ارشيف من :آراء وتحليلات

مبروك للـ"LBC" وللجديد ابو ابراهيم بخير

مبروك للـ"LBC" وللجديد ابو ابراهيم بخير
أدخلتنا محطتا الـ"LBC" والجديد وغيرهما من المحطات اللبنانية في تغطيتها للحدث عن استهاد عدد من المخطوفين اللبنانيين (أخبار غير مؤكدة) في متاهة معلوماتية لكن السؤال الأهم عند مذيعة الـ"LBC" لمحمد نور المسؤول الاعلامي لمسلحي المعارضة في أعزاز أي الناطق باسم العصابة الخاطفة، السؤال هو هل ابو ابراهيم بخير.

الخاطف الارهابي الذي يجب ان يحاكم بتهمة الخطف الذي يتحمل مع من يديره مسؤولية حياة المخطوفين أصبح هو القضية عند مذيعي الـ"LBC" والجديد، هل هو حي هذا هو الاهم من كل شيء من مصير اللبنانيين الـ11 المخطوفين ومن مشاعر أهلهم.
غاب السؤال الجوهري الذي كان يجب على المحطتين (وعلى غيرهما الجزيرة، العربية بشكل خاص لكن النقاش الآن مع القناتين اللبنانيتين أولاً) وهو لماذا ما زال الخاطفون يحتفظون بالرهائن الـ11 حتى الآن ولم يطلقوا سراحهم؟ لماذا عند اقتراب الخطر وتحول مدينة أعزاز الى جبهة حرب لم يفرجوا عنهم وهذه مسؤوليتهم بأن يحموا أرواح هؤلاء الرهائن لا ان يعرضوهم للخطر.

تحول العمل الصحفي لدى هذه المحطات جميعاً الى تسويق لفكر الارهابيين الخاطفين وتصوير الخاطفين على انهم ضحايا وتحويل الضحايا/ الرهائن الى اشياء ومواد تسويقية ووسيلة للاستغلال السياسي.

مبروك للـ"LBC" وللجديد ابو ابراهيم بخير


غيّب صحافيونا الاوشاوس، المستقلون، الصوت الحر الناطق باسم الرأي العام كما يحلو لهم وصف أنفسهم، غيّب هؤلاء الاسئلة الحرجة لدى مقابلاتهم مع الجهات الخاطفة قيادة وعناصر؛ من في الظل ومن في الواجهة (ابو ابراهيم) تحولت الاسئلة الى تفاصيل الحياة اليومية للمخطوفين وليس السؤال الجوهري حول عملية الخطف نفسها ولماذا حجز حرية الابرياء والتلاعب بعواطف أهاليهم والأكثر من ذلك استعمالهم فتيلاً لإيقاظ الفتنة.
التسطيح الغالب على أسئلة وتحركات إعلامينا خصوصاً في الـ"LBC" و"الجديد" ليس بريئاً بل هو نتيجة سلوك سياسي يمكن ان نفهمه من قناة "المستقبل" الراعية إعلامياً للمعارضة المسلحة تماً كما هي حال الجزيرة والعربية لكن محطتين تدعيان المهنية الموضوعية والاستقلالية تبدوان أكثبر انحيازاً للجهة الخاطفة.

ما يعزز هذا الانطباع هو سلوك الصحافين التابعين لهذه المحطات لجهة الدخول الى مدينة أعزاز قبل المعركة القاسية بين المسلحين والجيش السوري. إذ كان المسلحون يستخدمون هذه المحطات للترويج السياسي لمقولاتهم الدعائية ضد النظام وضد المخطوفين في محاولة لإقناعنا بعدالة عملية الخطف، هذا السلوك أريد منه أكثر من هدف:

ـ استخدام المخطوفين دروعاً بشرية لحماية المسلحين من خلال تأكيد وسائل إعلام لبنانية لوجودهم في أعزاز بحيث يصبح أي عمل عسكري في المنطقة مهدداً لحياتهم وعندها يمكن الإدعاء بأن النظام مسؤول عن حياة المخطوفين في حين أن السؤال الذي يجب ان يطرحه الصحافيون الافاضل على الخاطفين هو التالي: لماذا لا تسحبون المخطوفين من منطقة الخطر ولماذا لا يتحملون مسؤولية عملهم هذا باعتبارهم تحت قبضتهم.
ـ حماية الدول الراعية والداعمة للخاطفين من خلال إظهار ابو ابراهيم (الرامبو) ومسلحي أعزاز أنهم هم وحدهم اصحاب القرار وأن الخطف على الارض السورية.

