ارشيف من :آراء وتحليلات
لهذه الأسباب تنزعج واشنطن والرياض من الرئيس مرسي؟
يبدو ان قطار السياسة الخارجية المصرية بات يسير فعلاً في الاتجاه المعاكس للسياسة الأميركية في اعقاب ثورة الشعب المصري ومن ثم تولي الاخوان المسلمين ممثلين بالرئيس محمد مرسي قيادة البلاد. وثمة مؤشرات عديدة على هذا التحول آخرها تمنع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن لقاء نظيره المصري في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حسبما كان متوقعاً بناءً على تصريح سابق لمسؤول أميركي ابلغ في الثامن من تموز/يوليو الماضي وكالة الصحافة الفرنسية ان اللقاء الاول بين الرئيسين سيحصل في ايلول/سبتمبر وفي نيويورك.
وبمعزل عن اللقاء اليتيم الذي جمع الرئيس مرسي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماعات الامم المتحدة وابلاغها إياه التزام حكومتها الاستمرار في تقديم المساعدات المالية للقاهرة، فإن اسباباً عدة تستدعي من واشنطن التوجس خيفة من الرئيس الاسلامي الجديد، وفي مقدمها حاليا اداؤه في ما يتعلق بالأزمة السورية، وفتحه قنوات اتصال مباشرة مع الاطراف الدولية التي لا تشاطر الولايات المتحدة موقفها من هذه الأزمة، وتحديداً الصين وإيران، حيث يبدو أن توجه مرسي لتطوير العلاقات مع الجمهورية الاسلامية يحتوي على معطيات مهمة، ليس آخرها الزيارة غير المعلنة التي قام بها مدير ديوان الرئاسة المصرية رفاعة الطهطاوي الى طهران ولقاؤه الامام السيد علي خامنئي حاملا رسالة شفهية من الرئيس مرسي، تتناول العلاقات الثنائية والملف السوري.
كما ان الطهطاوي اجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين ايرانيين اضافة الى مستشار المرشد للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي. وعليه فإن واشنطن لا تنظر بعين الارتياح الى سلوك مرسي الانفتاحي هذا، فضلاً عن تمايزه عن بقية الدول العربية المعنية بالأزمة السورية في اعتماد مقاربة تنأى بعيداً عن الموقف الأميركي، لا سيما رفضه الحاسم لأي تدخل عسكري أجنبي في هذا البلد واصراره على أن الحل يأتي من داخل الشعب السوري حصراً.
والذي رفع اكثر منسوب القلق الأميركي من مرسي هو اقتراحه تشكيل لجنة رباعية تضم ممثلين عن مصر وتركيا وايران والسعودية كاطار اقليمي عربي اسلامي للمساهمة في حل الازمة باعتبار أن الاطراف الاربعة هي الاكثر تاثيراً على اطراف الازمة السورية، وهو ما سيؤدي حتماً الى ارباك خطط واشنطن المستقبلية في كيفية ادارة هذه الازمة، لا سيما بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي الاميركي اواخر هذا العام. ويمكن القول انه على الاقل هناك صراع تصورات بالنسبة لمسار الحل السوري، حيث تتجه مصر نحو بلورة حل سياسي لا يراه الرئيس مرسي مستحيلا رغم صعوبة الازمة كما قال لشبكة "بي. بي. أس" الاميركية في نيويورك، في حين تصر الادارة الاميركية على تفعيل الازمة وتغذيتها بما امكن من الادوات القتالية والمالية والاعلامية لتسعيرها ميدانياً عسى ان تتهيأ الظروف