ارشيف من :آراء وتحليلات
هل تعيد ايران الحياة إلى حركة عدم الانحياز؟
حركة عدم الانحياز ، تأسست عام 1955 وعقدت مؤتمرها الأول في بلغراد عام 1961 بحضور 25 دولة، على وقع طبول الحرب الباردة ما بين معسكري الرأسمالية برئاسة الولايات المتحدة الأميركية والشيوعية برئاسة الاتحاد السوفياتي سابقاً. حركة تأسست من الجيل الأول من قيادات ما بعد الحقبة الاستعمارية من قارتي أفريقيا وآسيا، وكان على رأسهم جمال عبد الناصر من مصر، وجواهر لال نهرو من الهند ، وسوكارنو من اندونيسيا، وبروز تيتو من يوغوسلافيا.
الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز ركزت على تأييد حق تقرير المصير والاستقلال الوطني، والسيادة والسلامة الإقليمية للدول ومعارضة الفصل العنصري، وكذلك عدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى إضافة إلى الكفاح ضد الاستعمار والاحتلال والعنصرية، ونزع السلاح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول، وكذلك رفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وتدعيم الأمم المتحدة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلاً عن التعاون الدولي على قدم المساواة.
عقد المؤتر السادس عشر للحركة في طهران، التي على ما يبدو أخذت على عاتقها تفعيل الحركة وإعادة الحياة إليها بعد سبات دام أكثر من خمسين عاماً، والعمل على تحقيق الأهداف، فهل تستطيع ايران اعادة الحياة إلى حركة لم يكن بمقدورها تحقيق اي هدف من اهدافها على الرغم من أنها حركة معترف بها دولياً، بدليل اننا قد رأينا ممثلين أمميين قد حضروا المؤتمر في طهران كالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى جانبه جيفري فيلتمان في مشهد غير مألوف؟
الجهد الذي بذلته طهران لإنجاح المؤتمر تم تفسيره من قبل المراقبين والمحللين سلباً أو إيجاباً، ويعود إلى عدة تفسيرات منها:
1ـ أن ايران ارادت ان تخرج من عزلتها الدولية التي فرضتها عليها العقوبات الاقتصادية، وبالتالي فهي استطاعت ان تجمع هذا العدد الهائل من المشاركين في المؤتمر، بما فيهم الدول التي لا تتوافق مع سياستها الخارجية.
2ـ ان العقل السياسي الديبلوماسي الإيراني نجح في عقد المؤتمر، ومشاركة من يخالفون ايران الرأي في السياسة الدولية، بما فيها المؤسسات التي كان لها دور في المساعدة على فرض العقوبات ضد ايران، وحضور بان كي مون وفيلتمان خير دليل.
3ـ كان واضحا أن اللمسات الأخيرة للبيان الختامي كانت ايرانية بحيث أكد البيان الختامي على أمور خاصة بإيران وحدها دون الدول الأعضاء الأخرى مثل:
أـ طلب تشكيل إدارة عالمية مشتركة من أجل الإنصاف الدولي، وهذا يتناسب مع ما قاله الإمام الخامنئي في كلمته في افتتاح المؤتمر حول ضرورة اصلاح المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن، من أجل أعطاء فرصة التنمية لكافة الدول دون استثناء.
ب ـ اثبتت ايران أن أولويتها فيما يجري في منطقة الشرق الأوسط هي فلسطين، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو العائق في وجه السلام في المنطقة، فكانت فلسطين هي النقطة الثانية في البيان الختامي بعد التنمية وإصلاح المؤسسات الدولية.
ج- في ظل ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية حول ما تسميه الحرب على الارهاب وإظهار الإسلام على انه دين الارهاب في ظل الإعلام الموجه، كان هناك تركيز على مسألة التمييز ورهاب الاسلام ورفضهما رفضاً قاطعاً، وهذا يعتبر نصراً للديبلوماسية الايرانية.
د- اعتبار الأسلحة النووية انها اكثر الأسلحة غير الانسانية، وهذا ما يعني ايران مباشرة، ولكن كان لا بد من التمييز بين الأسلحة النووية التي تملكها "اسرائيل" في منطقة الشرق الأوسط والتي يمكن ان تستخدمها ضد البشر وما بين حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأهداف السلمية، وكان هناك ذكر واضح في البيان الختامي لحق ايران بالاسم في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وفي مجال دورة الوقود، مع التركيز على احترام النشاطات النووية السلمية وحمايتها دولياً من أي اعتداء، وبذلك يكون التهديد الإسرائيلي لضرب ايران يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وهذا ما تريده ايران بالتحديد لأنها هي الدولة الوحيدة من دول حركة عدم الانحياز التي تهددها "اسرائيل" بضرب منشآتها النووية السلمية.
