ارشيف من :آراء وتحليلات
"إسرائيل" وما يسمى بالثورة السورية: وحدة المواقف!
هنالك مقولات شائعة في أوساط أعداء سوريا والحاقدين عليها من العرب بخصوص الموقف من الكيان الصهيوني. في حدها الأقصى، تأخذ هذه المقولات شكلاً افترائياً بعيداً عن الأخلاقية عندما تذهب إلى إسقاط حالة التبعية الفاضحة من قبل عرب أميركا على إيران ـ سوريا ـ وحزب الله، من خلال القول بوجود تحالف سري أو تفاهم ضمني بينها وبين أميركا و"إسرائيل"، وأن الهدف هو الكيد للعرب.
وفي حدها الأدنى، تحاول تلك المقولات أن تظهر بمظهر أقل صفاقة عندما تكتفي بالقول بأن "إسرائيل" حريصة على بقاء النظام السوري خوفاً من أن يؤدي سقوطه إلى قيام نظام معادٍ يفتح جبهة الجولان.
ولا يفقأ عين القائلين بهذه المقولة الأخيرة تمرغ المعارضات الطامحة إلى اغتصاب الحكم في سوريا في عواصم بلدان الأطلسي المسؤولة عن إقامة "إسرائيل" واستمرار وجودها إلى الآن... وفي عواصم بلدان عربية أوغلت في إقامة العلاقات الظاهرة والباطنة وفي توقيع اتفاقيات السلام مع "إسرائيل".
كما لا يفقأ عينهم ويُخزهم صَغار تلك المعارضات وذلها وهي تتلطى تحت جناح الصهيوني برنار هنري ليفي، أو تعلق آمالها على ما ينطق به صهاينة كلوران فابيوس أو خادمات للصهاينة من مثيلات هيلاري كلينتون وسوزان رايس ونافي بيلاي.
ولا زيارات قياديات وقياديي تلك المعارضات إلى "إسرائيل" وتعهداتهن وتعهداتهم بتوقيع اتفاقيات سلام معها جنباً إلى جنب مع الإعراب عن الاستعداد لقبول تدخل عسكري إسرائيلي في سوريا لضرب دولتها وشعبها، وإظهار العزم على تحقيق الحلم الإسرائيلي الكبير المتمثل بضرب المقاومة في لبنان.
وبالعودة إلى الحرص الإسرائيلي المزعوم على بقاء النظام السوري خوفاً من أن يؤدي سقوطه إلى قيام نظام معاد يفتح جبهة الجولان، فإن القول بذلك يفترض وجود سياسات غير سياسات الزعزعة والضغوط التي تقودها "إسرائيل" وحلفاؤها الغربيون تجاه سوريا منذ اللحظة التي رفضت فيها سوريا توقيع اتفاقيات ذليلة كتلك التي وقعها قادة عرب في كمب دايفد وأوسلو ووادي عربة، وهو الرفض الذي جاء موازياً ومتكاملاً مع احتضان المقاومة في لبنان وفلسطين من قبل سوريا، مع كل ما أفضى إليه هذا الاحتضان من تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، ومن فتح مستقبل الكيان الغاصب على النهاية المرة.
كما يفترض ـ والصهاينة مشهورون بقدرتهم على ليّ أعناق المسؤولين الغربيين وإجبارهم على اعتماد السياسات التي تريدها "إسرائيل"ـ يفترض تدخلاً إسرائيلياً حاسماً يجبر هؤلاء المسؤولين على موادعة سوريا بدلاً من العمل المحموم، منذ خمسة عشر شهراً، من أجل إسقاط النظام السوري.
على أي حال، وإذا لم تكن هذه الوقائع كافية لتكذيب المقولة الركيكة التي نحن بصددها، فإن تكذيبها ـ والإسرائيليون وحماتهم الغربيون مشهورون بالدوس على عملائهم عندما ينتهون من تقديم خدماتهم ـ يأتي من " إسرائيل" بوجه خاص.