لعمل عسكري ما. وعليه فان تفعيل الرئيس مرسي عمل اللجنة الرباعية، ومن ضمنه رغبته بلقاءات مباشرة متوقعة مع قادة الدول الثلاث: تركيا وايران والسعودية، سيؤدي الى تضييق الخناق على الخيارات الاميركية، ومعها طبعا السعودية وبقية الفريق العربي. وهؤلاء يعرفون ان مصر تمثل ثقلاً عربياً واسلامياً كبيراً لا يمكن تجاوزه في الملف السوري ربطا بمعطيات عديدة، بينها ان القاهرة تشكل حالياً المرجعية السياسية لتنظيم الاخوان المسلمين بمختلف فروعه، بما فيه الفرع السوري، وهذا الاخير ربما هو القوة الاكثر حضوراً بين قواعد المعارضة من الناحية التاريخية، لكنه يبدو حاليا في المشهد الاعلامي بمثابة المنكفئ عن التصدي فاسحاً المجال ام قوى واسماء لا يتوقع ان يكون لها حضور وازن في اي صيغة مستقبلية. وربما يفسر هذا الانكفاء الاخواني السوري عن الواجهة كترجمة لقرار مركزي للتنظيم يمكن ان يوظف في تفعيل الدور المصري بما يعيد له حضوره الاقليمي، بعدما اقتطع اطراف عديدون من ضمنهم المملكة السعودية اجزاء من هذا الدور او ربما صادروه كلياً في بعض المحطات. ومن هنا يمكن تفسير عدم مشاركة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في اجتماع القاهرة الاخير لوزراء خارجية الرباعية، ذلك ان تفعيل الدور المصري سيكون حكما على حساب الدور السعودي. لكن هناك حيثية اخرى تتعلق بالخلاف التاريخي بين الاخوان المسلمين والمملكة السعودية، وهو يتجه لكي ياخذ شكلا معاصرا يتعلق بمحاولة الرياض اختراق المجتمعات الاسلامية من خلال تغذية التيارات السلفية الوهابية التي تختلف كلياً عن الفكر الاخواني لمواجهة تحديات تنتظرها وفقا لما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة «فرنسا 24»، خلص فيه الى أن "السلفية باتت اليوم مكوناً في السياسة الخارجية للعربية السعودية، تسعى الرياض من وراء نشرها إلى مجابهة تحديات كبرى، أولها تأجيل مطالب التغيير الديمقراطي في الداخل، وثانيها الاحتماء من إيران، وثالثها مواجهة حركة إسلامية زاحفة هي الإخوان المسلمون". ونقل التقرير الذي نشره موقع القناة الفرنسية بعنوان " كيف تتحكم السعودية في التيار السلفي في العالم العربي؟" (أعده الكاتب سفيان فجري) عن الباحث المغربي في الحركات السلفية عبدالحكيم أبو اللوز قوله إن "السلفيين الوهابيين يشكلون رقما مهما في الصراع على السلطة، كما هو الشأن في اليمن ومصر والكويت، فيما لا يزال ممثلوهم في دول أخرى يقاتلون لدخول المعترك السياسي، كما هو الحال في سوريا". وبحسب التقرير (نقلا عن الباحثين المختصين): "فالسلفيون جميعهم، على اختلاف جماعاتهم، يولون جهة الرياض، التي تعتبر عاصمة الفكر السلفي بامتياز وتعتبر الراعي الأول للتيار السلفي الوهابي في العالم". ليخلص إلى أنه "لحماية الداخل تحولت السلفية إلى أداة في السياسة الخارجية للنظام السعودي، وتم توفير الموارد المالية للمؤسسة الوهابية وتقويتها وتعزيز روابطها بالخارج من أجل التأثير فيه ومحاصرة التحديات المقبلة على النظام السعودي من الخارج".
اذاً بحسب هذا المصدر هناك سعي سعودي حثيث لوقف مد الاخوان الذين تتصاعد قوتهم و"التأثير الذي قد يمارسونه على السعودية، باعتبارهم حركة تتبنى خطابا دينيا منتقدا للسلطة المطلقة ويدعون إلى الخروج على الحاكم"، عبر وسيلة نشر التيار السلفي الوهابي بما فيها سوريا، وبالتالي فان مجالات الاختلاف ـ التصادم المستقبلي ـ كبيرة بين التيارين الاخواني والسلفي، وليس ادل على ذلك ما يجري في تونس من صراعات دفعت بزعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي (اخوان مسلمين) الى اطلاق تصريح عنيف ضد هذا التيار مؤخراً. كما انه وبحسب تقرير القناة "الفرنسية" فان سوريا هي احد مجالات الصراع المقبل بين التيارين، وبالتالي فان مصر الاخوانية معنية في ضوء هذه المعطيات باعتماد مقاربة مختلفة تبتعد فيها عن المسار العنفي الدموي الذي تغذيه السعودي وقطر (الراعي الثاني للتيار الوهابي بحسب المصدر الفرنسي نفسه)، ويترجم ايضا بضخ المزيد من المقاتلين من جنسيات مختلفة للقتال ضد النظام، قبل ان تنقلب بندقيتهم لاحقا الى صفوف المعارضين الاخرين كما حصل في تجارب كثيرة. من هنا يلاحظ ان الرئيس مرسي يكرر في كل تصريحاته الحديث عن ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا، وآخرها قوله للـ"بي. بي. أس" ان "التطورات في سوريا تحتاج إلى العمل على وقف أعمال القتل"، وهو ما تشاطره فيه ايضاً طهران والصين وروسيا التي اتهمت عبر رئيسها فلاديمير بوتين في احدث تصريح له الدول الغربية بنشر الفوضى في سوريا، وهي فوضى مرشحة ومخطط لها ان تُفعَّل ايضاً في مصر برعاية اميركية غربية مباشرة، وهو ما يعرفه مرسي تمام المعرفة، ويدرك الوظفية التي خطط لها منتجو فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لتأجيج نزاع طائفي بين المسلمين والمسيحيين الاقباط في مصر. لذا يبدو ان سير الرئيس المصري في تفعيل العلاقات مع طهران ورغبته بالتشارك معها في حل الازمة السورية خلافا للموقفين الاميركي والسعودي من شأنه اذا ما قرن بمقاربة جديدة من تركيا ـ التي يزورها مرسي الاحد (30 ايلول) ويشارك في اجتماعات حزب العدالة والتنمية الحاكم (النسخة التركية عن الاخوان المسلمين) ـ ان تساهم في الدفع نحو تسريع الحل السياسي السوري وربما لاحقاً بلورة ثلاثية اقليمية مصرية ـ إيرانية ـ تركية من شأنها اذا شقت طريقها ان تهيِّئ لنظام اقليمي جديد.
عبد الحسين شبيب
وبمعزل عن اللقاء اليتيم الذي جمع الرئيس مرسي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماعات الامم المتحدة وابلاغها إياه التزام حكومتها الاستمرار في تقديم المساعدات المالية للقاهرة، فإن اسباباً عدة تستدعي من واشنطن التوجس خيفة من الرئيس الاسلامي الجديد، وفي مقدمها حاليا اداؤه في ما يتعلق بالأزمة السورية، وفتحه قنوات اتصال مباشرة مع الاطراف الدولية التي لا تشاطر الولايات المتحدة موقفها من هذه الأزمة، وتحديداً الصين وإيران، حيث يبدو أن توجه مرسي لتطوير العلاقات مع الجمهورية الاسلامية يحتوي على معطيات مهمة، ليس آخرها الزيارة غير المعلنة التي قام بها مدير ديوان الرئاسة المصرية رفاعة الطهطاوي الى طهران ولقاؤه الامام السيد علي خامنئي حاملا رسالة شفهية من الرئيس مرسي، تتناول العلاقات الثنائية والملف السوري.
كما ان الطهطاوي اجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين ايرانيين اضافة الى مستشار المرشد للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي. وعليه فإن واشنطن لا تنظر بعين الارتياح الى سلوك مرسي الانفتاحي هذا، فضلاً عن تمايزه عن بقية الدول العربية المعنية بالأزمة السورية في اعتماد مقاربة تنأى بعيداً عن الموقف الأميركي، لا سيما رفضه الحاسم لأي تدخل عسكري أجنبي في هذا البلد واصراره على أن الحل يأتي من داخل الشعب السوري حصراً.
