ارشيف من :آراء وتحليلات
كاتالونيا تتجه للانفصال عن إسبانيا
صوفيا ـ جورج حداد*
خرجت في برشلونة قبل عدة ايام مظاهرة ضخمة اشترك فيها أكثر من مليون شخص دعما لمطلب استقلال هذه المقاطعة في شمال شرق اسبانيا. وحسب معطيات الشرطة، شارك في المظاهرة 1،5 مليون شخص. اما منظمو المظاهرة فيقولون انه شارك فيها اكثر من مليوني شخص.
ويجمع المراقبون على انها اكبر مظاهرة تجري في الاقليم حتى الآن. وسارت المظاهرة تحت شعار "كاتالونيا ـ الدولة القادمة في اوروبا". وقد ايدت المظاهرة غالبية الاحزاب السياسية في المقاطعة بمن فيها الحزب الحاكم في اسبانيا "التجمع والاتحاد". واعلن رئيس الحكومة المحلية للمقاطعة ذات الحكم الذاتي أرتور ماس أنه قد بدأت حملة من أجل "الانتقال" نحو الاستقلال. وتعهد بالعمل لانشاء "بنى دولوية" خاصة للمقاطعة التي تعد اغنى المقاطعات الاسبانية وتضم 7،5 ملايين نسمة.
وقال ماس "من اجل الاحتفاظ بهويته، ومن اجل ان يتقدم، فإن الشعب الذي يمتلك لغته وثقافته، ينبغي ايضا وببساطة ان يمتلك دولته". وحسب كلماته فإن اول خطوة ينبغي القيام بها في كاتالونيا هو تطبيق الادارة الذاتية الكاملة في الحقل المالي. وتمتلك المقاطعة ذات الحكم الذاتي الان السلطة السياسية، التي تسمح لها بأنشاء سلك الشرطة الخاص بها، وان تدخل استخدام اللغة الكاتالونية الى جانب اللغة الاسبانية. وقد اججت الازمة الاقتصادية في اسبانيا الميول الانفصالية في المقاطعة، حيث تعزو الاغلبية مشكلات الميزانية في المقاطعة الى ان ميزانية الدولة المركزية تقتطع بشكل الزامي قسما من مداخيل الضرائب في المقاطعة لصالح الميزانية المركزية.
لقد اصبحت اسبانيا تضيق على كاتالونيا. ولهذا فإن المقاطعة ينبغي ان تنظر في امكانية اعلان الاستقلال. هذا ما يعلق به الرئيس السابق للحكومة المحلية الكاتالونية جوردي بويول، كما نقلت عنه جريدة "فايننشال تايمز". ويضيف بويول، الذي كان رئيسا للحكومة المحلية منذ 1980 حتى 2003، وكان معروفا بمعارضته للانفصال "انا لم اغير موقفي. ولكن ببساطة البلاد هي التي تغيرت". "لقد اصبحت اسبانيا ضيقة علينا". "لم يعد لدي حجج لمعارضة الاستقلال. واسبانيا هي المسؤولة عن ذلك. ان مدريد تجعل بلادنا غير فاعلة، ونحن لا نستطيع ان نحتمل هذا الوضع اكثر من ذلك". وموقف بويول يعبر عن التغيير في اتجاه الحوار لاجل مستقبل المقاطعة. وهو التغيير الذي تعمق بعد بداية الازمة المالية التي هزت اركان اسبانيا.
وحسب استقصاءات الرأي التي جرت مؤخراً فإن غالبية الكاتالونيين، ولاول مرة، يعلنون تأييدهم للاستقلال. وليس من الصدفة ان عيد المقاطعة الذي يصادف في 11 ايلول/سبتمبر، قد جرى هذه السنة تحت شعار "كاتالونيا ـ الدولة الجديدة في اوروبا".
وسيتم لقاء بين ارتور ماس، رئيس الحكومة المحلية الكاتالونية، وبين رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي. وماس هو وطني معتدل من حزب بويول، وسيطلب من مدريد تقديم ضمانات من أجل تحقيق استقلال ذاتي مالي للمقاطعة، وحق الحكومة المحلية في جمع الضرائب بشكل مستقل، كما هو الامر لدى الباسكيين، وكان ذلك من الوعود الانتخابية التي سبق لماس ان قدمها للناخبين.
ومن جهة ثاني صرح راخوي في مقابلة تلفزيونية "ان كاتالونيا لديها الكثير من المشكلات المالية الجدية، التي ينبغي حلها بطريقة عامة، وليس عن طريق التوصل الى الانعزال عن باقي اجزاء البلاد". وتلاحظ وكالة الانباء الالمانية ان المقاطعة تتمتع بواحد من ارفع مستويات المعيشة بين الـ17 مقاطعة اسبانية. كما ان لها قواتها البوليسية الخاصة. ولكن الطموح نحو الاستقلال قد اشتد على خلفية ازدياد سوء الحالة الاقتصادية في اسبانيا، حيث ان كاتالونيا تعتبر ان مديونيتها تعود الى التضييق على استقلالها الذاتي المالي من قبل السلطة المركزية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل
خرجت في برشلونة قبل عدة ايام مظاهرة ضخمة اشترك فيها أكثر من مليون شخص دعما لمطلب استقلال هذه المقاطعة في شمال شرق اسبانيا. وحسب معطيات الشرطة، شارك في المظاهرة 1،5 مليون شخص. اما منظمو المظاهرة فيقولون انه شارك فيها اكثر من مليوني شخص.