وإذا ما اكتفينا بآخر ما صدر عن المسؤولين الإسرائيليين من تصريحات نجد التالي:
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف ما يجري في سوريا بأنه "مجزرة تجري ضد المدنيين بمساعدة من إيران وحزب الله". تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، رفعا الصوت معاً بالدعوة إلى إرسال قوات دولية إلى سوريا. تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، زعيم حزب كاديما الإسرائيلي، شاؤول موفاز، تحدث عن "جريمة ضد الإنسانية في سوريا"، مطالباً بالتدخل من أجل الإطاحة بالأسد ومعتبراً أن صمت قوى العالم يتناقض مع المنطق الإنساني برمته". تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
والمضحك أن "صمت" قوى العالم الذي يتحدث عنه موفاز قد سبق له وكان شعاراً لما يسمى بالثورة السورية يوم قالت لقوى البغي في العالم: "صمتكم يقتلنا".
علماً بأن صمت هذه القوى هو الغائب الأكبر في أجواء الزعيق الذي لم يشهد له مثيلاً في التاريخ والذي يملأ الأجواء منطلقاً من قنوات "الجزيرة" و"العربية" و"فرانس 24" و"بي بي سي" وغيرها من وسائل التضليل الإعلامي، ومن أروقة جميع المؤسسات الدولية وأقبية السفارات وصالات الفنادق الفخمة في بلدان التحالف الدولي ـ الإقليمي المتكالب على سوريا.
والمضحك أيضاً أن عبارات من نوع الجرائم ضد الإنسانية والمنطق الإنساني تتردد على ألسنة القادة الإسرائيليين وهم الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء المجازر بحق الفلسطينيين والعرب. من دير ياسين وكفر قاسم إلى جنين والخليل والقدس وغزة، مروراً بقانا وبحر البقر...
مجازر من الواضح أنها النموذج الذي تحذو حذوه عصابات المرتزقة الإرهابيين في المدن والقرى السورية ثم تتهم به النظام طمعاً باستجلاب تدخل عسكري خارجي لضرب سوريا.
تدخل عسكري خارجي تشير بعض المؤشرات إلى أن أفئدة أعداء سوريا من العرب تهفو إلى مجيئه من "إسرائيل" بعدما تضاءل أملهم بتدخل حلف الناتو المحتضر جراء تدخلاته وحروبه الفاشلة في أفغانستان والعراق. لكن أملهم خائب مسبقاً لأن "إسرائيل" التي تجمعهم معها وحدة المواقف هي آخر من يجرؤ على التفكير بمهاجمة سوريا لأنها على يقين كامل بسوء العاقبة. والأكيد أن تمسحهم بـ "إسرائيل" واستجداءهم لها لن يسمح لهم بعد وحدة المواقف معها غير مواجهة المصير الذي ينتظرها. لأنهم و"إسرائيل" وجه واحد لعملة مغشوشة واحدة.
عقيل الشيخ حسين
وفي حدها الأدنى، تحاول تلك المقولات أن تظهر بمظهر أقل صفاقة عندما تكتفي بالقول بأن "إسرائيل" حريصة على بقاء النظام السوري خوفاً من أن يؤدي سقوطه إلى قيام نظام معادٍ يفتح جبهة الجولان.
ولا يفقأ عين القائلين بهذه المقولة الأخيرة تمرغ المعارضات الطامحة إلى اغتصاب الحكم في سوريا في عواصم بلدان الأطلسي المسؤولة عن إقامة "إسرائيل" واستمرار وجودها إلى الآن... وفي عواصم بلدان عربية أوغلت في إقامة العلاقات الظاهرة والباطنة وفي توقيع اتفاقيات السلام مع "إسرائيل".
كما لا يفقأ عينهم ويُخزهم صَغار تلك المعارضات وذلها وهي تتلطى تحت جناح الصهيوني برنار هنري ليفي، أو تعلق آمالها على ما ينطق به صهاينة كلوران فابيوس أو خادمات للصهاينة من مثيلات هيلاري كلينتون وسوزان رايس ونافي بيلاي.
ولا زيارات قياديات وقياديي تلك المعارضات إلى "إسرائيل" وتعهداتهن وتعهداتهم بتوقيع اتفاقيات سلام معها جنباً إلى جنب مع الإعراب عن الاستعداد لقبول تدخل عسكري إسرائيلي في سوريا لضرب دولتها وشعبها، وإظهار العزم على تحقيق الحلم الإسرائيلي الكبير المتمثل بضرب المقاومة في لبنان.
