ارشيف من :آراء وتحليلات
الشركات اليابانية الكبرى توقف أعمالها في الصين

صوفيا ـ جورج حداد*
افادت وكالة رويترز انه في اعقاب موجة التظاهرات الاحتجاجية المعادية لليابان التي انطلقت بسبب النزاع حول الجزر في بحر الصين، فإن الشركات الكبرى اليابانية عمدت مؤقتاً الى اغلاق مصانعها ومكاتبها في الصين.
واعلنت شركة "باناسونيك" (Panasonic) المشهورة أنه بسبب خطر حدوث هجمات جديدة من قبل المشاركين في التظاهرات المعادية لليابان فإن الشركة أغلقت احد مصانعها في الصين واوقفت الإنتاج في مصنعين آخرين. وطلبت من العمال في تلك المصانع البقاء في بيوتهم لاعتبارات امنية.
وكانت موجة التظاهرات المعادية لليابان قد بلغت أوجها في الاسبوع المنصرم، وحدثت فيها هجمات وأعمال عنف ضد الشركات اليابانية المشهورة المنتجة للسيارات مثل "تويوتا" و"هوندا".
واعلنت وسائل الاعلام الرسمية ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما فيها التجارة المتبادلة التي بلغت في السنة الماضية 345 مليار دولار، هي مهددة.
ويتوقع ان تحدث موجة جديدة من الاحتجاجات المعادية لليابان يوم الثلاثاء القادم، الذي تصادف فيه الذكرى السنوية للاحتلال الياباني لاجزاء من الصين سنة 1931.
وقد انطلقت الاحتجاجات بعد ان اشترت الحكومة اليابانية من اشخاص يابانيين مجموعة الجزر المتنازع عليها في بحر الصين والتي تسميها اليابان "سينكاكو" وتسميها الصين "دياأويويداو". وتعتبر الصين ان مجموعة الجزر هذه هي جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية تم انتزاعها في ثمانينات القرن التاسع عشر. وكان النزاع حول الجزر قد احتدم في سبعينات القرن الماضي حينما اكتشفت في المنطقة مكامن للنفط والغاز الطبيعي.
وبعد ان اشترت الحكومة اليابانية الجزر، أرسلت الصين الى المنطقة ست سفن تجسسية، كما توجه اسطول من الفي زورق صيد الى منطقة الجزر.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قد اعلن ان السلطات الصينية ستتولى حماية الشركات والمواطنين اليابانيين، ودعا المتظاهرين الى الالتزام بالقانون.
واعلنت شركة الالكترونيات اليابانية "كانون" (Canon) انها تخطط لوقف أعمال ثلاثة من اصل اربعة مصانع لها في الصين (معمل للطابعات على الليزر، ومعمل لآلات التصوير الرقمية (ديجيتال)، ومعمل لآلات النسخ).
وكانت قد تعرضت للهجمات في الصين البعثات الدبلوماسية، والشركات، والمطاعم والسوبرماركات اليابانية. واعلن الكثير من المؤسسات التي تمت مهاجمتها توقيف اعمالها. كما اغلقت ابوابها المدارس اليابانية في الصين.
ومن جهة ثانية فإن وزير الحرب
الاميركي ليون بانيتا الذي يقوم بزيارة اليابان حاول تهدئة التوتر القائم بين اليابان والصين.
وعبر بانيتا عن القلق من ان الطرفين يقومان باستفزازات يمكن ان تؤدي الى العنف وفي نهاية المطاف الى اندلاع الصراع. وقال بانيتا "طبعاً انني اعبر عن القلق من المظاهرات في الصين والنزاع الناشب حول جزر سينكاكو. والرسالة التي احاول ان اوجهها هي انه يتوجب على الطرفين ان يلتزما الهدوء وضبط النفس".
وبعد لقائه بانيتا قال وزير الخارجية الياباني "ان الاحتجاجات المعادية لليابان اتخذت نطاقاً واسعاً لا مثيل له حتى الآن. وبعضها تحول الى اضطرابات. وبالحقيقة انه لامر غير مريح ابداً ان الشركات اليابانية تعرضت لخسائر جدية. وانني اتوجه من جديد بالرجاء من الحكومة الصينية ان تتخذ التدابير الضرورية. وآمل ان تتم المحافظة على القانون والنظام".