ويجمع المراقبون على انها اكبر مظاهرة تجري في الاقليم حتى الآن. وسارت المظاهرة تحت شعار "كاتالونيا ـ الدولة القادمة في اوروبا". وقد ايدت المظاهرة غالبية الاحزاب السياسية في المقاطعة بمن فيها الحزب الحاكم في اسبانيا "التجمع والاتحاد". واعلن رئيس الحكومة المحلية للمقاطعة ذات الحكم الذاتي أرتور ماس أنه قد بدأت حملة من أجل "الانتقال" نحو الاستقلال. وتعهد بالعمل لانشاء "بنى دولوية" خاصة للمقاطعة التي تعد اغنى المقاطعات الاسبانية وتضم 7،5 ملايين نسمة.
وقال ماس "من اجل الاحتفاظ بهويته، ومن اجل ان يتقدم، فإن الشعب الذي يمتلك لغته وثقافته، ينبغي ايضا وببساطة ان يمتلك دولته". وحسب كلماته فإن اول خطوة ينبغي القيام بها في كاتالونيا هو تطبيق الادارة الذاتية الكاملة في الحقل المالي. وتمتلك المقاطعة ذات الحكم الذاتي الان السلطة السياسية، التي تسمح لها بأنشاء سلك الشرطة الخاص بها، وان تدخل استخدام اللغة الكاتالونية الى جانب اللغة الاسبانية. وقد اججت الازمة الاقتصادية في اسبانيا الميول الانفصالية في المقاطعة، حيث تعزو الاغلبية مشكلات الميزانية في المقاطعة الى ان ميزانية الدولة المركزية تقتطع بشكل الزامي قسما من مداخيل الضرائب في المقاطعة لصالح الميزانية المركزية.
لقد اصبحت اسبانيا تضيق على كاتالونيا. ولهذا فإن المقاطعة ينبغي ان تنظر في امكانية اعلان الاستقلال. هذا ما يعلق به الرئيس السابق للحكومة المحلية الكاتالونية جوردي بويول، كما نقلت عنه جريدة "فايننشال تايمز". ويضيف بويول، الذي كان رئيسا للحكومة المحلية منذ 1980 حتى 2003، وكان معروفا بمعارضته للانفصال "انا لم اغير موقفي. ولكن ببساطة البلاد هي التي تغيرت". "لقد اصبحت اسبانيا ضيقة علينا". "لم يعد لدي حجج لمعارضة الاستقلال. واسبانيا هي المسؤولة عن ذلك. ان مدريد تجعل بلادنا غير فاعلة، ونحن لا نستطيع ان نحتمل هذا الوضع اكثر من ذلك". وموقف بويول يعبر عن التغيير في اتجاه الحوار لاجل مستقبل المقاطعة. وهو التغيير الذي تعمق بعد بداية الازمة المالية التي هزت اركان اسبانيا.
وحسب استقصاءات الرأي التي جرت مؤخراً فإن غالبية الكاتالونيين، ولاول مرة، يعلنون تأييدهم للاستقلال. وليس من الصدفة ان عيد المقاطعة الذي يصادف في 11 ايلول/سبتمبر، قد جرى هذه السنة تحت شعار "كاتالونيا ـ الدولة الجديدة في اوروبا".
وسيتم لقاء بين ارتور ماس، رئيس الحكومة المحلية الكاتالونية، وبين رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي. وماس هو وطني معتدل من حزب بويول، وسيطلب من مدريد تقديم ضمانات من أجل تحقيق استقلال ذاتي مالي للمقاطعة، وحق الحكومة المحلية في جمع الضرائب بشكل مستقل، كما هو الامر لدى الباسكيين، وكان ذلك من الوعود الانتخابية التي سبق لماس ان قدمها للناخبين.
ومن جهة ثاني صرح راخوي في مقابلة تلفزيونية "ان كاتالونيا لديها الكثير من المشكلات المالية الجدية، التي ينبغي حلها بطريقة عامة، وليس عن طريق التوصل الى الانعزال عن باقي اجزاء البلاد". وتلاحظ وكالة الانباء الالمانية ان المقاطعة تتمتع بواحد من ارفع مستويات المعيشة بين الـ17 مقاطعة اسبانية. كما ان لها قواتها البوليسية الخاصة. ولكن الطموح نحو الاستقلال قد اشتد على خلفية ازدياد سوء الحالة الاقتصادية في اسبانيا، حيث ان كاتالونيا تعتبر ان مديونيتها تعود الى التضييق على استقلالها الذاتي المالي من قبل السلطة المركزية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل