ارشيف من :أخبار عالمية
محور الشر الصهيو ـ أميركي بين الطيش الأصغر في العراق وأفغانستان ولبنان... والطيش الأكبر في سوريا!
صحيح أن بإمكان ما يسمى بالثورة السورية أن تأخذ على النظام السوري أشكالاً من الفساد الذي يمنع شرائح اجتماعية ضيقة أو واسعة من الاحساس بالانتماء الفعلي وبالمواطنة الضرورية من أجل ارتقاء جميع قطاعات المجتمع نحو المشاركة وتحقيق حد كاف من الحرية والكرامة.
والأكيد أن العمل على تحقيق هذا المطلب كان ممكناً عن طريق الاحتجاج السلمي خصوصاً وأن النظام السوري، وهو من الأنظمة القليلة التي كانت، رغم الضغوطات السياسية والصعوبات الاقتصادية والإرث الكبير من المشاكل المتراكمة منذ مئات السنين، ما تزال حريصة على تعزيز دولة الرعاية من خلال مجانية التعليم والصحة وتعميم الخدمات العامة عبر تأمين الماء والكهرباء وما إلى ذلك من أمور أصبح الافتقار إليها اليوم في أساس الاضطراب الذي بات يفتك بالكثير من بلدان العالم.
كما لا يخفى في هذا المجال أيضاً أن سوريا هي في طليعة بلدان العالم التي لم تنخرها أشكال التخريب التي تقودها منظمات الأمم المتحدة المالية، البنك وصندوق النقد الدولي، والتي أثقلت كاهل معظم بلدان العالم بالديون الضخمة وحكمت بالفقر المزمن على القسم الأكبر من الشعوب، بما فيها شعوب ما يسمى بالعالم المتقدم.
وفي الوقت الذي تم فيه بنجاح اغتصاب مفهوم العروبة وتحويل مراكزها من عواصم عريقة ووازنة كالقاهرة ودمشق وبغداد، إلى قرى ودساكر لم يكن يسمع بوجودها أحد قبل خمسين عاماً، كالمنامة والرياض والكويت والدوحة والشارقة، ولا وزن لها غير ذاك الذي من به عليها المستعمرون من خلال تقسيمات حازت بفضلها على الثروات النفطية العائدة للشعوب العربية والإسلامية ... كانت سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي يعتنق إيديولوجيا قومية وحدوية ويحرص بكل السبل على صيانة العلاقة بين حاضر العرب وماضيهم بهدف الحيلولة دون ذوبان شخصيتهم وهويتهم.
كل هذه الأسباب، إضافة إلى دور سوريا في إسقاط مشاريع الاستسلام التي دفعت إليها مشيخات الخليج وانخرطت فيها بشكل مباشر كل من مصر والسلطة الفلسطينية والأردن، وبأشكال غير مباشرة معظم الأنظمة العربية المتبقية، وإلى التحالف الاستراتيجي بين سوريا وكل من إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وهو التحالف الذي أدى إلى تغيرات كبرى في التوازنات الإقليمية والدولية بفعل الهزائم التي لحقت بالاحتلالين الإسرائيلي في لبنان، والأميركي في العراق، هي ما يفسر ضراوة الحرب الكونية المفروضة على سوريا.
أما اتهام النظام السوري بالطائفية، فتكذبه وقائع من نوع أن الغنى والفقر والقرب والبعد عن السلطة هي أمور تخترط جميع الطوائف دونما تمييز، لسبب بسيط هو البون الشاسع بين عقيدة حزب البعث القومية والاعتبار الطائفي الذي لم يبرز إلى الوجود إلا نتيجة للحقن الإعلامي الذي يمارسه التكفيريون ويسخرون له عشرات القنوات التلفزيونية ومئات الصحف والمواقع الالكترونية، دون الحديث عن مليارات البترودولارات التي تغذي مثل هذه الثقافة السامة.
وكذا الأمر بالنسبة للديكتاتورية، حيث إن الأنظمة العربية المتورطة في الحرب على سوريا هي نماذج متطرفة للطائفية والاستبداد والحكم العائلي بعيداً عن أي قانون أو دستور.