هـ ـ اتفاق الدول الأعضاء في الحركة على الامتناع عن توقيع او تنفيذ الإجراءات والقوانين الآحادية الجانب مثل العقوبات الاقتصادية وحظر سفر بعض الأفراد وعرقلة حرية التجارة والاستثمار، واعتبار ان اي تهديد من دولة لحق دولة اخرى هو مناقض لميثاق الأمم المتحدة ويجب ان يدان من الدول الأعضاء في الحركة ومن الأمم المتحدة ايضا، وهذا ما تريده ايران فعلا من اجل رد ما تتعرض له من اجراءات وقوانين تسنها الولايات المتحدة الأميركة ضدها والعقوبات التي تضعها ضد ايران او ضد افراد معينين من السفر او التجارة.
و- ادانة الإرهاب بكافة اشكاله، وقد نجحت ايران في ان تقنع الدول الاعضاء في الحركة في تسمية ضحايا الارهاب وتحديداً العلماء والباحثين الإيرانيين الذي تم اغتيالهم على يد المخابرات الأميركية والصهيونية.
زـ في ظل الحرب الإعلامية المذهبية ضد ايران واتهامها بتصدير التشيع، كان لمصلحة ايران ان يكون هناك بند يتعلق بحرية الأديان والمعتقد وبالحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة.
ترأست ايران الآن حركة دول عدم الانحياز على وقع ما يجري الآن في منطقة الشرق الأوسط من تحولات يعتبر البعض انها نتيجة حتمية للتغيير، والبعض الآخر يعتبرها غير بعيدة عن رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط. فما جرى في مصر كان مفرحاً للجميع بغياب مبارك، رجل اميركا و"اسرائيل" الأول. وكذلك ما جرى في تونس كان مفرحاً بغياب بن علي رجل الاستخبارات الغربية الأول في المنطقة. لكن ما يجري الآن في باقي الدول مثل البحرين التي لم يتم ذكرها وفي سوريا هو مقلق للكثيرين خصوصاً ان ما شاهدناه وسمعناه في مؤتمر عدم الانحياز من الرئيس المصري محمد مرسي الذي حضر إلى ايران ليسلم رئاسة الحركة إلى نظيرة الإيراني نجاد، من كلمات غصت نبرتها بفلسطين، ولم يجد الرئيس المصري لها مكاناً في خطابه الذي يعول عليه الشعب العربي والفلسطيني الذي يرى أن مصر هي ام العرب وبدلاً من أن تكون هي الحامي لفلسطين كانت المفاجأة تحجيم دور مصر بالتدخل في الشؤون السورية وتوصيف ما يجري هناك على أنه اجرام دونما تذكير بما تقوم به إسرائيل في فلسطين من إجرام وترهيب وتهجير وخاصة في القدس، فهل تم استبدال القدس الشريف بشام شريف؟
في ظل وجود دول مثل مصر في حركة عدم الانحياز، هل ستتمكن ايران بإدارتها للحركة من تحقيق التوصيات التي تم الاتفاق عليها؟ هناك تعويل على ان العقل الإيراني سوف يتغلب على كافة العقبات التي يضعها بعض الغرب ويستعين بالعرب او بالمستعربين على حد سواء في المسألة الفلسطينية، وهل ستستطيع ايران الدفاع عن حقها بامتلاك الطاقة النووية السلمية؟ ويقول عضو الهيئة العلمية لجامعة باقر العلوم محمد ستودة لوكالة ارنا: " يمكن للجمهورية الإسلامية العمل على تسوية الأزمات في الشرق الأوسط وتهدئة الأوضاع في سوريا من خلال اقرار التعاطي والتعاون الدولي والتضامن بين الدول الأعضاء في الحركة".
ويعول هذا الرأي على النفس الطويل للعقلية الإيرانية والدبلوماسية الإيرانية التي اثبتت نجاحها لغاية الآن، وانها سوف تتخطى هذه العقبات كون الإيرانيين يتعاطون بمرونة وقدرة على الاستفادة من فرصة ترأسها للحركة للسعي لتطويرها واستثمار امكانيات الدول الأعضاء على الأصعدة السياسية والإجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن تجر ايران دول حركة عدم الانحياز إلى الاصطفاف والانحياز إلى فلسطين ووضعها في الأولية.
المراقبون يضعون مراهناتهم على ايران وعلى ما يمكن ان تحققه على الصعيد العالمي بعد ان قلبت الطاولة على الاستكبار العالمي وكسرت العزلة المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأميركية، واثبتت انها دولة لا يمكن عزلها بسهولة، وهي بتحديها للولايات المتحدة تقول لها كما صرح نائب رئيس اللجنة الاجتماعية في مجلس الشورى الإسلامي فرج الله عافي إلى وسائل الإعلام: " ان قمة طهران اظهرت قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصعيد السياسي العالمي، وقد قدمت اطروحة جديدة للعالم في التغيير الجذري في العلاقات والمعادلات القائمة على الصعيد الدولي ما أثار حفيظة الاستكبار العالمي حيالها، ونرى في النتائج ان مشاركة 120 دولة في قمة عدم الانحياز، اي ما يشكل نحو ثلثي سكان العالم هو بكل وضوح كسر للحصار". والعبرة بالنتائج.
