ارشيف من :آراء وتحليلات
ماذا طلبت واشنطن من قهوجي... ولماذا المخيمات؟
حسين حمية
كانت قيادة الجيش اللبناني تتحسب لتحرشات ستتعرض لها على ضفاف المخيمات، كما حدث مؤخرا في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة، لم يكن هذا التحسب قائما على المعلومات الأمنية، وبالمناسبة لدى هذه القيادة الكثير منها، فهناك أيضا ما يمكن استخلاصه بالسياسة، خصوصا، أن الحدث السوري، بات قاب قوسين أو أدنى من استحقاق انعقاد مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية حول سوريا، فمن الطبيعي، أن الكل يبحث عن أوراق جديدة ليضعها على طاولة المؤتمر المذكور، وكثير من هذه الأوراق ترتبط صلاحيته بالطريقة التي يؤدي فيها الجيش دوره على الحدود الشمالية.
قبل هذا، ومنذ تفجر الاضطرابات في سوريا، كان الجيش اللبناني وسط لعبة شد الحبال بين معسكري الصراع على سوريا، حيث دمشق من جهة، تطالبه بتأدية دوره في ضبط الحدود وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين، في حين تحضّه واشنطن وحلفاؤها على التراخي في تعامله مع مسلحي المعارضة السورية في الشمال وغض الطرف عن عمليات تهريب السلاح وتصدير المقاتلين إلى الداخل السوري.
عدم توافق اللبنانيين على تعريف متوازن وموضوعي يراعي انقسامهم السياسي حول سوريا، جعل الجيش مكشوفا أمام لعبة الضغوط المتبادلة بين أطراف الصراع على سوريا، وعوضا من أن تكون سياسة النأي بالنفس اسما على محتوى ووسيلة لتخليص لبنان من لعبة الأمم، تم تفسيرها من زاوية المصالح الحزبية الضيقة والحسابات الانتخابية التافهة، وهذا ما شجع القوى الخارجية بتواطؤ داخلي على استفراد الجيش ومحاولة تدجينه ليستجيب لرغباتها وطلباتها، أو ترهيبه بالكمائن الأمنية كما حدث في الكويخات منذ فترة.
هناك تقاطع محموم غربي ـ سلفي على اتخاذ لبنان قاعدة لتسليح المجموعات المعارضة في الداخل السوري، لكن هذا التقاطع ليس مطلقا، واشنطن تريد تسليحا تحت سقوف لوجستية محددة، لتبقى مجموعات المعارضة السورية المسلحة مرتهنة لها بالكامل، وحتى لا يتكرر مع القوى الأطلسية ما حدث في ليبيا بعد سقوط القذافي، في حين يصر المعسكر السلفي التكفيري على تسليح مفتوح، يمكنه فيما بعد من التحرر من ضوابط حلفائهم الأطلسيين.
طبعا، هذا التقاطع وكيفية اشتغاله من السهل رصده بالسياسة، قد تكون حظوظ ضبط باخرة "لطف الله 2" ومصادرة أسلحتها، قد تمت كونها من خارج التفاهم الأميركي ـ السلفي، وكذلك شاحنة نترات الصوديوم التي يقودها المدعو احمد عواد وضبطت وهي تحاول العبور من منطقة عرسال، فالمعسكر الغربي ما زال تحت تأثير العقدة الليبية، التي تفشت أخطارها إلى النيجر ومالي وغربي الجزائر وصولا إلى نيجيريا وما تقوم به منظمة بوكو حرام من تفجيرات تنذر بفتنة طائفية كبيرة في هذا البلد الإفريقي الكبير.
ينقل مصدر موثوق، أن الأميركيين، كانوا قد طلبوا سرا من العماد جان قهوجي مؤخرا، أن يسمح للمعارضة السورية المسلحة ومعها السلفيون التكفيريون، بالاستيلاء على مطار القليعات في الشمال، وأن يستخدموه للغايات المعروفة.
هذا الطلب، جاء بعد فشل محاولات من داخل مجلس الوزراء لفتح المطار المذكور على خلفية إنماء منطقة الشمال وتحت ذريعة تشغيل كل المطارات في لبنان، لكن النية الحقيقية هي تكرار السيناريو الليبي، لجهة قيام بنغازي سورية على الأراضي اللبنانية والسورية، باعتبار أن مطار القليعات يبعد 8 كلم عن سوريا، في حين أن مدرجه الذي يبلغ طوله 2800 متر مؤهل لاستقبال الطائرات المدنية والحربية.
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية، وتصلب موسكو وطهران في موقفهما من الأزمة السورية، إضافة إلى نجاح الجيش السوري في توجيه ضربات قاسية وعنيفة للجماعات والعصابات المسلحة، تتجه ضغوط المعسكرين الغربي والتكفيري، نحو الجيش اللبناني، وينقل، المصدر نفسه، أن هناك نية لمعاقبة العماد قهوجي ومعه الجيش، بتدفيعهما ثمنا باهظا، باستدراجهما إلى صدام مع المخيمات أو الدخول في المخطط الأميركي لضبط لعبة التسليح بين واشنطن والسلفيين التكفيريين.
ما ينقل عن قائد الجيش، تخوفه من لعبة متقنة تستدرج المؤسسة العسكرية إلى صدام مسلح مع المخيمات، تقوم تقريبا على ذات السيناريو الذي أدى إلى مواجهات مخيم نهر البارد في 2007، لكن ما تحذر منه القيادة العسكرية أن هذه اللعبة في حال إمرارها ستكون اشد ضراوة وأكثر تدميرية، وسيكون من الصعب على لبنان بظروفه الحاضرة أن يحتوي تداعياتها أو يلملم نتائجها على كل المستويات.
