجواء وإمكانات الحوار.
4- لا مصلحة أساسية في رفع درجة الضغوط على الرئيس ميقاتي وحشره أكثر، لأن ذلك لا يدفعه الى الاستقالة وإنما الى الارتماء في أحضان فريق 8 آذار...
5- إسقاط الحكومة في الشارع عبر ضغوط ميدانية، لعبة خطرة في ھذه المرحلة لأن اللعب يجري على حافة الھاوية وأي خطوة إضافية للأمام توقع صاحبھا والبلد في الھاوية...
6- إسقاط الحكومة في مجلس النواب عبر خسارتھا الأكثرية... يستدعي تنسيقا وتعاونا مع جنبلاط الذي يملك الترجيح في مجلس النواب. لكن جنبلاط رغم كل تقاربه مع 14 آذار لا مصلحة له في مغادرة الحكومة والانخراط في عملية إسقاطھا، خشية الوقوع في الفراغ في غياب القدرة على الاتفاق على بديل منھا، ما لم يكن ھناك حوار بين الأفرقاء يؤدي الى التوافق عليھا. من هنا لا مصلحة له في الخلاف مع حزب لله، ولذلك أبرم معه "اتفاق على تنظيم الخلاف"... مرحليا.
من جهة اخرى، أعلن الرئيس ميقاتي اكثر من مرة استمراره في مسؤولياته بسبب استمرار الحاجة الى حكومته، كما ان ارتفاع اصوات لبنانية ودولية بضرورة الحوار، وضعت الكرة في ملعب قوى 14 آذار: ھل تمضي في معركة استثمار الأحداث الأمنية لإسقاط الحكومة؟ ھل حساباتھا مبنية على دعم عربي ودولي بعد ان ضبطت ساعتھا على توقيت إقليمي؟! وإذا كان البديل المطروح حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط، ھل يمكن رؤية وتشكيل مثل ھذه الحكومة من دون حوار وطني وتسوية سياسية؟!
هل يستمر الجناح المتطرف في 14 اذار بدعم التنظيمات السورية واللبنانية المتطرفة لاحراق البلد من اجل اسقاط الحكومة وتطويق سلاح المقاومة بالفتن والحرب الاهلية، ام يتجاوب مع الدعوات للحوار؟