واعلن وزير الخارجية الياباني كويتشيرو غيمبا انه والوزير الاميركي بانيتا متفقان على ان على اليابان والولايات المتحدة الاميركية ان تتعاونا لتجنب التدهور طويل الامد في العلاقات اليابانية ـ الصينية. واضاف غيمبا ان طوكيو وواشنطن متفقتان على بان النزاع حول الجزر يدخل في نطاق الاتفاق الامني الثنائي بين البلدين. اي ان احتمال تعرض الجزر لهجوم يمكن تفسيره بأنه يمثل تهديداً للامن القومي لاميركا.
ومن جهته اعلن بانيتا ان حكومته تلتزم بالمتوجبات الناشئة عن الاتفاق الامني الاميركي ـ الياباني، ولكن الحكومة الاميركية ليست طرفاً في النزاع حول من له السيادة على الجزر.
وقال "ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية تقضي بعدم اتخاذ موقف في الخلافات حول السيادة. وفي الوقت ذاته نأمل بأن يجري حل هذه المشكلات بالطريق السلمي بالرغم من اننا نتفهم الصعوبات من وجهة النظر القانونية. ومن المهم جداً ان يتم استخدام الوسائل الدبلوماسية من قبل الطرفين من اجل ايجاد حل بنّاء لهذه المشكلات. وانه في مصلحة الجميع ان تحافظ اليابان والصين على علاقات جيدة فيما بينهما وان تجدا الوسيلة لتجنب التصعيد في التوتر لاحقاً".
ويذكر المحللون ان زيارة اليابان لم تكن تدخل في برنامج بانيتا خلال جولته الاسيوية الاخيرة، ولكن الزيارة اضيفت الى البرنامج بعد اندلاع النزاع بين الصين واليابان.
وفسر بعض المراقبين مواقف بانيتا بأنها تدل على ان الولايات المتحدة الاميركية لن تتخلى عن امن اليابان، الا انها في الوقت ذاته لا تتبنى وجهة نظر اليابان حول الجزر، وانها في الاساس لا ترغب في السير بخط المواجهة مع الصين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل
افادت وكالة رويترز انه في اعقاب موجة التظاهرات الاحتجاجية المعادية لليابان التي انطلقت بسبب النزاع حول الجزر في بحر الصين، فإن الشركات الكبرى اليابانية عمدت مؤقتاً الى اغلاق مصانعها ومكاتبها في الصين.
واعلنت شركة "باناسونيك" (Panasonic) المشهورة أنه بسبب خطر حدوث هجمات جديدة من قبل المشاركين في التظاهرات المعادية لليابان فإن الشركة أغلقت احد مصانعها في الصين واوقفت الإنتاج في مصنعين آخرين. وطلبت من العمال في تلك المصانع البقاء في بيوتهم لاعتبارات امنية.
وكانت موجة التظاهرات المعادية لليابان قد بلغت أوجها في الاسبوع المنصرم، وحدثت فيها هجمات وأعمال عنف ضد الشركات اليابانية المشهورة المنتجة للسيارات مثل "تويوتا" و"هوندا".
واعلنت وسائل الاعلام الرسمية ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما فيها التجارة المتبادلة التي بلغت في السنة الماضية 345 مليار دولار، هي مهددة.

ويتوقع ان تحدث موجة جديدة من الاحتجاجات المعادية لليابان يوم الثلاثاء القادم، الذي تصادف فيه الذكرى السنوية للاحتلال الياباني لاجزاء من الصين سنة 1931.
وقد انطلقت الاحتجاجات بعد ان اشترت الحكومة اليابانية من اشخاص يابانيين مجموعة الجزر المتنازع عليها في بحر الصين والتي تسميها اليابان "سينكاكو" وتسميها الصين "دياأويويداو". وتعتبر الصين ان مجموعة الجزر هذه هي جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية تم انتزاعها في ثمانينات القرن التاسع عشر. وكان النزاع حول الجزر قد احتدم في سبعينات القرن الماضي حينما اكتشفت في المنطقة مكامن للنفط والغاز الطبيعي.