كانت قيادة الجيش اللبناني تتحسب لتحرشات ستتعرض لها على ضفاف المخيمات، كما حدث مؤخرا في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة، لم يكن هذا التحسب قائما على المعلومات الأمنية، وبالمناسبة لدى هذه القيادة الكثير منها، فهناك أيضا ما يمكن استخلاصه بالسياسة، خصوصا، أن الحدث السوري، بات قاب قوسين أو أدنى من استحقاق انعقاد مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية حول سوريا، فمن الطبيعي، أن الكل يبحث عن أوراق جديدة ليضعها على طاولة المؤتمر المذكور، وكثير من هذه الأوراق ترتبط صلاحيته بالطريقة التي يؤدي فيها الجيش دوره على الحدود الشمالية.
قبل هذا، ومنذ تفجر الاضطرابات في سوريا، كان الجيش اللبناني وسط لعبة شد الحبال بين معسكري الصراع على سوريا، حيث دمشق من جهة، تطالبه بتأدية دوره في ضبط الحدود وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين، في حين تحضّه واشنطن وحلفاؤها على التراخي في تعامله مع مسلحي المعارضة السورية في الشمال وغض الطرف عن عمليات تهريب السلاح وتصدير المقاتلين إلى الداخل السوري.
عدم توافق اللبنانيين على تعريف متوازن وموضوعي يراعي انقسامهم السياسي حول سوريا، جعل الجيش مكشوفا أمام لعبة الضغوط المتبادلة بين أطراف الصراع على سوريا، وعوضا من أن تكون سياسة النأي بالنفس اسما على محتوى ووسيلة لتخليص لبنان من لعبة الأمم، تم تفسيرها من زاوية المصالح الحزبية الضيقة والحسابات الانتخابية التافهة، وهذا ما شجع القوى الخارجية بتواطؤ داخلي على استفراد الجيش ومحاولة تدجينه ليستجيب لرغباتها وطلباتها، أو ترهيبه بالكمائن الأمنية كما حدث في الكويخات منذ فترة.
هناك تقاطع محموم غربي ـ سلفي على اتخاذ لبنان قاعدة لتسليح المجموعات المعارضة في الداخل السوري، لكن هذا التقاطع ليس مطلقا، واشنطن تريد تسليحا تحت سقوف لوجستية محددة، لتبقى مجموعات المعارضة السورية المسلحة مرتهنة لها بالكامل، وحتى لا يتكرر مع القوى الأطلسية ما حدث في ليبيا بعد سقوط القذافي، في حين يصر المعسكر السلفي التكفيري على تسليح مفتوح، يمكنه فيما بعد من التحرر من ضوابط حلفائهم الأطلسيين.
طبعا، هذا التقاطع وكيفية اشتغاله من السهل رصده بالسياسة، قد تكون حظوظ ضبط باخرة "لطف الله 2" ومصادرة أسلحتها، قد تمت كونها من خارج التفاهم الأميركي ـ السلفي، وكذلك شاحنة نترات الصوديوم التي يقودها المدعو احمد عواد وضبطت وهي تحاول العبور من منطقة عرسال، فالمعسكر الغربي ما زال تحت تأثير العقدة الليبية، التي تفشت أخطارها إلى النيجر ومالي وغربي الجزائر وصولا إلى نيجيريا وما تقوم به منظمة بوكو حرام من تفجيرات تنذر بفتنة طائفية كبيرة في هذا البلد الإفريقي الكبير.
ينقل مصدر موثوق، أن الأميركيين، كانوا قد طلبوا سرا من العماد جان قهوجي مؤخرا، أن يسمح للمعارضة السورية المسلحة ومعها السلفيون التكفيريون، بالاستيلاء على مطار القليعات في الشمال، وأن يستخدموه للغايات المعروفة.
هذا الطلب، جاء بعد فشل محاولات من داخل مجلس الوزراء لفتح المطار المذكور على خلفية إنماء منطقة الشمال وتحت ذريعة تشغيل كل المطارات في لبنان، لكن النية الحقيقية هي تكرار السيناريو الليبي، لجهة قيام بنغازي سورية على الأراضي اللبنانية والسورية، باعتبار أن مطار القليعات يبعد 8 كلم عن سوريا، في حين أن مدرجه الذي يبلغ طوله 2800 متر مؤهل لاستقبال الطائرات المدنية والحربية.
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية، وتصلب موسكو وطهران في موقفهما من الأزمة السورية، إضافة إلى نجاح الجيش السوري في توجيه ضربات قاسية وعنيفة للجماعات والعصابات المسلحة، تتجه ضغوط المعسكرين الغربي والتكفيري، نحو الجيش اللبناني، وينقل، المصدر نفسه، أن هناك نية لمعاقبة العماد قهوجي ومعه الجيش، بتدفيعهما ثمنا باهظا، باستدراجهما إلى صدام مع المخيمات أو الدخول في المخطط الأميركي لضبط لعبة التسليح بين واشنطن والسلفيين التكفيريين.
ما ينقل عن قائد الجيش، تخوفه من لعبة متقنة تستدرج المؤسسة العسكرية إلى صدام مسلح مع المخيمات، تقوم تقريبا على ذات السيناريو الذي أدى إلى مواجهات مخيم نهر البارد في 2007، لكن ما تحذر منه القيادة العسكرية أن هذه اللعبة في حال إمرارها ستكون اشد ضراوة وأكثر تدميرية، وسيكون من الصعب على لبنان بظروفه الحاضرة أن يحتوي تداعياتها أو يلملم نتائجها على كل المستويات.