وبالعودة إلى الحرص الإسرائيلي المزعوم على بقاء النظام السوري خوفاً من أن يؤدي سقوطه إلى قيام نظام معاد يفتح جبهة الجولان، فإن القول بذلك يفترض وجود سياسات غير سياسات الزعزعة والضغوط التي تقودها "إسرائيل" وحلفاؤها الغربيون تجاه سوريا منذ اللحظة التي رفضت فيها سوريا توقيع اتفاقيات ذليلة كتلك التي وقعها قادة عرب في كمب دايفد وأوسلو ووادي عربة، وهو الرفض الذي جاء موازياً ومتكاملاً مع احتضان المقاومة في لبنان وفلسطين من قبل سوريا، مع كل ما أفضى إليه هذا الاحتضان من تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، ومن فتح مستقبل الكيان الغاصب على النهاية المرة.
كما يفترض ـ والصهاينة مشهورون بقدرتهم على ليّ أعناق المسؤولين الغربيين وإجبارهم على اعتماد السياسات التي تريدها "إسرائيل"ـ يفترض تدخلاً إسرائيلياً حاسماً يجبر هؤلاء المسؤولين على موادعة سوريا بدلاً من العمل المحموم، منذ خمسة عشر شهراً، من أجل إسقاط النظام السوري.
على أي حال، وإذا لم تكن هذه الوقائع كافية لتكذيب المقولة الركيكة التي نحن بصددها، فإن تكذيبها ـ والإسرائيليون وحماتهم الغربيون مشهورون بالدوس على عملائهم عندما ينتهون من تقديم خدماتهم ـ يأتي من " إسرائيل" بوجه خاص.
وإذا ما اكتفينا بآخر ما صدر عن المسؤولين الإسرائيليين من تصريحات نجد التالي:
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف ما يجري في سوريا بأنه "مجزرة تجري ضد المدنيين بمساعدة من إيران وحزب الله". تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، رفعا الصوت معاً بالدعوة إلى إرسال قوات دولية إلى سوريا. تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، زعيم حزب كاديما الإسرائيلي، شاؤول موفاز، تحدث عن "جريمة ضد الإنسانية في سوريا"، مطالباً بالتدخل من أجل الإطاحة بالأسد ومعتبراً أن صمت قوى العالم يتناقض مع المنطق الإنساني برمته". تطابق كامل مع خطاب المعارضات السورية الحاقدة وكل الذين يشدون على يدها.
والمضحك أن "صمت" قوى العالم الذي يتحدث عنه موفاز قد سبق له وكان شعاراً لما يسمى بالثورة السورية يوم قالت لقوى البغي في العالم: "صمتكم يقتلنا".
علماً بأن صمت هذه القوى هو الغائب الأكبر في أجواء الزعيق الذي لم يشهد له مثيلاً في التاريخ والذي يملأ الأجواء منطلقاً من قنوات "الجزيرة" و"العربية" و"فرانس 24" و"بي بي سي" وغيرها من وسائل التضليل الإعلامي، ومن أروقة جميع المؤسسات الدولية وأقبية السفارات وصالات الفنادق الفخمة في بلدان التحالف الدولي ـ الإقليمي المتكالب على سوريا.
والمضحك أيضاً أن عبارات من نوع الجرائم ضد الإنسانية والمنطق الإنساني تتردد على ألسنة القادة الإسرائيليين وهم الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء المجازر بحق الفلسطينيين والعرب. من دير ياسين وكفر قاسم إلى جنين والخليل والقدس وغزة، مروراً بقانا وبحر البقر...
مجازر من الواضح أنها النموذج الذي تحذو حذوه عصابات المرتزقة الإرهابيين في المدن والقرى السورية ثم تتهم به النظام طمعاً باستجلاب تدخل عسكري خارجي لضرب سوريا.
تدخل عسكري خارجي تشير بعض المؤشرات إلى أن أفئدة أعداء سوريا من العرب تهفو إلى مجيئه من "إسرائيل" بعدما تضاءل أملهم بتدخل حلف الناتو المحتضر جراء تدخلاته وحروبه الفاشلة في أفغانستان والعراق. لكن أملهم خائب مسبقاً لأن "إسرائيل" التي تجمعهم معها وحدة المواقف هي آخر من يجرؤ على التفكير بمهاجمة سوريا لأنها على يقين كامل بسوء العاقبة. والأكيد أن تمسحهم بـ "إسرائيل" واستجداءهم لها لن يسمح لهم بعد وحدة المواقف معها غير مواجهة المصير الذي ينتظرها. لأنهم و"إسرائيل" وجه واحد لعملة مغشوشة واحدة.
عقيل الشيخ حسين