وقد جاءت تظاهرات الاحتجاج لتشكل لحظة ذهبية لإطلاق المشروع الجهنمي الهادف، فيما يتجاوز تنحية الرئيس الأسد أو إسقاط النظام، إلى تدمير الشعب والمجتمع والدولة السورية، وإلى ضرب ما تبقى من انتماء العرب إلى عروبتهم.
فبالتوازي مع التظاهرات السلمية، ثم من خلال تغلغل الخلايا النائمة بين صفوفها ورفد هذه الخلايا بجيوش من المرتزقة وعناصر تنظيم القاعدة وعملاء الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والتركية وتلك التابعة لبعض البلدان العربية، بات من الممكن أن تبدأ عمليات القتل والتخريب وأن تقوم وسائل الإعلام بفبركة كل ما يلزم لإظهار ما يجري في سوريا على أنه عملية قتل يمارسها النظام بحق شعبه.
لقد دفعت سوريا حتى الآن ثمناً باهظاً من دماء شعبها وجيشها، وخسرت الكثير من مرافقها الاقتصادية، وأصاب الدمار ما لا يحصى من بيوتها وأحيائها، وتم تهجير الكثير من سكانها. وكل ذلك يثلج صدر الإسرائيليين والغربيين وأدواتهم العربية ممن تشكل مصلحة الشعب السوري وحياته آخر هم من همومهم، لشدة ما تنحصر همومهم في العمل على تدمير سوريا وتمزيقها على طريق تمزيق المنطقة ضمن إطار ما يسمى بـ "الشرق الأوسط الجديد" وزعيمته "إسرائيل".
جنون العظمة والعقلية الإجرامية المتجذرة اللذان سولا للولايات المتحدة أمر الغزو الفاشل لأفغانستان والعراق، وللكيان الصهيوني أمر الغزو الفاشل للبنان، هما تعبيران عن الطيش الأصغر. أما الطيش الأكبر فهو الإقدام على غزو سوريا. فهذا الغزو لن يفشل فحسب، بل إنه سيفضي إلى قيام عالم جديد على أنقاض محور الشر الصهيو-أميركي وامتداداته الدولية والإقليمية.
عقيل الشيخ حسين
والأكيد أن العمل على تحقيق هذا المطلب كان ممكناً عن طريق الاحتجاج السلمي خصوصاً وأن النظام السوري، وهو من الأنظمة القليلة التي كانت، رغم الضغوطات السياسية والصعوبات الاقتصادية والإرث الكبير من المشاكل المتراكمة منذ مئات السنين، ما تزال حريصة على تعزيز دولة الرعاية من خلال مجانية التعليم والصحة وتعميم الخدمات العامة عبر تأمين الماء والكهرباء وما إلى ذلك من أمور أصبح الافتقار إليها اليوم في أساس الاضطراب الذي بات يفتك بالكثير من بلدان العالم.
كما لا يخفى في هذا المجال أيضاً أن سوريا هي في طليعة بلدان العالم التي لم تنخرها أشكال التخريب التي تقودها منظمات الأمم المتحدة المالية، البنك وصندوق النقد الدولي، والتي أثقلت كاهل معظم بلدان العالم بالديون الضخمة وحكمت بالفقر المزمن على القسم الأكبر من الشعوب، بما فيها شعوب ما يسمى بالعالم المتقدم.
وفي الوقت الذي تم فيه بنجاح اغتصاب مفهوم العروبة وتحويل مراكزها من عواصم عريقة ووازنة كالقاهرة ودمشق وبغداد، إلى قرى ودساكر لم يكن يسمع بوجودها أحد قبل خمسين عاماً، كالمنامة والرياض والكويت والدوحة والشارقة، ولا وزن لها غير ذاك الذي من به عليها المستعمرون من خلال تقسيمات حازت بفضلها على الثروات النفطية العائدة للشعوب العربية والإسلامية ... كانت سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي يعتنق إيديولوجيا قومية وحدوية ويحرص بكل السبل على صيانة العلاقة بين حاضر العرب وماضيهم بهدف الحيلولة دون ذوبان شخصيتهم وهويتهم.