والذي رفع اكثر منسوب القلق الأميركي من مرسي هو اقتراحه تشكيل لجنة رباعية تضم ممثلين عن مصر وتركيا وايران والسعودية كاطار اقليمي عربي اسلامي للمساهمة في حل الازمة باعتبار أن الاطراف الاربعة هي الاكثر تاثيراً على اطراف الازمة السورية، وهو ما سيؤدي حتماً الى ارباك خطط واشنطن المستقبلية في كيفية ادارة هذه الازمة، لا سيما بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي الاميركي اواخر هذا العام. ويمكن القول انه على الاقل هناك صراع تصورات بالنسبة لمسار الحل السوري، حيث تتجه مصر نحو بلورة حل سياسي لا يراه الرئيس مرسي مستحيلا رغم صعوبة الازمة كما قال لشبكة "بي. بي. أس" الاميركية في نيويورك، في حين تصر الادارة الاميركية على تفعيل الازمة وتغذيتها بما امكن من الادوات القتالية والمالية والاعلامية لتسعيرها ميدانياً عسى ان تتهيأ الظروف لعمل عسكري ما. وعليه فان تفعيل الرئيس مرسي عمل اللجنة الرباعية، ومن ضمنه رغبته بلقاءات مباشرة متوقعة مع قادة الدول الثلاث: تركيا وايران والسعودية، سيؤدي الى تضييق الخناق على الخيارات الاميركية، ومعها طبعا السعودية وبقية الفريق العربي. وهؤلاء يعرفون ان مصر تمثل ثقلاً عربياً واسلامياً كبيراً لا يمكن تجاوزه في الملف السوري ربطا بمعطيات عديدة، بينها ان القاهرة تشكل حالياً المرجعية السياسية لتنظيم الاخوان المسلمين بمختلف فروعه، بما فيه الفرع السوري، وهذا الاخير ربما هو القوة الاكثر حضوراً بين قواعد المعارضة من الناحية التاريخية، لكنه يبدو حاليا في المشهد الاعلامي بمثابة المنكفئ عن التصدي فاسحاً المجال ام قوى واسماء لا يتوقع ان يكون لها حضور وازن في اي صيغة مستقبلية. وربما يفسر هذا الانكفاء الاخواني السوري عن الواجهة كترجمة لقرار مركزي للتنظيم يمكن ان يوظف في تفعيل الدور المصري بما يعيد له حضوره الاقليمي، بعدما اقتطع اطراف عديدون من ضمنهم المملكة السعودية اجزاء من هذا الدور او ربما صادروه كلياً في بعض المحطات. ومن هنا يمكن تفسير عدم مشاركة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في اجتماع القاهرة الاخير لوزراء خارجية الرباعية، ذلك ان تفعيل الدور المصري سيكون حكما على حساب الدور السعودي. لكن هناك حيثية اخرى تتعلق بالخلاف التاريخي بين الاخوان المسلمين والمملكة السعودية، وهو يتجه لكي ياخذ شكلا معاصرا يتعلق بمحاولة الرياض اختراق المجتمعات الاسلامية من خلال تغذية التيارات السلفية الوهابية التي تختلف كلياً عن الفكر الاخواني لمواجهة تحديات تنتظرها وفقا لما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة «فرنسا 24»، خلص فيه الى أن "السلفية باتت اليوم مكوناً في السياسة الخارجية للعربية السعودية، تسعى الرياض من وراء نشرها إلى مجابهة تحديات كبرى، أولها تأجيل مطالب التغيير الديمقراطي في الداخل، وثانيها الاحتماء من إيران، وثالثها مواجهة حركة إسلامية زاحفة هي الإخوان المسلمون". ونقل التقرير الذي نشره موقع القناة الفرنسية بعنوان " كيف تتحكم السعودية في التيار السلفي في العالم العربي؟" (أعده الكاتب سفيان فجري) عن الباحث المغربي في الحركات السلفية عبدالحكيم أبو اللوز قوله إن "السلفيين الوهابيين يشكلون رقما مهما في الصراع على السلطة، كما هو الشأن في اليمن ومصر والكويت، فيما لا يزال ممثلوهم في دول أخرى يقاتلون لدخول المعترك السياسي، كما هو الحال في سوريا". وبحسب التقرير (نقلا عن الباحثين المختصين): "فالسلفيون جميعهم، على اختلاف جماعاتهم، يولون جهة الرياض، التي تعتبر عاصمة الفكر السلفي بامتياز وتعتبر الراعي الأول للتيار السلفي الوهابي في العالم". ليخلص إلى أنه "لحماية الداخل تحولت السلفية إلى أداة في السياسة الخارجية للنظام السعودي، وتم توفير الموارد المالية للمؤسسة الوهابية وتقويتها وتعزيز روابطها بالخارج من أجل التأثير فيه ومحاصرة التحديات المقبلة على النظام السعودي من الخارج".
