ارشيف من :آراء وتحليلات

الولايات المتحدة تحشد قواتها سراً في الخليج وإيران تستعد للمواجهة

الولايات المتحدة تحشد قواتها سراً في الخليج وإيران تستعد للمواجهة
صوفيا ـ جورج حداد*

اعلنت كاترين أشتون، التي تشغل منصب مفوض الشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي، ان قرارات الحظر الاورالولايات المتحدة تحشد قواتها سراً في الخليج وإيران تستعد للمواجهةوبي المفروضة على ايران ستؤتي نتائجها. وفي هذا الوقت نشرت جريدة "نيويورك تايمز" ان الولايات المتحدة الاميركية بدأت بشكل سري حشد قوات دعم اضافية في الخليج الفارسي لقطع الطريق على أي محاولة ايرانية لاغلاق مضيق هرمز. وهناك هدف مواز تسعى الادارة الاميركية لتحقيقه الى جانب زيادة الوحدات الاميركية في الاقليم، وهو تحقيق زيادة ملحوظة في عدد الطائرات الاميركية، القادرة على تنفيذ ضربات في عمق الاراضي الايرانية في حال نشوب النزاع.

والعنصر الملحوظ اكثر من غيره في زيادة الوجود العسكري الأميركي في الاقليم هو زيادة عدد السفن الحربية، التي تنتشر بطريقة تهدف الى توسيع قدرة اميركا على "حماية" مضيق هرمز وفك الحصار عنه فيما اذا حاولت ايران تلغيمه. وقد ضاعفت اميركا عدد السفن كاسحة الالغام ليصبح ثماني سفن. كما تمت موضعة سفينة الشحن البرمائية المجددة "بونس"، التي سيتم استخدامها لادارة العمليات العسكرية والاسعافية.

وبعد أن بدأ تطبيق الحظر النفطي ضد ايران، فإن زيادة الحضور العسكري الاميركي في الخليج، وان كانت تقدم بصفة عملية دفاعية استثنائية، فهي ترتبط بالمخاطر الجدية على المصالح الاميركية، بما في ذلك خطر قيام الحرس الثوري الايراني برد فعل بوسائل عسكرية، كما تقول الجريدة. "ان الرسالة الموجهة الى ايران هي واضحة: لا تفكروا مجرد تفكير بإغلاق مضيق هرمز". هذا ما صرح به امام "نيويورك تايمز" ممثل حكومي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه.

وتشير وكالة الصحافة الفرنسية الى ان ايران تتهم الغرب بأنه يماطل في المحادثات حول البرنامج النووي السلمي الايراني. وذلك قبل المحادثات التقنية حول المسألة التي جرت في اسطنبول بين ايران والدول الست (الدول الخمس الاعضاء الدائمة في مجلس الامن + المانيا). فاذا رفضت الدول الغربية الاعتراف بالحقوق النووية لايران، وبالاخص فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، واذا لم يتم ايجاد اتفاق متوازن، فحينذاك يمكن ان تصل المحادثات الى طريق مسدود، حسبما حذر الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست.

ففي المؤتمر الصحافي الاسبوعي الذي يعقده في طهران اعلن مهمانباراست انه من الممكن ان يعمد الغرب الى المماطلة المتعمدة في المحادثات، من اجل افشالها او بانتظار اجراء الانتخابات الرئاسية في اميركا في تشرين الثاني المقبل. وكانت المحادثات بين ايران والدول الست قد تجددت هذا العام في اسطنبول بعد انقطاع دام 15 شهرا. ولكن الدورات الثلاث من المحادثات التي جرت لم تؤد الى حصول اي اختراق للجمود القائم. وقد اجتمع الخبراء من الطرفين لاجراء محادثات تقنية في اسطنبول. وجرت المحادثات في مكان سري وبعيدا عن اجهزة الاعلام.

ومن جهة ثانية افادت وكالة الصحافة الفرنسية، مستندة الى أجهزة الاعلام الإيرانية، ان ايران أجرت مناورات عسكرية تم خلالها قصف مواقع شبيهة بالمواقع المعادية بصورايخ بالستية يمكنها ان تصيب "اسرائيل". واذاعت القناة العربية "العالم" انه خلال المناورات المسماة "الرسول الاعظم ـ 7" تم اطلاق صواريخ شهاب ـ 1، 2 و 3، وصواريخ "قيام" و"توندار". واستمرت المناورات ثلاثة ايام وشاركت فيها وحدات النخبة من الحرس الثوري الايراني وجرت في صحراء دشت ـ اي ـ قفير في الجزء الاوسط من البلاد، حيث تم انشاء نسخة عن "قاعدة طيران حربي للقوات الاجنبية في الاقليم".

الولايات المتحدة تحشد قواتها سراً في الخليج وإيران تستعد للمواجهة

وصرح قائد القوات الصاروخية الايرانية الجنرال أمير علي حاجي صادق ان هدف المناورات هو توجيه رسالة الى " الدول ذات النزعات المغامرة" التي تشعر بالاغراء لمهاجمة ايران. وستساعد المناورات على التحقق من دقة وفعالية الصواريخ المستخدمة. وصواريخ شهاب ـ 3، التي يبلغ مداها 2000 كلم، يمكن ان تصل الى "اسرائيل" والى جميع القواعد الاميركية في المنطقة.

والصواريخ الاخرى التي استخدمت في المناورات، هي ذات مدى 200 كلم و750 كلم. وهذه الصواريخ القادرة على اصابة اهداف خارج الاراضي الايرانية من شأنها التعويض عن النقص في سلاح الطيران والبحرية الحربيين. وصرح الجنرال حسين سلامي (الشخصية الثانية في قيادة الحرس الثوري الايراني) ان الصواريخ التي اطلقت ضد "قاعدة معادية" قد نجحت 100%.

وقالت وكالة رويترز ان لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني قد أعدت مشروع قانون، يتم بموجبه اغلاق مضيق هرمز بوجه ناقلات النفط التي تنقل النفط الى الدول التي تدعم العقوبات الاقتصادية ضد ايران. وهذا ما اعلنه ابراهيم اغا محمدي عضو اللجنة البرلمانية المشار اليها. وحسب كلماته فإن هذا المشروع القانون هو "جواب على الحظر النفطي من قبل الاتحاد الاوروبي" ضد ايران. وقال محمدي ان 100 من اصل 290 نائبا في البرلمان الايراني قد وقعوا مشروع القانون. وتقول الاحصاءات الرسمية انه في سنة 2011 عبرت من مضيق هرمز ناقلات نفط تحمل بالمتوسط حوالى 17 مليون برميل نفط خام. ومن خلال هذا الطريق البحري الهام يتم نقل القسم الاكبر من النفط الذي تصدره السعودية، الامارات المتحدة، الكويت والعراق، وتقريبا كل كمية الغاز الطبيعي لقطر.
2012-07-10