ارشيف من :آراء وتحليلات

ميدفيدييف يزور جزر الكوريل واليابان تحتج

ميدفيدييف يزور جزر الكوريل واليابان تحتج
صوفيا ـ جورج حداد*

تقع سلسلة جزر الكوريل ذات الاصل البركاني في أقصى شرق روسيا، بمواجهة شبه جزيرة كامتشاكا وجزيرة ساخالين الروسيتين. وهي تفصل بين بحر اوخوتسك المحاذي لروسيا وبين المحيط الهادئ. وتمتد سلسلة الجزر في خط مستقيم بين شبه جزيرة كامتشاكا الروسية وبين اليابان.

وقبل بدء النزاع بين روسيا واليابان حول جزر الكوريل في القرن التاسع عشر، كان السكان الاصليون للجزيرة من قومية صغيرة تسمى أينو. واليوم لم يتبق من هذه القومية سوى حوالى 50 الف نسمة اكثر من نصفهم بقليل يعيش في اليابان والنصف الاخر يعيش في روسيا. وهم يتكلمون اما اليابانية واما الروسية، ونسيت غالبيتهم لغتهم الأصلية. وفي الحرب اليابانية ـ الروسية سنة 1904 ـ 1905، وبنتيجة الانتصار الياباني على القيصرية الروسية وتحطيم الاسطول الروسي، سيطرت اليابان على ارخبيل جزر الكوريل كليا.

ولكن في نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد تحطيم الجيش الاحمر السوفياتي للجيش الياباني في الشرق الاقصى، سيطرت روسيا على جزر الكوريل التي تحتل موقعا جيوستراتيجيا عالميا وبالأخص لروسيا. وكرست اتفاقية بوتسدام في نهاية الحرب العالمية الثانية السيطرة الروسية على الجزر. ومنذ ذلك التاريخ واليابان تطالب روسيا باستعادة جزر الكوريل، الا ان روسيا ترفض هذا الطلب بسبب الاهمية الاستراتيجية بالنسبة للامن القومي الروسي، ولا سيما بعد توقيع اليابان اتفاقية امنية مع اميركا بقي بموجبها حوالى 50000 جندي اميركي في اليابان. هذا بالاضافة الى "النزاع الحقوقي" حول ملكية الجزر بين اليابان وروسيا. وتتبع جزر الكوريل الان اداريا لاقليم ساخالين الروسي.

ميدفيدييف يزور جزر الكوريل واليابان تحتج

وقد قام رئيس الوزراء الروسي دميتريي ميدفيدييف الثلاثاء الماضي بزيارة تفقدية الى ارخبيل جزر الكوريل، حسبما اذاعت وكالة الصحافة الفرنسية. وحطت طائرته في جزيرة كوناشير التي هي جزء من الارخبيل. ومن الجدير ذكره ان اليابان وروسيا لم توقعا حتى الان اتفاقية الصلح فيما بينهما، المفروض توقيعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الخلاف حول جزر الكوريل.

وفور الاعلان عن الزيارة استدعت الحكومة اليابانية السفير الروسي في طوكيو يفغيني افاناسييف وابلغته عن عدم موافقتها على زيارة رئيس الوزراء الروسي الى جزيرة كوناشير، التي هي واحدة من 56 جزيرة في ارخبيل الكوريل الذي تديره روسيا.

وقبل بضعة اسابيع كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيهوكو نودا قد اتفقا على تجديد المحادثات لاجل تسوية النزاع حول الجزر.

وعلق وزير الخارجية الياباني كويتشيرو غيمبا على زيارة ميدفيدييف انها جاءت كـ"دوش بارد" لليابان بعد ظهور بوادر تحسن في العلاقات الروسية ـ اليابانية في الآونة الاخيرة.


*كاتب لبناني مستقل
2012-07-05