كل هذه الأسباب، إضافة إلى دور سوريا في إسقاط مشاريع الاستسلام التي دفعت إليها مشيخات الخليج وانخرطت فيها بشكل مباشر كل من مصر والسلطة الفلسطينية والأردن، وبأشكال غير مباشرة معظم الأنظمة العربية المتبقية، وإلى التحالف الاستراتيجي بين سوريا وكل من إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وهو التحالف الذي أدى إلى تغيرات كبرى في التوازنات الإقليمية والدولية بفعل الهزائم التي لحقت بالاحتلالين الإسرائيلي في لبنان، والأميركي في العراق، هي ما يفسر ضراوة الحرب الكونية المفروضة على سوريا.
أما اتهام النظام السوري بالطائفية، فتكذبه وقائع من نوع أن الغنى والفقر والقرب والبعد عن السلطة هي أمور تخترط جميع الطوائف دونما تمييز، لسبب بسيط هو البون الشاسع بين عقيدة حزب البعث القومية والاعتبار الطائفي الذي لم يبرز إلى الوجود إلا نتيجة للحقن الإعلامي الذي يمارسه التكفيريون ويسخرون له عشرات القنوات التلفزيونية ومئات الصحف والمواقع الالكترونية، دون الحديث عن مليارات البترودولارات التي تغذي مثل هذه الثقافة السامة.
وكذا الأمر بالنسبة للديكتاتورية، حيث إن الأنظمة العربية المتورطة في الحرب على سوريا هي نماذج متطرفة للطائفية والاستبداد والحكم العائلي بعيداً عن أي قانون أو دستور.
وقد جاءت تظاهرات الاحتجاج لتشكل لحظة ذهبية لإطلاق المشروع الجهنمي الهادف، فيما يتجاوز تنحية الرئيس الأسد أو إسقاط النظام، إلى تدمير الشعب والمجتمع والدولة السورية، وإلى ضرب ما تبقى من انتماء العرب إلى عروبتهم.
فبالتوازي مع التظاهرات السلمية، ثم من خلال تغلغل الخلايا النائمة بين صفوفها ورفد هذه الخلايا بجيوش من المرتزقة وعناصر تنظيم القاعدة وعملاء الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والتركية وتلك التابعة لبعض البلدان العربية، بات من الممكن أن تبدأ عمليات القتل والتخريب وأن تقوم وسائل الإعلام بفبركة كل ما يلزم لإظهار ما يجري في سوريا على أنه عملية قتل يمارسها النظام بحق شعبه.
لقد دفعت سوريا حتى الآن ثمناً باهظاً من دماء شعبها وجيشها، وخسرت الكثير من مرافقها الاقتصادية، وأصاب الدمار ما لا يحصى من بيوتها وأحيائها، وتم تهجير الكثير من سكانها. وكل ذلك يثلج صدر الإسرائيليين والغربيين وأدواتهم العربية ممن تشكل مصلحة الشعب السوري وحياته آخر هم من همومهم، لشدة ما تنحصر همومهم في العمل على تدمير سوريا وتمزيقها على طريق تمزيق المنطقة ضمن إطار ما يسمى بـ "الشرق الأوسط الجديد" وزعيمته "إسرائيل".
جنون العظمة والعقلية الإجرامية المتجذرة اللذان سولا للولايات المتحدة أمر الغزو الفاشل لأفغانستان والعراق، وللكيان الصهيوني أمر الغزو الفاشل للبنان، هما تعبيران عن الطيش الأصغر. أما الطيش الأكبر فهو الإقدام على غزو سوريا. فهذا الغزو لن يفشل فحسب، بل إنه سيفضي إلى قيام عالم جديد على أنقاض محور الشر الصهيو-أميركي وامتداداته الدولية والإقليمية.
عقيل الشيخ حسين