اذاً بحسب هذا المصدر هناك سعي سعودي حثيث لوقف مد الاخوان الذين تتصاعد قوتهم و"التأثير الذي قد يمارسونه على السعودية، باعتبارهم حركة تتبنى خطابا دينيا منتقدا للسلطة المطلقة ويدعون إلى الخروج على الحاكم"، عبر وسيلة نشر التيار السلفي الوهابي بما فيها سوريا، وبالتالي فان مجالات الاختلاف ـ التصادم المستقبلي ـ كبيرة بين التيارين الاخواني والسلفي، وليس ادل على ذلك ما يجري في تونس من صراعات دفعت بزعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي (اخوان مسلمين) الى اطلاق تصريح عنيف ضد هذا التيار مؤخراً. كما انه وبحسب تقرير القناة "الفرنسية" فان سوريا هي احد مجالات الصراع المقبل بين التيارين، وبالتالي فان مصر الاخوانية معنية في ضوء هذه المعطيات باعتماد مقاربة مختلفة تبتعد فيها عن المسار العنفي الدموي الذي تغذيه السعودي وقطر (الراعي الثاني للتيار الوهابي بحسب المصدر الفرنسي نفسه)، ويترجم ايضا بضخ المزيد من المقاتلين من جنسيات مختلفة للقتال ضد النظام، قبل ان تنقلب بندقيتهم لاحقا الى صفوف المعارضين الاخرين كما حصل في تجارب كثيرة. من هنا يلاحظ ان الرئيس مرسي يكرر في كل تصريحاته الحديث عن ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا، وآخرها قوله للـ"بي. بي. أس" ان "التطورات في سوريا تحتاج إلى العمل على وقف أعمال القتل"، وهو ما تشاطره فيه ايضاً طهران والصين وروسيا التي اتهمت عبر رئيسها فلاديمير بوتين في احدث تصريح له الدول الغربية بنشر الفوضى في سوريا، وهي فوضى مرشحة ومخطط لها ان تُفعَّل ايضاً في مصر برعاية اميركية غربية مباشرة، وهو ما يعرفه مرسي تمام المعرفة، ويدرك الوظفية التي خطط لها منتجو فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لتأجيج نزاع طائفي بين المسلمين والمسيحيين الاقباط في مصر. لذا يبدو ان سير الرئيس المصري في تفعيل العلاقات مع طهران ورغبته بالتشارك معها في حل الازمة السورية خلافا للموقفين الاميركي والسعودي من شأنه اذا ما قرن بمقاربة جديدة من تركيا ـ التي يزورها مرسي الاحد (30 ايلول) ويشارك في اجتماعات حزب العدالة والتنمية الحاكم (النسخة التركية عن الاخوان المسلمين) ـ ان تساهم في الدفع نحو تسريع الحل السياسي السوري وربما لاحقاً بلورة ثلاثية اقليمية مصرية ـ إيرانية ـ تركية من شأنها اذا شقت طريقها ان تهيِّئ لنظام اقليمي جديد.
عبد الحسين شبيب