نزيهة صالح
الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز ركزت على تأييد حق تقرير المصير والاستقلال الوطني، والسيادة والسلامة الإقليمية للدول ومعارضة الفصل العنصري، وكذلك عدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى إضافة إلى الكفاح ضد الاستعمار والاحتلال والعنصرية، ونزع السلاح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول، وكذلك رفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وتدعيم الأمم المتحدة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلاً عن التعاون الدولي على قدم المساواة.
عقد المؤتر السادس عشر للحركة في طهران، التي على ما يبدو أخذت على عاتقها تفعيل الحركة وإعادة الحياة إليها بعد سبات دام أكثر من خمسين عاماً، والعمل على تحقيق الأهداف، فهل تستطيع ايران اعادة الحياة إلى حركة لم يكن بمقدورها تحقيق اي هدف من اهدافها على الرغم من أنها حركة معترف بها دولياً، بدليل اننا قد رأينا ممثلين أمميين قد حضروا المؤتمر في طهران كالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى جانبه جيفري فيلتمان في مشهد غير مألوف؟
الجهد الذي بذلته طهران لإنجاح المؤتمر تم تفسيره من قبل المراقبين والمحللين سلباً أو إيجاباً، ويعود إلى عدة تفسيرات منها:
1ـ أن ايران ارادت ان تخرج من عزلتها الدولية التي فرضتها عليها العقوبات الاقتصادية، وبالتالي فهي استطاعت ان تجمع هذا العدد الهائل من المشاركين في المؤتمر، بما فيهم الدول التي لا تتوافق مع سياستها الخارجية.
2ـ ان العقل السياسي الديبلوماسي الإيراني نجح في عقد المؤتمر، ومشاركة من يخالفون ايران الرأي في السياسة الدولية، بما فيها المؤسسات التي كان لها دور في المساعدة على فرض العقوبات ضد ايران، وحضور بان كي مون وفيلتمان خير دليل.
3ـ كان واضحا أن اللمسات الأخيرة للبيان الختامي كانت ايرانية بحيث أكد البيان الختامي على أمور خاصة بإيران وحدها دون الدول الأعضاء الأخرى مثل:
أـ طلب تشكيل إدارة عالمية مشتركة من أجل الإنصاف الدولي، وهذا يتناسب مع ما قاله الإمام الخامنئي في كلمته في افتتاح المؤتمر حول ضرورة اصلاح المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن، من أجل أعطاء فرصة التنمية لكافة الدول دون استثناء.
ب ـ اثبتت ايران أن أولويتها فيما يجري في منطقة الشرق الأوسط هي فلسطين، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو العائق في وجه السلام في المنطقة، فكانت فلسطين هي النقطة الثانية في البيان الختامي بعد التنمية وإصلاح المؤسسات الدولية.
ج- في ظل ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية حول ما تسميه الحرب على الارهاب وإظهار الإسلام على انه دين الارهاب في ظل الإعلام الموجه، كان هناك تركيز على مسألة التمييز ورهاب الاسلام ورفضهما رفضاً قاطعاً، وهذا يعتبر نصراً للديبلوماسية الايرانية.
د- اعتبار الأسلحة النووية انها اكثر الأسلحة غير الانسانية، وهذا ما يعني ايران مباشرة، ولكن كان لا بد من التمييز بين الأسلحة النووية التي تملكها "اسرائيل" في منطقة الشرق الأوسط والتي يمكن ان تستخدمها ضد البشر وما بين حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأهداف السلمية، وكان هناك ذكر واضح في البيان الختامي لحق ايران بالاسم في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وفي مجال دورة الوقود، مع التركيز على احترام النشاطات النووية السلمية وحمايتها دولياً من أي اعتداء، وبذلك يكون التهديد الإسرائيلي لضرب ايران يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وهذا ما تريده ايران بالتحديد لأنها هي الدولة الوحيدة من دول حركة عدم الانحياز التي تهددها "اسرائيل" بضرب منشآتها النووية السلمية.
هـ ـ اتفاق الدول الأعضاء في الحركة على الامتناع عن توقيع او تنفيذ الإجراءات والقوانين الآحادية الجانب مثل العقوبات الاقتصادية وحظر سفر بعض الأفراد وعرقلة حرية التجارة والاستثمار، واعتبار ان اي تهديد من دولة لحق دولة اخرى هو مناقض لميثاق الأمم المتحدة ويجب ان يدان من الدول الأعضاء في الحركة ومن الأمم المتحدة ايضا، وهذا ما تريده ايران فعلا من اجل رد ما تتعرض له من اجراءات وقوانين تسنها الولايات المتحدة الأميركة ضدها والعقوبات التي تضعها ضد ايران او ضد افراد معينين من السفر او التجارة.