مبروك للـ"LBC" وللجديد ابو ابراهيم بخير

ـ إظهار عملية الخطف على أنها مسألة طبيعة ويجب التعامل معها كذلك، وتقديم أدلة على حسن نية الخاطفين وسلوكهم الانساني مع المخطوفين، والتركيز على المطالب الغامضة وعلى مشاكل المسلحين ووضعهم أمام النظام؛ أي أن وسائلنا الاعلامية انخرطت - عن عمد أو عن جهل - في التمهيد النفسي لإطالة أمد الخطف وهذا بحد ذاته تواطوء مع الخاطفين وحماية إعلامية لهم على حساب حرية مواطنيهم اللبنانيين.
لم يجب أحد من المسؤولين عن المحطتين عن تساؤلات اهالي الخاطفين: لماذا لا يطلق سراح المخطوفين فوراً مع الاعتذار لهم ولأهلهم ندل النقاش في نوع الطعام المقدم لهم أو نوعية الالبسة المعطاة لهم.

لم يدر بخلد بيار ولا خالد ولا فداء في المحطة الاولى ولا مريم أو داليا أو نوال بري في المحطة الثانية ان يسألوا الخاطفين سؤالاً واحداً؟! من أعطاكم الحق في حجز حرية أناس أبرياء مسالمين وأخذهم رهائن من على قارعة الطريق العام وهم مسافرون شرعيون لم يرتكبوا أي مخالفة قانونية في سفرهم ؟ ومن أعطاهم الحق لاستغلال معاناتهم ومعاناة أهاليهم للترويج لأعمالهم العسكرية ضد الدولة السورية.

السيدة نوال في رسالتها مساء الخميس تبرر للخاطف الارهابي "ابو ابراهيم" استخدامه المخطوفين دروعاً بشرية بالقول ان "ابو ابراهيم" عاجز عن حماية نفسه فكيف يستطيع حماية الرهائن؟ أليس هذا المنطق تواطئناً مع الخاطف. وبدل ان تكون التغطية الاخبارية لقنواتنا اللبنانية مركزة على الضغط لتحرير المخطوفين نجدها تنحاز للخاطفين عملياً والسؤال الذي كان يجب ان يطرح علناً وعلى الجميع كيف أمكن لجماعة "ابو ابراهيم" أن يخرجوا سبعين جريحاً من أعزاز الى مشفى تركية قريبة ولم يكن بين هؤلاء السبعين اللبنانيون الـ11 الذين كان يتوجب سحبهم من منطقة الخطر، لكن السؤال هذا رُذِل وعاد بدلاً منه سؤال حول طبيعة المكان والقصف وأسماء الشهداء والجرحى والسياق التبريري بقي نفسه والمدح للخاطف بقي نفسه هل يتكرم ابو ابراهيم (او الجهات الكبرى خلفه) على الـ"LBC" والجديد بذكر أسماء الشهداء أو الاحياء، هي لفتة إنسانية منه خصوصاً مع شهادة نوال بأن أبو ابراهيم عودنا على صدقه فكل ما وعدنا فيه سابقاً نفذه.، هي، الشهادة، الاهم عندها بدل السؤال الجوهري وهذه الشهادة هي التي تظهر حجم التواطوء الاعلامي مع الخاطفين.

أما خطر ببال أحد من هؤلاء أن يسأل نفسه كيف يعرضون صور افطار المخطوفين على الحدود (ليس في اعزاز) أي أنهم كانوا خارج المدينة وبعد ساعات يكون القصف قد اصابهم داخل المدينة. الأصل هنا أنهم كانوا خارجها فلماذا الادعاء أنهم داخل المدينة دون صور بخلاف ما حصل من تأكيد لحظة الافطار بالصورة وهو ما دعا اهالي المخطوفيين لاتهام ابو ابراهيم بالنية في تصفية بعض الرهائن.
مبروك ل"LBC" بيار وخالد وفداء وندى ووسام ونيكول ومبروك للجديد مريم ونوال وداليا ومالك والبقية ,, ابو ابراهيم حي والباقي مش مهم حتى لو استشهد جميع اللبنانيين..

... طمنتونا...
غالب رحال

2012-08-17