ارشيف من :آراء وتحليلات

لبنان بين لائحة التهديدات الإسرائيلية وعودة 14 آذار الى الشارع...

لبنان بين لائحة التهديدات الإسرائيلية وعودة 14 آذار الى الشارع...
لبنان بين لائحة التهديدات الإسرائيلية وعودة 14 آذار الى الشارع...

ارتفع الملف اللبناني إلى رأس أجندة الإسرائيليين الذين يكثرون من تھديداتھم ھذه الأيام.

كُشف أخيراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توجه إلى الحكومة اللبنانية برسالة تحذير عبر مسؤول أوروبي كبير، يحمّلھا فيھا مسؤولية أي اعتداء ينفذه حزب لله ضد أھداف إسرائيلية. وقد وصلت ذروة ھذه التھديدات الإسرائيلية مع دعوة وزير الحرب الأسبق موشيه آرينز، صديق نتنياھو، إلى توجيه ضربة عسكرية إلى لبنان والقضاء على صواريخ حزب الله، من دون علاقة بالضربة العسكرية على إيران، سواء اتخذت الولايات المتحدة الأميركية أو "إسرائيل" قراراً بتوجيه الضربة أم لم تتخذ القرار، وإذا تم تحديد موعد للضربة أم لم يحدد .

ومن الاسباب التي دفعت الملف اللبناني إلى الواجهة، الأوضاع الإقليمية لا سيما تدھور الأوضاع في سوريا وتحوف "اسرائيل" من نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان. وقد انقسم المحللون الاسرائيليون بين من يدعو الى تأخير الضربة ومن يرى أن الأحداث الداخلية في لبنان قد تساھم في تصعيد أمني يحدث فوضى عارمة في لبنان تنتھي بحرب مع "إسرائيل"...

لبنان بين لائحة التهديدات الإسرائيلية وعودة 14 آذار الى الشارع...

الكاتبان عاموس ھرئيل وآفي يسخاروف نقلا في صحيفة "ھآرتس" عن مسؤولين أمنيين، أن عدم الاستقرار في لبنان بسبب الانھيار المستمر لنظام الأسد، قد يكون أكثر الأسباب لانفجار المنطقة. ويرى الإسرائيليون أن التطورات الأخيرة والضغوط والمطالبة بتفكيك حزب لله قد تدخل الحزب في أزمة تدفعه إلى تصعيد الأوضاع على الحدود الشمالية. ويقولان إن أبرز دليل على الانعطاف الجديد للوضع في لبنان يكمن في التحول الجديد لزعيم الدروز وليد جنبلاط المعروف بتقلباته السياسية بين تأييد سوريا والوقوف ضدھا.
ويشير الكاتبان إلى أن حزب لله يمھد لضربة مقبلة ضد "إسرائيل" للخروج من المأزق الداخلي في لبنان.

بموازاة التصعيد الاسرائبلي عادت قوى 14 آذار الى الشارع بعد طول غياب...
اقدمت على التظاهر أمام وزارة الخارجية في الأشرفية تضامناً مع "معارضة ضد النظام" وتحركت باتجاه طرد السفير السوري في لبنان في إطار الاحتجاج على ما تصفه "ممارسات وانتھاكات سورية ضد أمن لبنان وحدوده". وقد انتقد الوزير نقولا فتوش التحركات في الشارع، مؤكداً أن "لغة الشارع تناقض منطق المؤسسات، ولا توصل الى أي مكان، خاصة أن ما يحكم العلاقة بين لبنان وسوريا اتفاقيات وبروتوكولات، كما تناقض الشعار الذي رفعوه بالعبور الى الدولة، وبالتالي من يريد أن يعبر عن رأيه فھناك مؤسسات وفي مقدمھا مجلس النواب".

تابعت قوى 14 آذار تصعيدها وقدمت عريضة الى الرئيس ميشال سليمان. وتطالب العريضة بقطع العلاقات مع النظام السوري وإلغاء الاتفاقيات الأمنية بين البلدين، ونشر قوات دولية على الحدود الشمالية مع سوريا. وهي تحضر سلسلة تحركات على وقع التطورات .
وقد رسمت قوى 8 آذار خطاً أحمر ، ھو ألا يتحرك "آذاريو 14 " نحو السفارة السورية، والمس بمعاھدة الاخوة والتعاون والتنسيق القائمة بين الدولتين اللبنانية والسورية، والغاء المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري، عندھا لن يكون حياد عند اطراف 8 آذار التي استرخت كثيراً ولن تسمح بتكرار ما حصل في العام 2005، بانسحاب القوات السورية من لبنان، لأن تلك المرحلة انتھت ولا يمكن تكرارھا .

لبنان بين لائحة التهديدات الإسرائيلية وعودة 14 آذار الى الشارع...
في ظل هذه الازمة وتحدي التصعيد الاسرائيلي والنزول الى الشارع يواجه لبنان "تحدياً"جديداً يطال السياسة التي سينتھجھا خلال ترؤسه مجلس وزراء خارجية الدول العربية حيث تمتد الرئاسة اللبنانية لمدة ستة أشھر. ويعود ھذا التحدي الى أسباب عدة لعل أبرزھا كيفية ترجمة سياسة "النأي بالنفس" التي انتھجھا لبنان حيال الأحداث في سوريا، خلال ترؤسه للمجلس الذي يتعاطى مع الأزمة السورية من منظار يختلف عن الرؤية اللبنانية.

وفي حين يعتبر البعض أن رئاسة لبنان للمجلس الوزاري لن تكون "نزھة" ثمة من يرى أن لبنان لن يواجه إحراجاً بسبب الموضوع السوري واستمرار المسار العربي في التعاطي معه، وھذا يعود الى أن رئاسة المجلس مسألة إدارية شكلية أكثر مما ھي مسألة متعلقة بصلاحيات أوسع .كما أن لبنان سينأى بنفسه لدى طرح أي أفكار أو مقررات متصلة بالوضع في سوريا. ويضغط فريق 14 اذار على الحكومة لاخراجها عن حيادها وجرها الى الانحياز ضد سوريا .

ان حدة الصراع بين القوى السياسية اللبنانية حول الخيارات الاستراتجية خاصة لجهة العلاقات مع سورية، هي خروج على اتفاق الطائف ما يدخل البلاد في فراغ ميثاقي يهدد الاستقرار ومصير الكيان.

سركيس ابوزيد

2012-09-05