وبعد ان اشترت الحكومة اليابانية الجزر، أرسلت الصين الى المنطقة ست سفن تجسسية، كما توجه اسطول من الفي زورق صيد الى منطقة الجزر.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قد اعلن ان السلطات الصينية ستتولى حماية الشركات والمواطنين اليابانيين، ودعا المتظاهرين الى الالتزام بالقانون.
واعلنت شركة الالكترونيات اليابانية "كانون" (Canon) انها تخطط لوقف أعمال ثلاثة من اصل اربعة مصانع لها في الصين (معمل للطابعات على الليزر، ومعمل لآلات التصوير الرقمية (ديجيتال)، ومعمل لآلات النسخ).
وكانت قد تعرضت للهجمات في الصين البعثات الدبلوماسية، والشركات، والمطاعم والسوبرماركات اليابانية. واعلن الكثير من المؤسسات التي تمت مهاجمتها توقيف اعمالها. كما اغلقت ابوابها المدارس اليابانية في الصين.
ومن جهة ثانية فإن وزير الحرب

وعبر بانيتا عن القلق من ان الطرفين يقومان باستفزازات يمكن ان تؤدي الى العنف وفي نهاية المطاف الى اندلاع الصراع. وقال بانيتا "طبعاً انني اعبر عن القلق من المظاهرات في الصين والنزاع الناشب حول جزر سينكاكو. والرسالة التي احاول ان اوجهها هي انه يتوجب على الطرفين ان يلتزما الهدوء وضبط النفس".
وبعد لقائه بانيتا قال وزير الخارجية الياباني "ان الاحتجاجات المعادية لليابان اتخذت نطاقاً واسعاً لا مثيل له حتى الآن. وبعضها تحول الى اضطرابات. وبالحقيقة انه لامر غير مريح ابداً ان الشركات اليابانية تعرضت لخسائر جدية. وانني اتوجه من جديد بالرجاء من الحكومة الصينية ان تتخذ التدابير الضرورية. وآمل ان تتم المحافظة على القانون والنظام".
واعلن وزير الخارجية الياباني كويتشيرو غيمبا انه والوزير الاميركي بانيتا متفقان على ان على اليابان والولايات المتحدة الاميركية ان تتعاونا لتجنب التدهور طويل الامد في العلاقات اليابانية ـ الصينية. واضاف غيمبا ان طوكيو وواشنطن متفقتان على بان النزاع حول الجزر يدخل في نطاق الاتفاق الامني الثنائي بين البلدين. اي ان احتمال تعرض الجزر لهجوم يمكن تفسيره بأنه يمثل تهديداً للامن القومي لاميركا.
ومن جهته اعلن بانيتا ان حكومته تلتزم بالمتوجبات الناشئة عن الاتفاق الامني الاميركي ـ الياباني، ولكن الحكومة الاميركية ليست طرفاً في النزاع حول من له السيادة على الجزر.
وقال "ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية تقضي بعدم اتخاذ موقف في الخلافات حول السيادة. وفي الوقت ذاته نأمل بأن يجري حل هذه المشكلات بالطريق السلمي بالرغم من اننا نتفهم الصعوبات من وجهة النظر القانونية. ومن المهم جداً ان يتم استخدام الوسائل الدبلوماسية من قبل الطرفين من اجل ايجاد حل بنّاء لهذه المشكلات. وانه في مصلحة الجميع ان تحافظ اليابان والصين على علاقات جيدة فيما بينهما وان تجدا الوسيلة لتجنب التصعيد في التوتر لاحقاً".
ويذكر المحللون ان زيارة اليابان لم تكن تدخل في برنامج بانيتا خلال جولته الاسيوية الاخيرة، ولكن الزيارة اضيفت الى البرنامج بعد اندلاع النزاع بين الصين واليابان.
وفسر بعض المراقبين مواقف بانيتا بأنها تدل على ان الولايات المتحدة الاميركية لن تتخلى عن امن اليابان، الا انها في الوقت ذاته لا تتبنى وجهة نظر اليابان حول الجزر، وانها في الاساس لا ترغب في السير بخط المواجهة مع الصين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل