ارشيف من :أخبار عالمية

الفقر واليأس يجتاحان اليونان

الفقر واليأس يجتاحان اليونان
صوفيا ـ جورج حداد*

كتبت الجريدة اليونانية اليسارية اليومية "أفغي" ان الفقر واليأس يجتاحان الان اليونان. وأعلنت الجريدة أن كارثة انسانية تهدد البلاد، وهو ما كشفته المعلومات التي أعلنت عنها المفوضية الاوروبية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التابعتان للاتحاد الاوروبي. وحسب معطيات المفوضية فإن عدد الاشخاص المشردين الذين هم بلا مأوى، بلغ 20 الف شخص، وان المشردين "الجدد" هم اشخاص متعلمون، كانوا يعيشون حياة عادية، ولكنهم فقدوا القدرة على الاستمرار في حياتهم السابقة، بعد ان فقدوا اعمالهم. واشارت معلومات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الى ان 68% من السكان اصبحوا يعيشون تحت خط الفقر، وأن اليونان هي سباقة في خسارة اماكن العمل.

واعتمادا على المعطيات المقدمة من قبل المفوضية الأوروبية، كتبت جريدة "أديزميفتوس تيبوس" ان عدد الاشخاص المشردين في اليونان ازداد 25%. وكتبت الجريدة النافذة "تا نييا" ان اليونان تحتاج الى جرعة هواء من شركائها الاوروبيين، واشارت الى ان رئيس الوزراء الجديد اندونيس ساماراس ارسل عبر رئيس الجمهورية كارولوس بابولياس رسالة الى الزعماء الاوروبيين في بروكسل.

الفقر واليأس يجتاحان اليونان

وتلحظ الرسالة الحاجة الى ادخال تعديلات على الاتفاقية بين اثينا والمقرضين الدوليين، من اجل الخروج من حالة الركود الحالية. وكتبت الجريدة ايضا ان رئيس الوزراء هو مصمم على السفر الى العاصمة الاوروبية حيث ستعقد خلال شهر تموز/ يوليو القمة الاوروبية الاستثنائية المخصصة لليونان. وبالرغم من تحذير الاطباء له فإن ساماراس هو مستعد ان يصل الى بروكسل حتى ولو بالقطار، من اجل المشاركة في هذه الندوة الهامة. اذ انه بعد خروجه من المستشفى حظّر الاطباء على ساماراس التحرك، على الاقل لمدة اسبوع.

وفي هذا الوقت ارسل وزير المالية الالماني فولفانغ شويبلي رسالة صارمة اخرى الى اليونان، يقول فيها ان اليونان اضاعت وقتا ثمينا في الحملة الانتخابية التي استمرت عدة شهور. وجاء في الرسالة ان اليونانيين عليهم ان يقرروا ماذا سيفعلون، من اجل حل مشاكلهم، واضاف شويبلي في رسالته ان المانيا ليست مسؤولة عن كونه مر وقت طويل قبل أن توجد في اليونان ادارة فعالة.

وعلقت جريدة "اتنوس" ان قادة الاتحاد الاوروبي هم اليوم مقسومون الى "معسكرين حربيين"، وان السيوف بدأت تتقاطع في اجتماع القمة في بروكسل، الذي سيتم فيه التقرير في مستقبل اليورو. واستخدمت الجريدة تعبير " حرب اهلية" بين الشمال والجنوب، حيث تقف المانيا من جهة، وفرنسا وايطاليا واسبانيا من جهة ثانية.

الفقر واليأس يجتاحان اليونان

هذا وفي اثينا كتبت جريدة "فيما" انه تفوح رائحة عملية ارهابية من الحريق الذي اندلع في البناية التي تقع فيها مكاتب شركة "مايكروسوفت". واشارت التحقيقات الى ان اشخاصا مسلحين كانوا ينتقلون في باص دخلوا الامس صباحا في مدخل البناية وهم يحملون غالونات الغاز والبنزين واشعلوا فيها النار. ووصلت النيران الى الطابق الثالث. ووقعت اضرار جسيمة الا انه لم يبلغ عن وقوع ضحايا. وفي تقدير البوليس ان الذي قام بالعملية هو منظمة اقدمت على هذا العمل من باب التجربة، وان تلك المنظمة تحضّر للقيام بعملية ارهابية اكبر. ولم يذكر البوليس اي اسم لأي منظمة.

ومن جهة اخرى قام امس اعضاء مجلس النواب الجديد الذين انتخبوا في 17 حزيران والبالغ عددهم 300 نائب بأداء قسم اليمين. وذلك في احتفال ديني ترأسه اسقف اثينا وسائر اليونان ييرونيم. وقد بقي نواب المنظمة اليمينية المتطرفة "الفجر الذهبي" جالسين في امكنتهم. في حين ان النواب المسلمين الثلاثة اقسموا اليمين على القرآن الكريم. اما رئيس الوزراء اندونيس ساماراس فلم يحضر الاحتفال بسبب منعه من الحركة لمدة اسبوع من قبل الاطباء بعد العملية التي اجريت له في عينه اليسرى. ولم يحضر كذلك النواب الذين يشاركون في الوفد اليوناني الذي يترأسه رئيس الجمهورية كارولوس بابولياس والذي سيسافر الى بروكسل للمشاركة في القمة التي يعقدها الاتحاد الاوروبي.

*كاتب لبناني مستقل

2012-07-03