و- ادانة الإرهاب بكافة اشكاله، وقد نجحت ايران في ان تقنع الدول الاعضاء في الحركة في تسمية ضحايا الارهاب وتحديداً العلماء والباحثين الإيرانيين الذي تم اغتيالهم على يد المخابرات الأميركية والصهيونية.
زـ في ظل الحرب الإعلامية المذهبية ضد ايران واتهامها بتصدير التشيع، كان لمصلحة ايران ان يكون هناك بند يتعلق بحرية الأديان والمعتقد وبالحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة.
ترأست ايران الآن حركة دول عدم الانحياز على وقع ما يجري الآن في منطقة الشرق الأوسط من تحولات يعتبر البعض انها نتيجة حتمية للتغيير، والبعض الآخر يعتبرها غير بعيدة عن رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط. فما جرى في مصر كان مفرحاً للجميع بغياب مبارك، رجل اميركا و"اسرائيل" الأول. وكذلك ما جرى في تونس كان مفرحاً بغياب بن علي رجل الاستخبارات الغربية الأول في المنطقة. لكن ما يجري الآن في باقي الدول مثل البحرين التي لم يتم ذكرها وفي سوريا هو مقلق للكثيرين خصوصاً ان ما شاهدناه وسمعناه في مؤتمر عدم الانحياز من الرئيس المصري محمد مرسي الذي حضر إلى ايران ليسلم رئاسة الحركة إلى نظيرة الإيراني نجاد، من كلمات غصت نبرتها بفلسطين، ولم يجد الرئيس المصري لها مكاناً في خطابه الذي يعول عليه الشعب العربي والفلسطيني الذي يرى أن مصر هي ام العرب وبدلاً من أن تكون هي الحامي لفلسطين كانت المفاجأة تحجيم دور مصر بالتدخل في الشؤون السورية وتوصيف ما يجري هناك على أنه اجرام دونما تذكير بما تقوم به إسرائيل في فلسطين من إجرام وترهيب وتهجير وخاصة في القدس، فهل تم استبدال القدس الشريف بشام شريف؟
في ظل وجود دول مثل مصر في حركة عدم الانحياز، هل ستتمكن ايران بإدارتها للحركة من تحقيق التوصيات التي تم الاتفاق عليها؟ هناك تعويل على ان العقل الإيراني سوف يتغلب على كافة العقبات التي يضعها بعض الغرب ويستعين بالعرب او بالمستعربين على حد سواء في المسألة الفلسطينية، وهل ستستطيع ايران الدفاع عن حقها بامتلاك الطاقة النووية السلمية؟ ويقول عضو الهيئة العلمية لجامعة باقر العلوم محمد ستودة لوكالة ارنا: " يمكن للجمهورية الإسلامية العمل على تسوية الأزمات في الشرق الأوسط وتهدئة الأوضاع في سوريا من خلال اقرار التعاطي والتعاون الدولي والتضامن بين الدول الأعضاء في الحركة".
ويعول هذا الرأي على النفس الطويل للعقلية الإيرانية والدبلوماسية الإيرانية التي اثبتت نجاحها لغاية الآن، وانها سوف تتخطى هذه العقبات كون الإيرانيين يتعاطون بمرونة وقدرة على الاستفادة من فرصة ترأسها للحركة للسعي لتطويرها واستثمار امكانيات الدول الأعضاء على الأصعدة السياسية والإجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأن تجر ايران دول حركة عدم الانحياز إلى الاصطفاف والانحياز إلى فلسطين ووضعها في الأولية.
المراقبون يضعون مراهناتهم على ايران وعلى ما يمكن ان تحققه على الصعيد العالمي بعد ان قلبت الطاولة على الاستكبار العالمي وكسرت العزلة المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأميركية، واثبتت انها دولة لا يمكن عزلها بسهولة، وهي بتحديها للولايات المتحدة تقول لها كما صرح نائب رئيس اللجنة الاجتماعية في مجلس الشورى الإسلامي فرج الله عافي إلى وسائل الإعلام: " ان قمة طهران اظهرت قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصعيد السياسي العالمي، وقد قدمت اطروحة جديدة للعالم في التغيير الجذري في العلاقات والمعادلات القائمة على الصعيد الدولي ما أثار حفيظة الاستكبار العالمي حيالها، ونرى في النتائج ان مشاركة 120 دولة في قمة عدم الانحياز، اي ما يشكل نحو ثلثي سكان العالم هو بكل وضوح كسر للحصار". والعبرة بالنتائج.
نزيهة صالح